مستقبل السيارات التي تعمل بالوقود في ظل تطور السيارات الكهربائية
تتسارع وتيرة إنتاج السيارات الكهربائية حول العالم لدرجة تخطيها سيارات الوقود. تاليا مستقبل السيارات التي تعمل بالوقود في ظل تطور السيارات الكهربائية
مع تزايد الاهتمام بالاستدامة والبيئة، تبرز السيارات الكهربائية كبديل مهم لمحركات الاحتراق الداخلي التقليدية، يشهد السوق تحولًا تدريجيًا نحو الكهرباء، مع تصاعد دعم الناشطين البيئيين ومجتمع الأعمال وقادة صناعة السيارات لهذه الوسائل النظيفة والفعالة للتنقل. في المقال التالي سوف نستعرض مستقبل السيارات التي تعمل بالوقود في ظل تطور السيارات الكهربائية
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
الطريق نحو مستقبل مستدام
تعدّ السيارات الكهربائية حجر الزاوية في مكافحة تغير المناخ، وهي ليست مجرد توجه بيئي بل تمثل أيضًا فرصة تجارية متنامية، وفقًا لإلمر كاديس، المدير الإداري في شركة الاستشارات AlixPartners، فإن النمو في سوق السيارات الكهربائية يشهد معدلات مثيرة للإعجاب يتراوح بين 50 و60 بالمئة على الصعيد العالمي، وبالرغم من أن السيارات الكهربائية لا تزال تشكل نسبة صغيرة من السوق مقارنة بنظيراتها التي تعمل بالوقود، فإن هناك توقعات بزيادة حصتها بشكل كبير خلال السنوات القادمة.
تلعب السياسات الحكومية، خصوصًا في أوروبا والصين، دورًا حيويًا في تعزيز الانتقال إلى السيارات الكهربائية، حيث تُركّز الهيئات التنظيمية ليس فقط على التأثيرات المدمرة لتغير المناخ ولكن أيضًا على أهمية تحسين جودة الهواء في المناطق الحضرية.
من جانبها، تتبنى شركات تصنيع الدراجات النارية مثل هارلي ديفيدسون هذا التحول نحو الكهرباء، مما يسهم في تغيير الصورة التقليدية لهذه المركبات وإضافة ديناميكية جديدة لصناعة السيارات.
على الرغم من الزخم المتزايد للسيارات الكهربائية، فإن الطريق نحو التحول الكامل لا يزال يحمل بعض الغموض، خصوصًا فيما يتعلق بسرعة التغيير ودور مركبات الاحتراق الداخلي خلال الفترة الانتقالية، ومع ذلك، يبدو أن الاتجاه نحو الكهرباء هو مسار لا رجعة فيه، وهو ما يدعمه المحللون ويعتبرونه قوة لا يمكن إيقافها في مستقبل صناعة السيارات.
ثورة صناعة السيارات الكهربائية
تستعد صناعة السيارات العالمية لإحداث ثورة كبيرة في السوق من خلال التحول المتسارع نحو السيارات الكهربائية، حيث تتجه الشركات المصنعة للسيارات إلى استثمار مبالغ مالية ضخمة تصل إلى أكثر من 90 مليار دولار في العقد القادم، وذلك وفقاً لتحليل أجرته وكالة رويترز.
المحركات الكهربائية تتميز ببساطتها وسهولة الصيانة، مما يزيد من عمرها الافتراضي بالمقارنة بمحركات الاحتراق الداخلي، كما أن تكلفة تشغيلها أقل نظراً لأن تكلفة الشحن أرخص من شراء الوقود، الأمر الذي يصبح جذاباً بشكل متزايد مع ارتفاع أسعار الغاز.
توم مورفي، مدير التحرير في Wards Auto، يشير إلى أن القيادة بالسيارات الكهربائية توفر تجربة ممتعة وهادئة، مع تسارع فوري بفضل عزم الدوران الكبير الذي توفره.
من ناحية أخرى، السيارات التي تعمل بالغاز لا تزال تتميز بانخفاض التكلفة الأولية مقارنة بالسيارات الكهربائية، وتتمتع بفترة تعبئة أسرع عبر محطات الوقود المنتشرة على نطاق واسع. بينما ما زالت بنية الشحن الكهربائي في مراحلها الأولى.
