ناضجة ومنافسة

لم تكتفي فوكوس الجديدة بالنمو الذي طرأ على أبعادها الخارجية والداخلية، بل أضافت المزيد من الجودة والتجهيزات التي ستؤهلها لتعزيز مكانتها التسويقية في قطاع عنوانه المنافسة العارمة

تمكنت فورد فوكوس منذ إطلاقها الأول في منطقة الشرق الأوسط من تسجيل مبيعات متقدمة جداً فاجأت منافساتها اليابانيات اللواتي كن يسيطرن على سوق سيارات الهاتشباك الصغيرة في المنطقة عموماً وفي دول مجلس التعاون الخليجي على وجه الخصوص. ويعود السبب في بروز فوكوس بين أترابها في الدرجة الأولى الى الجودة التي تحلت بها في قطاعها والى سياسة فورد الشرق الأوسط التسويقية التي دعمها وكلاء فورد المحليون بأسعار منافسة وتشجيعية تم تعزيزها بكفالات ممتازة وعروض صيانة مميزة هدفت حينها الى الترويج لـ فوكوس من ناحية والى توفير تجربة إمتلاك مميزة للمستهلك وجعله يتحلى براحة بال طيلة فترة إمتلاكه لـ فوكوس.

ومع هذه السياسة التسويقية، نجحت فورد في تسويق فوكوس في منطقة الخليج وتمكنت من وضعها في مكانها المناسب في قطاع سيارات الهاتشباك العائلية وتسجيل مبيعات عالمية زادت عن 10 ملايين سيارة. أما اليوم ومع الجيل الجديد من هذه السيارة، فقد كانت فورد على يقين تام بأن محافظة فوكوس على مكانتها أو محاولتها لتحسين هذه المكانة هو أمر لا يمكن أن يحصل إلا في حال نالت هذه السيارة عملية تحديث على كافة الأصعدة. ومن هنا، كان القرار ببناء فوكوس على قاعدة C1 التي ولدت من رحم فورد أوروبا التي كان لها الباع الأكبر في ولادة فوكوس الجديدة التي تنفرد بتصميم خارجي جذاب ينطلق من واجهة أمامية تقوم على مصابيح طولية رقيقة نسبياً يتوسطها شبك أفقي رقيق جداً يساهم في الإيحاء بأن السيارة أعرض مما هي عليه في الواقع. وتحت هذا الشبك ومن خلال الصادم الأمامي الضخم، إعتمدت فوكوس على فتحة تهوئة وسطية ضخمة أخذت لنفسها شكل شبه المنحرف يحيط بها فتحتان أخذتا لنفسيهما شكل مثلثين متواجهين ولتعمل الفتحات الثلاثية السفلية على إعطاء فوكوس مظهراً هجومياً يوحي أن ما يتواجد خلف الواجهة الأمامية ليس إلا أسطبل كبير من الأحصنة.

أما في الجوانب، فقد حافظت فوكوس على معالم الجيل الأسبق منها ولكن بعد أن نال التصميم الجانبي بعض التطوير الذي بدا معه التصميم وكأنه أطول وأقل إرتفاعاً، مما جعل السيارة الجديدة تبدو وكأنها تنتمي الى فئة سيارات الكوبيه. وينطبق هذا التعديل أيضاً على المساحات الزجاجية الجانبية التي إعتمدت خطاً سفلياً يرتفع الى الأعلى كلما إتجه الى الخلف مؤكداً على إنسيابية السيارة التي تتحلى بمساحات معدنية ملساء تؤكد أن إختراقها للهواء على السرعات العالية أمر ولا أسهل، خصوصاً أن فوكوس نالت فتحات إطارات كبيرة ونافرة مع مجموعة عجلات وإطارات تدنت معها المسافة بين الإطارات والهيكل، الأمر الذي عزز الطابع الرياضي لـ فوكوس التي نالت أيضاً مصابيح خلفية تتداخل أطرافها الخارجية في جوانب الهيكل. وبغض النظر عن الزاوية التي ينظر من خلالها المرء الى فوكوس، سيرى أنها تحمل هوية أوروبية بحتة وهذا ما سيمكنها من تعزيز صورتها في الأذهان.

