قرارات ترامب تعيق السيارات الكهربائية الأمريكية لصالح الصين

بموجب قانون خفض التضخم الذي أقرته إدارة بايدن، كانت الولايات المتحدة في طريقها لتلبية كامل طلبها على بطاريات السيارات الكهربائية من التصنيع المحلي بحلول نهاية العقد.

لكن الآن، توقفت مشاريع للطاقة النظيفة بمليارات الدولارات في الربع الأول من عام 2025. حيث أصبحت السيارات الكهربائية ضحية جانبية في حروب التعريفات الجمركية، مما يساعد الصين على تعزيز تقدمها.

قرارات ترامب تعيق السيارات الكهربائية الأمريكية لصالح الصين

بعض المشروعات الخاصة بالسيارات الكهربائية في الولايات المتحدة الأمريكية قد توقفت، بينما تقوم مشروعات أخرى تم إنجازها بتعديل خططها لإنتاج أقل، وذلك بسبب تداعيات الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب. في الوقت الذي تنطلق فيه صناعة السيارات الكهربائية في الصين بقوة.

الأرقام واضحة، فقبل العام الماضي، كانت قيمة مشروعات تصنيع الطاقة النظيفة التي يعلن عنها شهريًا في الولايات المتحدة تبلغ حوالي مليار دولار، وذلك وفقًا لمجموعة الدفاع عن الطاقة النظيفة E2. لكن هذا الرقم انخفض بشدة إلى 176 مليون دولار في شهر يناير.

ترامب يشن حملة على السيارات الكهربائية

شن الرئيس ترامب حملة انتخابية مكثفة لإنهاء استثمارات إدارة بايدن في السيارات الكهربائية، والبنية التحتية للشحن، وتصنيع البطاريات، والتي تهدف جميعها إلى تقليل اعتماد أمريكا على الصين والابتعاد عن الوقود الأحفوري المسبب للاحتباس الحراري. وبعد تولي ترامب منصبه في يناير، بدأت هذه الاستثمارات في الانخفاض.

مشاريع كهربائية عملاقة توقفت

من بين المشاريع المتوقفة مصنع "آسبن إيروجيلز" الذي تبلغ تكلفته مليار دولار في جورجيا. وقد أعلنت الشركة، التي حصلت على منح بحثية من وكالة ناسا، وتتخصص في إنتاج مواد مثبطة للحرائق لبطاريات السيارات الكهربائية - بما في ذلك تلك التي تزود بها شركة جنرال موتورز - أنها ستحول الإنتاج إلى مصانعها الأخرى القائمة في الولايات المتحدة، بالإضافة إلى الصين والمكسيك.

شركة تلغي مشروع مصنع لصناعة البطاريات

ذكرت تقارير إخبارية محلية من فينيكس أن شركة "كور باور" (Kore Power) المتخصصة في صناعة البطاريات، والتي كانت تخطط لإنشاء مصنع بتكلفة مليار دولار في ولاية أريزونا، قد ألغت هذا المشروع في يناير الماضي.

بالإضافة إلى ذلك، قام الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بتجميد تمويل برنامج البنية التحتية الوطنية للسيارات الكهربائية (NEVI) بشكل شهير في الأيام الأولى من ولايته في البيت الأبيض.

كان برنامج NEVI يهدف إلى إنشاء شبكة واسعة من محطات الشحن السريع في الولايات المتحدة على طول الممرات الرئيسية للطرق السريعة.

قرارات ترامب تصعب الصناعة في الولايات المتحدة

قال توم تايلور، كبير محللي السياسات في مؤسسة "أطلس بابليك بوليسي": "من الصعب في الوقت الحالي أن تكون مصنعًا في الولايات المتحدة نظرًا لحالة عدم اليقين بشأن التعريفات الجمركية والإعفاءات الضريبية واللوائح التنظيمية".

وأضاف أن مئات الملايين من الدولارات من الاستثمارات الإضافية تبدو متوقفة، لكنها لم تلغ رسميًا حتى الآن.

شركات تستمر في إنشاء مصانعها في الولايات المتحدة

وردًا على ذلك، بدأت الشركات التي استثمرت في تصنيع أجزاء السيارات الكهربائية الأمريكية في التراجع وإلغاء مشاريعها.

رغم ذلك، لم تكتف العديد من الشركات المصنعة الأخرى بإكمال مصانعها لإنتاج السيارات الكهربائية والبطاريات فحسب، بل أكدت أيضًا التزامها بالاستثمار، حتى بعد تولي ترامب منصبه.

هيونداي تتفتح مصنع عملاق

افتتحت هيونداي مصنعها العملاق "ميتا بلانت جورجيا" الأسبوع الماضي، باستثمار بلغ 7.6 مليار دولار، حيث يتم حاليًا إنتاج سيارتي الدفع الرباعي الكهربائيتين أيونيك 5 وأيونيك 9، ومن المتوقع إضافة المزيد من السيارات الهجينة والكهربائية.

كما تقوم هيونداي ببناء مصنع للصلب في لويزيانا باستثمار 5 مليارات دولار، وذلك بعد أن فرض ترامب رسومًا جمركية بنسبة 25% على واردات الصلب والألومنيوم.