تجربة قيادة BMW X2 شقيّة لكن مهذبة !
في لشبونة، جلسنا خلف مقود BMW X2 لنكتشف بأنها الأكثر وفاءً لعلامتها التجارية.
-
1 / 13
في الفترة الأخيرة، لعل أكثر طراز لفت انتباه أهل الخبرة بشكلٍ كبير هو طراز الفئة السابعة الذي أتى إلى أسواقنا حاملاً معه الكثير من التقنيات الحديثة، منها ما هو مجرد تطوير لتقنيات وتجهيزات كانت موجودة سابقاً واليوم وصلت معها الشركة إلى ما يقارب الكمال في مجال الأداء، ومنها ما يُعتبر الأول من نوعه في عالم الساحرة ذات العجلات الأربع. فالطراز المذكور يتمتع بمقصورة قيادة بمستويات فخامة وراحة عالية تسمح لها بأن تتحوّل من آلة قيادة مطلقة إلى سيارة قادرة على تحويل أي رحلة على متنها إلى جلسة تهدئة أعصاب تنقلك إلى عالمٍ آخر عنوانه الرئيسي الراحة والاسترخاء، هذا دون أن ننسى المستشعرات التي تلتقط الحركة الإيمائية لليد لتسمح لك برفع صوت نظام الاستماع الموسيقي أو خفضه، الرد على المكالمات الهاتفية وغيرها من الوظائف والتجهيزات. ولكن في الحقيقة، فإنّ ما تفتقر له الفئة السابعة هو ما يتوفر للسيارة التي نقوم اليوم بتجربة قيادتها ضمن حفل إطلاقها العالمي في العاصمة البرتغالية لشبونة، أي BMW X2، فالأخيرة لا تكتفي بأنها تنتمي إلى الفئة الذهبية في عالم السيارات حالياً، أي فئة الكروس أوفر المحبّبة، بل تتمتع بأهم تجهيز يمكن لسيارة أن تتمتع به، أي متعة القيادة المثيرة ومستويات الإنخراط التي توفرها للسائق بشكلٍ يجعله يشعر بأنه مع السيارة كتلة واحدة متجانسة.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
وفي هذا السياق وعلى الطريق، وما أن تتحرك عجلات X2 حتى تكتشف أنك لن تندم أبداً على قرار شرائك لهذه السيارة وليس أي من منافساتها، ذلك لأن الفرق شاسع بينهما، فالاختلاف الذي قد يرى البعض بأنه طفيف على صعيد التصميم الخارجي يُصبح كبيراً جداً عندما تجلس خلف المقود. وهنا لا أقول ذلك بسبب القوة التي يوفرها المحرك فحسب، بل بسبب الشعور الذي ينتابك على متن السيارة والذي يجعلك تعتقد بأنّ العجلات تسحب الاسفلت بقوة تحتها وترميه إلى الخلف، ناهيك عن مستويات التماسك العالي التي تتوفر بفضل جهاز تعليق مدروس يجمع ما بين الراحة والتماسك.
ويتصل كل من إطاري المحور الأمامي مع سطح الطريق بشكلٍ مثير للإعجاب، فحتى عند دخول المنعطفات بسرعةٍ عالية، ورغم تواجد بعض الاحتكاك في الإطارات الأمامية بشكلٍ محدود، إلا أنّ قاعدة العجلات تبقى متوازنة بنسبة كبيرة. وتجدر الإشارة هنا إلى أنّ المقود معزّز كهربائياً وفق مستويين مختلفين بناءً على نمط القيادة المضبوط، وهذا ما يساعدك بكل سهولة على التحكم بالسيارة حتى عند الضغط بشكلٍ كبير على دواسة الوقود والاستعداد لدخول المنعطفات.
وعمدت BMW إلى جعل عملية التخميد بسيطة، إلا أنّ ذلك لم يمنع من كونها مذهلة. فرغم الانقيادية القاسية، غير أنها لا تتسبب بإنزعاج حقيقي للسائق والركاب، كما أنّ الهيكل يحافظ على توازنه بشكلٍ رائع مع تخميد ممتاز عند العبور فوق المنعطفات.
