بالصور: "مترو دبي".. قطع فنية متحركة
-
1 / 3
حرصاً على رسم ملامح جديدة للمشهد الثقافي والفني البصري في دبي، عملت هيئة دبي للثقافة والفنون، بالتعاون مع هيئة الطرق والمواصلات، على تقديم أربعة قطارات من «مترو دبي» مزينة بأعمال فنية لفنانين من الإمارات والعالم العربي، فتحولت القطارات إلى قطع فنية متحركة. وتم إطلاق ثلاثة من قطارات «دبي مترو»، أمس، وحملت الحافلات صوراً لأعمال فنية تعود إلى كل من الإماراتي عبدالقادر الريس، والجزائري رشيد قريشي، والسوري صفوان داحول، حيث قدم كل منهم عمله بأسلوبه التشكيلي، فتراوحت بين التجريد والتعبير عن الصحراء والخط العربي، وكذلك الوجوه.
ويأتي إطلاق القطارات الثلاثة عقب إطلاق القطار الأول الذي حمل صورة فوتوغرافية تبرز أفق دبي، التقطت بعدسة سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، ضمن مبادرة لتحويل عدد من أوجه قطارات المترو إلى لوحات فنية. وتمثل هذه المبادرات رافداً حيوياً لفعاليات «موسم دبي الفني» الذي أطلقته «دبي للثقافة»، ليجمع تحت مظلته أهم الفعاليات الإبداعية التي تحتضنها المدينة.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
وقال مدير عام «هيئة دبي للثقافة والفنون» بالإنابة من «هيئة دبي للثقافة والفنون» سعيد النابودة «يسرنا أن نشارك في هذا المشروع الطموح الذي يعزز التواصل والتفاعل بين مجتمع الفنانين على المستويين المحلي والعالمي، ونتطلع من خلال تزيين عربات (مترو دبي) بهذه الأعمال الفنية المميزة إلى تسليط الضوء على الهوية الأصيلة الفريدة والإرث الإبداعي الغني بمدينة دبي، وتعريف أعداد أكبر من سكان وزوار الإمارة بالحراك الفني المزدهر ضمن شتى الأساليب التعبيرية في دبي». وأضاف «تنسجم هذه الخطوة في المضمون والأهداف مع رؤى وتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بتحويل دبي إلى متحف مفتوح، يجسد أصالة وعراقة القيم والهوية الثقافية الوطنية».
وأكد المدير التنفيذي لمؤسسة القطارات في هيئة الطرق والمواصلات، عبدالله يوسف آل علي، حرص الهيئة على إسعاد الجمهور من مختلف شرائح المجتمع، ومنهم رواد المواصلات العامة، وذلك من خلال المشاركة في إبراز لوحات فنية متحركة، تضفي على مدينة دبي ألواناً من الفرح والبهجة، وتعزّز الوجه السياحي للإمارة من خلال طرق مبتكرة ووسائل إبداعية.
وكشف أمس عن أعمال كل من رشيد القريشي، وعبدالقادر الريس، وصفوان داحول. وحمل العمل الذي قدمه عبدالقادر الريس أسلوبه التجريدي الذي بدأ من هوية وطنية محلية، ورؤية تحمل الكثير من التراث، بينما يعتبره الفنان الإماراتي على الصعيد الفني من أكبر المشروعات التي عمل عليها في حياته. وفصل أعماله المرتبطة بالتراث المحلي، بكون الأولى تحمل خط الثلث، بينما الثانية ترمز إلى دبي من خلال النخلة وقافلة الجمال، في حين جمعت أيضاً عناصر أخرى في العمل، وهي شعار إكسبو والبحر وبرج العرب.
الفنان صفوان داحول اختار متابعة العمل على «حلم» الذي يقدمه في لوحاته لأكثر من 20 عاماً، فقدم الوجه المألوف بالألوان الرمادية. وقال لـ«الإمارات اليوم» عن عمله «لا شك في أن العمل على مركبة ضخمة، وتقديم العمل على المترو هو تحد ومسؤولية، لأنه يعبر عن الثقة التي وضعت في كل من الفنانين المشاركين، وكذلك تجربة مهمة لكل منا». ولفت إلى أنه بدأ بتطبيق الفكرة الخاصة «بالجعلكة» التي نفذها في لوحاته أخيراً، إضافة إلى الوجوه، لذا وضع نفسه أمام تحديات تطبيق التقنية على اللوحات التي ستطبع وتلصق لاحقاً، كما أن اختيار الألوان لإبرازها شكل تحدياً آخر، موضحاً أنه اختار الرمادي لأنه أتى أكثر تناسباً مع متطلبات الطباعة من اللون الأسود الذي قرره أولاً، كما تناسب الرمادي مع ألوان سكة المترو وسقفه. ولفت داحول إلى أن العمل يختلف عن تقديم لوحة، فهو عمل على مساحة كبيرة وضخمة، وبالتالي فإن الفنان يكون أمام فرصة حقيقية لتقديم ما هو مميز ومختلف، فهي تجربة لم تقدم في العالم العربي سابقاً. ورأى أن هذه الخطوة مهمة في ترسيخ المشهد الثقافي، ويجب أن تلاحق بأفكار أخرى ومتتابعة لتعزيز الثقافة الفنية البصرية في المنطقة. وعكس عمل الفنان الجزائري رشيد قريشي، شغفه بتصاميم الرموز المنفذة بخطوط عربية دقيقة، تجسد لغة عالمية يمكن لأي ناظر التفاعل مع جماليتها. وقال عن عمله لـ«الإمارات اليوم»: «نفذت العمل بألوان مستوحاة من الصحراء، وقد استخدمت الكف، لأنها تعبر عن قراءة المستقبل، وبداخل الكف وضعت الكثير من الخطوط والكلمات المأخوذة من خطابات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، التي تعبر عن تطلعاته لتحويل دبي إلى متحف مفتوح». وأضاف قريشي: «يعكس العمل فلسفة خاصة، فالكف المفتوحة دليل للسلام والتسامح، كما أن الأصابع الخمسة تدل على الفرائض الإسلامية الخمس، في حين وضعتُ وسط الكف عيناً كبيرة، للدلالة على مجابهة الحسد، مدعماً العمل بالرموز التي تدل على السماء والأرض، والهواء والرياح القوية». واعتبر الفنان رشيد قريشي المشروع فرصة لكل الذين يعملون طوال النهار، ويستخدمون المواصلات العامة للتنقل كي يروا أعمالاً فنية، فهم لا تتوافر لهم الفرصة والوقت للذهاب إلى الصالات أو المعارض، وهي فرصة لمخاطبتهم نظرياً، موضحاً أن اعتياد العين على رؤية الجمال الفني يعتبر رياضة ضرورية كي يتقرب المرء من الرموز التشكيلية. ورأى أنه لابد في المشروعات التي تخاطب الجمهور أن يتوجه الفنان إلى حضارة البلد وتاريخه ويأخذ من ثقافته وهويته، ويدمجها مع أسلوبه الفني كي ينتج عملاً يتحدث به إلى الجميع. ولفت الى أن التجربة مميزة، وتعتبر مهمة لكل فنان، لاسيما أنه عمل ضخم، وأنجز خلال ما يقارب الشهر ونصف الشهر، وكذلك للمكانة العالمية التي تحتلها دبي، فهي بمثابة تكريم للمشاركين.
المصدر: "مترو دبي".. قطع فنية متحركة