إنفينيتي Q50 “أوفردوز” من التقنيات
مواصفات السيارة
- سعة المحرك: 2.0TC I4 RWD
- عدد الأحصنة: 211 حصان
- التسارع من 0- 100: 7.0-7.5 ثانية
- السرعة القصوى: 240 كلم/س
على الرغم من الجهود الهائلة التي وضعتها إنفينيتي في سبيل الخروج بسيارتها الجديدة Q50 بالشكل الذي تبدو عليه اليوم مع ما يخفيه هذا الشكل من كميات لا تنتهي من التقنيات المعاصرة والتجهيزات الغنية، إلا أنني أعتقد أن مهمة Q50 لن تكون سهلة على الإطلاق. فهذه السيارة ستضطر الى مواجهة الكثير من السيارات المنافسة التي لم تكتفي بتواجدها في الأسواق منذ زمن، بل تضيف الى ذلك عمليات تطوير مستمرة ومنها لكزس IS وبي ام دبليو فئة 3 ومرسيدس فئة C وأودي A4 وكاديلاك ATS وغيرها. وهنا، يمكن القول أن Q50 التي تلعب دور خليفة G37 ليست جديدة أيضاً ولكنها إعتمدت تسمية جديدة قد تتطلب من العموم بعض الوقت ليتأقلموا معها، خصوصاً أنها ـ على الأقل من وجهة نظري ـ ليست جيلاً جديداً من G تحت تسمية مختلفة، بل هي سيارة جديدة كلياً تنتمي الى قطاع السيدان الرياضية والمترفة في آن تمت صناعتها للدخول على خط المنافسة في قطاعها وللإشارة الى المدرسة التصميمية التي ستعتمدها إنفينيتي في سياراتها المستقبلية والتي يبدو أن جزءاً من السبب فيها يعود الى الإستقلالية التي قررت مجموعة نيسان أن توفرها لها عبر فصلها عن باقي علاماتها ومن خلال إنشاء مقر رئيسي خاص بها في هونغ كونغ مع أستوديوهات تصميم حصرية وفرق تسويق وجودة وهندسة خاصة بها والى ما هنالك من مكونات توفر لها إستقلالية تامة.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
وهنا، أعتقد أن رسالة إنفينيتي من خلال سيارتها Q50 واضحة وصريحة وتشير الى أن إنفينيتي لا تريد أن توفر سيارات يصفها الجميع بالقول أنها نسخة يابانية من سيارات بي ام دبليو أو أودي أو غيرها، بل تريد أن تطلق سيارات تلبي متطلبات شرائح أكبر من المستهلكين ولكن مع المحافظة على مبدأ السيارة التي تولد متعة قيادة عالية وهذا هو بالتمام والكمال المبدأ الذي يقف خلف Q50 الجديدة التي هدفت تجربتي لها الى إكتشاف ما إذا كانت ستتمكن من إستقطاب الراغبين بسيارة تنتمي الى قطاع السيدان المتوسطة الصغيرة التي تتميز بمستويات ترف متقدمة مع تأدية رياضية ينتج عنها متعة قيادة تؤدي بسائقها الى الإحساس بالرغبة في التواجد خلف مقود هذه السيارة من جديد.
ولأنني على يقين تام بأن إنفينيتي تتمتع بتفوق ملحوظ عندما يتعلق الأمر بالترف والفخامة، قررت أن أمضي يوماً كاملاً خلف مقود Q50 القياسية وQ50 الهجينة تنوعت قيادتي خلاله بين الطرقات السريعة والفرعية المحيطة بمدينة دبي وبين قيادة “مختصرة” على حلبة دبي أوتودروم على أمل أن أتمكن من إكتشاف كمية ونوعية الروح الرياضية التي تتمتع بها نسختا هذه السيارة، خصوصاً أنها في نهاية المطاف معدة لتأخذ مكان G37 التي كانت تتميز بديناميكيات قيادة متقدمة معززة بمستويات تماسك عالية.
وفي هذا السياق، يكفي أن يتمعن المرء بـ Q50 وبتفاصيلها التصميمية ليشعر أن إنفينيتي صممتها بحيث تعكس طابعاً رياضياً مميزاً يبدو بوضوح من خلال التفاصيل التصميمية التي تبدو وكأنها عضلات رياضية محددة ومنها الخطوط الحادة التي تميز الواجهة الأمامية وتمتد عبر الجوانب من خلال خط وسط نافر وقاسي ينتهي في منطقة الباب الخلفي حيث يتجدد في الرفراف الخلفي على شكل خط مقوس ونافر يلعب دور الكتف العريضة التي يولد مرور الهواء فوقها على السرعات العالية قوة ضغط سفلية ترفع مستويات ثبات القسم الخلفي من السيارة حيث يعتمد التصميم العام على غطاء صندوق أمتعة متعدد المستويات تم تكرار مبدأه التصميمي في غطاء المحرك الأمامي حيث وفر هذا التصميم شعوراً بأن المقدمة هجومية ومنخفضة وعريضة. ويزداد هذا الإحساس بسبب أبعاد Q50 الجديدة التي إزداد عرضها بمعدل 5 سم وإنخفض إرتفاعها بنسبة 1.1 سم والمقارنة هنا مع G القديمة. وفي الأمام، لعب مصممو إنفينيتي لعبة مصابيح LED التي أخذت لنفسها شكل الحواجب التي تعلو المصابيح الأمامية التي يتوسطها شبك إنفينيتي الذي إزداد عرضه بحيث وفر تناسقاً هندسياً وشكلاً جمالياً تم تعزيزه بفتحة تهوئية رقيقة وعريضة في أسفل الصادم الأمامي المتعدد المستويات.
