أودي R8 تنقلك الى عالم أفضل
-
1 / 19
صحيح أن ما ناله الجيل المحدث من R8 من تعديلات وتطوير يعتبر طفيفاً، إلا أن هذه السيارة لا تزال واحدة من أفضل السيارات السوبر رياضية وأكثرها رقياً
يوم قدمت أودي سيارتها السوبر رياضية R8، تعجب العديد من هذه الخطوة. أما أولئك اللذين يعشقون السيارات، فقد توقعوا أن تدخل أودي في هذا القطاع. ففي الدرجة الأولى، تملك شركة الدوائر الأربعة خبرة عريقة في عالم رياضة السيارات إستمدتها منذ الثمانينات في بطولة العالم للراليات التي كانت تشارك فيها رسمياً مع سيارتها كواترو التي كان لها صولات وجولات في ساحات هذه البطولة. أما خلال السنوات الأخيرة، فقد إنغمست أودي في بطولة DTM الألمانية حيث إكتسبت خبرة لا يستهان بها وصقلت هذه الخبرة في ظل منافستها لكل من مرسيدس وبي ام دبليو الألمانيتين، ناهيك عن أنها شاركت في سباقات التحمل ومنها سباق 24 ساعة في لومان حيث حققت عدة إنتصارات.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
وعلى الرغم من أن عالم رياضة السيارات بعيد كل البعد عن سيارات الإنتاج التجاري، إلا أنه يعتبر بمثابة مختبر جوال وفعلي يتم فيه إختبار التقنيات الجديدة التي تجد فيما بعد طريقها الى السيارات التي نقودها يومياً على الطرقات. ومن ناحية أخرى وفي مواجهة التطور التقني الذي تتميز به عدة سيارات تحمل شعار أودي والمقصود هنا البنى التحتية المصنوعة من الألومنيوم من خلال تقنية ASF (تقنية الإطر الفضائية)، لا يمكن إغفال عامل آخر في غاية الأهمية يتمثل بإمتلاك أودي لـ لمبورغيني المتخصصة بالسيارات السوبر رياضية ذات التأدية المتفوقة. وهذا إن دل على شئ، فهو يشير الى عملية التبادل التقني والتعاون التكنولوجي الذي تجري من خلف الكواليس بين أودي ولمبورغيني والذي مكن شركة الدوائر الأربعة من إنتاج سيارتها R8 التي حققت النجاح في كافة الأسواق العالمية.
أما اليوم وبعد مرور حوالي ست سنوات على إطلاق R8، كان على أودي أن تعمل على خليفة لهذه السيارة مع التركيز على أن هذه الأخيرة حصلت لنفسها على مكانة خاصة في الأسواق وبين جمهور محبي هذا النوع من السيارات. ومن هنا، يمكن القول أن إطلاق جيل جديد ـ ولو جزئياً ـ من هذه السيارة لم يكن عملية سهلة كما هي العادة عند إخضاع السيارات العادية الى عمليات شد وجه وتطوير تقني ذلك أن R8 ليست عبارة عن سيارة ـ رمز وحسب، بل هي واحدة من السيارات التي تحتل موقعاً متقدماً في قطاع لا يستهان بالمنافسة التي تتصدر عناوينه، خصوصاً أن زبائن R8 لا ولن يتغاضوا عن سيارات شأن مرسيدس SLS AMG وفيراري 458 ولمبورغيني غاياردو ونيسان GT-R وشفروليه كورفيت ZR1 وأستون مارتن DBS، مع العلم أن معظم هذه السيارات لا ينضوي تحت لواء المنافسة المباشرة.
