خطوات متابعة السفن في رحلاتها البحرية وأسباب وصولها بسلام
فقدان الاتصال بسفينة في الرحلات البحرية هو حالة تشكل تهديدًا كبيرًا، إذ قد تؤدي إلى حالة من الفوضى والذعر إذا لم يتم التعامل معها بشكل مناسب وسريع
- تاريخ النشر: منذ يومين

تعد عملية متابعة السفن في الرحلات البحرية عنصرًا حيويًا في إدارة الحركة البحرية وضمان سلامة الملاحة، حيث يتطلب تتبع السفن استخدام مجموعة متنوعة من التقنيات والأنظمة التي تضمن مراقبة أدق للمؤشرات والأداء والكفاءة والامتثال للمعايير الدولية. في المقال التالي دعونا نستعرض كيفية إجراء هذه العملية بشكل تفصيلي والخطوات المتخذة عند فقد الاتصال بالسفن.
عملية متابعة السفن في الرحلات البحرية
تبدأ عملية متابعة السفن بالاعتماد على أنظمة تحديد المواقع العالمية (GPS)، والتي تعتبر الأساس لتحديد الموقع البحري، حيث تعمل هذه الأنظمة على توفير إحداثيات دقيقة للسفن، مما يمكن مراكز المراقبة والملاحين من تحديد موقع كل سفينة بدقة في الوقت الفعلي، تقنية GPS تُمكن السفن من معرفة إحداثياتها وسرعتها واتجاهها، وهي ضرورية للتخطيط للمسارات البحرية.
إلى جانب GPS، تُستخدم أنظمة الرادار البحرية لتحديد موقع السفن، حيث تعمل أنظمة الرادار عن طريق إرسال موجات راديو ثم استلام الإشارات المرتدة من السفن، يقوم الرادار بإنشاء صورة عن الحركة البحرية، ويستخدم لتوضيح المخاطر المحتملة، مثل السفن الأخرى أو العوائق، تعتبر أنظمة الرادار فعالة جدًا في الظروف السيئة، مثل الضباب أو الأمطار، حيث تتيح تحديد المواقع حتى في حالات الرؤية المحدودة.
تسهم تقنية "الإرسال التلقائي المعتمد على المراقبة" (AIS) في تعزيز مراقبة السفن. تقوم السفن المزودة بجهاز AIS بإرسال معلومات عن موقعها وسرعتها واتجاهها، مما يسمح لمراكز المراقبة الأخرى بنقل هذه المعلومات إلى السفن المجاورة، يمتاز نظام AIS بكونه على بعد مسافة طويلة، مما يساعد في تحسين السلامة البحرية، ويقلل من احتمالات التصادم بين السفن.
تعتبر مراقبة الحركة البحرية تعاونًا بين عدة جهات، بما في ذلك سلطات الموانئ، ووكالات الشحن، وفرق الإنقاذ.، بحيث يتشارك الجميع في المعلومات المتعلقة بالحركة البحرية، مما يسهم في تحسين الكفاءة وتحقيق السلامة، غالباً ما تجمع البيانات المستلمة من السفن، وتُحلل في مراكز المراقبة، حيث يتم تقييم الأحوال البحرية ومسارات السفن.
تتم متابعة السفن أيضًا باستخدام تقنيات متقدمة مثل السواتل، حيث تُستخدم صور الأقمار الصناعية لتحليل الحركة في البحار، تتيح هذه الصور مرونة كبيرة، حيث توفر رؤى شاملة عن حالات السفن في المحيط، حتى في المناطق البعيدة، تُستخدم هذه التقنيات لرصد أي تغييرات غير عادية مثل حالات التلوث، والممارسات غير القانونية، وفقدان الاتصال.
يُعتبر التواصل الهاتفي والراديو بين السفن ومراكز المراقبة جانبًا مهمًا في عملية المتابعة، تُستخدم قنوات الاتصال اللاسلكية لتبادل المعلومات المتعلقة بالظروف البحرية، وتوجيهات الملاحة، وتحديثات الطقس، يتوجب على الطواقم البحرية أن تكون مستعدة للتعامل مع أي حوادث غير متوقعة، مثل الأزمات الطبية أو الأعطال الفنية في السفينة، مما يستدعي استجابة سريعة.
من الجدير بالذكر أن هناك معايير وممارسات دولية، مثل اتفاقية سلامة الحياة في البحر (SOLAS) التي تُلزم السفن باتباع إرشادات محددة بشأن معدات الملاحة، تلتزم السفن بمراقبة النظم الملاحية واستخدام الأجهزة اللازمة لضمان الأمان، حتى تحت الظروف الصعبة.
باختصار، يمكن القول إن عملية متابعة السفن في الرحلات البحرية تعتمد بشكل كبير على التكنولوجيا الحديثة، والتعاون الدولي، والتخطيط الدقيق، إن استخدام أنظمة مثل GPS، والرادار، وAIS، والاتصالات الإلكترونية يمثل العمود الفقري لمراقبة الحركة البحرية، حيث يعمل جميع هذه الجوانب على ضمان سلامة الملاحة، وتحسين الكفاءة، وتعزيز حماية البيئة البحرية ضد أي تهديدات محتملة، تعد هذه العمليات المتكاملة ضرورية لضمان نجاح الرحلات البحرية وحماية الأرواح والممتلكات في البحر.
