ألفاروميو MiTo وجولييتا عراقة الماضي وروح المستقبل
-
1 / 17
بعد أن بقيت سيارات ألفاروميو لوقت طويل في الظل، قررت الشركة الإيطالية وبالتعاون مع شريكتها كرايسلر أن الوقت حان لإعادة إطلاق العلامة الإيطالية العريقة. هيا معنا لنتعرف على كل من MiTo وجولييتا.
في حال سألت أي من محبي سيارات ألفاروميو عن السبب بولعه هذا في وقت لطالما إشتهرت سيارات هذه الشركة بأعطالها المتكررة ومتاعبها الدائمة التي لا تنتهي والتي تجبرك على إستئجار مكان لركنها في مرائب صيانة شركتها، يأتيك الجواب بأن سيارات ألفاروميو ـ والكلام هنا عن طرازات الستينات والسبعينات والثمانينات ـ تملك روحاً لا تملكها أي سيارة أخرى. فمحبو ألفاروميو كانوا في تلك الأيام على إستعداد لإمتلاك هذه السيارات وتحمل متاعبها التي لا تنتهي لأن مجرد قيادة أي من سيارات ألفاروميو يولد في نفس السائق شعوراً بالتعلق لا يمكن تفسيره إلا بعبارة «الحب من النظرة الأولى». ويتابع محبو ألفاروميو قائلين أن هذا الحب ليس من النوع العابر، بل من النوع المستمر الذي لا يمكن للمرء أن يرميه خلفه وأن يستمر في الحياة وكأن شيئاً لم يكن.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
وعلى الرغم من أن التسعينات شهدت ولسبب لا يعرفه أحد، إبتعاد سيارات ألفاروميو عن التسميات المعهودة لصالح أرقام تشعر كل من يراها أو يسمع بها أن ألفاروميو مزقت جواز سفرها الإيطالي وإستحصلت بدلاً منه على جواز ألماني، إلا أن إدارة الشركة التي تعود الى مجموعة فيات، إرتأت أنه لن يتم تأمين إستمرارية ألفاروميو إلا بعودتها الى جذورها الإيطالية، خصوصاً أن الإيطاليين ومنذ بدايات عهدهم في عالم صناعة السيارات لم يكتفوا بإنتاج أجمل السيارات، بل إكتسبوا سمعة فريدة مردها قدرتهم على توفير سيارات تتحلى بروح رياضية حقيقية.
وفي هذا الإطار، وبعد أن نال فرع ألفاروميو الرياضي الدعم الكافي لتجديد أسطوله من السيارات والميزانيات اللازمة لإطلاق وتسويق هذه السيارات في مختلف الأسواق العالمية، كان القرار بالعودة الى التسميات القديمة التي لا يزال مجرد ذكرها اليوم يثير أحاسيس حصرية بعشاق التأدية الرياضية. وعلى الرغم من تأخر إطلاق سيارات ألفاروميو في منطقة الشرق الأوسط، إلا أن ذلك حصل مؤخراً من خلال حدث تم خلاله تقديم طرازي جولييتا المتوسط الصغير وMiTo المديني المدمج.
ولمن لا يعلم ما هي هذه الطرازات، سنبدأ بـ جولييتا التي تعتبر البديل لطراز 147 الذي يزيد عمره عن عشر سنوات. وفي سبيل سعيها الى إبعاد ما ترافق عن 147، قامت ألفاروميو بإعادة رسم جولييتا إبتداءً من الصفر وإعتمدت على تصميم جديد كلياً أرادت ألفاروميو التي يراوح عمرها المهني في حدود 100 عام أن تثبت للجميع أنها قادرة على توفير سيارة يمكنها مقارعة أقطاب هذا القطاع ومنهم فولكسفاكن غولف وفورد فوكوس من خلال سيارة تنفرد بالقيم الرياضية التي طالما تميزت بها سيارات ألفاروميو منذ بداياتها، شأن الرشاقة العالية والتجاوب المستمر والحضور اللافت والصورة الراقية.
