لمن لا يريد لفت الإنتباه فولكسفاكن فايتون

  • تاريخ النشر: الخميس، 20 يونيو 2013 آخر تحديث: الثلاثاء، 08 فبراير 2022
لمن لا يريد لفت الإنتباه فولكسفاكن فايتون

يتمثل أبرز ما يميز فولكسفاكن فايتون الجديدة بقدرتها على نقلك في جو إستثنائي من الترف والفخامة الذي يليق بالزعماء ولكن من دون... لفت الإنتباه

في حال سألت العامة على الطرقات عن ما تعنيه لهم علامة فولكسفاكن، سيأتيك الجواب بأنها تعود الى صانع ألماني عريق لطالما إشتهر بسيارة حملت تسمية الخنفساء أو بيتل وأن بداية عهد هذه الشركة كان خلال الحرب العالمية الثانية عندما طالب الزعيم النازي، هتلر بإنتاج سيارة رخيصة الثمن على أن تكون بعيدة عن التعقيدات الميكانيكية وأن تناسب إستعمالات الشعب الألماني. حينها، كانت كلمتا «سيارة الشعب» بالتحديد هما العبارة التي وصف بها هتلر السيارة المطلوبة.

وعبارة «سيارة الشعب» هذه لا تنطبق فقط على بيتل، بل هي الترجمة الحرفية لكلمة فولكسفاكن الألمانية (Volkswagen) وهذا ما أعتقد أنه أثّر بشكل سلبي على طراز فايتون وفي معظم الأسواق العالمية، ناهيك عن أن فولكسفاكن لم تقم ـ على الأقل في العالم العربي ـ بالترويج لهذه السيارة على أنها من معيار السيارات التنفيذية التي تتحلى بمستويات إستثنائية من الترف والفخامة، تماماً كما لم تقم بزرع فكرة أن فايتون قادرة على مقارعة السيارات التنفيذية الألمانية العريقة شأن بي ام دبليو فئة 7 ومرسيدس فئة S وأودي A8 وغيرهم.

ومن ناحية أخرى، يمكن القول أن تصميم هذه السيارة الخارجي لعب في غير صالحها. فالنظر اليها، يشعر المرء أنها فئة «مطوّلة» أو فئة ليموزين من شقيقتها الأصغر باسات التي تتوفر أصلاً بأسعار متدنية جداً بالمقارنة مع فايتون الكبيرة.

وفي وقت يعتقد الجميع أن فايتون تعتمد قاعدة عجلات إبنة العم أودي A8، تقف فايتون على قاعدة إبنة عمها الأخرى بنتلي كونتيننتال GT التي كانت فولكسفاكن قد أخضعتها للتجارب التطويرية بهدف إستعمالها لـ بنتلي، إلا أن مشكلة هذه السيارة كما ذكرنا تتمثل بتصميمها الخارجي «العادي» الذي تشعر على الرغم من التعديل الذي طاوله مؤخراً، أن فولكسفاكن لم تكرس جهودها في سبيل تمييزه. فمن الأمام، تبدو فايتون وكأنها تعتمد واجهة تعود الى سيارة سيدان تقليدية ولكن عريضة. وينطبق هذا الأمر على التصميم الجانبي التقليدي الشكل بإستثناء الباب الخلفي الطويل الذي أرادت منه الشركة الألمانية أن تؤكد هوية هذه السيارة التنفيذية المترفة. وهنا لن ندخل في متاهات تصميم فايتون لأن الجمال التصميمي نسبي ويختلف بين شخص وآخر. فما قد يجده شخص ما على أنه جميل، قد يكون بنظر البعض الآخر عادياً أو قبيحاً ولذلك سنترك الأمر للصور المرفقة بهذا الموضوع وسنكتفي بالقول أنه في حال كنت من المستهلكين اللذين يعلقون أهمية كبرى على الشكل الخارجي لسيارتهم، فـ فايتون قد لا تكون سيارتك المفضلة.

أما إذا كنت من أولئك اللذين يضعون الرحابة القصوى والراحة العالية والترف الأقصى ضمن لائحة أولوياتهم، فهذه السيارة ستشكل بالتأكيد خياراً جيداً لك. فبمجرد دخولك الى مقصورتها، لن تتمكن من إغفال المساحات الداخلية الكبيرة التي يعود السبب الرئيسي فيها الى أن فولكسفاكن قررت بناء فايتون على قاعدة عجلات إبنة العم بنتلي كونيننتال التي يبلغ طولها 288 سم والتي جرى إستغلال القسم الأكبر منها لصالح مقصورة الركاب، التي تمكنت معها فولكسفاكن من تحقيق درجات عالية من الرحابة التي تم تعزيزها بمستويات متقدمة جداً من العملانية والترف.

