بي ام دبليو 650i كابريوليه
راقية بـ... تواضعها
قد تشعر أن فئة 6 الجديدة مخيبة للآمال ولكن ما أن تنظر اليها على أنها سيارة سياحية كبرى حتى ترى فيها سيارة محببة قد تشعر بالأسى في حال إبتعدت عنها
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
عندما سنحت لي الفرصة لإخضاع بي ام دبليو 650i المكشوفة الى تجربة فعلية، كنت أعتقد أنني سأتمتع بقيادتها الى الحدود القصوى معتمداً على ما وفرته لها بي ام دبليو من تجهيزات متطورة أقلها محرك من 8 أسطوانات على شكل V بسعة 4,4 ليتر يعمل بالتناغم مع جهازي توربو إرتفعت القوة معهما الى 407 أحصنة يمكن إستخراجها بين 5500 و6400 دورة في الدقيقة ولتترافق هذه القوة أيضاً مع 600 نيوتن متر من عزم الدوران الذي تعلن بي ام دبليو أنه يتوفر إبتداءً من 1750 ولغاية 4500 دورة في الدقيقة. ومع هذا التقارب في دوران المحرك فيما خص القوة القصوى وعزم الدوران الأقصى، يفترض بـ 650i المكشوفة أن تتسارع من حالة الوقوف التام الى سرعة 100 كلم/س في خلال 5 ثواني ولتصل بعدها الى سرعتها القصوى المحددة إلكترونيا بـ 250 كلم/س.
صحيح أن هذه الأرقام جيدة وصحيح أنها أشعرتني بأنني سأتمتع بقيادة هذه السيارة الى الحدود القصوى، إلا أن قضاء الساعات الأولى خلف مقود 650i المكشوفة كان بالنسبة لي مخيباً للآمال وهذا ما أدى الى إحساسي بإحباط شديد لم أتمكن من معرفة السبب الكامن خلفه. وهنا لا يمكنني أن أنكر أن 650i تتحلى بعدد لا ينتهي من النقاط الإيجابية. ففي البداية، تعتمد على محرك قوي ومتطور ربطته بي ام دبليو الى علبة تروسها الأوتوماتيكية المتتالية الجديدة (طراز ZF) التي تعمل من خلال 8 نسب أمامية متزامنة تم تقصير الأربعة الأولى منها لتعزيز القدرات التسارعية. ولا تكتفي هذه العلبة بعملها السلس والناعم وتجاوبها المستمر الذي تكاد لا تشعر به وقدرتها على نقل عدد من النسب بشكل متتالٍ وسريع، بل تنقل قوى المحرك بإتجاه العجلتين الخلفيتين الدافعتين اللتين يفترض بهما أن ترفعا متعة القيادة. ومن جهة أخرى، لا يمكن إغفال التقنيات المتوفرة لهذه السيارة والتي تبدأ بنظم التحكم بالتماسك وتمر بأجهزة التحكم بالقيادة الديناميكية التي يمكن عبرها التحكم بعدد لا ينتهي من معايير السيارة والتي تعمل من خلال أربعة برامج يركز أولها على الراحة وثانيها على أسلوب القيادة العادي، فيما يعدل ثالثهما معايير عمل السيارة لتتحول الى رياضية. أما البرنامج الرابع الذي يحمل تسمية Sport +، فيتم إعتماده للقيادة بطريقة سباقية. وهنا لا بد من الإشارة الى أن جهاز التحكم بالقيادة الديناميكية يسيطر على طريقة عمل ماصات الصدمات والنوابض المعدنية الحلزونية والقضبان المقاومة للإنحناء والغوص ويبدل نسبة المقود الكهربائي ـ الميكانيكي، بالإضافة الى تعديله لنقاط وتوقيت نسب علبة التروس.