ويعود السبب في الحضور اللافت الى شخصية جولييتا الفريدة وجاذبيتها العالية. فهذه السيارة تتحلى بخطوط خارجية لا يمكن للمرء إلا أن يتوقف عندها، خصوصاً أنها تتحلى بأبعاد مدروسة مع خطوط مقوسة تطاول كل ما فيها وبالأخص في الأمام حيث تنفرد الواجهة بمصابيح تنطلق من شكل الدائرة المثلثة التي يفصل بينها سطح أملس تبرز فيه فتحة التهوئة التي تأخذ لنفسها شكل المثلث المقلوب الذي تواجد في واجهات سيارات ألفاروميو. أما الصادم الأمامي، فقد تم تزويده بفتحات لإدخال الهواء الى مقصورة المحرك ومنطقتي المكابح الأمامية ولكن مع مراعاة الطابع الرياضي. أما في الجوانب، فتعتمد جولييتا على تصميم سيارات الهاتشباك ذات الأبواب الأربعة التي تم إخفاء مقابض فتح الخلفية منها بهدف إعطاء السيارة طابع سيارات الكوبيه الذي يستمر أيضاً في الواجهة الخلفية التي ما أن تنظر اليها حتى تشعر أن هناك تشابهاً ضئيلاً مع الواجهة الخلفية لكل من رينو ميغان وأوبل أسترا.
أما في الداخل، فلا يمكن للمرء إلا أن يشعر بخصوصية المقصورة ذلك أن مصممي ألفاروميو قرروا الإعتماد على الخطوط الأفقية التي تبرز بقوة في مخارج مكيف الهواء وفي لوحة تعتمد بشدة على المساحات المسطحة والمقاطع الفضية القاتمة التي تعزز طابع الفرادة. وهنا، لا يمكن إغفال أن معظم مفاتيح التشغيل تقع في متناول يد السائق وتمكنه من إستعمالها من دون أن يضطر الى رفع نظره عن الطريق. أما المشكلة، فتتمثل بأن بعض هذه المفاتيح مأخوذ من سيارات مجموعة فيات شأن المفاتيح الموجودة في المقود والتي تتواجد أيضاً في فيات بونتو. وعلى الرغم من أن المشاركة بين السيارات ـ الشقيقات أو السيارات ـ أبناء العم هو أمر عادي ويهدف الى خفض التكاليف وبالتالي التحكم بالسعر النهائي للسيارة، إلا أن مشكلة ألفاروميو هي أنها إستعارت عدداً من المكونات ولكنها لم تخفي ذلك كما في السيارات المنافسة. ومن ناحية أخرى، تتوجب الإشارة الى أن مقصورة جولييتا تعتمد على عدد من المكونات البلاستيكية، إلا أن شركتها ركزت على جودة هذه المواد وعمدت الى تلبيس عدد منها وبالأخص في أماكن إلتقائها باليدين.
ومن جهة أخرى، يمكن القول أن مقصورة جولييتا تتمتع بمساحات داخلية جيدة في الأمام تتدنى نسبياً في الخلف كما هو الحال في معظم سيارات هذه الفئة، مما يمكننا من القول أن جولييتا قادرة على إستقبال 4 ركاب براحة معتدلة وعلي متن مقاعد تمت دراسة سماكتها للخروج بأفضل مساحات محيطة ممكنة ومن دون التضحية بمستويات الراحة التي توفرها هذه المقاعد التي تم تعزيزها بمجالات رؤية جيدة في الأمام والجوانب ومتدنية نسبياً في الخلف بسبب تصميم السيارة الذي يعتمد على زجاج خلفي بإرتفاع متدنٍ.