ومع أن التعديلات
التي طاولت R8 لم تكن جذرية، إلا أنها أضافت الى هذه السيارة مزيداً من الرونق وعززت حضورها على الطريق. ففي الأمام، نالت R8 مصابيح أمامية ذات تصميم جديد ومستقبلي تعمل بكاملها بتقنية LED التي طاولت المصابيح الخلفية أيضاً. وبين المصباحين الأماميين، تم تعديل تصميم الواجهة الشبكية وبالأخص القسم الجانبي العلوي منها، الأمر الذي أدى وبالتعاون مع نوعية الشبك في هذه الفتحة وفي الفتحتين الجانبيتين اللتين يعلوهما المصباحين الأماميين، الى الإيحاء بأن سماكة الواجهة الأمامية أصبحت أقل وليوحي ذلك بالتالي بأن العرض الإجمالي للواجهة الأمامية قد إزداد، في وقت بقيت الأبعاد المذكورة على حالها. أما المصابيح الخلفية، فتصدر عند عملها نوعاً من الوميض الذي يبدأ من الداخل متجهاً الى الخارج وهو مبدأ سبق لـ أودي أن قدمته في معرض فرانكفورت الأخير مع سيارتها الإختبارية A2 كونسبت وهو يتشابه أيضاً مع طريقة عمل مصابيح الإلتفاف الخلفية في فورد موستانغ. أما مخارج العادم التي لم تكن متشابهة في فئات R8 الحالية، فقد أصبحت مماثلة لبعضها البعض مع الطرازات الجديدة التي تعتمد على مخرج دائري الشكل في كل جانب من طرفي الواجهة الخلفية، تماماً كما كان هذين المخرجين في R8 GT الحالية. ومن الجديد أيضاً، توفير ناشر هواء أمامي من الألياف الفحمية يمكن الحصول عليه قياسياً مع R8 V10 Plus وإضافياً مع باقي فئات R8 الجديدة.
وفي سياق الكلام عن فئات R8، لا بد من الإشارة الى أن الجيل الأول من هذه السيارة الذي تم إطلاقه في خريف العام 2006 توفر في البداية بمحرك V8 سعة 4,2 ليتر لتعود أودي فتقدم R8 مع محرك V10 بسعة 5,2 ليتر في نهاية العام 2008 ولتلحق ذلك بفئة مكشوفة من السيارتين وذلك قبل أن تقرر أن تطلق فئة جديدة ومحدودة الإنتاج أطلقت عليها تسمية R8 GT ميزتها عن شقيقاتها بوزنها المنخفض وهدير عادمها الرياضي الصارخ. كذلك إختبرت أودي إمكانية توفير R8 مزودة بمحرك V12 عامل بالديزل وقدمت عدة نماذج كهربائية تحت تسمية R8 e-tron.
أما اليوم ومع إخضاع R8 الى حملة التحديث هذه، فقد قررت أودي أن توفرها بفئة جديدة تحمل تسمية R8 Plus ولتتألف مجموعة R8 المعدة للتسويق والبيع خلال العام 2013 من R8 V8 المزودة كما تدل التسمية بمحرك V8 سعة 4,2 ليتر قادر على توفير قوة 430 حصاناً ترتفع الى 525 حصان مع R8 V10 التي تندفع بمحرك من 10 أسطوانات بشكل V سعة 5,2 ليتر. أما R8 V10 Plus، فتعتمد على محرك الأسطوانات العشر بسعة 5,2 ليتر ولكن بعد إخضاعه لجملة تعديلات رفعت قوته بمعدل 25 حصاناً ليولد 550 حصان تترافق مع 540 نيوتن متر من عزم الدوران الذي يصل في حالة R8 V10 القياسية الى 530 نيوتن متر.
