أودي ونيسان تضطران لوقف الإنتاج وخفض ساعات العمل
تتواصل معاناة شركات السيارات العالمية الكبرى منذ بداية العام الماضي وحتى الآن لمختلف الأسباب بداية من تفشي فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19" وحتى تداعياته بالإضافة إلى نقص المواد الخام اللازمة للإنتاج.
وتواجه شركات السيارات ظروفاً صعبة خلال الفترة الأخيرة بسبب نقص الرقائق الإليكترونية وهو الأمر الذي أجبر بعض شركات السيارات على خفض ساعات العمل للموظفين لديها ووقف بعض خطوط الإنتاج وهو الأمر الذي يعوق عمليات التصنيع ويتوقع بأن يتسبب في خفض الإنتاج السنوي لهذه الشركات.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
وكشفت شركة أودي أنها اضطرت لتخفيض ساعات العمل لأكثر من 10 آلاف عامل في مصنعيها في ألمانيا في مدينتي إنجلوشتادت ونيكارسولم بسبب نقص الرقائق الإليكترونية الضرورية لاستمرار العمل في هذين المصنعين.
ويعني قرار شركة أودي بأنه سيكون هناك نقص في إنتاج طرازات A3 وA4 وA5 خلال الفترة المقبلة بسبب التوقف عن العمل للظروف القهرية المترتبة على نقص الرقائق الإليكترونية.
وأقرت أودي بأنها لا تعلم كيف ستسير الأمور خلال شهر يونيو المقبل في هذين المصنعين وهل ستتمكن من التغلب على هذه المشكلة أما لا.
وعلى الجانب الآخر، توصلت شركة نيسان اليابانية إلى عدة قرارات منها تخفيض إنتاجها بشكل اضطراري في شهر يونيو المقبل وذلك من خلال تقليل العمليات في مصنعها بمدينة كايوشو.
وسيعمل مصنع نيسان في مدينة كايوشو لثلاثة أيام أسبوعياً فقط بالإضافة إلى توقف نوبات العمل الليلية.
ويأتي قرار نيسان بسبب النقص الحاد في أشباه الموصلات التي تعتبر رئيسية في إنتاج سياراتها.
وتشير التقارير إلى أن قرار نيسان سيتسبب في خفض إنتاجها بواقع 29 ألف وحدة مقارنة بالخطط التي كانت قد أعلنت الشركة أنها ستسير عليها منذ الشهر الماضي.
شركة ألمانيا تتوقع تراجعاً ضخماً في إنتاج السيارات خلال 2021
توقعت أحد شركات الاستشارات الألمانية تراجع إنتاج السيارات في عام 2021 برقم بصل تقريباً إلى 4 ملايين سيارة بسبب العقبات التي تعوق عمليات الإنتاج لشركات السيارات حول العالم.
وكشفت شركة أليكس بارتنرز الألمانية للاستشارات بأن إنتاج السيارات قد يقل بحوالي 3.9 مليون سيارة بناء على التقديرات الأولية وذلك لعدة أسباب على رأسها نقص المكونات وخاصة الرقائق الإليكترونية وأشباه الموصلات.
وأوضحت شركة الاستشارات الألمانية بأن هذا الرقم قد يزيد بشكل كبير إذا تصعبت الأمور أكثر وزادت تعقيداً دون إيجاد حلول سريعة.
وتعاني شركات السيارات بسبب أزمة نقص الرقائق الإليكترونية بالإضافة إلى نقص المطاط وأشباه الموصلات وغيرها.
وينتظر بأن يؤثر النقص في الإنتاج على المبيعات الإجمالية لشركات السيارات بشكل عام وهو ما يعني بأن هناك خسائر منتظرة تزيد من جراح شركات السيارات التي لا تزال تعاني من تداعيات فيروس كورونا منذ العام الماضي.
شركات السيارات تزيل بعض التجهيزات لمواجهة أزمة نقص الرقائق
بدأت شركات السيارات في اتخاذ خطوات من أجل التغلب على أزمة نقص الرقائق الإليكترونية التي تسببت في إيقاف إنتاج الكثير من المصانع والتأثير على مصانع أخرى خاصة بصناعة السيارات.
وتعاني شركات السيارات من نقص الرقائق الإليكترونية منذ حوالي خمسة أشهر وهو الأمر الذي جعل صناع السيارات يتعاملون مع الأمر على أنه واقع يجب مواجهته.
وقامت بعض الشركات بإلغاء العديد من التجهيزات المرتبطة بالرقائق من سياراتها، إذ اضطرت شركة نيسان اليابانية إلى إزالة نظام الملاحة من ثلث سياراتها، كما أعلنت رينو أنها ستتوقف عن تزويد طراز أركانا بشاشات العدادات الرقمية.
