أشهر السيارات الكلاسيكية في العالم
لو عدت بذاكرتك إلى الوراء قليلاً، إلى التسعينيات مثلاً، ونظرت بعمق لذلك الجيل القديم، ستصاب بالحيرة والدهشة لشدة التغيير الذي حصل وتطور مع الزمن، قد تكون شخصاً عاش زمناً طويلاً في التسعينيات أو لفترة قصيرة؛ تذوق خلالها طعم الكلاسيكية في كثير من الأمور، كالموسيقى أو اللباس، أو حتى السيارات التي كانت حينها تمنح مقتنييها قيمةً عليا ورتبة اجتماعية مرموقة.
فلكل عصر أسلوب مختلف ومذاق خاص يختلف عن غيره بشتى الأمور، نفسياً أو اجتماعياً أو حتى تقنياً، لذلك.. دعونا نعود إلى الوراء قليلاً لنتعرف على أشهر السيارات الكلاسيكية في القرن الماضي والتي عادت أغلبها اليوم لتعيد مجدها وشهرتها من جديد.
سيارة فوييزن Voisin C-25 Aerodyne 1934
صُممت بعد الحرب العالمية الثانية من قبل مصمم الطائرات غابرييل فوزايين (Ghabriel Fouzaien)، واُتخذت كأفضل سيارة في معرض للسيارات في فرنسا عام 2011 لكونها الأكثر أناقة، جسم السيارة مصمم مع سقف منحني عند مؤخرتها لتعطي مساحة أكبر للبضائع، تصميمها من الداخل أشبه بتصميم الطائرات، المقاعد مكسوة بالجلد تتسع لأربعة أشخاص مع مقابض مكسوة بالنيكل، تحتوي على مقود سهل التحكم مع مفاتيح تبديل السرعة، مقياس لدرجة البنزين، مقياس درجة الحرارة، مقياس سرعة الدوران، جهاز راديو، ناقل حركة يدوي بسرعتين، عادم يخرج الدخان منه مرة واحدة كل مدة زمنية بعد أن يصل لحرارة معينة داخل كتلة السيارة.
كما تحتوي على فتحة سقف قابلة للفتح، محركC25 بـ6 أسطوانات تسير 3 ليتر وتضخ 90 حصان، إضافة إلى فرامل قوية مدعمة بنظام الكبح، واجهت هذه السيارة منافسة قوية مع السيارات من نفس الفئة الكلاسيكية التي أُنتجت خلال فترة 1932 و1937.
سيارة بوجاتي كوبيه Bugatti Type 57S Competition Coupe Aerolithe 1935
صُممت السيارة عام 1935 من قبل دوغلاس هوغ (Douglas Hogh) بتصميم منخفض عن الأرض مع خاصية زر الانطلاق، استخدمت محرك نوع v-8 DOHC، إضافة إلى وضع التروس في الجزء الأمامي من المحرك لنقل الطاقة إلى العجلات، عُرضت لأول مرة في معرض باريس للسيارات عام 1935 حيث كانت على شكل أجزاء مفككة، لكن أُعيد إنتاجها عام 2007 من قبل شركة (Motorshowslk) في كندا بناءً على المواصفات المسجلة وصور للسيارة ولوحة زيتية رسمها مصمم بوغاتي.
استغرق البحث والتخطيط والتنفيذ لبناء هذه السيارة مدة خمس سنوات من التجربة وإعادة المحاولة مجدداً، تمكنوا خلالها من بناء السيارة بنفس المواصفات الدقيقة والحرفية، من أهم التحديات التي واجهت المصممين لبناء سيارة مشابهة لبوغاتي 1935؛ استخدام المغنيسيوم كون التعامل مع هذه المادة خطير، إلا أنهم وجدوا بعد ذلك صعوبة أخرى في معرفة اللون الأساسي للسيارة، حيث كانت الصور بالأبيض والأسود، لكنهم استطاعوا بعد ذلك تحديد اللون الأساسي.
