انفينيتي Q50 التي طال إنتظارها

هي خليفة G ولكنها ذهبت بكل شئ الى أبعاد أخرى. هيا بنا لنتعرف عن كثب الى إنفينيتي Q50 الجديدة

عندما أفكر المرء بعلامة إنفينيتي التابعة لمجموعة نيسان التي بدأت خلال السنوات الأخيرة بتوفير سيارات لا يمكن للمرء إلا أن يتوقف عندها، لا يمكنني إلا أن أتساءل عن السبب بتفوق منافساتها لكزس التي تملكها تويوتا، عليها ولأجد أن السبب يعود الى إنطلاقة الشركتين. فعندما إنطلقت لكزس في عالم صناعة السيارات، قرر القيمون عليها أن يوفروا سيارات مبنية على قواعد سيارات تويوتا التي كانت موجودة حينها ولكن شرط أن تكون كل المكونات المرئية في سيارات لكزس حصرية لها ومع التشديد على توفير مقصورات تتميز بجودتها التصنيعية العالية وبقدراتها على توفير مستويات عزل صوتي إستثنائية.

أما إنفينيتي، فقد إرتكبت خطأً فادحاً عندما بدأت بإطلاق سيارات شعر كل من رآها بأنها سيارات نيسان أزيلت عنها شعارات هذه الأخيرة لتأخد شعارات إنفينيتي مكانها ولينطبق ذلك علي كل سيارات إنفينيتي بإستثناء طراز Q45 الذي بدأ إنتاجه عام 1989 والذي كان متوفراً في اليابان تحت إسم نيسان سيما. وعلى الرغم من أن Q45  إنفرد حينها بتعليق نشط لم يكن قد ظهر في أي من السيارات المترفة الأخرى، إلا أنه كان لمعالم الشبه بين هذه السيارة وباقي سيارات نيسان أثر سلبي على سمعة إنفينيتي التي كانت لا تزال في بداية عهدها وليستمر التشابه بين سيارات هذين الفرعين لفترة طويلة لم تكن خلالها أيضاً مقصورات هذه السيارات تركز علي جودة المواد المستعملة أو حتى على الجودة التصميمية.

ومع بداية الألفية الحالية ولسبب ما إكتشف القيمون على إنفينيتي أن تأمين إستمرارية علامتهم التجارية هذه سيتطلب جهوداً كبيرة أقلها البدء بالتمييز الكلي بين سيارات نيسان وتلك التي تحمل شعار إنفينيتيوالعمل على زيادة مستويات الترف والفخامة وتعزيز ذلك بطابع رياضي يظهر في ميدان التأدية. ومع البدء بتنفيذ هذه الخطة، بدأت إنفينيتي بصعود سلم السمعة الجيدة ولينعكس ذلك على شكل مبيعات متقدمة علي الصعيدين العالمي والعربي. أما مؤخراً، فقد قررت إنفينيتي أن تبدل تسمية سياراتها مطلقة على كل السيارات السياحية التي تنتمي الى خانتي السيدان والكوبيه تسمية Q مقابل تسمية QX للسيارات المنضوية تحت لواء سيارات الكروس أوفر وتلك الرياضية المتعددة الإستعمال على أن يشير الرقم الذي يلي هذه الحروف الى حجم المحرك.
وفي هذا الإطار، تخلت صغيرة الشركة G التي كانت تتوفر بفئات السيدان والكوبيه والمكشوفة عن إسمها لصالح تسمية Q50 على أن تتوفر ـ على الأقل في الوقت الحالي ـ بفئة السيدان ولكن بعد أخضعتها إنفينيتي الى عملية إعادة تصميم متكاملة شملت كل ما يمكن للعين المجردة أن تراه فيها. وهنا، وضعت إنفينيتي نصب عينيها أن تخرج بسيارة يمكنها منافسة ـ أو على الأقل ـ مجاراة السيارات الألمانية التي توفرها كل من مرسيدس وبي ام دبليو وأودي، أي كل من C و3 وA4، خصوصاً أن هذا القطاع من السيارات لا يزال واحداً من أكثر القطاعات تنافسية ومبيعاً في مختلف الأسواق العالمية. وفي هذا السياق، أعلنت إنفينيتي أنها تنوي من خلال Q50 أن تدخل الى هذا القطاع من بابه العريض وهذا ما أدى بالتالي الى قرار إنفينيتي بزيادة التركيز علي الطابع الرياضي وروح الترف والإحساس بالجودة.

