السيارة التي تسمع و تنظر لتجد مكانا تركن نفسها فيه
تعمل صناعة السيارات في الوقت الحالي على طرق لإنجاز كامل عملية ركن السيارة (parking process) بصورة آلية. وقد قامت كل من شركة أودي (Audi) وفولفو (Volvo) ونيسان (Nissan) بعرض نظام يبحث عن مكان لركن السيارة ثم يركنها تلقائياً، هذا النظام قادر على العمل بشكلً جيد لكن تحت ظروف خاضعة للتحكم (controlled circumstances) كالاتصال بشبكة الواي فاي (Wi-Fi) الخاصة بمراّب التوقف لإيجاد بقعة شاغرة لركن السيارة.
لكن لكي يتمكن النظام من العمل بمفرده في عالم لا يتضمن شبكة لاسلكية يتوجب على السيارة أن تقدم كمية كبيرة من المعلومات من حساساتها الفعلية للنظام. ومع ذلك استطاع عضوان في معهد مهندسي الكهرباء والالكترونيات (IEEE) من وضع طريقة للقيام بذلك. وقد حصل عمل الباحثين التابعين لجامعة هانيانغ (Hanyang University) في سيول (Seoul) في كوريا الجنوبية على الدعم من شركة هيونداي موتور (Hyundai Motor Company).
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
تمكن الباحثون -باستخدام الكثير من المعادلات الرياضية وبعض من الابتكار- من حل مشكلة تعامل كل حساس مع الأشياء المحيطة والقريبة منه من زاويته الخاصة -الأمر الذي يسبب حالة خداع وإرباك للنظام- حيث تمضي السيارة أولاً إلى ما وراء منطقة التوقف وهي تقوم بمسح المنطقة بحثاُ عن الحواف المخططة لأماكن الركن والعقبات المتنوعة مثل السيارات المتوقفة، وتقوم الكاميرات المتعددة إضافة لوحدتي استشعار ترددات فوق صوتي (Ultrasound) بتأمين نقاط أفضلية مختلفة مما يغطي كامل المساحة التي من المفترض مسحها حيث يتمكن حساس من التقاط ما هو محجوبٌ عن حساس آخر. عند نقطة معينة تدعى إطار (frame) تقوم السيارة بمعالجة كل المعلومات التي تم جمعها لتقييم مساحة التوقف بناءً عل بنيتها، تشمل المعلومات مجموعة من المستطيلات المصفوفة بشكل متعامد أو على شكل مجموعات أو بطريقة متعاقبة وهكذا... الاّن بعد تعرف السيارة على المكان أصبحت تعرف عن ماذا تبحث، مثلاً الحواف التي تميز مكان وقوف السيارة على شكل مستطيلات متعاقبة. يقول الباحثون أنه بتقسيم العملية بهذا الأسلوب الهرمي يستطيع نظامهم إنجاز الحوسبة خلال 32 ميلي ثانية (milliseconds) مقارنة مع 82 ميلي ثانية (milliseconds) لنظام يعتمد على الرؤية فقط. أكد الباحثان أن "النتائج تكشف بأن النظام المقترح بإمكانه بالفعل العمل وفق الزمن الحقيقي (Real Time)"، كما يعطي تحرك السيارة نقط أفضلية إضافية من خلال إعطاءه الفرصة لكل حساس بأن يحصل على رؤية أفضل لمساحة التوقف. يقوم عداد المسافات (odometer) بتتبع موقع السيارة مما يعطي النظام إمكانية أن يستنتج زاوية الرصد الجديدة ويستخدمها في تحديث التقدير المبكر للزاوية. وبالإضافة لتحسين الدقة يساعد هذا التحديث المتواصل النظام على التعامل مع الطرقات غير المستوية، حيث يوفر النظام للسائق في النهاية عدة خيارات لأماكن التوقف الممكنة ويمكنه من اختيار واحدة عن طريق شاشة لمس.
يعاني النظام من بعض العيوب، منها أنه لا يستطيع العمل في الليل أو في الأماكن المضاءة بشكل خافت أو في مرآب التوقف تحت الأرضي الذي يحوي أصوات مدوية، وللتغلب على هذه المشكلة يطور الباحثوون خوارزميات جديدة ويستخدمون أجهزة معدلة مثل الكاميرات ذات المدى الأبعد. عوضاُ عن محاولة إنجاز قياس واحد يستوعب جميع الحالات، سوف يكون هنالك عدة برامج لتعمل في ضوء النهار وفي الليل و في المساحات المغلقة.
ما رأيكم في هذا النظام؟ هل سيصبح نظاماً معتمداً في سيارات المستقبل القريب؟ هل سنرى نظاماً مماثلاً ذات قدرات أعلى في المستقبل القريب أم أنه سيكون هنالك بديلٌ أفضل؟ و الأهم من هذا كله هل سيستطيع هكذا نظام التعامل مع الإصطفاف في بلادنا التي تفتقد في بعض المناطق بنية تحتية مؤاتية للنظام أن يقوم بعمله؟ شاركنا برأيك.