أمريكا تطالب تايوان بإنقاذ صناعة السيارات قبل الإنهيار
تحاول الولايات المتحدة الأمريكية إنقاذ صناعة السيارات من الورطة التي تواجهها خلال الفترة الأخيرة بسبب نقص الرقائق الإليكترونية أو التي تعرف بأشباه الموصلات.
وكشفت التقارير الأمريكية عن إرسال اثنان من أعضاء مجلس الشيوخ في ميشيغان وأوهايو رسالة إلى سفير تايوان في واشنطن من أجل مساعدة الشركات الأمريكية في التغلب على أزمة رقائق أشباه الموصلات.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
وأكد الخطاب الأمريكي أن تايوان تقوم بعمل كبير في مواجهة نقص رقائق أشباه الموصلات ولكن هناك المزيد من العمل الذي يجب أن يتم لتجاوز هذه الأزمة.
وترغب الولايات المتحدة الأمريكية في تقديم تايوان لمزيد من كميات رقائق أشباه الموصلات حتى تخفف من المخاطر التي يواجهها الاقتصاد الأمريكي.
وتعاني الشركات الأمريكية بشدة منذ بداية العام بسبب انخفاض توريد شرائح أشباه الموصلات وذلك بسبب تأثر الموردين بتداعيات فيروس كورونا المستجد كوفيد-19.
وتخشى الولايات المتحدة الأمريكية من تواصل الأزمة خلال العام المقبل وهو المتوقع بالفعل خاصة وأنه من الصعب تجاوز أزمة نقص رقائق أشباه الموصلات خلال الأشهر القليلة المقبلة.
وتطمح أمريكا في تشجيع تايوان على إنتاج المزيد من رقائق أشباه الموصلات من خلال العمل المشترك بينهما مع إنشاء سلسلة إمداد آمنة وموثوق بها للصناعات الرئيسية.
ومن جانبها، أعلنت شركات تصنيع الرقائق عن إمكانية تراجع نقص رقائق أشباه الموصلات تدريجيا خلال الربع الأخير من العام ولكن مع استمرارها بشكل أقل في العام المقبل.
ووصفت الولايات المتحدة الأمريكية ذاتها بأنها الأكثر تأثراً من أزمة نقص رقائق أشباه الموصلات وأنها تعاني بشكل أكبر من بقية دول العالم في هذا الشأن.
متى تنتهي أزمة الرقائق أشباه الموصلات؟
تلقت شركات صناعة السيارات بشكل خاص ضربة موجعة بسبب أزمة نقص الرقائق وأشباه الموصلات التي تدخل في صناعة المركبات بشكل أساسي بالرغم من صغر حجمها وسعرها المنخفض.
واستمرارًا لهذه الأزمة، أعلنت شركات عملاقة ألمانية عن تعليق نشاط خطوط إنتاج المركبات لفترة بسبب أزمة نقص الرقائق أشباه الموصلات.
وجاء على رأس هذه القائمة، شركة بي إم دبليو، وشركة مرسيدس، بالإضافة إلى المجموعة الألمانية فولكس واغن التي أكدت أن أزمة نقص الرقائق ارتفعت بشدة في مجال صناعة السيارات، وتؤثر بالسلب على المجال في شتى الخطوات، بداية من الإنتاج وحتى التوزيع.
والأزمة ليست حصرية على الشركات الألمانية، بل وصلت إلى جميع الشركات، وآخرها شركة صناعة السيارات البريطانية العريقة جاغوار، التي أكدت أنها تتوقع انخفاض أكبر في نسب مبيعات المركبات في الربع الثالث من العام الجاري 2021، كما أغلق العملاق الأمريكي أجزاء من مصانعه.
نحن الآن في ذروة أزمة الرقائق
في هذا السياق، تحدث الخبير فرديناند دودنهوفر مدير مركز "أوتوموتف ريسيرتش" للبحوث الخاصة بالسيارات عن أزمة أزمة نقص الرقائق وأشباه الموصلات.
حيث أكد الخبير فرديناند دودنهوفر أن شركات صناعة السيارات في الوقت الحالي تعيش ذروة الأزمة، وأوضح أن الوضع سيتحسن بشكل تدريجي مع توفر القدرات الإنتاجية.
وتوقع مدير مركز "أوتوموتف ريسيرتش" موعد نهاية أزمة الرقائق، وأكد أنه يرى أن مع الحراك الجماعي للشركات لتخطي نقص أشباه الموصلات، سنرى عودة طبيعية للعمل مع نهاية العام الجاري.
نقص مخزون السيارات في الشركات
تستمر شركات صناعة السيارات في محاولات صعبة لمواجهة أزمة نقص الرقائق الصغيرة أشباه الوصلات التي ضربت عالم صناعة السيارات مؤخرًا، ولكن هناك مشكلة جديدة في انتظار كبرى الشركات.
حيث كشفت تقارير عالمية متخصصة في أخبار عالم السيارات أن هناك نقص في مخزون السيارات في كبرى شركات الصناعة، وهناك الكثير من العملاء الذين قاموا بحجز مسبق في انتظار سياراتهم الجديدة، وصبر العملاء أوشك على النفاذ.
فعلى سبيل المثال، وداخل جدران شركة واحدة فقط، انخفض معدل إنتاج السيارات داخل مصانع الشركة الأمريكية العريقة فورد بنسب هائلة، ويكفي القول عزيزي القارئ أن انخفاض فورد وصل إلى أكثر من 400 ألف سيارة، مخصصة لعملاء قاموا بحجز مسبق.
والأمر لا يقتصر على شركة فورد الأمريكية فقط، جميع شركات صناعة السيارات تضررت وتستعد للدخول في هذه الأزمة، وشاهدنا منذ أيام عملاق صناعة السيارات الكهربائية في العالم تيسلا وهو يكشف عن ارتفاع سعر بعض طرازاتها موديل العام الجاري 2021، وجاء الرد سريعًا من العملاء ومن المدير التنفيذي للشركة إيلون ماسك.
حيث ارتفع طراز تيسلا موديل 3 بحوالي 2000 دولار أمريكي لتصبح بسعر 39.990 ألف دولار، وطراز تيسلا موديل واي بحوالي 5000 آلاف دولار ليصبح سعرها 51.990 ألف دولار.
وعندما سئل أحد متابعي إيلون ماسك على موقع التواصل الاجتماعي تويتر عن سبب ارتفاع أسعار بعض طرازات تيسلا، أجاب المدير التنفيذي للشركة بوضوح.
وأوضح من خلال تغريدته ردًا على المتابع "الأسعار ارتفعت بسبب الضغوط الحالية في التوريدات والمواد الخام المصنعة للسيارات" في إشارة منه لأزمة الرقائق الصغيرة أشباه الموصلات.
وأكد إيلون ماسك المدير التنفيذي لشركة تيسلا أن أسعار الطرازات سواء الجديدة أو المستعملة ارتفعت في جميع مجالات صناعة السيارات.
جميع الصناعات ستتأثر بسبب الرقائق الإلكترونية
هذه الشريحة الإلكترونية الصغيرة ستؤثر على العديد من المجالات، حيث تدخل في العديد من الصناعات، أبرزها الهواتف الذكية والحواسيب ومنصات الألعاب الإلكترونية.
ولنا في موقف عملاق الصناعة التكنولوجية خير دليل، حينما كشفت الشركة الأمريكية الرائدة آبل أنها تنوي خفض نسب إنتاج هواتفها الذكية بنسبة كبيرة تصل إلى 20% بسبب أزمة ندرة الشرائح الإلكترونية والنقص الشديد في الأسواق العالمية.