من الخارج ولأن G كانت تتميز بطابع رجولي، قررت إنفينيتي أن تحافظ علي العضلات الرياضية ولكن بعد أن أضافت اليها عدداً من العناصر التصميمية التي زادت من مستوى أناقة Q50 ومن دون أن تفقدها أي من مكونات رجولتها، سواء كان ذلك على صعيد الواجهتين الأمامية والخلفية أو لجهة التصميم الجانبي وذلك مع العلم أن حجم Q50 إزداد لجهة العرض الإجمالي الذي إزداد بمعدل 5 سم قابله إنخفاض بمعدل 2 سم لجهة الإرتفاع. زما قاعدة العجلات، فقد بقيت على حالها لجهة طولها وهذا ما وفر إحساساً بأنها ملتصقة بالطريق وأنها تتمتع بثبات متقدم وبالأخص خلال القيادة الرياضية والهجومية.
وعلى الرغم من أن الطول الإجمالي لـ Q50 بقي مماثلاً لطول G، إلا أن مقصورة الركاب نالت عملية إعادة تصميم شاملة مكنت مهندسي إنفينيتي من الخروج بمقصورة تعلن إنفينيتي أنها تتفوق لجهة أبعادها الداخلية المخصصة لرؤوس وأرجل ركاب الأمام والخلف على منافساتها اللواتي تفترض إنفينيتي أن لائحتهن تشمل كاديلاك ATS ولكزس IS350. فبالإضافة الى الرحابة الداخلية والمساحات الزجاجية التي ترفع الإحساس بالرحابة وتوفر مجالات رؤية جيدة في كل الإتجاهات، نالت Q50 لوحة قيادة جديدة كلياً تم تصميمها بحيث يقسمها الكونسول الوسطي ولكن بشكل غير متناظر. فمن الجهة اليسرى هناك تجويف للعدادات يحتوي على عدادين كبيرين للسرعة ولدوران المحرك مع عدادين صغيرين في أسفل العدادين الكبيرين للإشارة الى كمية الوقود المتبقية في الخزان ودرجة حرارة المحرك. وبين هذين العدادين، إعتمدت Q50 على لوحة رقمية كبيرة يمكن للسائق أن يتحكم بما توفره من معلومات تبعاً لرغبته ولطريقة قيادته. أما الكونسول الوسطي الذي فقد تخلى عن التصميم التقليدي لصالح شاشة علوية لجهاز الملاحة تعلو شاشة أخرى تعمل باللمس أطلقت عليها إنفينيتي تسمية Infiniti InTouch أخذت مكان معظم مفاتيح التشغيل الخاصة بنظام الإستماع الموسيقي جهاز الملاحة ونظام الإتصالات والهاتف النقال العامل بتقنية بلوتوث وتطبيقات الهاتف الخليوي وغيره من الأجهزة. ويمنهي الكونسول الوسطي في الأسفل بتصميم مائل يذكر بذلك المعتمد في سيارات بي ام دبليو الألمانية لجهة مقطعه المعدني المثلت والمحيط بمقبض علبة التروس ومفتاح التحكم الدائري بجهاز الملاحة والكاميرات المحيطية.