وفي هذا السياق وعلى الرغم من أن تجربتي لـ 650i المكشوفة لم تجري على طرقات جبلية ملتوية، إلا أنها ضمت الكثير من المنعطفات المنوعة بين السريعة والقاسية والمتتالية والتي إجتمعت لتؤكد أن 650i المكشوفة تتحلى بمستويات ثبات وتماسك متقدمة جداً عززتها بي ام دبليو بشاسي مدروس وممتاز. وهنا كانت الشركة البافارية ذكية إذ قررت إطلاق الفئة المكشوفة من سيارتها هذه على أن تليها الفئة ذات السقف المعدني التي وصلت مؤخراً الى صالات العرض في الشرق الأوسط. وما أقصده بذكاء بي ام دبليو هو أن هذه الشركة صممت بنية تحتية لسيارة مكشوفة وعادت لتعدلها لاحقاً كي تتناسب مع سيارة من فئة الكوبيه وهذا ما أبعد 650i المكشوفة عن إرتجاجات الهيكل الناتجة عن إلغاء السقف المعدني. وفي هذا السياق، كانت تجربة 650i المكشوفة بمعظمها على طرقات مفتوحة تتميز بتعبيدها الجيد. وعلى هذه الطرقات، كانت السيارة تبتلع الكيلومترات بنهم وبنعومة وبحيث كان عزم الدوران متوفراً في كافة الأوقات وإبتداءً من 1750 دورة في الدقيقة. وفي الطرقات المفتوحة وبالأخص السريعة منها، شعرت وكأنني جالس في مكان مترف للغاية. فالمقصورة رحبة جداً في الأمام وتعتمد على مقعدين أماميين يمكن تعديل وضعيتهما في كل الإتجاهات بما فيها مستويات إنتفاخ الجزء السفلي في الظهر ومدى إمتداد القسم الأمامي من منطقة الجلوس. ولا تكتفي هذه المقاعد بتوفير وضعية جلوس وقيادة ممتازة، بل تؤمن راحة جلوس عالية جداً عززتها بي ام دبليو بمجالات رؤية أمامية وجانبية ممتازة تتدنى قليلاً في الخلف بسبب الزجاج الخلفي الصغير، إلا أن ذلك ليس بالأمر المعيب بسبب وجود مستشعرات للتحذير في حال وجود عوائق غير مرئية مع كاميرا خلفية يتم تفعيلها أوتوماتيكياً بمجرد تعشيق نسبة الرجوع الى الخلف.
وفي المقصورة، لا يمكن للمرء أن يتغاضى عن الجودة سواء كانت لجهة المواد المعتمدة أو لناحية طريقة التصنيع. فكل ما في المقصورة يتحلى بنوع من الرقي المميز وخاصةً المواد الجلدية وطريقة وصلها الى بعضها البعض. أما تصميم لوحة القيادة، فلا يراعي الناحية الجمالية وحسب، بل يركز على العملانية وسهولة الإستعمال. فتجويف العدادات واضح وسهل القراءة سواء كان ذلك في الليل أو في النهار. أما الكونسول الوسطي، فيحتوي علي كل الأجهزة ومفاتيحها التي يسهل التعامل معها ومن دون رفع النظر عن الطريق وبالأخص لجهة شاشة الكونسول الوسطي العلوية الكبيرة (10,2 إنش) التي تتميز بوضوحها حتى عند كشف السيارة وتعرضها لأشعة الشمس المباشرة والتي توفر عدداً هائلاً من المعلومات التي يحتاجها السائق مضافاً اليها تلك التي لم يكن يخط ببال المرء أنه سيكون قادراً على رؤيتها أمامه أو على التحكم بها. وفي هذا السياق، لم تكتف بي ام دبليو بوضع هذه الشاشة في أعلى الكونسول للمحافظة على خط نظر واحد للسائق، بل أضافت جهازاً لعكس المعلومات على الزاوية اليسرى السفلية من الزجاج الأمامي. ومن خلال هذا الجهاز، يمكن للمرء أن يرى السرعة وإرشادات جهاز الملاحة وغيرها من المعلومات الحيوية.
ومن ناحية أخرى، تتمتع المقصورة بمساحات خلفية معتدلة الى صغيرة وهذا ما قد يعتبر بمثابة مأخذ سلبي على 650i، إلا أن الحق يقال هنا أن مالكي هذه الفئة من السيارات لا يشترونها لنقل العائلة أو الأصحاب، بل يعتمدونها لأنفسهم ولراكب واحد آخر. وعلى صعيد آخر، تتمتع مقصورة 650i في حال لم تكن مكشوفة بعزل صوتي فعال جداً يوحي للمرء أنه في سيارة ذات سقف معدني. أما عند كشف السيارة، فمستويات ضجيج السير والهواء معتدلة ومقبولة جداً شأنها لمدى تلاعب الهواء داخل المقصورة والذي يبقى ضمن حدود المنطق.