وعلى الرغم من أن بناء Q50 تم على قاعدة G السابقة، إلا أن طول السيارة الذي لم يزداد إلا بمعدل سنتمتر واحد فقط مقابل 5 سنتمترات للعرض يوفر إحساساً بأن السيارة ملتصقة بالأرض يساعدها في ذلك تصميم خارجي يؤكد أنه قادر على إختراق الهواء على السرعات العالية بسهولة. وعلى الرغم من أن إنفينيتي إستعملت قاعدة G لسيارتها هذه إلا أنها أخضعتها لتعديلات تطويرية جمة إزدادت على أثرها الصلابة الإلتوائية وإنخفضت معها مستويات إنتقال الضجيج والإهتزازات وبالأخص بعد تعديل تصميم المقاطع العلوية والسفلية من قسمي القاعدة الأمامي والخلفي وتزويد القاعدة بنظام حمل جديد للوحة القيادة وزيادة نسبة الحديد المعالج في العواميد الجانبية والسقف. ومع ذلك، تمكنت إنفينيتي من التحكم بالوزن الذي يبلغ حوالي 1620 كلغ لطراز القاعدة.
وفي ظل محافظة قاعدة العجلات على طولها، تمكن مهندسو ومصممو إنفينيتي من الخروج بمقصورة أكثر رحابة من تلك التي كانت G تتحلى بها وبالأخص لجهة المسافات الداخلية المخصصة لرؤوس الجالسين في الأمام، لأقدام الجالسين في الأمام والخلف ولأكتاف ركاب الأمام والخلف وليزداد حجم المقصورة الإجمالي بمعدل 85 ليتر وصولاً الى 2885.5 ليتر وذلك على الرغم من خط السقف المنحني في الخلف والزجاج الخلفي ذو زاوية الميلان الشديدة. وفي الداخل، قررت إنفينيتي الإعتماد على تصميم جديد للوحة القيادة يبرز فيه الكونسول الوسطي الذي يعتمد على شاشتين كبيرتين ومتلاصقتين تمت إمالتهما قليلاً بإتجاه السائق لتعزيز الإحساس بأن السيارة تتوجه الى السائق المتطلب. ومن خلال هاتين الشاشتين اللتين يبلغ قياس العلوية منهما 8 إنش تتناقص الى 7 مع الشاشة السفلية، يمكن التحكم بالنظام الموسيقي ومكيف الهواء وجهاز الملاحة وبرامج القيادة ونظم السلامة والأمان ومن خلال قائمة تشغيلية أعتقد أنها مدروسة لتسهيل تعامل السائق والراكب الأمامي معها وبالأخص الشاشة السفلية التي تقع في متناول اليد (العلوية أبعد) وذلك مع العلم أن إنفينيتي قررت مشكورة الإبقاء على مفاتيح التشغيل الفعلية لعدد من الأجهزة ومنها تعديل صوت النظام الموسيقي والتحكم بسرعة مروحة المكيف وغيرها. وهنا لا بد من الإشارة الى أنه على الرغم من كم التقنيات المتطورة في هذه السيارة، إلا أن إنفينيتي قررت الإبقاء على الطابع التقليدي للسيارات من خلال تزويد Q50 بمقبض تقليدي لعلبة التروس وبمكبح يد يمكن تشغيله بالضغط من خلال القدم اليسرى وبعتلات تقليدية لتبديل النسب يدوياً وبمفتاح يعمل بإتجاهين للتبديل بين برامج القيادة الخمس (قياسي، سبورت، إيكو، ثلج وشخصي) التي تتبدل فيما بينها معايير عمل كل من دواسة التسارع، نقاط تبديل علبة التروس ونسبة المساعدة التي يحصل عليها جهاز المقود.
