بنتلي كونتيننتال GT سبيد متخصصة بأدوار البطولة
-
1 / 11
إنها أسرع سيارة تخرج من مصانع بنتلي والأكثر قوة أيضاً وهذا ما دعى حسان بشور الى المشاركة في تجربة قيادتها بمجرد أن أطلقتها شركتها في المنطقة
أينما كنت في العالم عموماً وفي العالم العربي على وجه الخصوص، يكفي أن تذهب الى أماكن التسلية والفنادق الفخمة التي يتواجد فيها عادةً الأغنياء وأصحاب الثروات المتوسطة والكبيرة، كي ترى عدداً من سيارات بنتلي كونتيننتال GT وGTC مركونة بطريقة تؤكد أن مالكيها يتباهون بإقتنائها لدرجة أنهم يريدون أن يراها الجميع. ولكن ما هي هذه السيارة ومن أين أتت؟
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
لمعرفة ذلك، سيتوجب علينا أن نعود الى الوراء حين كانت حرب إمتلاك الشركات الصغيرة مستعرة بين كل من بي ام دبليو وفولكسفاكن ولتنتهي هذه الحرب بإستحواذ الشركة البافارية على رولس رويس، فيما قررت فولكسفاكن أن تحتفظ بـ بنتلي وأن تدعمها مالياً، خصوصاً أنها كانت ـ ولا تزال ـ تؤمن بأن بنتلي تملك إمكانات هائلة. وعلى الرغم من أننا لن ندخل هنا في متاهات طرازات بنتلي المتوفرة، إلا أننا سنذكر أن بنتلي قدمت طراز كونتيننتال GT لأول مرة عام 2002 واضعة له سعراً مرتفعاً أدى بهذه السيارة الى التواجد في قطاع بعيد عن المنافسة. ومع ذلك، حققت هذه السيارة نجاحاً كبيراً أدى بشركتها الى توفيرها بعدة فئات إرتفع معها الإنتاج السنوي الى ما يزيد عن 10 آلاف سيارة. ومع حلول العام 2010، أطلقت بنتلي الجيل الثاني من كونتيننتال GT التي أخضعتها الى عملية شد وجه وزودتها بتعليق مطور مع هندسة بناء جديدة ولتعود خلال العام 2011، فتطلق فئة من هذه السيارة تخلت معها عن محرك الأسطوانات الـ 12 بشكل حرف W لصالح محرك V8 وبفئتي كوبيه ومكشوفة.
أما اليوم، فقد قررت بنتلي التي لا ينحصر إختصاصها بمستويات الترف غير المسبوقة، بل يشمل السيارات الرياضية التأدية، أن تطلق فئة سبيد من كونتيننتال GT التي إستغرق العمل على تطويرها لتصل الى ما هي عليه اليوم، حوالي ثلاث سنوات من العمل الدؤوب الذي تناول بشكل رئيسي معظم مكونات السيارة التي لا تراها العين المجردة.
الهيكل الخارجي للسيارة
لن يتمكن المستهلك العادي من التمييز بين سبيد وشقيقتها GT المزودة بمحرك W12 ذلك أن بنتلي حصرت التعديلات الخارجية بمكونات ضئيلة منها شبك أمامي داكن اللون والعجلات المعدنية الرياضية التي تعتمد قطراً يبلغ 21 إنشاً والتي تتألف من 10 مقابض شعاعية ومخرجي العادم الخلفيين اللذين لا يزالان يعتمدان الشكل البيضاوي الأفقي ولكن بعد تزويدهما بحواف داخلية متوازية. أما في الداخل، فالتعديلات طفيفة أيضاً وتشمل تنجيداً جديداً لبطانات الأبواب ودواسات من الألومنيوم المثقوب ورأس معدل لمقبض علبة التروس. وفي الداخل، بات بإمكان المستهلك أن يطلب تزيينات من اللياف الفحمية بدلاً من تلك الخشبية مع العلم أن هذه الأخيرة تبهر بأناقتها وتتطلب ما بين 17 و25 ساعة عمل.
أماالتعديلات الرئيسية
غير المرئية والتي إستمر العمل عليها لمدة راوحت في حدود ثلاث سنوات، فقد طاولت منظومة الدفع ونظام التبريد وإنسيابية السيارة والمكابح والشاسي ولتظهر النتيجة النهائية لهذا العمل على شكل أسرع سيارة منتجة بكميات تجارية تخرج من مصانع بنتلي. وهنا إنصب عمل مهندسي بنتلي على المحرك الذي تبلغ سعته 6 ليترات تم توزيعها على 12 أسطوانة أخذت لنفسها وضعية الصفوف الثلاثة المتوازية (على شكل حرف W) وليتم إستبدال جهاز إدارة المحرك الذي كان مستعملاً في السابق بواحد جديد من شركة بوش (ME17) يتميز بقدرته على التعامل مع 180 مليون معلومة في الثانية وهذا ما مكن بنتلي من التحكم بكيفية ودقة عمل كل من جهاز بخ الوقود ونظام الإشعال وأجهزة التوربو التي تمت زيادة نسبة ضغطها بمعدل 0,3 بار لتوفير أعلى قدر من التأدية وبشكل كفوء يراعي البيئة أيضاً. ومن هنا تمكنت بنتلي من رفع قدرات المحرك الذي بات يولد مع سبيد قوة 616 حصاناً يمكن إستخراجها عند مستوى 6000 دورة في الدقيقة ولتترافق هذه القوة مع 800 نيوتن متر من عزم الدوران الذي يبدأ بالظهور إبتداءً من 1700 دورة في الدقيقة مع العلم أن معظم العزم يتوفر بين 2000 و4000 دورة في الدقيقة، أي في مدى الدوران الأكثر إستعمالاً في كافة ظروف القيادة.
