بالرغم من الكثير من التكنولوجيا.. تسلا تتسبب في حوادث مدمرة

شاركت سيارات Tesla التي تشغل برنامج Autopilot في 273 حادثًا تم الإبلاغ عنها خلال العام الماضي تقريبًا (في أمريكا فقط)، وفقًا للمنظمين، أكثر بكثير مما كان معروفًا في السابق حيث تم تقديم أدلة ملموسة فيما يتعلق بأداء العالم الحقيقي لميزاتها المستقبلية. في المقال التالي سوف نستعرض بالرغم من الكثير من التكنولوجيا... تسلا تتسبب في حوادث مدمرة.

إحصائيات مخيفة لسيارات تسلا.

تظهر الأرقام، التي نشرتها الإدارة الوطنية لسلامة المرور على الطرق السريعة لأول مرة، أن سيارات تسلا شكلت ما يقرب من 70 بالمائة من 392 حادثًا تتضمن أنظمة مساعدة السائق المتقدمة التي تم الإبلاغ عنها، وأغلبيتا وفيات و إصابات خطيرة. وقعت ثمانية من حوادث تسلا قبل يونيو 2022، وفقًا للبيانات الصادرة عن NHTSA.

في وقت سابق، قالت NHTSA إنها حققت في 42 حادثًا يحتمل أن تنطوي على مساعدة السائق، بما في ذلك 35 سيارة تسلا، في مجموعة بيانات محدودة أكثر امتدت إلى عام 2016.

من بين الوفيات الست المدرجة في مجموعة البيانات المنشورة، تم ربط خمسة منها بسيارات تسلا - بما في ذلك حادث في يوليو 2021 شمل أحد المشاة في فلاشينج، كوينز، (أمريكا)، وتحطم قاتل في مارس في كاسترو فالي، كاليفورنيا، 2019.

نظام Tesla Autopilot.

Tesla Autopilot هي مجموعة من الأنظمة التي تسمح للسائقين بالتخلي عن السيطرة المادية على سياراتهم الكهربائية، على الرغم من أنه يجب عليهم الانتباه في جميع الأوقات. يمكن للسيارات الحفاظ على السرعة والمسافة الآمنة خلف السيارات الأخرى، والبقاء ضمن خطوط الحارات الخاصة بهم وإجراء تغييرات على المسارات على الطرق السريعة. حيث تضيف مجموعة موسعة من الميزات، تسمى بيتا "القيادة الذاتية الكاملة"، القدرة على المناورة في المدينة والشوارع السكنية، والتوقف عند إشارات التوقف وإشارات المرور، والانعطاف أثناء التنقل في المركبات من نقطة إلى أخرى.

لكن بعض خبراء سلامة النقل أثاروا مخاوف بشأن سلامة التكنولوجيا، حيث يتم اختبارها وتدريبها على الطرق العامة مع سائقين آخرين. حيث استهدف المسؤولون الفيدراليون شركة Tesla في الأشهر الأخيرة بعدد متزايد من التحقيقات والاستدعاءات وحتى التحذيرات العامة الموجهة إلى الشركة.

محققون اتحاديون يصعدون التحقيق في حوادث تسلا الطيار الآلي

تنبع مجموعة البيانات الجديدة من أمر فيدرالي في الصيف الماضي يطلب من صانعي السيارات الإبلاغ عن حوادث تنطوي على مساعدة السائق لتقييم ما إذا كانت التكنولوجيا تشكل مخاطر على السلامة. حيث تم العثور على سيارات تسلا لإغلاق نظام مساعدة السائق المتقدم، الطيار الآلي، حوالي ثانية واحدة قبل الاصطدام، وفقا للمنظمين.

طلب أمر NHTSA من الشركات المصنعة الكشف عن الأعطال حيث كان البرنامج قيد الاستخدام في غضون 30 ثانية قبل الانهيار، وذلك جزئيًا لتخفيف القلق من أن الشركات المصنعة ستخفي الأعطال من خلال الادعاء بأن البرنامج لم يكن قيد الاستخدام في وقت حدوث التأثير.

قال ستيفن كليف، مدير NHTSA، في مكالمة مع وسائل الإعلام حول مجموعة البيانات الكاملة من الشركات المصنعة: "تحمل هذه التقنيات وعدًا كبيرًا لتحسين السلامة، لكننا بحاجة إلى فهم كيفية أداء هذه المركبات في مواقف العالم الحقيقي".

ولم ترد تسلا على الفور على طلب للتعليق. حيث أشارت الشركة إن الطيار الآلي أكثر أمانًا من القيادة العادية عند مقارنة بيانات الاصطدام. كما أشارت الشركة أيضًا إلى العدد الهائل من الوفيات الناجمة عن حوادث المرور على الطرق الأمريكية سنويًا، والتي قدرتها NHTSA بنحو 42,915 في عام 2021 وزادت هذه النسبة في عام 2022، مشيدة بوعد تقنيات مثل الطيار الآلي "لتقليل تكرار وشدة حوادث المرور ومحاولة إنقاذ الآلاف من الأرواح كل عام".

