السيارات عالية التلوث قد تصبح من نصيب أفريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبية
إن البلدان التي تبذل القليل من الجهد أو لا تبذل أي جهد لإزالة الكربون يمكن أن ينتهي بها الأمر مثقلة بسيارات جديدة ومستعملة صاحبة نسبة تلوث مرتفعة
قبل قرنين من الزمن كانت أستراليا بمثابة أرض نفايات للمجرمين البريطانيين والأيرلنديين، حيث تم شحن أكثر من 160 ألفاً منهم إلى القارة قبل أن ترسو آخر سفينة مدانين في يناير من عام 1868.
ولكن البلاد الآن معرضة لخطر التحول إلى أرض نفايات لنوع مختلف من الإجرام وهو السيارات غير المرغوب فيها.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
تم تحذير أستراليا، إلى جانب روسيا وتركيا وجنوب أفريقيا والهند والعديد من الدول الأخرى، من أن إحجامها عن التحول إلى السيارات الكهربائية قد يؤدي إلى أن تصبح موطنًا للسيارات عالية التلوث.
يقول مركز أبحاث كاربون تراكر، ومقره لندن، إنه في الوقت الذي تضع فيه الصين وأوروبا وأمريكا الشمالية لوائح أكثر صرامة تجبر السائقين على الانتقال إلى السيارات الكهربائية، يمكن لشركات صناعة السيارات الاعتماد على الدول ذات الأهداف الضعيفة أو غير الموجودة لإزالة الكربون كمواقع لتفريغ سياراتها القديمة الأكثر تلويثا.
أفريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبية
يسلط موقع Carbon Tracker الضوء على الهند وأستراليا وتايلاند وتركيا وإندونيسيا وماليزيا وروسيا وجنوب إفريقيا باعتبارها دولًا لم تبذل سوى القليل من الجهد أو لم تبذل أي جهد على الإطلاق لملء طرقها بسيارات أنظف، ويحذر أيضًا من أن تلك البلدان نفسها قد تجد صعوبة في استيراد المركبات الكهربائية المستعملة من البلدان الأكثر اهتمامًا بالبيئة لأن تلك البلدان ستدفع بمبادرات إعادة التدوير التي من شأنها إبقاء السيارات الكهربائية المستعملة داخل حدودها.
ويشير التقرير إلى أن البلدان التي ليس لديها خطط لإنهاء بيع المركبات التي تعمل بالبنزين لن تفشل في المساهمة في الحد من تغير المناخ أو تنظيف الهواء في بلدانها فحسب، بل قد تغلق نفسها في حلقة من شأنها أن تضرها ماليا.
تنفق أفريقيا، على سبيل المثال، 80 مليار دولار سنويا على استيراد الوقود، لكن تقديرات موقع Carbon Tracker تشير إلى أن أفريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبية مجتمعة يمكن أن توفر أكثر من 100 مليار دولار من واردات الوقود وتحسين ميزانها التجاري إذا أدخلوا سياسات تشجع على استخدام السيارات الكهربائية.