وعلى الرغم من أن أبعاد فايتون الخارجية ليست كبيرة جداً (505,5 و190,5 و145 سم لكل من طولها وعرضها وإرتفاعها على التوالي)، إلا أن مقصورة ركابها كبيرة. وقد إستفاد قسم التصميم من مقاسات مقصورة الركاب ليوفر مساحات ضخمة، سواء كان ذلك للجالسين في الأمام أو في الخلف. ففي الأمام، تتمتع المقصورة بوضعية جلوس ممتازة يدعمها مقاعد وثيرة يمكن تحريكها كهربائياً في كل الإتجاهات مع مقود يمكن تحريكه أفقياً والتحكم بدرجة إنحنائه أيضاً، إضافة الى مساحات زجاجية واسعة توفر مجالات رؤية واسعة في كل الإتجاهات. وهنا، ركزت فولكسفاكن على تزويد المقاعد الأمامية ـ والخلفية أيضاً ـ برغوات مطاطية إسفنجية متعددة القساوة لتوفير راحة جلوس إستثنائية تأكدنا منها عندما إعتمدنا مقاعد فايتون الأمامية لرحلة بين دبي وأبوظبي مقابل جلوسنا في الخلف حيث يوجد مقعدين منفصلين وذلك خلال رحلة العودة.

أما في الخلف، فالمساحة هائلة وبكل ما لهذه الكلمة من معنى. فقد جرى تزويد فايتون بمقعدين منفصلين يمكن لكل منهما أن يستوعب لاعب كرة قدم أميركي من القياس الضخم مع كافة لوازم الحماية على أكتافه ورأسه ومن دون أن تحتك أكتاف الراكبين أو أن تلامس خوذاتهما السقف. أما المساحة المخصصة لأرجل الجالسين في الخلف، فهي كبيرة جداً حتى في حال إرجاع المقعدين الأماميين إلى أقصى الخلف. وبين المقعدين الخلفيين، تم تزويد فايتون بمسند يد وسطي يعلو علبة توضيب ثبت مهندسو فولكسفاكن أمامها مجموعة من مفاتيح التشغيل التي يمكن عبرها لراكبي الخلف أن يتحكما بالنظام الموسيقي وجهاز الـ DVD والمقاعد ومكيف الهواء.

ومن ناحيتها، تحمل لوحة القيادة طابع لوحات فولكسفاكن وهي مدمجة مع بطانات الأبواب بحيث تشكل قطعة واحدة، أبرزها تجويف العدادات الذي يحتوي على عدادين كبيرين للسرعة ولدوران المحرك، إضافة الى أربع عدادات صغيرة للإشارة الى درجة حرارة المحرك ومستوى الوقود المتبقي في الخزان ومستوى الكهرباء في البطارية وضغط زيت المحرك. وعلى جانبي تجويف العدادات المصمم بحيث يمنع الإنبهار الضوئي، وضع قسم التصميم عدداً من المفاتيح المخصصة لتشغيل بعض أجهزة السيارة، في وقت ضم الكونسول الوسطي مخارج مكيف الهواء التي يتوسطها ساعة وقت تقليدية تعلو شاشة ملونة تعرض معلومات جهاز الملاحة والنظام الموسيقي وجهاز تكييف الهواء ونظم تعديل معايير عمل بعض أجهزة السيارة شأن التحكم بقساوة نبض التعليق وتعديل إرتفاع أسفل السيارة عن الطريق.

وفي أسفل الكونسول الوسطي المبطن بالخشب المصقول، تم وضع منفضتين للسجائر. وقرب مقبض علبة التروس الأوتوماتيكية، جمع قسم التصميم عدداً من المفاتيح المخصصة للتحكم بجهاز التماسك والسيطرة على قساوة وليونة التعليق والتحكم بإرتفاع السيارة.

وعلى الرغم من توفر فايتون بمحرك V8 سعة 4,2 ليتر ومحرك W12 سعة 6,0 ليتر، إلا أن فايتون موضوع التجربة كانت مزودة بمحرك القاعدة السداسي الأسطوانات الذي تبلغ سعته 3,6 ليتر. ويعمل هذا المحرك بالإعتماد على جهاز بخاخ مباشر و4 صمامات لكل أسطوانة تساهم في توليد 280 حصاناً يمكن إستخراجها عند 6300 دورة في الدقيقة مع 370 نيوتن متر من عزم الدوران الذي يتوفر عند مستوى 3600 دورة في الدقيقة. وتنتقل قوة وعزم هذا المحرك من خلال علبة تروس أوتوماتيكية من ست نسب أمامية يمكن التحكم بنقلها يدوياً عبر مقبض علبة التروس أو عبر عتلتين مثبتين خلف المقود، بإتجاه العجلات الأربع التي تخفي خلفها تعليقاً يعتمد على نظام المثلثات المزدوجة والمتضادة في الأمام يقابلها في الخلف نظام الوصلات المتعددة وهذا ما يوفر لـ فايتون تماسكاً متقدماً يساهم فيه جهاز التحكم بالتماسك الذي أظهر كفاءة متقدمة جداً خلال المناورات السريعة. وهنا لا يمكن إغفال معايير الضبط التي إعتمدت لنظام التعليق والتي هدفت الى زيادة راحة التعليق الى الحدود القصوى من دون التضحية بعامل التماسك العام مع الطريق.

