اودي A8 مزيد من الـتـطـور والتقنيات
مع عملية شد الوجه التي نالتها A8، لم تكتفي أودي بتجديد سيارتها هذه، بل شحنتها بتقنيات عديدة ركز أبرزها على تقنيات الإنارة المستقبلية
خلال التسعينات، كانت أودي من شركات السيارات التي تعيش في ظل مواطناتها الألمانيات، خصوصاً أنها لم تكن تملك سوى ثلاث الى أربع طرازات ضمن عائلتها من السيارات. ولكي تتمكن من تأمين إستمراريتها، كان قرار مجلس إدارتها بإعادة هيكلة وتخطيط كل ما يتعلق بالشركة ولينتج عن ذلك اليوم شركة تملك مجموعة شبه متكاملة من السيارات السياحية وتلك المتعددة الإستعمال، إضافة الى واحدة تنضوي تحت لواء السيارات السوبر رياضية قد يتم إلحاقها بجيل جديد من طراز كواترو الرياضي الذي كان له صولات وجولات على صعيد بطولة العالم للراليات خلال النصف الثاني من الثمانينات.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
ومن طرازات أودي التي لا يمكن إغفالها سيارة تنتمي الى قطاع سيارات السيدان الكبيرة الحجم والمترفة الذي يعتبر من أهم القطاعات، خصوصاً أنه يضم سيارات شأن بي ام دبليو فئة 7 ومرسيدس فئة S والذي إنضمت اليه بورشه أيضاً من خلال سيارتها باناميرا. أما سيارة أودي التي نتكلم عنها هنا، فهي A8 التي تمكنت منذ إطلاقها من دخول قطاع السيدان الكبيرة والمترفة حيث إقتطعت حصة لا بأس بها يعود السبب فيها الى عدة عوامل منها تصميمها الذي يوفر لها شخصية فريدة وحضوراً لافتاً ومقصورتها التي تركز على البساطة والعملانية ومن دون إغفال عامل الترف المعزز بالروح الرياضية وأخيراً قدراتها التماسكية المتقدمة التي لا تعزز متعة قيادتها وحسب، بل تساهم في زيادة الإحساس بالأمان عند الإنتقال على متنها وسواء كان ذلك من خلف المقود أو عبر المقعد الخلفي في الطرازات ذات قاعدة العجلات المطولة.
أما اليوم، فقد أطلقت أودي طرازاً مجدداً من الجيل الحالي (الثالث) من A8 الذي مضى على تواجده في الأسواق حوالي أربع سنوات حقق خلالها مبيعات جيدة كانت السبب الرئيسي بقرار أودي بعدم المساس بالتصميم الخارجي وتركه على حاله بإستثناء بعض التعديلات الطفيفة هنا وهناك. وقد شملت هذه التعديلات عملية إعادة نحت لكل من غطاء المحرك وشبك التهوئة الأمامي ذو الإطار الأحادي والصادم الأمامي والقسم السفلي من المصابيح الأمامية. وفي وقت بقي التصميم الجانبي على حاله، نالت الواجهة الخلفية عدة تعديلات بدأت بتصميم المصابيح الخلفية العاملة بتقنية LED والصادم الخلفي ومخرجي العادم. كذلك نالت A8 تلويناً أسوداً لماعاً لإطارات المساحات الزجاجية، بالإضافة الى توفرها بخمسة ألوان خارجية جديدة كلياً.
ولأن أودي كانت من أوائل شركات السيارات التي أطلقت موضة المصابيح النهارية العاملة بتقنية LED والتي وجدت لنفسها طريقاً الى كل سيارات العالم خلال السنوات الأخيرة، قررت شركة الدوائر الأربعة أن تمضي قدماً بإبتكاراتها الخاصة بالإنارة الأمامية ولتوفر A8 المجددة إضافياً بنوع جديد من المصابيح الأمامية العاملة بتقنية LED أيضاً أطلقت عليه تسمية مصابيح مايتريكس بيم (MatrixBeam). وتعمل هذه المصابيح من خلال 25 مصباح LED لكل مصباح أمامي يتم تشغيلها وإيقافها وخفض قوتها ـ كل على حدة ـ تبعاً لظروف الطريق، الأمر الذي يسمح لمصابيح مايتريكس بتعديل طريقة عملها بشكل أوتوماتيكي وسريع عندما تتحسس أن هناك سيارة ما قادمة بالإتجاه المعاكس أو حتى في حال كانت هذه الأخيرة تسير أمام A8 ومن دون أن يؤثر ذلك على رؤية سائق A8. فعندما ترصد الكاميرا المربوطة بمصابيح مايتريكس أن هناك سيارة قادمة بإتجاه A8، تعمل على إرسال معلوماتها الى المصابيح الأمامية التي تقوم بإطفاء بعض من المصابيح الـ 25 أو خفض قوة إنارتها لمنع سائق السيارة الأخرى من التعرض للإنبهار الضوئي وتقوم في الوقت نفسه بالمحافظة على مستويات إنارة أمامية عالية لتمكين سائق A8 من كشف كافة تفاصيل الطريق أمامه. ويعمل نظام مايتريكس بالتعاون مع جهاز الملاحة الذي يستبق رؤية الطريق التي تسلكها السيارة ويقوم بتوزيع النور تبعاً لظروف الطريق والقيادة.