وأضافت الشركة أنه لا يمكن مقارنة البيانات التي تضع القيادة العادية ضد الطيار الآلي بشكل مباشر لأن الطيار الآلي يعمل بشكل كبير على الطرق السريعة. ومع ذلك، وصف الرئيس التنفيذي لشركة Tesla Elon Musk)) الطيار الآلي بأنه "أكثر أمانًا بشكل لا لبس فيه".

أطلقت NHTSA تحقيقًا في مشكلة "الكبح الوهمي" في تسلا

قال ماسك مؤخرًا في شهر يناير أنه لم تكن هناك حوادث أو إصابات تتعلق بالبرنامج التجريبي الكامل للقيادة الذاتية، والذي تم طرحه على عدد محدود من السائقين للاختبار. حيث قال مسؤولو NHTSA إنه من غير المتوقع أن تحدد بياناتهم ما إذا كانت القيادة الذاتية الكاملة نشطة وقت وقوع الحادث.

حيث تقدم التقارير نافذة جديدة على أنظمة مثل الطيار الآلي، لكن قاعدة البيانات لا تزال قيد التقدم - مع وجود العديد من الأشياء المجهولة حتى في البيانات الأولية والأسئلة المتبقية المعلقة- لا تصلح البيانات بسهولة للمقارنات بين مختلف الشركات المصنعة، لأنها لا تتضمن معلومات مثل عدد أميال المركبات التي تم استخدام أنظمة مساعدة السائق المختلفة عبرها أو مدى انتشارها عبر أساطيل شركات صناعة السيارات.

ومع ذلك، فإن المعلومات تعطي المنظمين نظرة أكثر اكتمالاً مما كانت عليه من قبل. في السابق، حيث كان المنظمون يعتمدون على مجموعة مجزأة من البيانات من تقارير وسائل الإعلام وإخطارات الشركة المصنعة ومصادر متفرقة أخرى للتعرف على الحوادث التي تنطوي على مساعدة السائق المتقدمة.

قال فيل كوبمان، أستاذ الهندسة في جامعة كارنيجي ميلون الذي يركز على سلامة المركبات ذاتية القيادة: "لقد تم الكشف عن وقوع حوادث أكثر مما كانت تعرفه سابقًا NHTSA". حيث لاحظ الفي أن التقارير قد تحذف المزيد من الأعطال الطفيفة، بما في ذلك ثني الحاجز.

قال براينت ووكر سميث، أستاذ القانون، إن مجموعة البيانات لا تتضمن كل جزء من المعلومات التي قد يكون من المفيد معرفتها، ولكنها قد تكون مؤشرًا مبكرًا على التركيز على جمع المزيد من المعلومات واستخدامها لتحسين التقنيات ولوائح السلامة. في جامعة ساوث كارولينا يدرس تقنيات النقل الناشئة.

وقال عن تقنيات مساعدة السائق: "إنه سؤال مفتوح عما إذا كانت هذه الأنظمة بشكل عام أو الأنظمة الفردية قد أنجزت ذلك".

الكثير من التكنولوجيا قد يكون أمراً سيئاً.

تجمع شركات مثل Tesla بيانات أكثر من شركات صناعة السيارات الأخرى، مما قد يتركها ممثلة تمثيلا زائدا في البيانات، وفقا لخبراء في الأنظمة وكذلك بعض المسؤولين الذين تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هويتهم لوصف النتائج بصراحة. تقوم Tesla أيضًا بتجربة الكثير من التكنولوجيا، وبعضها يأتي بشكل قياسي في سياراتها، مما يضعها في أيدي المستخدمين الذين أصبحوا على دراية بها بسرعة أكبر ويستخدمونها في مجموعة متنوعة من المواقف.

حيث دعا البعض إلى مزيد من التحقيقات ومعايير السلامة المحتملة للسيارات المزودة بهذه التكنولوجيا. السناتور ريتشارد بلومنثال (ديمقراطي من كونيتيكت) وصف النتائج بأنها "سبب لقلق عميق".

وقال: "إنه جرس إنذار يدق ويؤكد العديد من التحذيرات التي أطلقناها على مر السنين". "تواتر وشدة هذه الحوادث هو سبب وميض الأضواء الصفراء وربما أضواء حمراء تومض على بعض هذه التكنولوجيا".

كما انتقد بلومنتال والسناتور إدوارد ج. ماركي (ديمقراطي من ماساتشوستس) سابقًا تسلا لوضعها البرامج على الطرق "دون مراعاة مخاطرها وتداعياتها بشكل كامل". في مكالمة مع وسائل الإعلام، حيث دعا ماركي تأكيد تسلا أن تقنية الطيار الآلي تجعل السيارات أكثر أمانًا.

كما أرسل أعضاء مجلس الشيوخ خطابًا إلى NHTSA، قائلين إنهم "منزعجون بشدة" من البيانات ودعوا المنظم "إلى استخدام جميع سلطات التحقيق والتنظيم الخاصة به لإلقاء الضوء اللازم على هذه الصناعة الخارجة عن السيطرة وفرض حواجز حماية لمنع المزيد من الأعطال الفتاكة".

وأخيراً..

تستمر التكنولوجيا في التطور يوماً بعد يوم، حيث ستشهد المرور على الكثير من الأعطال والمخاطر قبل الوصول إلى هدفها المنشود.