أما شركة بيجو فعادت إلى استخدام العدادات التقليدية في طراز 308 بالتزامن مع إعلان شركات بي إم دبليو وهوندا وفورد ومجموعة جنرال موتورز أنها تعاني بشدة من نقص الرقائق الإليكترونية.
ومن جانب آخر، أشارت وكالة بلومبرغ للأنباء بأن شركات السيارات أصبحت تعتمد على الرقائق الإليكترونية بنسبة 40% في سياراتها خلال عام 2020 مقارنة بـ27% فقط خلال عام 2010.
وتسبب جائحة كورونا بسبب كبير في أزمة الرقائق خاصة مع قدرات الإنتاج المحدودة التي لم تتمكن من تغطية كافة مطلبات شركات السيارات لتظهر الأزمة بشكل متزايد خلال الفترة الأخيرة.
فورد تعلن إيقاف إضافي لإنتاج برونكو وراينجر
الجدير بالذكر أن شركة فورد الأمريكية كشفت عن مواصلة معاناتها بسبب نقص في الرقائق وهو الأمر الذي سيجبرها على إيقاف إنتاج طراز برونكو المنتظر وكذلك طراز راينجر.
وأوضحت فورد بأنها قررت تمديد توقف العمل في مصنعها المخصص لإنتاج برونكو وراينجر حتى 17 من شهر مايو الجاري.
ويقع مصنع فورد في ولاية ميشيغان وكان من المفترض بأن يقدم هذا المصنع الإنتاجية الكاملة له لطرازات برونكو وراينجر بحلول شهر أغسطس المقبل.
ومن جانبها، شددت فورد بأنها ستفعل كل شيء من أجل وصول الدفعة الأولى من سيارات برونكو إلى العملاء خلال الصيف المقبل برغم كل معوقات الإنتاج.
ولا تعتبر هذه المرة الأولى التي يتوقف فيها إنتاج فورد برونكو أو يتم تأجيله إذ أعلنت الشركة الأمريكية عن تأجيل إطلاق السيارة بسبب بعض مشكلات التوريد التي تسببت فيها جائحة كورونا.
وتتوقع فورد بأن النقص في الرقائق قد يستمر طوال عام 2021 وهو ما سيكلف الشركة تخفيض إنتاجها بنسبة 50% خلال الربع الثاني فيما انخفض الإنتاج في الربع الأول من العام الجاري بنسبة 17% بسبب نقص الرقائق كذلك.
ووضعت فورد توقعات بخسارتها حوالي 2.5 مليار دولار من الأرباح خلال عام 2021 بسبب أزمة نقص الرقائق.
خسائر بالمليارات لجنرال موتورز وفورد في 2021
ومن ناحية أخرى، كشفت مجموعة جنرال موتورز الأمريكية العملاقة في مجال صناعة السيارات بأنها تتوقع خسائر بالمليارات خلال عام 2021.
واتفقت شركة فورد مع جنرال موتورز التي تتوقع بدورها كذلك خسائر بالمليارات وذلك بسبب نقص أشباه الموصلات والتي باتت أزمة عالمية في مجال صناعة السيارات.
وتعاني شركات السيارات في اليابان وأوروبا وأمريكا الشمالية من أزمة النقص العالمي الحالد في أشباه الموصلات اللازمة لإنتاج السيارات.
ومن جانبها، قررت جنرال موتورز بأنها ستمدد فترة وقف الإنتاج في مصانعها الأمريكية والكندية والمكسيكية أي كل مصانعها في قارة أمريكا الشمالية لعدة أسابيع وذلك بسبب استمرار الأزمة.
فيما تشير التقارير إلى أن الرئيس الأمريكي جو بايدن يعمل على اتخاذ قرار قريب بسبب نقص توريد أشباه الموصلات من القارة الآسيوية.
وذكرت جنرال موتورز عن تأثير العديد من الطرازات بأزمة أشباه الموصلات ومنها: شيفروليه بليزر، شيفروليه كمارو، ماليبو، إيكوينوكس، جي ام سي أكاديا، كاديلاك XT4، XT5، XT6، CT4، CT5، والعديد من السيارات الأخرى.
وتتوقع جنرال موتورز بأن تصل الخسائر بسبب أزمة أشباه الموصلات إلى 2 مليار دولار أي حوالي 7.5 مليار ريال سعودي.
فيما سارت شركة فورد على ذات الخطى التي انطلقت بها جنرال موتورز من خلال وقف إنتاج مصنعها في ولاية ميشيجان، وكذلك وقف عدة خطوط إنتاج في أكثر من مصنع آخر.
وتخشى فورد من تراجع إيراداتها بحوالي مليار إلى اثنين ونصف مليار دولار خلال عام 2021.