الخطوات الطارئة إذا فقد الاتصال بالسفن في الرحلات البحرية
فقدان الاتصال بسفينة في الرحلات البحرية هو حالة تشكل تهديدًا كبيرًا، إذ قد تؤدي إلى حالة من الفوضى والذعر إذا لم يتم التعامل معها بشكل مناسب وسريع، لذا، تتضمن عمليات الملاحة البحرية مجموعة من الخطوات الطارئة التي ينبغي اتباعها لضمان سلامة الطاقم والسفينة.
أول خطوة يتم اتخاذها عند فقدان الاتصال هي محاولة إعادة استقرار الاتصال بالسفينة، يتم ذلك مباشرة من قبل مركز المراقبة أو القائد المسؤول في المحطة الساحلية، قد تشمل هذه الإجراءات محاولة الاتصال عبر الراديو من خلال قنوات معينة، وذلك لأن الطاقم قد يكون مشغولًا بأعمال أخرى، أو في منطقة بها إشارة ضعيفة، غالبًا ما يتم إرسال نداءات استغاثة على ترددات الطوارئ القابلة للإرسال، والتي يتم الالتزام بها دوليًا للتأكد من وصول الرسائل إلى السفن الأخرى.
إذا لم تُجدي محاولات إعادة الاتصال نفعًا، يجري تقييم الموقف بناءً على المعلومات المتاحة عن آخر موقع معروف للسفينة، يُحلل مركز المراقبة البيانات المستلمة مؤخرًا، بما في ذلك آخر إحداثيات تم تسجيلها للموقع. يُعتبر هذا الأمر حيويًا لتحديد المسار المحتمل للسفينة والاتجاه الذي تسير فيه، من أجل وضع خطة فعالة للإنقاذ.
في سير العمليات، قد يتم تنبيه القوارب والسفن القريبة من المنطقة للمساعدة، تُعتبر السفن التجارية والقوارب السياحية أو قوارب الصيد في المنطقة عوامل مهمة يمكن أن تساهم في عمليات البحث والإنقاذ، حيث يتم استخدام نظم تحديد المواقع العالمية (GPS) وأنظمة الرادار لرصد أي حركة في المنطقة المعنية وتحديد السفن الواقعة في الجوار.
بالتوازي مع ذلك، تبدأ عمليات البحث الجوية، يتم نشر الطائرات المخصصة لمراقبة الصيد والطائرات المدعومة من السلطات البحرية للقيام بعمليات البحث عن السفينة المفقودة، ويتم تجهيز هذه الطائرات بالمعدات المناسبة للتحليق في ظروف متنوعة، وعمومًا تكون مؤهلة لمراقبة المياه باستمرار.
كجزء من خطة الاستجابة، يتم احتواء التهديدات البيئية المحتملة، في حال كانت السفينة محملة بالمواد الخطرة، يتم اتخاذ إجراءات سليمة لتفادي أي تلوث بيئي محتمل، يُعدُّ الوضع سريعًا حرجًا، ولذا يتعين اتخاذ إجراءات وقائية على الفور.
في ظل استمرار عمليات البحث والاستكشاف، من المهم أن تتواصل سلطات الموانئ والسلطات المعنية بمراقبة السفن بشكل مكثف لدعم أي عمليات إنقاذ، يُفترض أن يكون هناك تنسيق بين مختلف الوكالات المعنية، مثل خفر السواحل، والبحرية، ووكالات الإغاثة، لضمان تحقيق أقصى قدر من الكفاءة في الوقت المطلوب.
عند الانتهاء من عملية البحث، يتم توثيق كافة الإجراءات والنتائج بشكل دقيق، يتم إجراء تقييم شامل لما حدث ولماذا، من المهم توضيح؟ لماذا فقد الاتصال بالسفينة، وكيف يمكن تحسين إعادة الاتصال في المرات القادمة، أو تطوير استراتيجيات جديدة لمساعدة الطواقم في مواجهة مثل هذه الحالات.
تتطلب هذه العمليات استجابة سريعة وجيدة التنسيق لتأمين حياة الطاقم والسفينة، تتعاون كل الوكالات المعنية لضمان اتخاذ الخطوات اللازمة تجاه التحقيق في الحادث، وتحليل أي مشاكل محتملة في الاتصال، ثم تحسين الأنظمة لضمان عدم تكرار هذه الحوادث في المستقبل.
في الختام، فإن فقدان الاتصال بالسفن في الرحلات البحرية يتطلب استجابة سريعة ومدروسة تشمل محاولات فورية لإعادة الاتصال، تقييم الوضع، نشر عمليات البحث والإنقاذ، وتنسيق الجهود بين الوكالات المعنية، يجب أن تكون هذه العمليات دقيقة ومنظمة لضمان عدم فقدان الأرواح واستعادة السفينة بسلام.