ولبناء جولييتا، قررت ألفاروميو أن تعتمد على قاعدة فيات المدمجة الجديدة التي سيتم إعتمادها في المستقبل القريب لعدد من سيارات فيات وألفاروميو ولانسيا وكرايسلر. ومع هذه القاعدة، تم الإعتماد على شاسي مقوى وتعليق يعتمد قوائم ماكفرسون الإنضغاطية في الأمام والوصلات المتعددة المصنوعة من الألومنيوم المعالج في الخلف. أما الإندفاع، فيتم من خلال محرك يتألف من 4 أسطوانات متتالية بسعة 1368 سم3 يعمل من خلال جهاز بخاخ إلكتروني متعدد المنافث ونظام توربو للشحن الإضافي على توليد قوة 170 حصاناً تتوفر عند مستوى 5500 دورة في الدقيقة وتترافق مع 250 نيوتن متر من عزم الدوران الذي يمكن إستخراج حدوده القصوى عند 2500 دورة في الدقيقة.
وتنتقل القوى الناتجة عن إحتراق الوقود في محرك جولييتا بإتجاه عجلتي المحور الأمامي وبالتعاون مع علبة تروس سداسية النسب تنتمي الى فئة علب TCT الأوتوماتيكية والعاملة بقابض فاصل مزدوج. وتنفرد هذه العلبة بقدرتها على توفير تبديل أسرع للنسب وبالتالي تأمين تسارعات أفضل منها لتسارعات علب التروس اليدوية وذلك من دون المساس بمستويات الإستهلاك المتدنية والمطلوبة في هذه الفئة من السيارات. وهنا تقوم علبة التروس عند إعتماد نمط الالتبديل المتتالي، بالتبديل نزولاً بطريقة سريعة جداً للمحافظة على مستويات دوران مرتفعة وبالتبديل صعوداً بطريقة أبطأ بشكل ضئيل جداً. وفي هذا الإطار، يمكن لسائق جولييتا أن يختار بين عدة برامج قيادة تبدأ ببرنامج القيادة في مختلف الظروف المناخية وصولاً الى برنامج دايناميك الرياضي الذي تزداد معه حدة وردات فعل وتجاوب دواسة الوقود، فيما يتم معه حجز النسب لأطول مدة ممكنة وزيادة فعالية عمل جهاز التوربو وتعديل معايير عمل الترس التفاضلي.
أما طراز MiTo الصغير، فيكفي أن تتأمله كي تقرر أنه في حال كنت ستضطر الى تصغير حجم السيارة التي تستعملها يومياً وإذا كنت ملزماً بإستعمال سيارة مدمجة ذات تأدية جيدة وإستهلاك معتدل، فلن تبيع سيارتك لتشتري واحدة أصغر من نفس العلامة، بل ستقوم بشراء MiTo كونها قادرة على ممارسة سحرها عليك بطريقة قريبة جداً من طريقة إبنة عمها فيات 500 في جذب المستهلك بإتجاهها.
وفي حال أردنا أن نصنف MiTo، فسيتوجب علينا أن نقارنها بـ ميني ذلك أن السيارتان تنتميان الى نفس المجموعة. فـ MiTo أطول بقليل من ميني وتتوفر مع مقعد خلفي قابل للطي، كما أنها تعتمد محاور عريضة نسبياً تنتهي بتعليق يعتمد تقنية ماكفرسون في الأمام مقابل محور إلتوائي في الخلف وهذا ما ينعكس على تأديتها الرياضية نسبياً. وهنا ركزت ألفاروميو على الروح الرياضية في صغيرتها هذه وزودتها ببابين أماميين مع نوافذ من دون إطارات معدنية كما في السيارات الرياضية، بالإضافة الى مقاعد قادرة على تثبيت راكبي الأمام جرى تثبيتها في وضعية منخفضة.
