أيسوزو D-Max

صحيح أنه عبارة عن شاحنة خفيفة ولكنه يتوفر بعدد من المزايا التي تمكنه من لعب دوري المركبة المخصصة للأعمال الشاقة والسيارة المعدة للتنقلات اليومية

خلال أيام مراهقتي، أرسلني أهلي لقضاء فترة الصيف في مزرعة عمي الذي كان يملك عدداً من الآليات الزراعية التي كانت تستعمل حينها في حراثة الأرض وزراعتها. ومن هذه الآليات، شاحنة خفيفة صغيرة الحجم كان عمي يستعملها لنقل أكياس كبيرة من التراب والمواد الكيماوية المغذية للأتربة والى ما هنالك من حاجيات زراعية. ولأن المزرعة كانت بعيدة عن الطرقات العامة، كان عمي يسمح لي بقيادة شاحنته هذه وهذا ما كان يبعث السرور في نفسي.

بعدها، راجت موضة الشاحنات الخفيفة في أرياف الولايات المتحدة الأميركية وفي أستراليا ولدرجة باتت هذه الشاحنات من المركبات التي يعتمدها الشبان لتنقلاتهم اليومية بين منازلهم وجامعاتهم، خصوصاً أنها كانت مزودة ببعض تجهيزات الراحة، في وقت كانت قادرة على التحول الى مركبات تجارية تمكنهم من نقل الأمتعة والحاجيات. وفي خلال تلك الفترة، بدأ مالكو هذا النوع من الشاحنات بتزويدها بعدد من الإضافات لتحسين مظهرها وإبعادها عن طابع القساوة الذي كانت تتميز به، الأمر الذي أدى بشركات صناعة السيارات التي تملك شاحنات خفيفة ضمن إنتاجها الى البدء بتطوير هذه الشاحنات وتوفيرها بمستلزمات القيادة المريحة ولأبدأ كمحب للسيارات بالتفكير بإقتناء إحدى هذه الشاحنات مع العلم أنني لم أقم يوماً بهذه الخطوة. ومنذ ذلك الحين، تبدل مفهوم الشاحنات الخفيفة وتحولت من مجرد مركبات قاسية تتحلى بطابع ريفي يستعملها مالكوها لأغراض النقل الى مركبات يتم بناء بعضها على قواعد السيارات السياحية ويجري تزويدها بتجهيزات لم تكن تتوفر في السابق لأي شاحنة مهما كان حجمها.

وهذا ما يوصلنا الى أيسوزو D-Max التي أطلقتها شركتها في منطقة الشرق الأوسط مؤخراً ولكن بعد أن طورتها وحسنتها مع التركيز على محافظتها على طابعها القاسي الذي يعود الى المركبات المتعددة الإستعمال وقدراتها بعيداً عن الطرقات المعبدة والتي إكتسبتها من شقيقتها روديو التي تنتمي الى خانة سيارات الـ SUV والتي أنتجتها أيسوزو بين العامين 1988 و2004 محققةً من خلالها نجاحاً كبيراً يعود جزء كبير منه الى إعتماديتها العالية وقدراتها المتقدمة خارج الطرقات المعبدة.

ولـ D-Max الجديدة، قررت أيسوزو أن تستمر بالتعاون مع جنرال موتورز التي كانت قد وقعت معها إتفاقاً نتج عنه إطلاق الجيل الأول من D-Max عام 2002 في الأسواق التايلاندية حيث تصنع هذه الشاحنة الخفيفة التي تتشارك اليوم مع شفروليه كولورادو الجديد بعدد كبير من المكونات شأن قاعدة العجلات، خصوصاً أن السيارتان تخرجان من نفس خط الإنتاج التايلاندي.