ومن ناحية أخرى، باتت A8 المجددة تتوفر مع مصابيح إلتفاف ديناميكية مماثلة بطريقة عملها المتحركة أفقياً لتلك التي تتوفر لسيارات لمبورغيني، أي أن إنارتها تتحرك من الجهة الداخلية للسيارة بإتجاه الخارج، مما يمكنها من جذب إنتباه أعلى وبالتالي توفير مستويات أمان أعلى وبالأخص عندما تكون مجالات الرؤية متدنية. ويتألف كل مصباح إلتفاف أمامي من 18 مصباح LED مثبتة على شريط أفقي تم تقسيمه الى 7 أجزاء، مقابل 24 مصباح LED على شريط أفقي مقسم الى 8 أجزاء لكل مصباح إلتفاف خلفي. وعند تشغيل هذه المصابيح تتم إنارة الأقسام الأفقية بشكل متتالٍ وبفارق زمني يبلغ 20 ميليثانية. وبعد 150 ميليثانية، تصبح كل الأقسام الأفقية في حالة عمل وتزداد قوة إنارتها الى الحدود القصوى عند مرور 250 ميليثانية تتوقف بعدها هذه المصابيح عن العمل لوقت قصير جداً لتبدأ بتكرار عملية الإضاءة التدريجية.
وعلى صعيد آخر، بقيت المحركات المتوفرة لـ A8 بكافة فئاتها ـ بما فيها تلك التي تعتمد قاعدة عجلات أطول بـ 13 سم ـ متوفرة ولكن معظمها نال جملة تطويرات أدت الى رفع قواتها وبالتالي تأدياتها. فقوة محرك 3,0 TFSI العامل على البنزين والمؤلف من 6 أسطوانات بشكل V مع سوبر تشارجر، إرتفعت من 290 الى 310 أحصنة قابلها إرتفاع من 420 الى 435 حصان لمحرك الأسطوانات الثماني على شكل V سعة 4,0 ليتر مع توربو مزدوج والذي بات بإمكانه جر A8 من حالة الوقوف التام الى سرعة 100 كلم/س في غضون 4,5 ثانية. وهنا لا بد من الإشارة الى أن هذا المحرك مزود بتقنية السعة تحت الطلب التي تقوم بإيقاف نصف عدد أسطوانات المحرك عن العمل عند القيادة بطريقة لا تستدعي إستخراج كامل طاقات المحرك، الأمر الذي ينعكس بالإيجاب على مستويات الإستهلاك.
ولا يقف توفر تقنية السعة تحت الطلب عند محرك الأسطوانات الـ 8، بل تطاول طراز القمة (A8 L W12) المزود بمحرك يعتمد مبدأ W12 لجهة توزيع أسطواناته التي تبلغ سعتها 6,3 ليتر ينتج عن إحتراق الوقود في داخلها قوة 500 حصان. أما الشقيقة S8، فمزودة بمحرك V8 سعة 4 ليترات قادر على توليد قوة 520 حصاناً يمكن معها تحقيق تسارع مرتفع يبلغ 4,2 ثانية. ومع نظام السعة تحت الطلب، يتدنى إستهلاك هذا المحرك الى 8,4 ليتر لكل 100 كلم وإصداراته الى 235 غرام من غاز ثاني أكسيد الكربون لكل كلم. وفي سياق الكلام عن التجهيزات التي تتوفر للسيارة، تتوجب الإشارة الى نظام خمد الضجيج النشط سيتوفر أيضاً لكل من A8 4.0 TFSI كواترو وA8 L W12 كواترو وA8 هايبريد كما سيتوفر أيضاً حاملات محرك نشطة تساهم في إمتصاص إرتجاجات محركات A8 التي تم ربطها جميعاً الى علب تروس أتوماتيكية من 8 نسب تنقل قوى الدفع الي العجلات الأربع بشكل دائم، في وقت تضيف S8 الى ذلك ترساً تفاضلياً خلفياً جرى تزويده بمعايير عمل رياضية يتم معها توزيع الدفع بين عجلتي المحور الخلفي تبعاً لتماسك كل منهما مع الطريق.