وفي مواجهة هذا التطوير التصميمي الناجح، كان على فورد أيضاً أن تركز وبشكل كبير على المقصورة التي نالت لوحة قيادة معاصرة ذات تصميم جذاب يبدأ بتجويف للعدادات يحتوي على عدادين كبيرين وجانبيين للإشارة الى السرعة ودوران المحرك يتوسطهما عدادين صغيرين تم تخصيص الأول منهما لكمية الوقود المتبقية في الخزان وثانيهما للإشارة الى درجة حرارة المحرك. وفوق العدادين الصغيرين، وضعت فورد لوحة إلكترونية توفر رسائل رقمية حول عمل بعض أجهزة فوكوس. أما الكونسول الوسطي العريض الذي يشعر الناظر اليه أنه ينتمي الى سيارة أكبر حجماً، فهو نافر لتسهيل وصول يد السائق اليمنى الى مكوناته ويعتمد في طرازات القمة على شاشة علوية لجهاز الملاحة تعلو النظام الموسيقي وبحيث يحيط بالشاشة والنظام الموسيقي من الجانبين فتحات لمكيف الهواء. وهنا، يشعر المرء وبمجرد جلوسه خلف المقود أن لوحة القيادة وبالأخص الكونسول مصممان بحيث يتوجها الى السائق. وللتحكم بشاشة جهاز الملاحة في طرازات القمة والتي يتم إستبدالها بشاشة معلومات أصغر حجماً في الطرازات غير المزودة بجهاز الملاحة، وضعت فورد مفتاحاً في وسط الكونسول يمكن الوصول اليه بسهولة ولكنها أحاطته بمجموعة من المفاتيح الأخرى الأصغر حجماً والتي قد تتطلب في البداية أن يرفع السائق نظره عن الطريق ريثما يتأقلم مع مكان ووظيفة كل منها. أما المفاتيح الأكثر إستعمالاً أثناء القيادة، فقد تم وضعها في مقبضي المقود الأفقيين لتسهيل مهمة السائق أثناء القيادة وتعزيز عوامل السلامة.

والى جانب مجموعة التجهيزات التي تتوفر لـ فوكوس الجديدة ومنها نظام بلوتوث للإتصال اللاسلكي ومقابس توصيل USB وAUX وجهاز iPod، تتوفر هذه السيارة مع جهاز لتثبيت السرعة ينفرد بخاصية لا تتوفر في هذه الفئة من السيارات. وتتمثل هذه الخاصية بإمكانية تحديد السرعة من خلال الضغط على مفتاح خاص لذلك. وهنا سيقول الجميع أن هذه الخاصية موجودة في كل السيارات ولكنها مع فورد تمنعك من زيادة السرعة عن الحدود المحددة حتى عندما تضغط على دواسة التسارع الى أقصى الحدود. وبذلك، لن تتمكن من تعدي السرعة القصوى المحددة مهما فعلت وهذا ما يمكنك من تفادي التعرض لمخالفات السرعة الناتجة عن رادارات السرعة الثابتة والمتحركة المتواجدة على معظم ـ أن لم أقل كل ـ الطرقات في دول منطقة الشرق الأوسط.

وفي الداخل، لا يمكن إغفال الجودة التصنيعية التي باتت فوكوس تتحلى بها والتي تبدو جلية من خلال لوحة القيادة وبطانات الأبواب التي تم تلبيسها بجلود مطاطية صناعية ومواد بلاستيكية تشكل الجودة قاسمها المشترك الذي يمتد أيضاً ليطاول المقاعد وسجادات الأرضية. وفي هذا السياق، تجدر الإشارة الى أن مقاعد فوكوس تتميز بقدرتها على توفير راحة أكثر من معتدلة مع مساحات ممتازة لراكبي المقدمة تتدنى نسبياً في الخلف حيث يمكن لراكبين أن يحصلا على الراحة والمساحة المطلوبين. أما عند إرتفاع عدد ركاب الخلف الى ثلاثة، تتدنى المساحة نسبياً وبالأخص لجهة تلك المخصصة للرؤوس وهذا ما قد يؤدي بالتالي الى تدني الراحة عند إعتماد فوكوس للرحلات الطويلة.

أما مقصورة التحميل الخلفية، فهي ذات حجم كبير مقارنة بأبعاد السيارة الخارجية وهذا ما يدعو للتساؤل عن السبب بعدم تزويد المقعد الخلفي بسكك أفقية لتحريك المقعد الخلفي لزيادة المساحات المخصصة لأرجل الجالسين على هذا المقعد وذلك على حساب حجم التحميل وبالعكس. وفي سياق الكلام عن الخلف، لا بد من الإشارة الى أن مجالات الرؤية الخلفية متدنية بسبب خط السقف الذي ينحني الى الأسفل وبسبب العمود C السميك.

