الصفقة الضخمة التي ألغاها صدام حسين وكادت أن تسبب أزمة لجنرال موتورز

  • تاريخ النشر: الأربعاء، 20 أكتوبر 2021
مقالات ذات صلة
استثمار مليار دولار لجنرال موتورز بالولايات المتحدة
خسائر بالمليارات لجنرال موتورز وفورد في 2021
دعم حكومي أمريكي لجنرال موتورز وستيلانتس بقيمة مليار دولار

كانت السمعة العالمية لشركات صناعة السيارات الأمريكية سيئة للغاية، في فترة أزمات الوقود المتتالية والتي بدأت منذ حرب أكتوبر عام 1973 حتى منتصف الثمانينات، وذلك بسبب الجودة المتدنية للسيارات.

وصل التدني في جودة السيارات الأمريكية لدرجة أن الرئيس السابق العراقي صدام حسين، أوقف صفقة ضخمة لشراء 25 ألف سيارة شيفروليه ماليبو موديل 1981 والتي كانت مصممة خصيصًا للعراق.

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

صدام حسين أوقف الصفقة بعد وصول أول دفعة من السيارات وكانت 12500 نسخة إلى العراق، وبعد الكشف عنها، وجد أنها مليئة بالعيوب.

للأسف الأصول الدقيقة لصفقة 1980 التي كانت بين جنرال موتورز وصدام غير واضحة، ولكن العراق لم يكن لديه صناعة سيارات محلية، وكان يحتاج إلى أساطيل من السيارات القوية للأعمال الحكومية وخدمة سيارات الأجرة.

واستقر اختيار صدام حسين على الطراز شيفروليه ماليبو G-Body بسبب شهرة السيارات الأمريكية في ذلك الوقت.

الصفقة لم تكن سهلة على الإطلاق، ولم تكن بين الولايات الأمريكية وصدام حسين مباشرًة، لأن الحكومة الأمريكية في ذلك الوقت كانت قد فرضت عقوبات على العراق ونظام صدام حسين بسبب وصوله إلى الحكم بطريقة دموية عام 1979.

وكانت الوساطة بين الطرفين كان من مسؤولية جنرال موتورز الكندية، حيث تم تصنيع السيارات في مصنعها في أوشاوا وشحنها من ميناء هاليفاكس.

وفي نهاية عام 1981، ومع تسليم العراق أول شحنة من السيارات، بدأت الصفقة في الانهيار، على الرغم من التعديلات الكبيرة التي حصلت عليها هذه السيارات المعدة خصيصًا للعراق، فالسيارات زودت بتكييف هواء أقوى ليتلاءم مع طقس العراق الحار، ونظام تعليق قوي ومقاعد قماشية قوية، ومحرك V6 مكربن سعة 3.8 لتر يولد قوة 110 حصانًا.

أعلنت الحكومة العراقية وقتها أن السيارات جودتها متدنية للغاية ولا تصلح لأن تكون سيارات تاكسي على الطرق في العراق.

على الرغم من جهود جنرال موتورز لإنقاذ الصفقة من خلال إرسال ما يقرب من 100 ميكانيكي وفريق من المديرين التنفيذيين لتغيير رأي الحكومة العراقية، إلا أن كل الجهود لم تسفر على أي أمر إيجابي بعد أن قرر صدام حسين إلغاء الصفقة، وظلت السيارات متوقفة في ميناء هاليفاكس.

وبعد فشل الصفقة، سرت شائعة بأن الحكومة الكندية ستضطر إلى شراء السيارات من جنرال موتورز بتكلفة تزيد عن 100 مليون دولار، ولكن الشركة قررت شحن السيارات إلى الولايات المتحدة وإمداد وكلائها بالمركبات، بسعر بلغ 6800 دولار كندي في ذلك الوقت، أو حوالي 22300 دولار كندي اليوم (16600 دولار أمريكي).

وجد المالكون الجدد الذين يسعون للحصول على سيارة جديدة رخيصة أن سيارة الأجرة العراقية، كانت عبارة عن آلات صغيرة صلبة ، لم تكن أكثر سوءًا من أي منتج آخر من منتجات جنرال موتورز في ذلك الوقت.

إذن لماذا أصدر صدام حسين أمرًا بإلغاء الصفقة؟

للأسف لا نعلم السبب الحقيقي لإلغاء الصفقة، لو افترضنا أن حالة السيارات لم تكن السبب الحقيقي للرفض، ولكن بعد مرور الوقت تسربت بعض الأخبار تفيد أن صدام حسين ألغى الصفقة لتوفير المال الكافي لحربه ضد إيران التي استمرت أكثر من ثماني سنوات.

في كندا آنذاك، كانت سيارة الأجرة العراقية مرغوبة بشكل خاص لعمال مصنع جنرال موتورز، الذين كانوا يعلمون بوجود عيوب في السيارة، ولكن سعرها المنخفض جعل الطلب عليها مرتفعًا للغاية، وبيعت السيارات بسرعة، وتحول كابوس جنرال موتورز إلى نهاية جيدة مما توقعته الشركة.