على الطريق وعند قيادة A8 المزودة بمحرك الأسطوانات الست، لا يمكن للمرء إلا أن يشعر بقوة هذا المحرك ومستويات تجاوبه عند ممارسة التسارعات أو تجاوز السيارات الأخرى على الطريق. أما المكابح، فهي فعالة للغاية وتوفر توقفات آمنة وسريعة. أما عند إعتماد A8 المزودة بمحرك الليترات الأربع الموزعة على 8 أسطوانات، فيستمر الشعور بقوة السيارة، إلا أن الفارق يتمثل هنا بالعزم المرتفع الذي يتمتع به هذا المحرك والذي يشعر السائق أنه سيتمكن من إستخراج المزيد من القوة طالما يضغط على دواسة التسارع.
وعند الإنتقال الى الطرقات الفرعية وبسبب نظام كواترو للدفع الرباعي والتعليق المزود بمعايير عمل مدروسة للغاية، يشعر المرء أن A8 أصغر مما هي عليه في الحقيقة. فالتعليق الهوائي في طرازات القمة يساهم في توفير إنقيادية جيدة جداً، في وقت يستمر نظام إختيار أسلوب القيادة بمراقبة تمايلات الهيكل ويسيطر عليها. خصوصاً أنه يعمل عبر أربع برامج تتحكم بقساوة المقود وبنبض التعليق الهوائي ومستويات تجاوب المحرك وعلبة التروس. وهنا، لا بد من الإشارة الى أنه خلال قيادتنا لمختلف فئات A8 على الطرقات المتعرجة، بدا لنا أن معيارا «كومفورت» و«أوتوماتيك» هما الأنسب ذلك أن الشاسي والمقود يقومان حينها بتوفير راحة عالية ولا يضحيان بالروح الرياضية وهذا جيد بالنسبة الى معظم أنواع السائقين وممتاز بالنسبة لمن يريد الإنتقال على متن هذه السيارة من خلال المقعد الخلفي. أما عند الإنتقال الى معيار «دايناميك» الرياضي، فترتفع القساوة والخشونة ويبدأ السائق بالتفكير أنه في حال كان يريد سيارة بهذه القساوة، فلن يحتاج الى سيارة من عيار S8 التي تتميز أصلاً بمستويات إنقيادية جيدة جداً إن لم نقل ممتازة، تم تعزيزها بعلبة تروس لا يمكنك إلا أن تلاحظ سرعة تجاوبها مع الضغط على دواسة التسارع. وهنا، يمكن القول أن مزيج الراحة والتماسك الذي توفره A8 ممتاز ويلبي متطلبات السائق الرياضي كما السائق الذي يركز علي الراحة. أما في حالة S8، فتزداد مستويات التماسك ولكن على حساب الراحة. وعلى الرغم من أننا كسائقين رياضيين، أحببنا القساوة، إلا أننا نعتقد أن من يرغب بسيارة من معيار A8 سيركز على الترف والراحة ولن يعير الطابع الرياضي أي أهمية وإلا لكان توجه نحو سيارات RS الأصغر حجماً.
ومن ناحية أخرى، يمكن القول أن تجربة الإنتقال على متن أي من نسخ A8 المجددة من خلال المقعد الخلفي مميزة. فالمساحات الخلفية رحبة والمقعد مريح ومجالات الرؤية جيدة. وعلى الرغم من مستويات الجودة والترف المرتفعين، إلا أنه سيتوجب على من يريد الإنتقال من خلال المقعد الخلفي لهذه السيارة أن يتوجه الى النسخة المبنية على قاعدة العجلات المطولة التي يمكن طلبها بخيار يعتمد على مقعدين منفصلين جرى تزويدهما بنظام تدفئة وتبريد خاص بكل منهما. ويفصل بين هذين المقعدين اللذين يتوفران إضافياً مع جهاز تدليك خاص، كونسول وسطي يمكن تزويده إضافياً بطاولة قابلة للطي مع براد صغير. ولمن يريد المزيد من التميز والفرادة، يمكن الحصول على مقعد خلفي أيمن خاص يتشابه بشكله مع مقاعد الدرجة الأولى في الطائرات وهو مزود بأنظمة تبريد وتدفئة وتدليك مع مسند كهربائي للقدمين. ومع هذا المقعد، يحصل المستهلك على شاشتين يجري تثبيتهما خلف مسندي الرأس الأماميين. ومن خلال هاتين الشاشتين اللتين تعملان عبر سماعات رأس لا سلكية، يمكن التمتع بمشاهدة الأفلام عبر قارئ DVD أو من خلال بطاقات SD، كما يمكن إستعمال هاتين الشاشتين لعرض البرامج التلفزيونية أو للتعامل مع نظام MMI المتعدد الوسائط والذي يضم أيضاً جهاز الملاحة. كذلك يحصل مالكو A8 L W12 في البلدان المجهزة، على نظام Navigation Plus الذي يضم شاشة أمامية صغيرة يمكن إستعمال الأصابع للكتابة عليها وعلى طريقة محدثة للبحث عبر موقع Google وعلى نظام يحول السيارة الى مركز إتصال بشبكة الإنترنت.