أما على الصعيد الميكانيكي، فستتوفر Q50 مع نسخة مطورة من محرك الشركة الذي تبلغ سعته 3.7 ليتر تم توزيعها على 6 أسطوانات أخذت لنفسها شكل الحرف V تعلن إنفينيتي أنه يولد قوة 328 حصاناً تترافق مع 365 نيوتن متر من عزم الدوران الذي يساهم فيه جهازا CVTCS و VVEL للتحكم المتغير والمستمر بتوقيت عمل الصمامات. كذلك ستتوفر Q50 بفئة هجينة لم يعرف بعد ما إذا كانت ستتوفر في منطقة الشرق الأوسط، إلا أنها مزودة بمحرك V6 بسعة 3.5 ليتر تم ربطه الى محرك كهربائي بقابض ثنائي. ويفترض بالمحرك البنزيني أن يولد قوة 302 حصان مع عزم يبلغ 350 نيوتن متر مقابل 50 كيلووات للمحرك الكهربائي الذي يولد 67 حصاناً مع 290 نيوتن متر من العزم، الأمر الذي يرفع القوة الإجمالية للمجموعة الهجينة الى 360 حصاناً.
وقد تم ربط المحركين الى علبة تروس أوتوماتيكية سباعية النسب بتحكم إلكتروني يمكن التحكم بنقل نسبها يدوياً من خلال عتلتين كبيرتين خلف المقود تم صنعهما من المغنيزيوم. أما إنتقال القوة فيتم بإتجاه العجلتين الخلفيتين أو العجلات الأربع في الطرازات المزودة بنظام الدفع الرباعي. هذا وتعتمد Q50 على تعليق مستقل في زواياها الأربع حيث يسيطر الألومنيوم الذي يهدف الى خفض الوزن علي التعليق الذي يعتمد في الأمام على تقنية الشعب المزدوجة والتي يقابلها في الخلف نظام الوصلات المتعددة والتي تم تعزيزها في الأمام والخلف بنوابض معدنية حلزونية مع ماصات صدمات وقضبان مقاومة للإنحناء والغوص. ويمكن الحصول مع Q50 علي نظام إلكتروني يتحكم بالتعليق ويرفع في حال إعتماد برنامج سبورت من قساوة التعليق لتوفير المزيد من التماسك ولكن على حساب الراحة التي تظهر في أبهى حللها عند إعتماد برنامج القيادة القياسي. وتقف Q50 على عجلات معدنية قياسية بقطر 17 إنش يمكن طلبها في طرازات القمة بقياس 19 إنش وهي تخفي خلفها جهاز مكابح يعتمد في عمله على أسطوانات قرصية مع مكابس معززة بأجهزة ABS لمنع غلق المكابح وEBD لتوزيع قوة الكبح إلكترونياً بين الإطارات الأربعة. كذلك ستتوفر Q50 إضافياً بمكابح رياضية تعمل بمكابس رباعية في الأمام وثنائية في الخلف مع أسطوانات بقطر أكبر، في وقت ستعمل المكابح في نسخ Q50 الهجينة علي تجمع الطاقة المهدورة لإعادة إستعمالها.

ولأن التجهيزات الإلكترونية على أنواعها باتت من الأمور المطلوبة التي يركز عليها المستهلك بغض النظر عن فئته العمرية ومنطقة إقامته، قررت إنفينيتي أن توفر كما كبيراً من هذه التجهيزات التي تشمل المقود المباشر والنشط الذي يتوفر لأول مرة والذي يعمل بطريقة مشابهة للإتصال اللاسلكي بين المقود والإطارات الأمامية ويعمل بأربعة برامج عمل يمكن للسائق إختيار ما يناسب قيادته منها أو ما يتناسب مع نوعيةالطريق التي تقطعها سيارته. وهنا زودت نيسان سيارتها هذه بنظام مقود ميكانيكي إضافي يتم تفعيله تلقائياً في حال توقف النظام المباشر والنشط عن العمل لأي سبب من الأسباب. كذلك تتوفر Q50 مع نظام المحافظة على خط السير والذي يعمل من خلال كاميرا على مراقبة مسار السيارة وإصلاح خط السير سواء كان سببه إنحراف المقود بين يدي السائق أو الرياح الجانبية.
وتتوفر Q50 مع نظام جديد يمكنه خفظ إختيارات أربعة سائقين سواء كان ذلك لجهة وضعية المقاعد أو المرايا الجانبية أو حتى معايير مكيف الهواء والنظام الموسيقي وجهاز الملاحة وغيرها من المعايير التي يمكن التحكم بها أو تعديلها من خلال الشاشتين الوسطيتين في الكونسول.
يذكر أيضاً أن Q50 مزودة بشكل قياسي بآلية اختيار نمط القيادة من إنفينيتي (البيئي، القياسي، الرياضي، الخاص) في جميع النسخ، كجزء من نظام البيئة الرقمية التخصيصية المتقدمة التي تتيح للسائق عمل الإعدادات الخاصة به فيما يخص المحرك وناقل الحركة والسيطرة ومعايير نظام التوجيه (نسبة الإلتفاف ومدى المساعدة).
أخيراً يبقى أن نشير أنه بمجرد توفر هذه السيارة في المنطقة، سنضع أيدينا عليها وسنقوم بتجربتها. فترقبوا تقرير قيادتها في وقت قريب.