ومن D-Max، توفر أيسوزو في المنطقة العربية فئتان تعتمد الأولى منهما على مقصورة أحادية مزودة بصف واحد من المقاعد مقابل مقصورة مزدوجة للفئة الثانية التي تعتمد على صفين من المقاعد. ولزيادة خيارات المستهلك، لا تكتفي D-Max بتوفرها بعدد من أحجام التحميل الخلفية وحسب، بل بخيار بين ثلاثة محركات لا تتوفر لإبنة عمها الأميركية الأصل. وينتمي أحد محركات D-Max الى عالم المحركات البنزينية وهو بسعة 2,4 ليتر. أما المحركان الباقيان، فيعملان بوقود الديزل وتبلغ سعتهما 2,5 و3 ليترات على التوالي ويعملان بالتعاون مع جهاز توربو لكل منهما. وهنا، توفر أيسوزو علبة تروس يدوية خماسية النسب يمكن الحصول عليها مع المحركات الثلاثة، في وقت يمكن طلب محرك الليترات الثلاث مع توربو مع علبة تروس أوتوماتيكية ولكن من 4 نسب أمامية متزامنة. ومن ناحية أخرى، يمكن طلب D-Max وبغض النظر عن المحرك بفئة تندفع بالعجلتين الخلفيتين أو بأخرى مزودة بنظام دفع رباعي كان متوفراً للفئة التي إختبرناها والتي تندفع على الرغم من مقصورتها المزدوجة بمحرك ديزل يقوم على مبدأ محركات الأسطوانات الأربع المتتالية بسعة 3,0 ليترات. ويعمل هذا المحرك بالتعاون مع جهاز توربو ومبدل حراري على توليد قوة 134 حصاناً تترافق مع 294 نيوتن متر من عزم الدوران الذي ينتقل شأنه للقوة الى العجلات الأربع من خلال علبة تروس يدوية خماسية النسب.

من الداخل وبمجرد أن يدخل المرء الى مقصورة D-Max، سيشعر أن ما يراه أمامه مألوف. فلوحة القيادة تتشابه بمعالمها العامة مع تلك التي تتوفر لـ كولورادو وتقوم على تجويف للعدادات يتميز بعمقه الذي يبعده عن الإنبهار الضوئي وبشاشته الرقمية التي تتوسط العدادات والتي توفر عدداً من المعلومات الحيوية. أما الكونسول الوسطي، فتبرز فيه فتحتا إخراج هواء المكيف العموديتين اللتين يعلوهما علبة توضيب مدمجة بلوحة القيادة ويتوسطهما جهاز الإستماع الموسيقي المميز بنقاوة صوتية متقدمة قد لا تتوفر عادةً في هذه الفئة من الشاحنات الخفيفة. ويمكن طلب النظام الموسيقي إضافياً مع قارئ للأسطوانات المدمجة. وتحت النظام الموسيقي، تم وضع المفاتيح الدائرية المخصصة لتشغيل مكيف الهواء الذي أبدى خلال التجربة فعالية عمل متقدمة. وفي هذا الإطار، نشير أن D-Max يتوفر في بعض الأسواق الأخرى مع مكيف هواء إلكتروني وعدد من التجهيزات التي لا تتوفر في أسواقنا. وهنا يرد مسؤولو أيسوزو السبب في ذلك الى محاولتهم الإبقاء على سعر منافس لشاحنتهم هذه.

وفي المقصورة، لا يمكن للمرء إلا أن يلاحظ أن هناك مستويات رحابة جيدة تسمح لأربعة ركاب بالإنتقال براحة متقدمة جداً تتدنى نسبياً في الخلف عندما يرتفع عدد الركاب الى ثلاثة. وهنا، لا بد من الإشارة الى أن مقاعد D-Max القماشية توفر تثبيتاً معتدلاً للأجسام مع راحة أكثر من ما يتوقع المرء من شاحنة خفيفة. كذلك، لا بد من الإشارة الى أن طريقة توضيب وتصميم المقصورة عملانية وتمكن السائق من التعامل مع هذه المكونات بسهولة من دون الحاجة لرفع النظر عن الطريق وليبقى المأخذ الوحيد على هذه المقصورة متمثلاً بكونها مصنوعة من مواد بلاستيكية قاسية بعيدة عن عوامل الترف ولكن هذا أمر عادي ومتوقع في الشاحنات على أنواعها وبالأخص تلك المعدة للأعمال الشاقة.

أما من الخارج، فيتمتع D-Max بتصميم معاصر ويتحلى بشخصية يمكن وصفها بالرياضية ذلك أن الهيكل يقوم على عدد من المكونات النافرة التي تبدو وكأنها عضلات رياضية. وهنا توفر أيسوزو شاحنتها هذه بعدة مستويات تجهيز منها مستوى LS الذي ينفرد بشبك لفتحة التهوئة الأمامية تم طلاؤه بالكروم اللماع مع صادم أمامي مطلي بلون الهيكل، في وقت يطغى اللون الأسود الباهت على الشبك والصادم في طرازات القاعدة. كذلك تعتمد D-Max المزودة بمستوى تجهيز LS على عجلات بقطر 16 إنش وتتوفر مع نوافذ كهربائية، مرايا كهربائية، مكيف هواء ونظام موسيقي مع قارئ أسطوانات مدمجة وعدد من حاملات الأكواب.