وصلت السيارة إلى الكويت عام 2013، وعرضت في معرض السيارات الكلاسيكية والتاريخية كجزء من أهداف المتحف تلبية لرغبات عشاق السيارات، حيث كانت فرصة جيدة لعشاق السيارات الكلاسيكية لرؤية إحدى أقدم السيارات التي تم إنتاجها في فترة الثلاثينات من القرن الماضي.
سيارة ستاوت Stout Scarab 1936
اعتبر تصميم سيارة "ستاوت" في ذلك الوقت قبيحاً، إلا أنها تعتبر اليوم تصميماً متميزاً ومختلفاً، حيث صممها وليام ستاوت (William Stout) الذي كان يعمل كمهندس طائرات قبل أن يتحول إلى السيارات، كما كان رائداً في مجال دمج الرفاهية مع وسائل النقل، قام بتصنيعها في مختبرات للهندسة، ثم تولت تصنيعها لاحقاً شركة "موتوركار" في ديترويت بولاية ميشيغان الأمريكية، واعتبرت في ذلك الوقت أول شاحنة صغيرة، إذ صمم "ستاوت" السيارة بهيكل قوي وجسم من الألمنيوم مع جبهة عريضة، وضع المحرك (v-8اليدوي مع 3 حركات سرعة) بشكل طولي في المقدمة تحت أرضية السيارة، إلا أن هذا التصميم جعل المكان ضيقاً شيئاً ما.
تمتد مساحة السيارة الواسعة عرضاً، ومع قاعدة العجلات والمحرك الموضوع بشكل طولي تم نقل السائق إلى مقدمة السيارة لتكون كرسي القيادة فوق العجلات الأمامية مباشرةً مع أرضية منخفضة ومسطحة، حيث أراد ستاوت تصميمها كمكتب صغير يسير على عجلات، لتحقيق ذلك.. استعان بالمهندس الهولندي جون تجاردا ((John Tjaarda الذي اعتمد في تصميمه على كتب توضح كيفية بناء طيارات الألمنيوم، أما من الداخل فالمقاعد قابلة للطي مع إمكانية تركيب طاولة عند الحاجة مع باب واحد مشترك.
الرؤية للأمام كانت واضحة، إلا أن الرؤية الخلفية كانت سيئة على الرغم من وجود المرآة الخلفية، تم الانتهاء من تصميم أول سيارة عام 1932 فكانت أول سيارة مصنوعة من الألمنيوم، أما الإصدار الثاني كان عام 1935 مع إضافة بعض التغييرات الميكانيكية ومجموعة من المصابيح الأمامية والنافذة الخلفية المنحنية قليلاً لإعطائها هيئة جديدة، ثم أصدر ستاوت بيان صحفي عام 1936، أوضح فيه بأن السيارة ستُصنّع بكميات محدودة وستباع لمن يلبي دعوة الشراء، حيث تم بيع 100 سيارة في ذلك العام من مصنع صغير في شارع Scott"" بولاية ميشيغيان بمبلغ 5000$ للسيارة الواحدة.
سيارة أوفا الكتريك Oeuf electrique 1942
استخدمت أثناء الاحتلال النازي لفرنسا، صممها الفرنسي باول ارزينس (Paul Arzens) حيث درس في مدرسة الفنون الجميلة، وأصبح بعد ذلك فناناً موهوباً، لكنه لم يعد قادر اًعلى العيش من عائدات لوحاته، فاتجه إلى مجال الهندسة والتصميم، في عام 1935 تحولت مصالحه لهندسة السيارات وصمم أول ناقل حركة أوتوماتيكي مؤلف من ست حركات سرعة على غرار محرك بيجو، وفي عام 1942 صمم أول سيارة أطلق عليها اسم "البيضة الكهربائية".
تتكون من ثلاث عجلات مع بطاريات تعمل على البنزين، السيارة على شكل فقاعة مصنوعة من الألمنيوم مع منحنى زجاجي في الأمام والخلف وعجلات صغيرة، وزنها الصافي 60 كغ، بعد إضافة المحرك الكهربائي أصبح وزنها 90 كغ، ومع إضافة البطاريات زاد وزنها إلى 350 كغ، تسير 70 كم في الساعة، بالإضافة إلى أنها تعمل على بطاريات أجهزة اللاسلكي بسبب اختفاء البنزين بعد الحرب العالمية الثانية، هناك واحدة في المتحف الوطني للسيارات في "مولهاوس" في فرنسا.