لكن، يتوقع الخبراء أن تنخفض تكلفة البطاريات مع مرور الوقت، وأن تصبح عمليات الشحن أسرع، وأن تتوفر محطات الشحن بسهولة أكبر، يعتقد فيليبي مونوز، المحلل العالمي في JATO، أن مبيعات السيارات الكهربائية ستفوق السيارات التقليدية بحلول عام 2030، بينما يرى محللون آخرون أن هذا التحول قد يستغرق وقتاً أطول، لكنهم يجمعون على أنه حتمي.
حتى الأشخاص الذين يفضلون محركات الاحتراق الداخلي يدركون التغيرات المحتمة، جون وودز، مالك سيارة بورش 914 موديل 1972، يستمتع بمشاركة حماسه مع عشاق السيارات الآخرين، لكنه يعترف بأن مستقبل السيارات يتجه نحو الطاقة الكهربائية.
مستقبل سيارات الوقود
مع تزايد التركيز على السيارات الكهربائية، قد يظن البعض أن عهد السيارات التي تعمل بالبنزين قد اقترب من نهايته، لكن الواقع يشير إلى أن محركات الاحتراق الداخلي ستظل جزءًا من المشهد العالمي للمواصلات لسنوات قادمة.
تتسم السيارات الكهربائية بكفاءتها وتقديمها لتجربة قيادة مميزة، ومع تزايد الوعي البيئي، تزداد الدعوات لتسريع وتيرة التحول إلى الطاقة النظيفة، لكن هذا التحول يطرح سؤالًا حيويًا: ما مصير السيارات التي تعمل بالوقود الأحفوري الموجودة حاليًا في الاستخدام؟
هناك احتمال لاستبدال السيارات التي تعتمد على البنزين بنظيراتها الكهربائية بوتيرة سريعة، وهو ما يدعو إليه المدافعون عن البيئة للحد من تغير المناخ، المقترحات مثل الصفقة الخضراء الجديدة تتطلع إلى إزالة السيارات المنبعثة للكربون خلال العقد القادم، مما يتطلب ليس فقط إنتاجًا متسارعًا للسيارات الكهربائية ولكن أيضًا إزالة السيارات التي تعمل بالوقود الأحفوري بشكل مفاجئ.
دان نيل، الكاتب المتخصص في صناعة السيارات بصحيفة "وول ستريت جورنال"، يرى أن العامل الرئيسي في هذا التحول هو تفضيلات المستهلكين، ويقارن الوضع بانتقال الأسواق من أجهزة تلفزيون البلازما إلى شاشات LCD، حيث تخلى المستهلكون عن التقنية القديمة ليس بسبب انتهاء عمرها الافتراضي ولكن لأن التكنولوجيا الجديدة كانت أرخص وأفضل.
مع ذلك، يعتقد بعض الخبراء أن السيارات الكهربائية والسيارات التي تعمل بالوقود الأحفوري ستظل تتعايش جنبًا إلى جنب لفترة طويلة، وفقًا لمحلل نافيجانت، سمير أبو الصميد، فإن السيارات في الولايات المتحدة تبقى في الخدمة لمدة تقارب الـ12 عامًا في المتوسط، حتى لو تحولت جميع مبيعات السيارات الجديدة إلى الكهربائية بدءًا من اليوم، فإن استبدالها في ظل الاندفاع المتزايد نحو الابتكار والتنمية المستدامة سيظل صعباً، تُطرح السيارات الكهربائية كبديل أكثر استدامة مقارنةً بنظيراتها التي تعتمد على الاحتراق الداخلي، رغم ذلك، يُشير الخبراء إلى أن محركات الاحتراق ستستمر في العمل على الطرق لفترة ليست بالقصيرة.
تحول الصناعة نحو السيارات الكهربائية لا يعني بالضرورة إقصاء السيارات التقليدية على الفور، العديد من السيارات التي تعمل بالوقود ما زالت تجوب الطرقات، ولديها القدرة على البقاء في الخدمة لسنوات قادمة، التحدي يكمن في كيفية التعامل مع هذا الأسطول الضخم من المركبات التي تعمل بالبنزين أو الديزل.
الإصلاحات التشريعية مثل الصفقة الخضراء الجديدة تسعى إلى تقليل الانبعاثات الكربونية من خلال التحول السريع إلى السيارات الكهربائية قد يعجل من التغيير، ولكن، يحتاج هذا التحول إلى إنتاج مكثف للسيارات الكهربائية وكذلك سحب مفاجئ للسيارات التي تعمل بالوقود من الطرقات.