وعلى الرغم من أن زيادة القوة والعزم في R8 V10 Plus ليست كبيرة، إلا أن ما يميز هذه السيارة عن شقيقاتها يتمثل بعملية تخفيض الوزن الذي نالته. وهنا قام مهندسو أودي بتناول كافة جوانب هذه السيارة التي خسرت حوالي 16 كلغ من المواد العازلة للصوت، مقابل 20 كلغ أخرى تم تحقيقها بعد إستبدال مقعدي السيارة القياسيين بمقعدين آخرين سباقيين. أما المكابح السيراميكية التي تتوفر إضافياً في باقي فئات R8، فتخفض حوالي 11 كلغ إضافياً، في وقت ينخفض الوزن بمعدل 6,8 كلغ إضافية في حال تم التخلي عن التعليق المغناطيسي لصالح تعليق تقليدي. ومن ناحية أخرى، تنفرد R8 V10 Plus بهدير رياضي مرتفع يعود السبب فيه الى التعديلات التي نالتها مشاعب السحب والعدم والتي تشعر من يسمع هذا الهدير من دون أن ينظر أن هذا الهدير قريب مما يسمعه عند مرور إحدى سيارات لمبورغيني وهذا زمر غير مستغرب، خصوصاً أن هذه السيارة تتشارك مع لمبورغيني غاياردو بعدد من المكونات ومنها محرك الأسطوانات العشر بسعة 5,2 ليتر. وتتوفر هذه السيارة أيضاً مع علبة التروس اليدوية السداسية النسب التي سبق لها أن أثبتت جدارتها والتي تساهم في تحقيق تسارع من حالة الوقوف التام الى سرعة 100 كلم/س في 3,5 ثانية. وهنا، لا بد من الإشارة الى أودي ستوفر R8 بفئاتها الكوبيه والمكشوفة مع علبة التروس اليدوية التي سترفع مبيعاتها في البلدان الزوروبية والأميركية حيث لا يزال المستهلك الراغب بهذا النوع من السيارات يؤمن أن لذة القيادة ومستوى الإنغماس في عملية القيادة اللذان يتمان مع علبة التروس اليدوية لا ولن يتوفرا في السيارات المزودة بعلب التروس الأوتوماتيكية المتتالية.
وفي هذا الصدد ولأن علبة التروس الأوتوماتيكية المتتالية التي كانت تتوفر لـ R8 منذ تقديمها، كانت تعاني من قوة الإرتجاجات التي يشعر السائق ومرافقه عند تبديل النسب، قررت أودي أن تتخلى عن هذه العلبة التي كانت تطلق عليها تسمية R tronic لصالح علبة تروس جديدة تعمل بقابض فاصل مزدوج لنقل نسبها السبع. وعلى الرغم من وزن العلبة الجديدة التي تسميها أودي S tronic الذي يزيد بمعدل 20,5 كلغ عنه لعلبة الترس اليدوية، إلا أن العلبة الجديدة تتميز بنقلها السريع للنسب وبنعومة عملها. فهي تتحكم بمستوى تجاوب دواسة التسارع عند التبديل وتشعرك أنها قادرة على إيجاد النسبة المناسبة وعلى تحضير النسبة التالية ومن دون أي تردد ولدرجة أن هذه العلبة تشعر السائق وكأنه يقود سيارة أخرى وأفضل بكثير من السابق.
أما R8 V10 التي ستوفرها أودي بفئتي الكوبيه والمكشوفة، فتشعر سائقها أنها قريبة جداً من R8 V10 Plus لجهة التأدية، ولكن تصرفاتها متمدنة أكثر وتركز على توفير مستويات أعلى من الراحة، خصوصاً أن هديرها رياضي ولكنه مقبول كما أنها تنفرد بمزيد من العزل الصوتي الذي يساهم في جعلها واحدة من السيارات السوبر رياضية التي يمكن إعتمادها للتنقلات اليومية بين المنزل والعمل وللذهاب في رحلات عطلة نهاية الأسبوع، تماماً كما هو الحال مع R8 V8 التي تتميز بتأدية جيدة جداً عززتها أودي بدواسة تسارع تتميز بتجاوب ممتاز يتناغم مع محرك يولد تأدية تنتمي الى نادي التأدية السوبر رياضية ولكن الخجولة نسبياً بالمقارنة مع شقيقتيها V10 وV10 Plus.
