تجربة قيادة: دبليو موتورز فينير سوبر سبورت
على طرقات دبي قمنا بتجربة قيادة السيارة السوبر رياضية العربية
-
1 / 8
بمجرد أن يتلو أحدهم على مسامعك تسمية دبليو موتورز قد يكون القفز بين ناطحات السحاب في إحدى أفلام الإثارة والتشويق الهوليودية هي الفكرة الأولى التي تمر في خيالك، أو ربما لن يرتسم في وجدانك سوى صورة مصابيح أمامية مرصّعة بالألماس على مقدمة سيارة رياضية فائقة مركونة قرب فندق فاخر في عاصمة من عواصم الثراء الفاحش. ولكن في الحقيقة، فإنّ دبليو موتورز هي أكثر من ذلك بكثير، فهي ليست مجرد مغامرة غير مدروسة في عالم الساحرة ذات العجلات الأربع، بل هي شركة تعتمد على المنطق إلى أقصى الدرجات خلال مقاربتها لعالم السيارات الرياضية الفائقة التطور التي تتمتع بقدرات غير منطقية.
ولعل ما دفعني لقول ذلك هو أنّ دبليو موتورز، وتحديداً مع طرازها الأحدث فينير، لم تسعى وراء الأرقام الفارغة من أي مضمون، فهي لا تدّعي أنها الأقوى، الأسرع أو الأغلى ثمناً، بل تقوم على أسس منطقية تجعلها ربما الأكثر تميزاً بين منافساتها، لذا توجب علينا أن نتعرف عليها أكثر، وهذا تماماً ما حصل وإليكم تفاصيل التجربة.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
في البداية، لا بد من الإشارة إلى أن سيارات دبليو موتورز أصبحت مطابقة لشروط السير في مختلف بلدان العالم، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية التي تتبع معايير صارمة في مجال السلامة، كما أنها تتمتع ببرنامج تخصيص لا حدود له يسمح لكل نسخة من نسخ فينير أن تكون مختلفة عن الأخرى مع إمكانيكة توفير ألياف الكربون بألوان مختلفة، وخاصةً باللون الأبيض الذي يُعتبر الأول من نوعه في العالم.
من ناحية التصميم الخارجي، تبدو فينير سوبر سبورت وكأنها قادمة من المستقبل، لتمتلك شكل مناسب لكونها سيارة خارقة تستطيع أن تسير بسرعةٍ تزيد على 400 كلم/س، كما أنها حصلت على جسم خارجي مصنوع بالكامل من ألياف الكربون يمتلك أعلى درجات الديناميكية الهوائية، وتعتمد هذه السيارة على هيكل أنبوبي التصميم مصنوع من الألومنيوم مما ساهم بتقليل وزنها ليبلغ 1,350 كيلوغرام.
لا تقتصر مزايا فينير سوبر سبورت - التي سُميت بهذا الاسم تيمناً بالذئب "فينير" الذي يعود لإحدى الأساطير الاسكندنافية القديمة- على ملامحها الجمالية المتمثلة في الخطوط واللمسات الجريئة التي إتخذتها دبليو موتورز نهجاً تصميمياً خاصاً بها، وإنما أيضاً الخصائص التقنية المذهلة التي تمّ تطويرها بالتعاون الوثيق مع جهات رائدة في المجالات التقنيات الحديثة على غرار ماغنا ستاير، RUF أوتوموبيل ستوديو تورينو الذي تتعاون معه الشركة كإستشاري.
وتشتمل قائمة المزايا الرائعة للسيارة على منظومة الأبواب التي تُفتح بزاوية خلفية لتوفر دخول مريح إلى المقصورة من الأمام، منظومة الديناميكيات الهوائية الفعّالة، الجسم الخارجي المُصمّم بالكامل من ألياف الكربون مع استخدام معزّز لمركب الجرافين، ما يضمن الوزن الخفيف (1350 كلغ) ويعزز المقاومة، وذلك بالإضافة إلى محرك ست أسطوانات منبطحة مع توربو مزدوج مُصمّم خصيصاً من قبل RUF بسعة 3.8 ليتر، والمثبت في منتصف الجزء الخلفي للسيارة، والبالغة قوته 800 حصان بخاري بعزم قدره 980 نيوتن متر، ما يسمح بالانتقال من حالة التوقف التام إلى سرعة 100 كلم/س في غضون 2.7 ثانية فقط، علماً بأنّ السرعة القصوى تبلغ 400 كلم/س.
والآن حان موعد القيادة، لذا دخلت إلى القصورة من الباب الذي يُفتح بشكلٍ عكسي، شغّلت المحرك وإنطلقت بإتجاه فندق ميدان، وهنا أكثر ما لاحظته وما ضخ كميات كبيرة من الإثارة في عروقي هو صوت المحرك الرائع بنغمته المفعمة بالعنفوان، علماً أنّ الطريقة التي تتحرك فيها السيارة على الطريق بشكلٍ واثق مع مستويات إلتقاط ممتازة من الإطارات للمسار تولد في نفسك شعوراً عالياً بالثقة بالسيارة وبقدراتها الميكانيكية العالية.
وما أن سمحت لنا ظروف القيادة وحالة الطريق بزيادة السرعة، ضغطت على دواسة الوقود مطلقاً العنان للأحصنة، الأمر الذي يمكنني أن أصفه بأنه شعور يجعلك تعتقد بأنّ العجلات تسحب الإسفلت بقوة من تحت السيارة وترميه إلى الخلف.
في النهاية، وبعد كل ما سبق، لا يمكنني القول سوى بأنّ دبليو موتورز فنير لا تقل أهميةً أبداً عن أي سيارة سوبر رياضية أخرى أحدثت دوياً كبيراً في العالم عندما ظهرت للمرة الأولى، وذلك بفضل توفيرها لقيادة ممتعة صافية تقليدية بعيدة عن التكلف. وهذا ما يمكنني تأكيد وجوده في السيارة بشكلٍ كان كفيلاً بتقديم تجربة قيادة أبعد ما تكون عن التقليدية.