سيارة سيارة Tasco 1948
اُنتجت من قبل شركة تاسكو، وحملت اسم الشركة المصنعة، استوحى مصممها جوردن بوهرج (Gordon Buehrig) هذا الطراز من الطائرات المقاتلة في الحرب العالمية الثانية، بنيت لتتسع لشخصين لتكون وسيلة نقل برية، الألياف الزجاجية تغطي العجلات الأمامية، العادم أشبه بمآخذ الهواء في الطائرات، هيكل السيارة مصنوع من الألمنيوم بتصميم ضيق ونحيف أشبه بجسم الطائرة، أما مقدمة السيارة فهي مصنوعة من الكروم الذي يعمل على امتصاص الصدمات، مع ميزة السقف الزجاجي القابل للإزالة الذي تم تصميمه لأول مرة في هذه السيارة، فحصلت بذلك على براءة اختراع، إلا أنها تعرضت للمحاربة من قبل الشركات المصنعة الأخرى، وأثارت اهتمام المنتجين بتصميمها الخارج عن هندسة السيارات التقليدية، فكان ذلك من الأسباب التي أدت إلى التغيير في شكل TASCO.
تم بناء نموذج واحد فقط من السيارة الرياضية TASCO، حيث اعتزمت الشركة الأمريكية للسيارات الرياضية نشرها عام 1948، توجد الآن في متحف السيارات في ولاية انديانا الأمريكية.
سيارة فاير بيرد General Motors Firebird 1 XP-211954
استندت هذه السيارة في تصميمها على سيارة موتوراما التي ابتكرت من الطائرات المقاتلة، صُممت عام 1954 من قبل مايكل فورمان (MichaelForman) بجسم من البلاستيك المقوى والألياف الزجاجية على شكل طائرة نفاثة مع أربع عجلات ومؤخرة على شكل زعنفة، أما داخل السيارة فكان على شكل فقاعة مع محرك توربو (Whirlfire) يعمل على الغاز ويضخ 370 حصان بسرعة 13000 دورة في الدقيقة الواحدة، فكان محرك فعّال واقتصادي للمركبات.
تميزت بأربعة أبواب مع ميزات إضافية مثل زر التشغيل والتكييف الفردي، أشرف على إنتاجها شارلز مكوين (Charlez Mccuen) المدير العام لشركة جنرال موتورز، وكان "كونكلين" الشخص الوحيد الذي تأهل لقيادة هذه السيارة في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1953، حيث اختبر سرعتها ب100ميل في الساعة أي 160 كم لكن عند اختبار السيارة للمرة الثانية تباطأت السرعة بسبب ضعف في عزم الدوران.
سيارة فيراري بينين Ferrari (Pininfarina) 512 S Modulo 1970
نشأت مودولو على دفتر الرسم للمصمم الإيطالي ساو مارتن (Saw Martin) في بينينفارينا، كانت السيارة منخفضة للغاية على الأرض مع سقف على شكل مظلة، إضافة إلى أربع عجلات و24 ثقب على غطاء محرك السيارة v12 الذي يضخ 550حصان بسرعة تبلغ 350 كم في الساعة.
في عام 1968 أنتجت شركة فيراري سيارة مودولو دون أن تهدف إلى التصميم الجميل، حيث قام مارتن بصنع السيارة على هيئة جسم غريب، ثم عرض تصميمه في معرض جنيف للسيارات عام 1970 وبيعت عام 2014 إلى جيمس كليكنهوس (James Glickenhaus) الذي أعاد تشغيلها بالكامل.
خلاصة.. منذ بناء أول سيارة وليومنا هذا، والتصاميم الجديدة تزداد وشركات التصنيع في منافسة مستمرة لإنشاء السيارة العالمية التي سيذكرها التاريخ يوماً بالتزامن مع ازدياد عشاق السيارات الذين سيكونون الفيصل في الحكم على ميزات وعيوب أي سيارة جديدة أو قديمة.