كيف تصل سيارات زعيم كوريا الشمالية على الرغم من الحظر العالمي؟

إن حب زعيم كوريا الشمالية، كيم جونغ أون، للسيارات الأوروبية الفاخرة باهظة الثمن ليس سرا.

لكن ما كان دائمًا سرًا هو كيفية وضع يديه على تلك السيارات، والتي من أبرزها مرسيدس مايباخ بولمان جاردز المدرعة ورولز رويس.

ونظرًا لميله المؤسف إلى إثارة التوترات النووية كلما وجد نفسه منزعجًا إلى حد ما، فقد وجدت كوريا الشمالية، وعائلة كيم على وجه الخصوص، نفسها على العديد من قوائم الحظر، وتخضع لعدد لا يحصى من حظر السفر، ومعزولة بشكل عام عالميًا.

كيف تصل سيارات زعيم كوريا الشمالية على الرغم من الحظر العالمي 

وجد تقرير نيويورك تايمز أن كيم يستخدم شبكة صغيرة من الأفراد والشركات الوهمية المشبوهة التي يمكنها نقل البضائع المحظورة إلى كوريا الشمالية وإيصالها إلى الدكتاتور الشاب.

وقال نيل واتس، الخبير وعضو سابق في لجنة الأمم المتحدة المعنية بإنفاذ العقوبات على كوريا الشمالية:"عندما يتعلق الأمر بالتهرب من العقوبات، تعتمد كوريا الشمالية على مجموعة متطورة ولكن صغيرة من الأفراد الموثوقين الذين ينقلون أي بضائع تطلبها الدولة، سواء كانت سلعًا كمالية أو مكونات للصواريخ، أو ما إذا كانت تقوم بترتيب تجارة الموارد". 

🇰🇵’ Kim Jong-un"s Limo Parks Directly into His Armored Train in Russia @RiseGS pic.twitter.com/tGpkNkwSRI

— il libanese (@Ramy_Sawma) September 15, 2023

ومن أجل الحصول على فكرة جيدة عن كيفية حصول كوريا الشمالية على سلعها الفاخرة، تتبعت صحيفة التايمز مسار أحد أصول كيم الأكثر بهرجة، وهو زوج سيارات مرسيدس مايباخ بولمان جاردز الذي تبلغ قيمة كل منهما 1.56 مليون دولار.

وتبين أنه تم تحميل هذه المركبات على حاوية شحن في روتردام بهولندا وشحنها إلى داليان بالصين، ثم إلى أوساكا باليابان قبل أن تصل إلى بوسان بكوريا الجنوبية، ثم إلى ناخودكا بروسيا، وأخيرا إلى بيونغ يانغ بكوريا الشمالية، بعد أشهر من شحنها لأول مرة.

يسلط هذا المسار المربك الضوء على مدى تعقيد شبكة التهريب التي يملكها كيم، لكنه يسلط الضوء أيضًا على الصعوبات في إيصال تلك البضائع باهظة الثمن إلى بيونغ يانغ.

بعد القيام بالجزء الأول من الرحلة، جرى تنقل سيارات المرسيدس بين موانئ مختلف البلدان على متن سفينة قامت في وقت ما بإيقاف تشغيل جهاز الإرسال والاستقبال الخاص بها لأكثر من 18 يومًا.

أما الرحلة الأخيرة، من ناخودكا إلى بيونغ يانغ، فقد تمت على متن طائرة شحن كورية شمالية سُمح لها بالهبوط في روسيا.

في حين أن منع كيم من الاستمتاع بالسلع الفاخرة قد يبدو أقل أولوية من تجريده من أسلحته النووية، فمن المهم معرفة كيفية حصوله على السلع الفاخرة لأن طرق الشحن نفسها يمكن استخدامها لاستيراد المواد التي يحتاجها لصنع الأسلحة.

علاوة على ذلك، تعد العقوبات واحدة من التكتيكات الوحيدة التي تستخدمها الحكومات الغربية للتعامل مع نظام كيم.

ومن خلال وسيلة لإدخال البضائع إلى كوريا الشمالية وإخراجها، يمكن للديكتاتور أيضًا شحن البضائع خارج بلاده وبيعها لتعزيز ثروته أو تحقيق الربح، مما يزيد من تقويض العقوبات.