وبإعتبار أننا نتكلم عن التأدية، لا بد من الإشارة الى أن أودي قررت مع R8 الجديدة أن تبقي على القاعدة المصنوعة من الألومنيوم كونها تتمتع بالصلابة الإلتوائية المطلوبة لهذا النوع من السيارات. كما أبقت أيضاً على جهاز المقود الهيدروليكي على حاله، خصوصاً أنه يتميز بتجاوب متقدم ويوفر الشعور المطلوب بالطريق وهو زمر يمكن الإحساس به عند دخول المنعطفات بسرعات عالية. حينها، تشعر R8 سائقها أنها دقيقة ولكن سيتوجب على سائقها أن لا يدفعها الى أكثر من حدودها القصوى عند دخول المنعطفات لأنها ستعاني عندها من إنزلاق مقدمتها. أما زيادة الضغط عليها عند الخروج من المنعطفات، فيمكن سائقها من جعل قسمها الخلفي ينزلق بشكل يمكن السيطرة عليه، خصوصاً أن هذا النوع من الإنزلاقات يرفع نسبة القوة المنقولة الى عجلتي المحور الأمامي، الأمر الذي يضفي المزيد من الثبات على المقدمة.
أما في الداخل
فلايزال التصميم على حاله مع تعديلات تزيينية طفيفة جداً منها إضافة خط معدني فوق جهاز الملاحة ومقاطع معدنية صغيرة حول مفاتيح تشغيل النوافذ الكهربائية وتصميم جديد لعتلات تبديل النسب المثبتة خلف المقود. وفي الداخل وعلى الرغم من حجم R8 الخارجي المدمج نسبياً، لا تزال المساحات الداخلية تزيد عن المعدل وقد عززتها أودي بوضعيتي قيادة وجلوس ممتازتين وبلوحة قيادة يبدو الجمال التصميمي فيها جلياً مهما أكل الدهر عليها وشرب. أما مساحات التوضيب الداخلية، فهي معتدلة ومعززة بحجم تحميل أمامي كاف لأمتعة شخصين شرط أن لا تزيد رحلتهما على متن السيارة عن يومين.
في الإجمال وفي حال أردنا أن نختصر R8 الجديدة، يمكننا القول أن هذه السيارة لا تزال توفر متعة قيادة عالية جداً، أي أنها لا تزال تلبي الهدف منها وعلى الطريقة.. الألمانية.
قالوا عن أودي R8
«يؤكد إمتلاك أودي لـ لمبورغيني الى مساهمة عملية التبادل التقني والتعاون التكنولوجي بين الشركتين في وصول R8 الى ما هي عليه اليوم من تطور ورقي»
«تصدر المصابيح الخلفية نوعاً من الوميض الذي يبدأ من الداخل متجهاً الى الخارج وهو مبدأ يتشابه أيضاً مع طريقة عمل مصابيح الإلتفاف الخلفية في فورد موستانغ»
«على الرغم من أن زيادة القوة والعزم في R8 V10 Plus ليست كبيرة، إلا أن ما يميز هذه السيارة عن شقيقاتها يتمثل بعملية تخفيض الوزن الذي نالته»
«تشعر R8 سائقها أنها دقيقة ولكن سيتوجب على سائقها أن لا يدفعها الى أكثر من حدودها القصوى عند دخول المنعطفات لأنها ستعاني من إنزلاق مقدمتها»
المواصفات
أودي R8
الأرقام
4,2 ليتر ـ 8 أسطوانات بشكل V ـ دفع رباعي ـ 382 حصان ـ 430 نيوتن متر
5,2 ليتر ـ 10 أسطوانات بشكل V ـ دفع رباعي ـ 525 حصان ـ 530 نيوتن متر
5,2 ليتر ـ 10 أسطوانات بشكل V ـ دفع رباعي ـ 550 حصان ـ 540 نيوتن متر
علبة التروس: 6 يدوية أو 7 أوتوماتيكية متتالية طراز S tronic