بورشه ماكان ... جواز عبور إلى عالم راقي

مقالات ذات صلة

بورش ماكان

بورشه ماكان

صور: أول حادث لسيارة بورش ماكان في العالم

لها: أداء ممتاز بالنسبة لسيارة إقتصادية، ثبات عالي، القدرة على الخوض فوق مختلف الأسطح

عليها: نظام التعليق أقل قساوة من المطلوب

تحظى ماكان بأهمية خاصة ضمن عائلة بورشه ولدى متابعيها من حول العالم، وهذا ليس فقط لأنها جذابة وعالية الأداء فحسب، بل أيضاً لأنها ثاني طراز كروس أوفر من بورشه بعد كايين، وهي جاءت لتنافس أسماء عديدة أهمها رينج روفر إيفوك، BMW X3 وأودي Q5. ومنذ انطلاقتها الأولى عام 2013 وإلى الماضي القريب، توفرت ماكان بفئات S القوية وتوربو الفائقة الأداء، فضلاً عن الفئة GTS التي تُعتبر بنظر قسم كبير من عشاق الصانع الألماني الأرقى، الخيار الأفضل.

ولكن اليوم ومع الفئة المجهزة بمحرك من أربع أسطوانات أصبحت ماكان وبورشه من ورائها قادرتين على إستقطاب عملاء جدد مع سيارة عملانية مريحة، تتمتع بجودة عالية مع نفس رياضي مثير ضمن توليفة تُضفي عليها الكلفة المعتدلة (سواء في السعر أو في الإقتصاد في إستهلاك الوقود) رونقاً مميزاً.

ومع هذه الفئة المميزة التي تُعتبر فئة المدخل إلى عالم بورشه الراقي كان لنا لقاء على الطرقات اللبنانية ضمن تجربة قيادة وفّرها لنا مركز بورشه لبنان، حيث إنطلقنا من العاصمة بيروت بإتجاه الجنوب، ثم منه إلى منطقة بعبدا قبل أن نعود أدراجنا إلى بيروت مجدداً مع نهاية النهار.

وبما أننا ذكرنا بأنّ تجربة القيادة تمت على طرقات المدينة في قسميها الأول والأخير، وعلى الطرقات الجبلية في أقسامها الوسطية، فإنّ ذلك يعني بأننا تمكنا من إختبار مدى قدرتها على التنقل داخل زحمة السير في المدينة بكل راحة وطواعية، مقابل أداءها المتماسك والمثير على الطرقات الجبلية. وهنا وبالنسبة للأداء الرياضي، فهو وإن كان لا يتمتع بنفس مستوى الإثارة والقوة المتوفران للفئات الأعلى من ماكان، إلا أنه يُعتبر ممتازاً متى أخذت في عين الإعتبار أنّ المسافات الطويلة التي إجتزناها على متن السيارة لم يكن لها أي أثر مؤلم على خزان الوقود.

وعلى صعيد التصميم الخارجي، تتمتع ماكان بتصميم رياضي مستوحى من هوية طرازات بورشه وأقرب لشقيقتها الكبرى كايين، كما أنه لا يختلف بنسبة كبيرة عن ما يتوفر للفئات الأعلى ماكان S، GTS أو ماكان توربو (رغم أنّ الفئة توربو تأتي مع مصابيح إضافية مثبّتة ضمن القضبات الأفقية التي تزين فتحات التهوية الأمامية الجانبية).

ويُعتبر اللون الأزرق على ماكان كما في سيارة التجربة متناغم جداً مع الإضافات الرياضية السوداء، حيث يظهر بوضوح التوجه الهجومي لتصميم ماكان وتفاصيلها المثيرة الأخرى،  مثل الخطوط الحادة ومصابيح LED الغاضبة في الأمام وفتحات التهوية على الصادم الأمامي وشبكة التهوية المركزية والمصابيح في الخلف مع فتحات العادم المعدنية بشكل مسطيل على الجانبين.

أما بالنسبة لقوة الدفع، فهي تتوفّر من خلال محرك تتمكّن أسطواناته الأربع سعة 2.0 ليتر وبمؤازرة جهاز توربو مزدوج من توليد قوة 250 حصان تمرّر عبر علبة تروس من سبع نسب أوتوماتيكية إلى العجلات الأربع التي تتمكّن عند دورانها الأقصى أن تنطلق إلى سرعة 100 كلم/س خلال 6.7 ثواني في طريقها الى سرعة قصوى تبلغ 229 كلم/س.

ورغم أنّ أبعاد ماكان الخارجية لا تزيد عن 4,697 ملم للطول مقابل 1,923 ملم للعرض و1,624 ملم للإرتفاع، إلا أنّ قاعدة عجلاتها التي يبلغ حجمها 2,807 ملم سمحت لها بالتمتع بمقصورة قيادة تؤمّن مستويات رحابة جيّدة ووضعية قيادة رياضية يعززها المقود الثلاثي القضبان الذي يمكن من خلال قسمه الأعلى رؤية لوحة العدّادات التي يتوسطها عدّاد قياس سرعة دوران المحرك مع عدّاد قياس سرعة السيارة الى اليسار وشاشة الكترونية تعرض عمل تجهيزات السيارة.

وتغلب على المقصورة الداخلية التفاصيل الرياضية، فهنا نلاحظ المقود بأبعاد أصغر ومقاعد مدعّمة بتصميم رياضي وكسوة من الجلد والقماش، ولوحة قيادة مصمّمة بعناية وتتمتع بالبساطة والعملانية في الوقت نفسه، بينما يزخر الكونسول الوسطي بعدد كبير من الأزرار تُحيط بعتلة تبديل السرعات، ولكل زر منها وظيفة

على الطريق، تنجح ماكان بتقديم أداء ممتع، وذلك رغم أنّ المحرك يبقى في النهاية محدوداً بقدراته، إلا أنّ نظام التعليق المتماسك يُلغي أي خوف من أن تتعرض السيارة للإنزلاق خلال تعاملها مع المنعطفات وحتى الشديدة منها، بل على العكس وبفضل توزيع القوة الموفق ما بين محوري العجلات في الأمام والخلف لنظام الدفع الرباعي تستطيع السيارة تجاوز تلك المنعطفات براحة تامة.

أما في الختام، ورغم أنّ ماكان تتمتع بكل ما تحتاجه للوقوف في وجه المنافسة الضارية، فضلاً عن أنّ جميع المؤشرات تُفيد بأنّ نجاحها في الأسواق هو أمر شبه مؤكد، إلا أنّ الأعوام القليلة المقبلة هي التي ستحكم بالشكل القاطع ما إذا كانت سترث المبيعات العالية من شقيقتها الكبرى تماماً كما ورثت عنها السمعة الطيبة.