على الطرقات المعبدة، يتميز D-Max بتأدية جيدة ولكنه يتطلب من المرء بعض الوقت للتأقلم مع الليونة التي تتسم بها دواسة القابض الفاصل. أما تماسكه، فهو جيد وبعيد نسبياً عن تمايلات الهيكل حول محور عمودي وهمي وهذا ما يمكن المرء من دخول المنعطفات بثقة قد يعترضها في بعض الأحيان جهاز المقود الذي لا يوفر شعوراً عالياً بالطريق، مع العلم أنه دقيق ومتجاوب. وهنا يلعب التعليق الذي يعتمد مبدأ الشعب المزدوجة في الأمام والمحور الإلتوائي مع النوابض الورقية في الخلف دوراً جيداً في هذا التماسك. أما على السرعات العالية، فيتصرف D-Max كأي شاحنة خفيفة أخرى إذ توفر مقصورته راحة جيدة ولكنها غير معزولة كلياً عن المحيط الخارجي وهذا أمر مقبول ومتوقع في سيارة معدة لنقل الحمولات.

أما قيادة D-Max بعيداً عن الطرقات المعبدة، فقد كانت مفاجئة. ففي وقت توقعنا أن لا تتمكن هذه الشاحنة الصغيرة من تحقيق المعجزات بسبب محركها المعتدل القوة وتسارعاتها العادية، فاجأتنا D-Max بقدرتها على قطع عدد من الصعاب الرملية. وعلى الرغم من أنها ليست معدة للقيادة الشديدة التحدي على الدروب والمسالك الوعرة، إلا أن ما قامت به D-Max يؤكد أنها من أكثر الشاحنات الخفيفة صلاحية للأعمال اليومية في الورش والمزارع يدعمها سمعة ممتازة تتمتع بها سيارات أيسوزو وبالأخص لجهة عملانية الإستعمال والقدرة على التحمل وهذا في نهاية المطاف هو المطلب الرئيسي للمستهلكين الراغبين بهذا النوع من الشاحنات الخفيفة.

المقود

مهمة المقود واضحة وهي التوجيه لذلك لا وجود لأي مفاتيح تشغيل في مقابضه الأفقية

التوضيب

تم إستغلال القسم العلوي من الكونسول لوضع علبة توضيب مع غطاء لإبعاد أعين الفضوليين

العدادات

يتوسطها شاشة رقمية عالية الوضوح توفر

عدداً من المعلومات الحيوية التي تهم السائق

النظام الموسيقي

في حال طلبت طراز القاعدة، سيتوجب عليك أن تبحث عن أشرطة الكاسيت القديمة في منزلك

مكيف الهواء

على الرغم من الطقس المعتدل أثناء التجربة، أكد المكيف أن قدراته التبريدية متفوقة وفعالة

الكونسول الوسطي

ألا يذكركم التصميم العام لهذا الكونسول بالكونسول الوسطي لـ شفروليه كولورادو؟

بطانات الأبواب

تتميز بتصميم معاصر لجهة إمتداد خطوط لوحة القيادة العليا فيها وبأماكن خاصة للتوضيب في أسفلها

مقاعد

ليست رياضية أو سباقية ولكنها توفر مستويات تثبيت معتدلة مع راحة لن يقدرها المرء إلا خلال السفر لمدة طويلة

«تتميز المقصورة بمواد بلاستيكية قاسية نسبياً إنما ذات جودة معتدلة ولكن هذا هو حال كل الشاحنات الخفيفة»

أيسوزو D-Max

الأرقام

3.0 ليتر ـ 4 أسطوانات متتالية ـ دفع خلفي / رباعي ـ 134 حصان ـ 294 نيوتن متر ـ الإستهلاك: 9,8 ميل لكل غالون ـ من صفر الى 100 كلم/س في 15,4 ثانية ـ السرعة القصوى: 165 كلم/س

الحكم

إذا كنت تريد شاحنة خفيفة قادرة على التصرف كسيارة عادية يمكنها أن تنقلك في الأماكن الوعرة، فـ D-Max خيار يتوجب عليك أن لا تتغاضى عنه

8