وعلى الرغم من وزن كونتيننتال TG سبيد المرتفع جداً والبالغ 2750 كلغ، إلا أن بنتلي قررت الإعتماد على علبة تروس أوتوماتيكية متتالية تعمل من خلال 8 نسب أمامية متزامنة تم تطويرها بالتعاون مع الصانع المتخصص ZF ولتعمل هذه العلبة على رفع مستويات التأدية بحيث بات بإمكان هذه السيارة أن تتسارع من حالة الوقوف التام الى سرعة 100 كلم/س في 4,2 ثانية ترتفع الى 9,0 ثواني في حال كان التسارع الى 160 كلم/س والتي تصل بعدها السيارة الى سرعتها القصوى البالغة 330 كلم/س. وهنا يعود جزء من الفضل بهذا التسارع الى أطوال نسب علبة التروس التي تم تقصير أطوال نسبها الخمس الأولى، فيما يمكن إعتبار نسبتيها السابعة والثامنة وكأنهما نسب أوفر درايف يتمثل الهدف منهما بخفض دوران المحرك عند السفر على طرقات سريعة ذات سرعات قصوى محددة وبالتالي خفض مستويات الإستهلاك.
وفي مواجهة القوة الإضافية والسرعة العالية، كان لا بد لـ بنتلي من أن تركز على زيادة قدرات التبريد وهذا ما أدى بها الى إعادة تصميم معظم ما لا تراه العين خلف الواجهة الأمامية وتصميم هذه المنطقة بطريقة يتم معها إمتصتص أكبر قدر من الهواء الداخل ليتم التحكم بمجرى هذا الهواء لتأمين أفضل تبريد ممكن مع مراعاة تأثير طريقتي دخول وخروج هذا الهواء على إنسيابية السيارة التي زودت أيضاً بمبردات لعلبة التروس والترس التفاضلي ومعظم المكونات التي تحتاج الى الزيت في عملها. وفي سياق الكلام عن علبة التروس، لا بد من الإشارة الى أنها مدروسة لتوفير تبديل سريع للنسب كما أن عملها يتم بالتعاون مع كمبيوتر خاص يقوم بمراقبة أسلوب القيادة ويعمل عند إعتماد القيادة الرياضية على حجز النسب أو في حال إستدعت ظروف القيادة والطريق، على التبديل نزولاً بمعدل خمسة نسب دفعة واحدة. وبكلمات أخرى، بدت هذه العلبة خلال التجربة وكأنها العلبة الأفضل لمحرك الـ W12 بقدراته المتفوقة وهي تعمل على نقل النسب بسلاسة بالغة موفرةً إنتقالاً ناعماً للقوة والعزم بإتجاه العجلات الأربع.
وعلى الرغم من القوة الإضافية، قررت بنتلي أن تميز سبيد عن كونتيننتال GT عبر تكثيف إستعمال الأولومنيوم في غطائي المحرك وصندوق الأمتعة. كما إستعملت خليطاً جديداً من المعادن في صناعة العجلات المعدنية التي خسرت حوالي 15 بالمئة من وزنها. أما الإعتماد على المكابح السيراميكية، فقد خفّض الوزن غير المنبوض في زوايا السيارة الأربع بمعدل 20 كلغ وليصل الإنخفاض الإجمالي في الوزن العام مقارنةً بـ كونتيننتال GT W12 الى 174,6 كلغ. وفي سياق الكلام عن المكابح السيراميكية، نشير أن بنتلي وفي إطار زيادة قدرات السائق على التحكم بالقوة العالية، زودت سبيد بمكابح سيراميكية بقطر 16,5 إنش في الأمام حيث تعمل المكابح من خلال 8 مكابس يتناقص عددها الى النصف في الخلف حيث يتدنى قطر الأسطوانات القرصية الى 13,1 إنش. أما في الطرازات المزودة بالمكابح المعدنية، فيبلغ قطر الأسطوانات القرصية الأمامية 15,9 إنش مقابل 13,1 إنش للخلفية منها.