على الصعيد الميكانيكي، تتوفر فوكوس الجديدة في المنطقة بخيار بين محركين ينتمي كلاهما الى نادي محركات الأسطوانات الأربع المتتالية بحيث تبلغ سعة المحرك الأول 1,6 ليتر ترتفع الى 2,0 ليتر مع المحرك الثاني. وهنا، تتوجب الإشارة الى أن فوكوس تتوفر في أوروبا وأميركا بمحرك بسعة ليتر واحد موزعة على ثلاث أسطوانات ومعززة بجهاز توربو يرفع القوة الى 100 حصان (راجع العدد 140) ولكنه لن يتوفر في أسواقنا. وبالعودة الى خيارات فوكوس لجهة المحركات، يولد محرك الـ 1,6 ليتر قوة 125 حصاناً تترافق مع 159 نيوتن متر من عزم الدوران الذي ينتقل الى العجلتين الأماميتين من خلال علبة تروس أوتوماتيكية تعمل بقابض فاصل مزدوج.

أما المحرك الثاني الذي تبلغ سعته ليترين، فهو قادر على توفير قوة 168 حصاناً عند 6500 دورة في الدقيقة تتدنى الى 4450 دورة في الدقيقة عندما يتعلق الأمر بعزم الدوران البالغ 203 نيوتن متر. وتتوفر فوكوس المزودة بهذا المحرك بخيار بين علبة تروس يدوية خماسية النسب أو أخرى أوتوماتيكية سداسية النسب تعمل بقابض فاصل مزدوج يسرع عملية التبديل ويساهم في خفض التوقيت الذي تتطلبه هذه السيارة المندفعة أيضاً بالعجلات الأمامية، للإنطلاق من الصفر الى سرعة 100 كلم/س الى 9,5 ثانية يمكن بعدها الوصول الى سرعة السيارة القصوى والبالغة 194 كلم/س. وهنا، زودت فورد سيارتها هذه المزودة بعلبة التروس الأوتوماتيكية، بمفتاح في الجانب الأيسر العلوي لمقبض العلبة يمكن عبره نقل النسب يدوياً. ومع تدني عملانية التبديل اليدوي بسبب وضعية المفتاح وبالأخص لقصيري القامة، نتأمل أن تتخلى فورد خلال السنوات القادمة عن مفتاح تبديل النسب وأن تستبدله بعتلات خلف المقود.

ولزيادة مستويات راحة سيارتها هذه، قررت فورد تزويدها بتعليق يجمع بين التماسك الجيد والراحة العالية ولتعتمد لها على قوائم ماكفرسون الإنضغاطية في الأمام مقابل تقنية الوصلات المتعددة في الخلف وهذا ما يفترض به أن يوفر تماسكاً جيداً مع مستويات راحة متقدمة.

بإختصار، يمكن القول أن فوكوس الجديدة وعلى الرغم من إزدياد حجمها، تشكل خياراً مميزاً لأولئك اللذين يستعملون سياراتهم في المدينة. فهذه السيارة لا تكتفي بحضور لافت وخطوط أنيقة، بل تعزز ذلك بمقصورة ذات جودة عالية وقدرات تحميل متقدمة. كما أنها تسجل مستويات إستهلاك جيدة حتى عند القيادة في الزحمة وتتميز أيضاً بحجم خارجي مدمج نسبياً يمكن معه المناورة في الأماكن الضيقة. أما على الطرقات السريعة، فتشير التقارير أن فوكوس تعتبر خياراً جيداً كونها تتحلى بالصلابة والهدوء والتماسك حتى عند إزدياد السرعة عن حدود الـ 120كلم/س. أما أسعار فوكوس في الإمارات، فتبدأ من 65 ألف درهم لطرازات القاعدة وتنتهي بـ 92 ألف درهم لطراز القمة الذي يحمل تسمية فوكوس تايتانيوم.

«نجحت فورد في تسويق فوكوس وتمكنت من وضعها في مكانها المناسب قي قطاع سيارات الهاتشباك العائلية وتسجيل مبيعات عالمية زادت عن 10 ملايين سيارة»

«في مواجهة تطوير التصميم الخارجي الناجح، كان على فورد أيضاً أن تركز وبشكل كبير على المقصورة التي نالت لوحة قيادة معاصرة ذات تصميم جذاب جداً»

«مع فوكوس، لن تتمكن من تعدي السرعة القصوى المحددة مهما فعلت وهذا ما سيمكنك من تفادي التعرض لمخالفات تعدي السرعة القصوى المحددة»

«تتوفر فوكوس في المنطقة بخيار بين محركين ينتميان الى نادي محركات الأسطوانات الأربع المتتالية بحيث تبلغ سعة المحرك الأول 1,6 ليتر مقابل 2,0 ليتر للثاني»