على صعيد المحركات، تندفع Q50 القياسية بمحرك VQ الشهير الذي يعتمد تقنية V6 بسعة 3.7 ليتر والذي نال بعض التطوير الذي طاول مشاعب السحب والعدم ليولد قوة 326 حصاناً تترافق مع 361 نيوتن متر من عزم الدوران الذي ينتقل عبر علبة تروس أوتوماتيكية متتالية تتألف من 7 نسب أمامية متزامنة الى العجلتين الخلفيتين الدافعتين اللتين تخفيان تعليقاً يعتمد على مبدأ الوصلات الرباعية التي يقابلها في الأمام تعليق مطور يقوم على تقنية الشعب المزدوجة. وفي مواجهة الأنباء التي تفيد أن إنفينيتي تعمل بالتعاون مع مرسيدس على إنتاج محرك توربو ديزل رباعي الأسطوانات سيجد طريقه الى Q50 في أوروبا وأميركا، توفر إنفينيتي نسخة هجينة من Q50 زودتها بمحرك الـ 3.5 ليتر الموزعة على 6 أسطوانات بشكل V مع تقنية الصمامات المتعددة ونظم التحكم بعملها والتي تتوفر أيضاً لمحرك الـ 3.7 ليتر وليولد هذا المحرك قوة 294 حصان مع 338 نيوتن متر من عزم الدوران. والى جانب هذا المحرك، هناك محرك 50 وات كهربائي قادر على توليد 67 حصاناً مع 270 نيوتن متر من العزم. ويمكن لـ Q50 الهجينة أن تندفع بالمحرك الكهربائي وحده أو المحرك البنزيني وحده أو بالمحركين معاً وحينها يصل إجمالي قوة منظومة الدفع الهجينة الى 350 حصاناً مقابل 536 نيوتن متر لعزم الدوران الكلي الذي ينتقل في السيارة الهجينة الى العجلتين الخلفيتين الدافعتين. وهنا لا بد من الإشارة الى أن Q50 تتوفر أيضاً بنسخ تندفع بالعجلات الأربع، إلا أنها غير معدة بعد للتصدير الى منطقة الشرق الأوسط وعلى الأقل في المستقبل المنظور.
أما الجديد في Q50، فيتمثل بالإنتاج العالمي الأول لنظام المقود الذي تطلق إنفينيتي عليه تسمية المقود المباشر والنشط والذي يمكن التحكم بنسبة إلتفافه وبمدى المساعدة التي يحصل عليها من خلال برامج القيادة الخمس. وهنا تتوفر هاتين الخاصيتين في عدد من السيارات الأخرى، إلا أن ما ينفرد به هذا المقود مع Q50، فيظهر على شكل مقود من دون وصلات ميكانيكية فعلية بينه وبين العجلتين الأماميتين. ويعمل هذا المقود عبر مستشعرات تقرأ زاوية ميلان المقود وترسل قراءاتها هذه الى وحدة تحكم مركزية تحتسب مدى القوة المطلوبة لتحريك السيارة بالإتجاه المطلوب. أما الإحساس بما تتعرض له الإطارات الأمامية، فيغيب بشكل كلي ولكن إنفينيتي عوضته من خلال محرك ميكانيكي يقوم بإبتكار ردات فعل إصطناعية ويرسلها الى المقود وبذلك، تختفي كل الإرتجاجات وتغيب ردات فعل المقود السلبية مما يساهم في إبقاء السيارة في خط سيرها، خصوصاً أن وحدة التحكم المركزية تأخذ في عين الإعتبار قراءات الكاميرا الخاصة بجهاز المحافظة على المسار. ومع هذا المقود، كانت التجربة الفعلية على حلبة دبي أوتودروم حيث شعرت بالفارق الكبير بين مختلف برامج عمله وأحببت الرياضي منها الذي تنخفض معه نسبة الإلتفاف المطلوبة، إلا أنني شعرت ـ شخصياً ـ أنني أريد المزيد من الإحساس بما تتعرض له الإطارات الأمامية وهو الإحساس نفسه الذي يساورني عادةً عند ممارسة إحدى ألعاب سباقات السيارات الإلكترونية عبر جهاز بلاي ستايشن. ومع ذلك، لا بد لي من الإشارة الى أن تجربة هذا المقود على الطرقات العادية ومن خلال قيادة “عادية” خفّض نسبة كبيرة من هذا الإحساس. ومع أن الحكم الفعلي على Q50 الجديدة يتطلب تجربتها بشكل مفصل وعلى مدى عدة أيام وعلى مجموعة من الطرقات المختلفة عن بعضها البعض، إلا أن القيادة الأولية لهذه السيارة تؤكد أنها تسير في نهج إنفينيتي الذي يشدد على مستويات الترف المتقدم والطابع الرياضي. وعلى الرغم من أن Q50 قادرة على توليد متعة قيادة (شخصياً، أفضل Q50 القياسية على شقيقتها الهجينة بسبب فارق الوزن بينهما) أعلى من المعدل، إلا أنني لا أزال على قناعة تامة بأنه يتوجب على إنفينيتي أن توفر مجموعة متكاملة من السيارات التي تنتمي الى مختلف القطاعات كي تتمكن من تحقيق هدفها المتمثل بمنافسة أودي ولكزس وبي ام دبليو وكاديلاك بشكل فعلي. أما Q50 وبإختصار، فهي بنظري، تملك كل مقومات النجاح.