بعد الحوادث المتكررة... الصين تشدد إجراءات سلامة الطيران
تمتلك الصين أحد أعلى سجلات سلامة الطيران في جميع أنحاء العالم
بعد وقوع حادثين في غضون شهرين، ستبحث إدارة الطيران المدني الصينية (CAAC) عن "مبلغين عن المخالفات التي تتعلق بالسلامة" في جميع أنحاء الصناعة لتسليط الضوء على عمليات مراقبة السلامة المحتملة.
وفقًا لما أوردته رويترز، فإن الوثيقة التي نُشرت في 19 مايو قد حثت موظفي الطيران المدني ومسؤولي الإدارة على إبلاغ شركات الطيران بأي مخالفات، مما يمنع وقوع حوادث في المستقبل.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
البيان قال: "من الضرورة القصوى أن نقوم بتعبئة العدد الهائل من أفراد الخطوط الأمامية بشكل كامل، لكي يكونوا مستعدين ويجرؤوا على أن يكونوا"مبلّغين" آمنين، الأمر الذي سيكون أيضًا حاسمًا في عكس الوضع غير المواتي الحالي والحفاظ على استقرار العمليات".
وأكدت إدارة الطيران المدني الصينية أن المبلغين عن المخالفات سيكافئون وستتم حماية هوياتهم من خلال اتفاقيات سرية.
تمتلك الصين أحد أعلى سجلات سلامة الطيران في جميع أنحاء العالم، وهو أقل بكثير من المتوسط العالمي البالغ 0.57 حادث لكل مليون رحلة تجارية، مع عدم الإبلاغ عن أي شيء في عام 2021.
في 21 مارس، تحطمت طائرة من طراز بوينج 737-800 تابعة للخطوط الجوية الصينية الشرقية، في رحلة إم يو 5735، في جبال جوانجشي، مما أسفر عن مقتل جميع ركابها وعددهم 132 شخصًا.
بينما تشير التحقيقات الأولية إلى أن الحادث متعمد، كان الحادث أول حادث مميت في البلاد منذ أكثر من عقد، مما أدى إلى إنهاء 100 مليون ساعة طيران دون وقوع حادث طيران مدني كبير.
بعد أقل من شهرين، شهدت رحلة طيران التبت رقم 9833 حادث أثناء الإقلاع، حيث اشتعلت النيران في طائرة إيرباص A319-100، مما أدى إلى إصابة 36 من أصل 122 راكبًا كانوا على متنها.
هز الحادثان خلال فترة زمنية قصيرة صناعة الطيران الصينية، مع عودة واضحة إلى سجل سلامة الطيران الكئيب في الصين من أواخر الثمانينيات إلى أوائل القرن الحادي والعشرين.
بعد العديد من عمليات الاختطاف والحوادث في غضون عدة عقود، شرعت الصين في إصلاح صناعة الطيران بشكل جذري، وزيادة تدريب الطيارين، وتقديم دورات مجانية لإدارة السلامة لموظفي مراقبة الحركة الجوية، وإصلاح لوائح الطيران الخاصة بها بالكامل بمساعدة بوينج وإدارة الطيران الفيدرالية.
في حديثه إلى صحيفة ساوث تشاينا مورنينغ بوست، أوضح كريستال زانج، الأستاذ المشارك والمتخصص في سياسات الطيران الصينية بجامعة RMIT، أهمية إصلاح قطاع الطيران في البلاد خلال فترة نموها السريع.
قال تشانغ: "أدركت الحكومة أن السلامة يجب أن تكون على رأس أولويات عمل الصناعة بأكملها".
أدى النقص في الطيارين المدربين ومراقبة الحركة الجوية إلى قيام الدولة بتشديد اللوائح الخاصة بإنشاء شركات طيران جديدة منخفضة التكلفة بينما عززت تدابير السلامة الخاصة بها.