تاريخ موجز لناقل الحركة الأوتوماتيكي
عند الكشف عن ناقل الحركة الأوتوماتيكي لأول مرة في الأسواق، كانت الدعايا تركز على راحة السائق التي سيحصل عليها وخصوصًا قدمه اليسرى، كما أشارت تلك الدعاية إلى انتهاء مشاكل المرأة التي ترتدي حذاء بكعب عالي، والتي كانت تعاني أثناء قيادة السيارة بناقل حركة يدوي.
أدى إدخال ناقل الحركة الأوتوماتيكي إلى حل مشاكل متعددة ومن أبرزها مشكلة الضجيج الصادر أثناء التحويل بين السرعات.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
عرضت السيارات الأولى بناقل حركة يدوي فقط، كانت هذه المركبات مزودة بتروس أمامية وأخرى خلفية، مقترنة بالمحرك عبر سلسلة من الدواسات.
ولكن مع زيادة حجم السيارات وتفاقم حركة المرور، بدأ المهندسون في البحث عن طريقة تجعل السيارة تنتقل "تلقائيًا" من ترس إلى آخر.
وأمضى المصممون عقودًا في إتقان ناقل الحركة الأوتوماتيكي الحديث.
وسنقدم هنا مقدمة موجزة ونظرة عامة على تاريخ ناقل الحركة الأوتوماتيكي.
- أول ناقل حركة أوتوماتيكي
اخترع المهندس البخاري الكندي ألفريد هورنر مونرو أول ناقل حركة أوتوماتيكي في عام 1921.
وصمم مونرو جهازه لاستخدام الهواء المضغوط بدلاً من السائل الهيدروليكي، لذا فقد افتقر إلى الطاقة ولم يتم بيعه تجاريًا.
ثم طورت شركة جنرال موتورز أول ناقل حركة أوتوماتيكي باستخدام السائل الهيدروليكي في الثلاثينيات، وقدمت ناقل الحركة "Hydra-Matic" في عام 1940.
كان موديل 1948 أولدزموبيل أول طراز يستخدم ناقل حركة أوتوماتيكي حقيقي.
وتم الإعلان عن تقنية الناقل Hyrda-Matic، التي طورها مهندس شركة جنرال موتورز، إيرل طومسون، على أنها: "أكبر تقنية في عالم السيارات".
وخضعت تقنية Hydra-Matic لعملية ترقية وتحسينات مستمرة حتى عام 1955، ولكن التصميم الأساسي والنظرية المستخدمة لم تتغير طوال فترة عمرها الطويلة بشكل ملحوظ.
وحلت شركة جنرال موتورز محل Hydra-Matic في عام 1956 مع Jetaway، ولم تحقق "جيت" نجاحًا هائلاً وسرعان ما أفسحت المجال لـ Turbo Hydra-Matic في عام 1969.
- ناقل الحركة الهيدروماتيك
كان ناقل الحركة الأصلي الهيدروماتيك أحد أهم الابتكارات في تاريخ السيارات، ولم يكن أول ناقل حركة أوتوماتيكي، لكنه كان أول ناقل حركة يعمل حقًا، ومهد نجاحه التجاري الباهر الطريق لكل ناقل تلقائي لاحق.
جاءت التكنولوجيا في وقت مناسب في التاريخ حيث كانت أمريكا الشمالية تحتفل بنصرها في الحرب العالمية الثانية وبناء الزخم لطفرة ما بعد الحرب.
تم إنتاج عدد كبير من السيارات في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية، التي كانت مزودة بالآلاف من نواقل الحركة الأوتوماتيكي.
وبفضل بساطته وسهولة استخدامه، قدم ناقل الحركة الأوتوماتيكي السيارة للجماهير، محققًا وعد الرئيس هوفر، الذي وعد بـ "سيارة في كل مرآب ودجاجة في كل وعاء".
وساعد إنتاج السيارات بعدد ضخم، هو دخول النساء في عجلة الإنتاج، وتدفق الهجرة إلى الضواحي.
تتمثل أهم التغييرات والتحسينات في تصميم ناقل الحركة الأوتوماتيكي حتى الآن في عدد التروس الأمامية التي تم إدخالها الآن والتحويل من عمليات النقل التي يتم التحكم فيها ميكانيكيًا إلى عمليات النقل التي يتم التحكم فيها إلكترونيًا.
ووصلت عمليات النقل الأوتوماتيكية التي يتم التحكم فيها ميكانيكيًا إلى الحد الأقصى من حيث التحسينات المستقبلية بينما لم تلامس علب التروس الأوتوماتيكية التي يتم التحكم فيها إلكترونيًا (أو الكمبيوتر) سوى تعديلات بسيطة.