باناميرا... خضراء و صديقة للبيئة

لم تكتف باناميرا بكونها سيدان تنفيذية بتأدية رياضية
تختفي تحت هيكل يبدو وكأنه كوبيه، فقد زرعت لها
بورشه قلباً إصطناعياً تبرعت لها به إبنة عمها أودي
ولينقلها ذلك الى عالم... أخضر

في منتصف العقد الماضي، جمعت بورشه أهم مهندسيها وأبرز مصمميها وطلبت منهم أن يبدأوا بالعمل على سيارة سوبر رياضية مزودة بأربعة مقاعد يمكن الوصول الى كل منها عبر باب خاص به على أن تحمل في طياتها معالم بورشه التصميمية وأن تحتوي على كل ما توصلت اليه بورشه من تقنيات معاصرة وتجهيزات حديثة وتعزيزها بمواصفات ترف إستثنائية. وفي معرض شانغهاي الدولي للسيارات 2009، قدمت بورشه سيارتها باناميرا التي أدهشت الجميع وأثارت سؤلاً واحداً هو: ترى، ما الذي أصاب بورشه؟
أما السبب في هذا التساؤل الذي أجمع الجميع عليه، فيعود الى التصميم الخارجي لـ باناميرا التي تبدو من الأمام وكأنها عبارة عن فئة عريضة من طراز 911 جرى تزويدها بمصابيح مستوحاة من الجيل الجديد من كايين. وتزداد غرابة باناميرا عند النظر الى نصفها الخلفي الذي يبدو وكأنه مزود بقبة نافرة وواجهتها الخلفية التي تشعر المرء أنها مأخوذة من 911 التي لا تمت بصلة الى سيارات الأبواب الأربعة.
بإختصار، يمكن القول أن باناميرا ليست من السيارات التي يسهل النظر اليها وليست من السيارات التي يمكن للمرء أن يقع في غرامها من النظرة الأولى ومع ذلك، لا يمكن لإثنين أن يختلفا حول مدى النجاح الذي حققته هذه السيارة منذ نزولها الى الأسواق ولغاية حينه. أما الدليل على ذلك، فيتمثل بمبيعاتها المتقدمة في كافة الأسواق العالمية حيث تشير الدراسات الى أن مالكيها يستعملونها وكأنها عبارة عن سيارة عادية، أي أنهم يقطعون على متنها أكثر من 20 ألف كيلومتر سنوياً. ومن هنا، يمكن التقدير أن مالكي باناميرا بدأوا بالمطالبة بإيجاد سبل لخفض فواتير الوقود السنوية التي تتطلبها سياراتهم وهذا بالتالي ما يبرر تقديم بورشه لفئات من باناميرا مزودة بمحركات ديزل تم إلحاقها اليوم بفئة هجينة جديدة.
وفي مواجهة الجدل الذي يثيره التصميم الخارجي لـ باناميرا، لا يمكن للمرء إلا أن يقف عند مقصورة هذه السيارة الرائعة التصميم والتي يسيطر عليها مجموعة من المقاعد الرياضية التي توفر مستويات راحة عالية مع وضعيات جلوس ممتازة يواجهها لوحة قيادة مزودة بتجويف عدادات يبدو وكأنه عبارة عن مجموعة من الساعات السويسرية الراقية وبكونسول وسطي ذو خط أفقي مائل يحتوي على مجموعة كبيرة من مفاتيح التشغيل التي تتطلب كما في باقي فئات باناميرا، بعض الوقت للتأقلم مع وظيفة كل منها. ويمتد هذا الكونسول الى الخلف حيث يفصل بين المقعدين الخلفيين اللذين يليهما مقصورة مخصصة لتحميل الأمتعة تدنى حجمها ـ بالمقارنة مع حجم صندوق أمتعة باقي فئات باناميرا ـ بمعدل 110 ليترات وذلك بسبب وجود البطاريات وجهاز تبريدها في قعر الصندوق.
ولكن ما الذي تخفيه باناميرا S هايبريد خلف هيكلها؟ الحقيقة، تعتمد هذه السيارة على محرك V6 تقليدي بسعة 3 ليترات مع سوبر تشارجر إستعارته هذه السيارة من شقيقتها الكبرى كايين S هايبريد التي كانت قد إستعارته بدورها من إبنة العم أودي التي ربطته بعلبة تروس أوتوماتيكية متتالية من 8 نسب تعمل أطوال العليا منها ومعايير عملها على خفض مستويات دوران المحرك بهدف خفض مستويات إستهلاك للوقود. وهنا، عززت بورشه هذا المحرك البنزيني بمحرك كهربائي بقوة 47  حصاناً لا يقوم بتوفير قدرة دفع لـ باناميرا S هايبريد وحسب، بل يعمل على تغذية مجموعة البطاريات الخلفية (نيكل ـ معدن هجينة).
وبالإضافة الى ذلك، نالت باناميرا S هايبريد مفتاحاً يحمل الرمز E يمكن للسائق بعد أن يضغط عليه أن يحول عمل السيارة الى النظام الكهربائي القادر على تسيير باناميرا S هايبريد لمسافة تراوح في حدود 1,6 كلم. وعند إعتماد الدفع الكهربائي والبنزيني، يتطلب التسارع من حالة الوقوف التام الى سرعة 100 كلم/س حوالي 6 ثواني يساهم بها المحرك البنزيني الذي يولد قوة 333 حصاناً عند 5500 دورة في الدقيقة تترافق مع 440,6 نيوتن متر من عزم الدوران الذي توفر عند مستوى 3300 دورة في الدقيقة. أما المحرك الكهربائي، فيضيف الى ما سبق 47 حصاناً و221 نيوتن متر رافعاً القوة الإجمالية الى 380 حصان وعزم الدوران الأقصى الى 661 نيوتن متر.
وفي هذا السياق، زودت بورشه سيارتها هذه بعدة برامج عمل تبدأ بالدفع الكهربائي وتمر بالدفع الكهربائي البنزيني والدفع على السرعات العالية وإعادة الشحن أثناء القيادة أو عند التوقف و... ومع هذا التنوع الذي قد يؤدي الى بعض الحيرة، لن يتوجب على سائق باناميرا S هايبريد أن يقلق بهذا الشأن ذلك أن إلكترونيات السيارة قادرة على الإختيار والتفعيل نيابة عن السائق.
ومع التعليق الهوائي الذي يقوم بتعديل نبض التعليق وخلوص السيارة بشكل أوتوماتيكي، تشعر أن هذه السيارة التي يراوح وزنها في حدود 1900 كلغ معزولة عن الطريق وأنها تتحلى بتماسك جيد مع إنقيادية حسنة يساهم فيها شاسي يشعر السائق أنه أكثر توازناً منه لشاسي باقي فئات باناميرا. أما التعليقين الوحيدين على التصرف العام لـ باناميرا S هايبريد، فيتمثلان بدواسة المكابح التي يتغير الشعور بها عندما تبدأ المكابح بتخزين الطاقة الكامنة المهدورة في البطاريات وبوزن السيارة المرتفع الذي يظهر بوضوح وبالأخص في الخلف وعند القيادة على طريق ذات مطبات.
في النهاية وعلى الرغم من إقتناعنا التام بأن مستهلكي هذه الفئة من السيارات لا يكترثون بإستهلاكها كونهم ينتمون الى فئة ذوي الدخل المرتفع، إلا أننا نعتقد أن باناميرا S هايبريد تتوجه الى المستهلك الذي يريد الإنتقال بطريقة مميزة والذي لا يقبل المساومة والأهم من ذلك الى المستهلك الذي يملك وعياً بيئياً عالياً ويعيش في المدن الكبيرة التي يبدو أن من يراعي البيئة فيها بدأ بالحصول على تقدير الآخرين.  