من الخارج، لا يمكن للمرء إلا أن يتوقف عند التطوير الذي قامت به بي ام دبليو لجهة التصميم الخارجي. ففي الأمام، غابت «الحواجب» التي كانت تميز الجيل الأسبق من فئة 6 لصالح مصابيح «شرعية» تتداخل مع غطاء المحرك. أما في الخلف، فقد تخلت هذه السيارة عن ما كان يميز جيلها الأسبق من المعالم التصميمية التي كانت معتمدة في مدرسة كريس بانغل التصميمية شأن خطوط الكتف النافرة بطريقة بشعة لصالح خطوط وسط مقلوبة ومنسابة من الأمام الى الخلف حيث تلتقي مع مصابيح خلفية أفقية أعتقد شخصياً أنها واحدة من أجمل المصابيح الخلفية على الإطلاق. وعلى الرغم من أن تأمل فئة 6 الجديدة يؤكد أن هناك شبهاً كبيراً مع الجيل الأسبق، إلا أن هذه السيارة تبدو أقل إرتفاعاً مع زوايا حادة والكثير من الأناقة. أما عند العودة الى الأرقام، فيمكن التأكد أن فئة 6 الجديدة أطول وأعرض من السابق وهذا ما وفر لها شكلاً أكثر تناسقاً وتناسباً مع بعضه البعض سواء كان السقف مكشوفاً أم لا. وفي هذا السياق، لا بد من الإشارة الى أن عملية الكشف تستغرق 24 ثانية مقابل 19 ثانية لإعادة السقف الى مكان تواجده الطبيعي. ويمكن كشف السيارة على سرعات لا تزيد عن 40 كلم/س. وهنا، كانت سعادتي بالغة لقرار بي ام دبليو بإعتماد السقف القماشي لأنه يوفر للسيارة طابعاً كلاسيكياً كما أنه يوفر في عملية زيادة الوزن ويقلل بالتالي من تعقيدات أنظمة تحريك السقف المعدني.
وبعد مجموعة كبيرة من المنعطفات المنوعة التي أكدت خلالها 650i المكشوفة أنها سيارة ثابتة وقادرة على التعامل مع متطلبات السائق الرياضي، إنتقلت الى الطريق السريعة من جديد. وهناك وبعد قيادة إمتدت لساعة ونصف لم أشعر خلالها أو بعدها بأي نوع من التعب، إكتشفت أن الخيبة التي شعرت بها ليست صحيحة ذلك أنني قررت إختبار هذه السيارة وأنا أركز على روحها الرياضية. ومن هذا المنطلق، لم تتمكن 650i المكشوفة من تحريك أي مشاعر في داخلي. أما عندما بدأت أفكر بـ 650i المكشوفة على أنها سيارة سياحية كبرى، تبدلت أحاسيسي وبدأت برؤيتها من وجهة نظر أخرى وحينها، بدأت الخيبة بالزوال، خصوصاً بعد أن بدأت بالتعاطي معها على أساس أنها تنتمي الى قطاع سيارات الـ GT التي يتوجب على المرء قيادتها بطريقة عادية لا تخلو من الروح الرياضية وأن يركز معها على عملانية الإنتقال الراقي في سيارة تعتمد طابعاً رياضياً يمكن إستخراجه الى العلن عندما تدعو الحاجة.
حينها، قررت أنني أحب 650i المكشوفة.
quotes
«تعتمد 650i على محرك قوي ومتطور ربطته بي ام دبليو الى علبة تروسها الأوتوماتيكية المتتالية الجديدة التي تعمل من خلال 8 نسب أمامية متزامنة»
«أفضل ما قامت به بي ام دبليو هو أنها صممت بنية تحتية لسيارة مكشوفة وعادت لتعدلها لاحقاً كي تتناسب مع سيارة من فئة الكوبيه»
«لا يمكن للمرء أن يتغاضى عن الجودة سواء كانت لجهة المواد المعتمدة أو لناحية طريقة التصنيع. فكل ما في المقصورة يتحلى بنوع من الرقي المميز»
«في الأمام، غابت «الحواجب» التي كانت تميز الجيل الأسبق من فئة 6 لصالح مصابيح «شرعية» تتداخل مع غطاء المحرك»
المحرك: 4395 سم3 ـ 8 أسطوانات ـ 407 حصان ـ 600 نيوتن متر
التسارع من صفر الى 100 كلم/س: 5,0 ثانية
السرعة القصوى: 250 كلم/س
نقل الحركة: 8 نسب أوتوماتيكية متتالية ـ دفع خلفي
الوزن: 1940 كلغ