الذكرى الـ55 لتحول القيادة من اليسار إلى اليمين في دبي بقرار تاريخي

  • تاريخ النشر: الخميس، 02 سبتمبر 2021 | آخر تحديث: الأحد، 01 سبتمبر 2024
مقالات ذات صلة
الفروقات التاريخية بين السيارات ذات المقود اليمين واليسار
3 سبتمبر 1967 - ذكرى تحويل حركة المرور من اليسار إلى اليمين في السويد
أسباب وجود فتحة خزان الوقود على اليمين ببعض السيارات وعلى اليسار بأخرى

تحتفل دبي بالذكرى الـ55 لقرار أحدث تغييراً جذرياً تزامن مع تدفق النفط واستيراد السيارات الأمريكية في شوارع الإمارة.

فخلال أغسطس من عام 1966 أعلنت بلدية دبي عن طريق مديرها كمال حمزة عن تحويل القيادة في دبي إلى اليمين بداية من الساعة الخامسة صباحاً من اليوم الأول من شهر سبتمبر بالعام المذكور.

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

ولا تزال دبي تحتفظ بهذا القرار في أحد متاحف دبي والذي برغم بساطته ولكنه كان مؤشراً على التغيير الكبير الذي تستعد له الإمارة في ذلك التوقيت.

فيما نص القرار كذلك بأن الدوارات ستتحرك بموجب هذا القرار في عكس اتجاه عقارب الساعة على أن يتجاوز السائقون على اليسار.

وناشد القرار جميع السائقين في إمارة دبي التعاون مع الشرطة واتباع جميع التعليمات والتوجيهات التي تصدر لهم بهذا الصدد.

تحول تاريخي في دبي مع اكتشاف النفط

وبرغم أن القرار قد يبدو عادياً بعد مرور 55 عاماً على اتخاذه، ولكن القرار يكشف مدى سرعة تحول دبي ولماذا كان عام 1966 عاماً لا ينسى في تاريخ هذه الإمارة.

فالقرار جاء بعد اكتشاف شركة كونتيننتال الأمريكية للنفط في دبي بكميات تجارية خلال هذا العام، ونجحت الشركة الأمريكية فيما فشلت فيه شركة تنقيب بريطانية قضت سنوات عديدة في البحث.

فيما وصف تود ريش المهندس المعماري ومؤلف كتاب "مدينة العرض: كيف صنعت العمارة في دبي" صيف عام 1966 بأنه كان أحد أكثر اللحظات تفاؤلا في تاريخ إمارة دبي، خاصة وان النفط الذي غير دول الخليج الأخرى وصل إلى الإمارة أيضاً.  

كما شرع الشيخ راشد حاكم دبي في ذلك التوقيت في تحديث ضخم لخطوط النقل العام إذ افتتح مطاراً قبل عام 1966 بست سنوات بالإضافة لحصول الإمارة على أول طريق إسفلتي في العام ذاته.

كما أنشأت الإمارة عدة دوارات رئيسية في ذلك التوقيت مثل برج الساعة في ديرة ودوار اللهب والذي تم بنائهما للاحتفال باكتشاف النفط.

واستطاع الطريق الأسفلتي أن يسهل كثيراً من التنقل خاصة وأنه كان هناك بعض الطرق لا يمكن الوصول إليها إلا من خلال سيارات الدفع الرباعي.

الانتشار الأمريكي في دبي مهد للقرار

وبعد اكتشاف النفط، خططت دبي للمدارس والمساكن للعائلات الأمريكية التي كان من المنتظر أن تتدف إلى المدينة البالغ عدد سكانها في ذلك التوقيت حوالي 70 ألف نسمة.

وزاد انتشار طرازات شيفروليه ورامبلر وغيرها من السيارات الأمريكية في الإمارة وهو الأمر الذي كان يحتاج إلى التغيير والتبديل بشكلٍ حتمي.

ومع بناء العديد من المنازل السريعة التي تتكون من عائلة واحدة على الطراز الأمريكي والانطلاق كذلك بالسيارات الأمريكية في الشوارع مع سيطرة السيارات الأمريكية على واردات دبي أصبح التحول إلى المسار الصحيح الملائم للطرازات الأمريكية أمراً منطقياً.

وبالفعل اتخذت دبي هذا القرار دون احتجاجات تذكر من البريطانيين الذين امتثلوا إلى تغيير دبي إلى النظام الأمريكي.  

احترام بريطانيا لقرار الشيخ راشد

وقال تود ريش إن السلطات البريطانية في هذا التوقيت احترموا الشيخ راشد وامتثلوا لقراره دون أي رد فعل قومي منهم.

فيما اقترح الشيخ راشد التغيير كذلك إلى مجلس الإمارات، وهو ما جعل القرار يذكر بأن التبديل سينفذ في كافة الإمارات باستثناء إمارة أبو ظبي التي ستنفذ القرار قريباً.

ولم يكن الطريق السريع الذي يربط بين دبي وأبو ظبي موجوداً حتى الآن إذ أنه تم الانتهاء منه بعد سنوات من هذا القرار.

وحدث التنفيذ بهدوء كبير في الطرقات مع بعض الارتباك المتوقع بشكل مؤقت في الأجزاء الأكثر ازدحاماً في إمارة دبي.

ويعتقد الخبراء بأن التغيير الذي شهدته دبي كان جزءً كذلك من الاتجاه العالمي الذي انضم له عشرات الدول حول العالم خلال القرن العشرين.

كما أظهرت الدراسات بأن التغيير جاء في بعض الدول بسبب الجغرافيا إذ أن قطر قامت بالتغيير ذاته في عام 1965، كما أن البحرين والسويد فعلا نفس الأمر في عام 1967.

ولا تزال دبي تحتفظ بالإشعار التاريخي معلقاً في متحف بلدية دبي على شواطئ الخور، ويتحدث هذا الإشعار عن قرار تاريخي ولحظة لن تنسى في تاريخ إمارة دبي.

وكانت هذه اللحظة بمثابة البداية مع اكتشاف النفط وتحول دبي إلى مدينة عالمية خطوة بخطوة حتى تصبح في غاية التطور والرقي كما هو حالها اليوم.

كما استطاعت دبي أن تتحقق النمو والتطور لإنشاء مدينة عملاقة ولها مكانتها العالمية دون الاعتماد على الثروة النفطية.