بي ام دبليو فئة 5 شد وجه على الخفيف

تعديلات مرئية ضئيلة وأخرى مخفية طفيفة ولكنها تخدم الهدف الأهم والمتمثل بتعزيز مواقع فئة 5 وإستمرارها في تحقيق المزيد من النجاحات

عندما تنظر الى طراز العام 2014 من فئة 5، ستعتقد أنه لم يخضع لأي تعديلات وستتساءل عن السبب بالضجة التي إفتعلتها الشركة البافارية مع إطلاق هذه السيارة التي يفترض أنها أخضعت الى عملية شد وجه لإنعاش مواقعها في الأسواق، خصوصاً أنها وصلت الى منتصف عمرها الخدماتي الذي شهد أيضاً تقديم فئة مجددة من مرسيدس فئة E التي تعتبر المنافس الأول والمباشر لفئة 5. 
وعلى الرغم من أن ما نالته فئة 5 الجديدة من تعديل يبقى في النهاية طفيفاً، إلا أن ذلك يشير عادةً الى مدى نجاح هذه السيارة. ففي المطلق وعندما تصل سيارة ما الى منتصف عمرها الخدماتي حيث يتوجب إخضاعها الى عملية شد وجه وفي حال قام صانع هذه السيارة بتعديلات كثيرة، فذلك يشير الى أنها لم تكن ناجحة جداً وأن التعديلات ضرورية لزيادة فرص نجاحها وبالتالي رفع مبيعاتها. أما في حال كانت التعديلات طفيفة، فيدل ذلك الى أن السيارة ناجحة وأنها تحقق مبيعات جيدة وأن صانعها لا يريد القيام بأي خطوة قد تؤثر سلباً على مبيعاتها وهذا هو بالضبط حال بي ام دبليو فئة 5 التي تفيد الأنباء أن مبيعاتها تعدت خلال سنواتها الثلاث الأخيرة حدود المليون سيارة عالمياً.

ولكن دعونا هنا من التحليلات ولندخل بصلب الموضوع، أي ما نالته فئة 5 من تعديلات قد تتطلب من البعض أن يركنوا الطراز الجديد الى جانب الطراز الحالي لإيجاد الفوارق. فمن الخارج وتحديداً الواجهة الأمامية، حصلت فئة 5 على مصابيح جديدة حافظت على تصميمها الخارجي فقط، أي أن كل ما في داخل هذه المصابيح تبدل ليصبح مشابهاً لما يتوفر اليوم لمصابيح فئة 3 الأمامية وبالأخص لجهة المصابيح النهارية التي لا تزال دائرية الشكل ولكن مع قسمين علوي و سفلي مسطحين.
أما فتحتا التهوئة الأماميتان، فبقي حجمهما على حاله ولكن بعد تعديل قضبانهما الداخلية المزدوجة بحيث بات القسم الأعلى من هذه القضبان مائلاً. ومن جهة أخرى، تم التخلي عن فتحة التهوئة السفلية التي كانت تمتد على طول الواجهة الأمامية السفلية لصالح فتحة طولية أكثر سماكة وبالأخص في الجهتين الخارجيتين اللتين باتتا تحتويان على مصابيح إضافية للضباب تعتمد الشكل الدائري مع تزيينات معدنية فضية غير لماعة عززت الروح الرياضية للمقدمة. وفي هذا السياق، يذكر أيضاً أن فئة 5 باتت تتوفر بمصابيح أمامية نشطة تعتمد في عملها بالكامل على تقنية LED ولكنها لا تتوفر إلا ضمن التجهيزات الإضافية.

وفي الخلف، تم تعديل التصميم الداخلي للمصابيح الخلفية التي باتت أكثر شفافية، في وقت تمت إعادة رسم خطوط الصادم الخلفي وربط المصباحين السفليين العاكسين للأنوار الخلفية ببعضهما البعض من خلال خط كرومي رقيق زاد على أثره الشعور بعرض السيارة. أما التصميم الجانبي، فلم يحصل على أي تعديل بإستثناء إضافة مصابيح إلتفاف مدمجة في المرايا الجانبية وتوفير خيارات جديدة على صعيدي الألوان الخارجية وتصميم وقياس العجلات المعدنية المتوفرة.
أما في الداخل، فالتعديلات طفيفة أيضاً وتشمل تحديثاً ناله نظام iDrive الذي بات يعمل بنظام تشغيلي متطور (النسخة رقم 4,2) وتطوير تجويف العدادات الذي يعتمد بكامله على شاشة TFT باتت إنارتها تتحول الى اللون الأحمر عند إعتماد برامج القيادة الرياضية التي تظهر معها سرعة السيارة على شكل أرقام بدلاً من عداد تقليدي للسرعة. كذلك تمت زيادة حجم التوضيب المخفي تحت مسند اليد الوسطي في الأمام وإضافة تزيينات كرومية للشاشة الوسطية العلوية وتوفير إمكانية طلب فئة 5 بجهاز تحكم عامل باللمس لنظامي المعلوماتية والموسيقى. أما في الفئات المزودة بمجموعة M للتأدية، فقد تم تعديل تصميم المقود.