«ليست باناميرا من السيارات التي يسهل النظر اليها وليست من السيارات التي يمكن للمرء أن يقع في غرامها من النظرة الأولى ومع ذلك، لا يمكن لإثنين أن يختلفا حول مدى نجاحها»

المواصفات التقنية
بورشه باناميرا S هايبريد
المحرك: 3,0  ليتر ـ V6 + محرك كهربائي  ـ 380 حصان ـ 661 نيوتن متر
التسارع من صفر الى 100 كلم/س: 6,0 ثانية
السرعة القصوى: 275 كلم/س
نقل الحركة: 8 نسب أوتوماتيكية / متتالية ـ دفع خلفي
الوزن: 1940 كلغ

إقتصادية و... نظيفة
تشكل باناميرا ديزل برهاناً من بورشه على أنه يمكن للسيارة التنفيذية أن تكون... إقتصادية

إضافة الى فئات باناميرا المختلفة، قررت بورشه أن تثبت أنه يمكن للسيارات التنفيذية المترفة أن تكون إقتصادية. ومن هنا، قدمت فئة من باناميرا زودتها بمحرك V6 يعمل بوقود الديزل من خلال جهاز بخاخ يعمل بتقنية السكة المشتركة ونظام توربو. وتبلغ سعة هذا المحرك 3 ليترات وهو قادر على إطلاق باناميرا ديزل التي لن تتوفر إلا بإندفاع عبر العجلات الخلفية، من حالة الوقوف التام الى سرعة 100 كلم/س في خلال 6,8 ثانية وإيصالها الى سرعة قصوى تبلغ 250 كلم/س وذلك بفضل قوته البالغة 250 حصاناً يمكن إستخراجها بين 3800 و4400 دورة في الدقيقة وعزم دورانه الذي تصل حدوده القصوى الى 550 نيوتن متر تتوفر بين مستويي 1750 و2750 دورة في الدقيقة.
هذا وقد وضعت بورشه سيارتها هذه تحت الإختبارات المكثفة الهادفة الى خفض مستويات الإستهلاك ولتتمكن في النهاية من جعلها تقطع مسافة 1198,96 كيلومتراً مستهلكةً خزاناً واحداً من الوقود. وإذا ما أخذنا بعين الإعتبار أن سعة خزان الوقود في باناميرا يبلغ 80 ليتراً، يمكن القول أن الإستهلاك الإجمالي لـ باناميرا ديزل يصل الى 6,67 ليتر من الوقود لكل 100 كلم، مع العلم أن نسبة إصداراتها تصل الى 172 غرام من غاز ثاني أكسيد الكربون لكل كلم.
من الخارج، يمكن القول أن باناميرا ديزل تتماثل مع باقي فئات باناميرا بإستثناء كلمة Diesel التي وجدت لنفسها مكاناً على الأبواب الخارجية وغطاء صندوق الأمتعة الخلفي. أما في الداخل، فستحصل باناميرا ديزل على الجلود الفاخرة والمواد البلاستيكية الناعمة وجهاز الملاحة والمقود الثلاثي المقابض والتلبيسات المصنوعة من الألومنيوم والتي تتوفر جميعها لباقي الفئات.
يذكر أخيراً أن باناميرا ديزل تتوفر في الأسواق الألمانية بسعر يراوح في حدود 80 ألف يورو، أو ما يعادل 120 ألف دولار أميركي.