ومن جهتها، توازن وضعية القيادة الديناميكية ما بين الحد من قدرات السيارة على الانزلاق وتوفير بعضاً من ذلك. ولكن للحصول على اثارة أكثر يمكن ضبط نمط سبورت بلاس، والذي يزيد من سرعة استجابة دواسة الوقود ويعمل على تغيير شخصية علبة التروس والترس التفاضلي، الأمر الذي يجعل من X2 أكثر رياضية.
من الخارج، ورغم أنّ X2 هي أكبر اسمياً من شقيقتها X1التي تستخدم نفس قاعدة العجلات، إلا أنها أقصر من الأخيرة وأقل ارتفاعاً أيضاً، لا بل حتى أنها أقرب بعض الشيء إلى الهاتشباك منه إلى الكروس أوفر.
أما على صعيد التصميم، فتتمتع X2 بخطوط تمزج الإثارة بالإطلالة الجذابة مع حضور محبّب على الطريق مع مصابيح أمامية حادة وتحمل نظرات ماكرة، وتتخللها شبكة تهويةBMW ولكن بتفاصيل ولمسات غير معهودة من قبل، كما يبرز الصادم الأمامي الشرس الملامح مع مصابيح ضباب كبيرة ومرتفعة الوضعية. وإن لم تكن X2 تجمع بشكل صارخ من الجانب ما بين الكروس أوفر والكوبيه على غرار شقيقتيها الأكبر X6 وX4، إلا أنها تحمل الكثير من السمات الرياضية الأنيقة التي يُعتبر شعار BMW المثبّت على العمود الثالث العريض أبرزها.
وبحسب الفئة سواء أكانت الأساسية أو X2 M سبورت، فإنّ الملامح تتغير مع اعتماد لمسات رمادية براقة للأخيرة وصادم أمامي وخلفي رياضي وعجلات أكبر يصل قياسها حتى 20 بوصة.
من الداخل، تتمتع X2 في مقصورتها بكل ما يمكنك أن تتوقعه من سيارة تحمل شعار الصانع البافاري العريق، فالأخيرة ما زالت محافظة على السمات التقليدية المعهودة مع شاشة وسطية قياس 6.5 بوصة بشكلٍ أساسي أو 8.8 بوصة في الفئات الأرقى تجهيزاً. ومن المؤكد طبعاً وجود كم كبير من التجهيزات في الداخل، فضلاً عن عدد لا يحصى من أنظمة المساعدة التي تزداد كلما ارتقت فئة التجهيز.
ميكانيكياً، ستتوفر BMW X2 بأربعة محركات، اثنان منها تعمل على وقود الديزل للقارة الأوروبية ولن نتطرق إلى تفاصيلها كونها غير مهمة لنا واثنان بوقود البنزين الأول سعة 2.0 ليتر بشاحن هواء توربو مزدوج لتوليد 192 حصاناً و280 نيوتن متر، ويقترن بعلبة تروس مزدوجة القابض سباعية النسب، بما يضمن لهذه الكروس أوفر انطلاقاً من 0 إلى 100 كلم/س في 7.7 ثانية والوصول إلى 227 كلم/س كحد أقصى. والثاني بنفس السعة ومع توربو مزدوج أيضاً ولكن بقوة 228 حصاناً و349 نيوتن متر، الأمر الذي يخفض زمن التسارع لـ 100 كلم/س إلى 6.3 ثانية ويرفع السرعة القصوى إلى 230 كلم.
في الختام، وكونها تحمل شعار BMW بما يحمله من جودة وروح شبابية، وبالإضافة إلى إنتمائها إلى فئة وسطية ما بين فئتين محببتين بالنسبة للمستهلكين، أي فئة الهاتشباك وفئة الكروس أوفر، ودون أن ننسى ما تتمتع به على صعيد التصميم الخارجي والحضور، فإنّ BMW X2 هي خيار ممتاز لمن يرغب بسيارة عائلية تنبض بروح الشباب.