قيادة فايتون شملت تجربتها على طريق مغلقة وبعيدة عن الزحمة تضمنت مقاطع مستقيمة تخللتها عدة منعطفات يمكن عبورها وكأنها سباق للتعرج تلاها طريق إحتوت على منعطفات منها ما يمكن الدخول فيه بسرعة عالية، ومنها ما هو صغير وضيق بحيث يتطلب المناورة لعبوره بأسرع وقت. وعلى هذه الطريق، أبدت فايتون تماسكاً يزيد عن المعدل وقدرة تسارع معتدلة، في وقت بدت علبة التروس متجاوبة وسريعة نسبياً وبالأخص عند إعتماد التبديل اليدوي. وهنا، لم يعكر صفو قيادة فايتون بطريقة رياضية أي شئ، بإستثناء ردات فعل المقود الذي تشعر أن نقله لتبدلات الطريق غير دقيق ولكن لا بد من التذكير هنا أن فايتون ليست معدة للتأدية الرياضية، بل لنقل الشخصيات في ظل مستويات راحة وترف مطلقتين.

وتجدر الإشارة الى أن فايتون أبدت نعومة عالية في العمل وهدؤاً في التشغيل تم دعمه بعملية عزل صوتي ممتازة جداً، كما أن إختراقها للهواء كان سهلاً جداً نظراً للتعديلات التصميمية الإنسيابية التي نالتها مؤخراً. أما على الطريق السريعة، فلم نتمكن من معرفة السرعة القصوى للسيارة والمقدرة بـ 250 كلم/س، ذلك أن الطرقات التي سلكناها على متن فايتون تخضع لقوانين صارمة تحدد السرعة القصوى. إلا أننا تمكنا من الوصول الى سرعة 100 كلم/س في زمن تقديري راوح في حدود 7 ثوان.

أخيراً، يمكن القول أن السائق الرياضي المتطلب لن يجد ضالته مع فايتون لأن هذه السيارة ليست أصلاً رياضية الطابع حتى ولو تم طلبها مع محرك الأسطوانات الـ 12. فـ فولكسفاكن أرادت من خلالها أن تؤكد أنها تملك من الإمكانات ما يكفي لبناء سيارة تنفيذية سوبر مترفة قادرة على مقارعة أكثر السيارات التنفيذية ترفاً في العالم وفايتون هي الإثبات القاطع. أما إذا كنت سائقاً عادياً يركز على الترف والفخامة في سيارة تتحلى بجودة تصنيعية متقدمة جداً، فـ فايتون خيار صائب جداً. وفي حال كنت من أولئك الذين يفضلون الجلوس في الخلف وترك مهمة القيادة لسائق خاص، فأنت ستنعم بمستويات ترف مطلقة في الخلف حيث يمكنك أن تعدل درجة ميلان مقعدك وأن تمد رجليك خلال قراءتك لجريدتك اليومية أو مشاهدتك لفيلم ما عبر شاشة جهاز الـ DVD الوسطية. أما الأمر الأهم، فهو أن فايتون ليست من السيارات التي تجذب الأنظار على الطريق وهذا ما يلعب في صالحها ذلك أنها قادرة على جعلك، في حال كنت من كبار الشخصيات الذين يريدون الإنتقال من دون إستقطاب إهتمام العموم، تنتقل براحة تامة.

«تنتقل قوى وعزم المحرك من خلال علبة تروس أوتوماتيكية من ست نسب أمامية يمكن التحكم بنقلها يدوياً، بإتجاه العجلات الأربع»

«في وقت يعتقد الجميع أن فايتون تعتمد قاعدة عجلات إبنة العم أودي A8، تقف فايتون على قاعدة إبنة عمها الأخرى.. بنتلي كونتيننتال GT»

«لم يعكر صفو قيادة فايتون بطريقة رياضية أي شئ، بإستثناء ردات فعل المقود ولكن لا بد من التذكير هنا أن فايتون هذه تنفيذية وليست معدة للتأدية الرياضية»

«إذا كنت من أولئك اللذين يضعون الرحابة القصوى والراحة العالية والترف الأقصى ضمن لائحة أولوياتهم، فهذه السيارة ستشكل بالتأكيد خياراً جيداً لك»

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار عالم السيارات