وفي سياق الكلام عن الداخل، لا بد من الإشارة الى أن مقصورة MiTo تبقى من الأماكن التي الممتعة لقضاء الوقت. فهي مصممة بطريقة ذكية وبالإعتماد على مواد متطورة وتشعر المرء بأنها صلبة، في وقت تتميز مكوناتها بملمسها الناعم. أما المقاعد، فتوفر تثبيتاً جيداً مع مستويات راحة تزيد عن ما يتوقعه المرء من سيارات هذه الفئة. وقد عززت ألفاروميو ذلك من خلال مساحات داخلية رحبة يمكن معها لراكبي المقدمة أن يشعرا بالراحة. أما في الخلف، فتتدنى المساحات الداخلية نسبياً وبالأخص تلك المتعلقة بالرؤوس والأقدام ولكن ذلك متوقع في سيارة بهذا الحجم المدمج. وفي الخلف أيضاً، سيعاني السائق من مجالات الرؤية المتدنية بسبب الزجاج الخلفي الصغير والذي يعود السبب فيه الي قرار ألفاروميو بإعتماد عدد من المعالم التصميمية الخاصة بالشقيقة السوبر رياضية 8C.
وفي المقدمة، قررت ألفاروميو الإعتماد على محرك رباعي الأسطوانات سعة 1,4 ليتر مع توربو هو نفسه المحرك المعتمد للشقيقة جولييتا ولكنه هنا يولد 135 حصاناً يمكن إستخراجها بمجرد وصول المحرك الى مستوى 5500 دورة في الدقيقة، فيما يمكن لهذا المحرك أن يصدر 206 نيوتن متر من عزم الدوران. أما الأمر المهم، فيتمثل بأن هذا العزم يتوفر إبتداءً من 1750 دورة في الدقيقة وهذا ما يمكن MiTo من الإنطلاق من حالة الوقوف التام الى سرعة 100 كلم/س في وقت يزيد قليلاً عن 8 ثواني وذلك مع علبة التروس الأوتوماتيكية المتتالية TCT ذات النسب الست العاملة بقابض فاصل مزدوج والتي تساهم في نقل قوة الدفع الى عجلتي المحور الأمامي.
وعلى الرغم من إعلان ألفاروميو بأن MiTo هي السيارة المدمجة الأكثر رياضية، إلا أن قيادة هذه السيارة تؤكد أنها ناعمة وأن التطوير الذي ناله تعليقها يمكنها من المحافظة على مستويات تماسك عامة جيدة سواء كنت تقودها على الطرقات السريعة أو تلك الملتوية. كذلك تتميز هذه السيارة وعلى الرغم من أن مقودها الدقيق والمتجاوب لا يوفر شعوراً عالياً بالطريق، بكونها مزودة بشاسي ينقل بعضاً من ما تتعرض له السيارة الى مقعد السائق وهذا ما يرفع من متعة قيادتها بطريقة رياضية ويرفع الحماس في نفس سائقها لضغطها أكثر.
والى أن نستقدم السيارتين لإخضاعهما لتجارب مفصلة، يبقى أن نشير الى أن جولييتا ستباع في المنطقة بسعر يراوح بين 27500 و32000 دولار أميركي مقابل 23000 دولار لـ MiTo مع العلم أن هذه الأسعار تقريبية وتبقى عرضة للتغيير.
«في التسعينات إبتعدت ألفاروميو عن التسميات المعهودة لصالح أرقام أشعرت الجميع أن ألفاروميو مزقت جواز سفرها الإيطالي وإستحصلت بدلاً منه على جواز ألماني»
«رسمت ألفاروميو سيارتها جولييتا من الصفر وإعتمدت على تصميم جديد كلياً أرادت عبره أن تثبت للجميع أنها قادرة على توفير سيارة يمكنها مقارعة أقطاب هذا القطاع»
«تنفرد علبة TCT بقدرتها على توفير تبديل أسرع للنسب وتسارعات أفضل ومن دون المساس بمستويات الإستهلاك المتدنية المطلوبة في هذه الفئة من السيارات»
«تتشارك كل من MiTo وجولييتا بمحرك الأسطوانات الأربع بسعة 1,4 ليتر الذي يولد مع الأولى 135 حصاناً ترتفع الى 170 حصاناً مع جولييتا»