وفي مواجهة توفر فئة 5 الجديدة بخمسة مستويات تجهيز تبدأ بطراز القاعدة وتمر بنسخ لكجري (Luxury) ومودرن (Modern) وسبورت ولتنتهي بالنسخة الرياضية (M Sport) وفي مقابل توفر التعديلات التي أشرنا اليها سابقاً في نسخ السيدان وتورينغ (الستايشن واغن)، نالت 5GT المزيد من التعديلات التي شملت واجهتين أمامية وخلفية جديدتين، مصابيح خلفية جديدة، باب خلفي لمقصورة التحميل يفتج جزئياً وكلياً كما كان في السابق ولكن بعد زيادة حجم فتحته لتسهيل تحميل وتفريغ الأمتعة الكبيرة الحجم وزيادة حجم التحميل الخلفي بشكل ملحوظ.
وعلى صعيد آخر، خضع محرك الـ V8 بسعة 4,4 ليتر مع توربو مزدوج والخاص بـ 550i على بعض التعديلات التي رفعت قوته الى 445 حصاناً يفترض بها أن تمكنه من تحقيق تسارع من حالة الوقوف التام الى 100 كلم/س في 4,6 ثانية. وفي وقت بقي محرك نسخة Active Hybrid 5 على حاله من دون أي تعديل وذلك على غرار المحركين المخصصين لكل من 528i و535i، تعلن بي ام دبليو أنها ستستمر في توفير نظام xDrive للدفع الرباعي لكل نسخ الفئة 5 بإستثناء النسخة الهجينة.
أما لجهة الشاسي، فقد عملت بي ام دبليو على إخضاع التعليق وتحديداً نوعية نبض ماصات الصدمات، الى تعديل طفيف جداً بهدف زيادة مستويات الراحة والهدوء داخل المقصورة والتحكم بخفض تمايلات الهيكل. كذلك تم تعديل معايير عمل جهاز المقود الكهربائي لزيادة دقته ومستويات تجاوبه ولتنعكس هذه الأمور مجتمعة على شكل إنقيادية تركز على راحة الإنتقال وتشدد على زيادة الهدوء داخل المقصورة.

ومن ناحية أخرى، يمكن القول أن نظام بي ام دبليو للتحكم بطريقة القيادة بات اليوم يحمل الرقم القياسي لجهة عدد برامج القيادة التي تتحكم عادة بالتعليق وتجاوب دواسة التسارع ومساعدة ونسبة جهاز المقود ونقاط تبديل علبة التروس. فقد أصبح نظام بي ام دبليو يضم برامج Eco Pro الذي يركز على خفض مستويات إستهلاك الوقود وبالتالي الإصدارات وComfort الذي يركز على توفير راحة إنتقال عالية وComfort+ الذي تزداد معه مستويات الراحة ليشعر المرء أنه ينتقل على متن سيارة في غاية الترف والراحة وSport الذي تشتد معه قساوة المعايير لتوفير تأدية رياضية ينتج عنها متعة قيادة عالية وأخيراً برنامج Sport+ الذي يمكن المرء من الإستفادة من كل ما يمكن لفئة 5 أن توفره على صعيد التأدية لتحقيق أفضل الأوقات على الحلبات وإستخراج مستويات غير مسبوقة من متعة القيادة.

أما فيما يخص M5 الرياضية، فقد طاولتها التعديلات التي حصل عليها طراز السيدان من فئة 5 ولكن محركها المؤلف من 8 أسطوانات على شكل V بسعة 4,4 ليتر مع توربو مزدوج، نال بدوره بعض التعديلات الطفيفة التي رفعت قوته الى 560 حصاناً يتم نقلها الى العجلتين الخلفيتين الدافعتين بالتعاون مع علبة تروس طراز M تعمل بقابض فاصل مزدوج يساهم في زيادة سرعة التبديل. ويمكن أيضاً طلب M5 مع مجموعة التأدية التي ترتفع معها قوة المحرك الى 575 حصاناً.