ولأن زيادة القوة تعني تأدية رياضية أعلى، كان لا بد من التدخل في عمل التعليق وزيادة قساوته في سبيل تعزيز قدرات التماسك. ومن هنا، تمت زيادة قساوة التعليق الأمامي بمعدل 45 بالمئة مقابل 33 بالمئة للتعليق الخلفي وذلك بعد تعديل النوابض المعدنية الحلزونية وماصات الصدمات ونقاط إرتباط قطع التعليق. وهنا، تم أيضاً خفض إرتفاع كونتيننتال GT سبيد بمعدل 1,25 سم، فيما تم تزويد التعليق بنظام خمد أوتوماتيكي يرفع قساوة التعليق كلما إرتفعت سرعة السيارة وهذا ما ينعكس على شكل مزيد من الثبات والتماسك وبالأخص عند إرتفاع السرعة الى ما يزيد عن 180 كلم/س. وعند وصول السرعة الى 145 كلم/س، يرتفع عاكس الهواء الخلفي المدمج والذي يختفي في ظروف القيادة العادية مباشرة تحت الزجاج الخلفي، من مكانه مولداً بذلك قوى دفع سفلية تقول مصادر بنتلي أنها تصل الى حوالي 125 كلغ علي المحور الخلفي وعلى سرعة 330 كلم/س. وهنا يقوم المقود الذي يعتمد على تقنيات شركة ZF المتخصصة بخفض مستويات مساعدته بحيث تزداد قساوة لفات المقود، الأمر الذي يؤدي بالتالي الى زيادة ثقة السائق بسيارته هذه.
وعلى الطرقات السريعة
لا تكتفي كونتيننتال GT سبيد بتوفير مستويات تماسك عالية معززة بقدرات تسارعية متقدمة وحسب، بل تتمتع بهدوء تشغيلي متقدم لا يعكر صفوه شئ بإستثناء هدير العادم الرياضي عند رفع دوران المحرك والذي يرفع الحماس في نفس السائق ويزيد من متعة إنتقاله علي متن هذه السيارة. أما على الطرقات الفرعية وعند دفع مقبض علبة التروس الى البرنامج الرياضي، فيشعر المرء بأن هناك إمكانات كبيرة تتطلب منه أن يستخرجها ليتمتع بها، خصوصاً أن التبديل يصبح أقسى نسبياً، فيما تعمل علبة التروس على حجز النسب لوقت أطول في ظل إزدياد قساوة المقود وإرتفاع نسبة الهدير الرياضي الصادر عن المحرك وعادميه الخلفيين.
عندها، يكفي أن يبدأ سائق كونتيننتال GT سبيد بزيادة وتيرة قيادته حتى يشعر بمتعة قيادة أعلى. ومع ذلك تنساب هذه السيارة بين المنعطفات بنعومة وسلاسة متقدمتين. ومع ذلك، قد يشعر بعض السائقين أن هذه السيارة تتحلى بقدرة عالية على إخفاء وزنها المرتفع وذلك بسبب تأديتها الرياضية المتقدمة، إلا أنه يتوجب على هؤلاء السائقين أن يتذكروا دوماً أن السيارة التي يقودونها بطريقة رياضية تتحلى بوزن مرتفع يزيد عن طنين ونصف وهو وزن يتطلب من السائق وعلى الرغم من عدد الإجهزة الإلكترونية المساعدة في زيادة الثبات والتوازن، أن يكون ماهراً في التعامل مع السيارات الرياضية القلب.
في النهاية
يمكن القول أن بنتلي إستمرت مع كونتيننتال GT سبيد بمسيرتها في توفير سيارات ذات شخصيتين مختلفتين عن بعضهما البعض بحيث تركز الأولى منهما على توفير مستويات ترف وفخامة إستثنائيين فيما تشدد الثانية منهما علي إطلاق الطابع الرياضي الشرس الذي تنفرد به السيارات السوبر رياضية. وبكلمات أخرى، يمكن القول أن كونتيننتال GT سبيد قادرة على لعب دور السيارة السياحية الكبرى تماماً كما هي قادرة على لعب دور السيارة الرياضية بإمتياز. أما ما تنفرد به، فهو قدرتها الى تأدية الدورين المذكورين وبإتقان.
«من الخارج، حُصرت التعديلات شبك أمامي داكن اللون وعجلات معدنية بقياس 21 إنشاً تتألف من 10 مقابض ومخرجي العادم المزودين بحواف داخلية متوازية»
«تم الإعتماد على جهاز لإدارة المحرك يتميز بقدرته على التعامل مع 180 مليون معلومة في الثانية الواحدة وهذا ما مكن المهندسين من رفع مستويات التأدية بشكل لافت»
«مع تقصير أطوال النسب الخمس الأولى وزيادة طول النسبتين السابعة والثامنة إرتفع قدرات التسارع فيما تم الإبقاء على مستويات إستهلاك مقبولة في فئة سبيد»
«تنساب سبيد بين المنعطفات بنعومة وسلاسة متقدمتين وهذا ما يؤدي الى شعور بعض السائقين أن هذه السيارة تتحلى بقدرة عالية على إخفاء وزنها المرتفع»