تجربة قيادة فولفو S60 بولستار
بعد C30 بولستار، هل تكون هذه السيارة بداية لمسيرة رياضية من فولفو؟
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
في حال كنتم تتساءلون عن بولستار، فالحق معكم لأن إسم هذه الشركة لا يزال غير معروفاً في منطقة الشرق الأوسط. ولمن يريد جواباً سريعاً، نقول أن بولستار هي الفريق الرسمي لـ فولفو في عالم رياضة السيارات وذلك على صعيدي المهندسين والسائقين. كذلك تتخصص بولستار بإجراءها لبعض التعديلات الطفيفة على سيارات فولفو. وهنا لا يقتصر عمل بولستار على ما سبق ذكره لأن هذه الشركة تريد أن تصبح مثل فروع M التابع لـ بي ام دبليو وAMG التابع لـ مرسيدس وV التابع لـ كاديلاك وهذا هو السبب الرئيسي الذي أدى بـ بولستار الى إنتاج فئة سوبر رياضية من الصغيرة C30 بقيت للأسف ضمن الطور الإختباري ولتعود هذه الشركة الطموحة، فتوفر فئتها الخاصة من S60 المتوسطة الحجم التي ستكون أول سيارة منتجة تجارياً من بولستار. ولأن منطقة الشرق الأوسط تعتبر واحدة من أهم الأسواق العالمية وأكثرها حيوية بالنسبة للسيارات المعدلة لدى صانعيها، قررت فولفو الشرق الأوسط أن تدعو توب جير لقيادتها.
وبمجرد رؤية هذه السيارة وبالأخص عند إيقافها الى جانب شقيقتها القياسية، لن تتمكن إلا من تأمل التعديلات التي طاولت خطوطها الخارجية. فمن الأمام، إزداد العرض بمعدل 20 ملم قابلها 40 ملم للزيادة التي طرأت على عرض القسم الخلفي منها. وعلى الرغم من أن هذه الزيادات طفيفة، إلا أن تأثيرها على الشكل العام للسيارة كان كبيراً إذ يساهم بالإيحاء أنها تملك قدرات تماسكية متفوقة. وفي مواجهة الإبقاء على السقف والأبواب الأمامية وغطاء المحرك من دون أي تعديلات، كان القرار بالإعتماد على رفاريف أمامية تمت صناعتها من الألياف الفحمية وطلاؤها باللون الأزرق الحصري بـ بولستار والذي طاول أيضاً عاكس الهواء الأمامي الذي طور خصيصاً لهذه السيارة في نفق الهواء الذي شهد أيضاً ولادة تصميم خاص لناشر الهواء الخلفي. وفي هذا السياق، تم خفض إرتفاع هذه السيارة الإجمالي بمعدل 30 ملم وإيقافها على عجلات معدنية رياضية من تصميم بولستار بقطر 19 إنش تم تلبيسها بإطارات ميشلان بايلوت سبورت تخفي خلفها أسطوانات مكابح قرصية بقطر 380 ملم في الأمام تعمل بمساعدة مكابس سداسية تلعب دوراً رئيسياً في توفير توقفات آمنة وقصيرة.
وخلف مقدمة هذه السيارة، كان الإعتماد على محرك فولفو الشهير الذي يتألف من 6 أسطوانات متتالية بسعة 3,0 ليتر الذي يولد قوة 304 أحصنة، إلا أنه لدى بولستار نال مجموعة هائلة من التعديلات التي حولته الى محرك قادر على اللعب في ميدان سيارات شأن بي ام دبليو M5 ومرسيدس E63 وكاديلاك CTS-V. وفي هذا الإطار، أعادت بولستار بناء هذا المحرك يدوياً ولكن بعد أن بدلت جهاز التوربو الذي كان يتوفر لهذا المحرك بصيغة T6، بآخر من نوع غاريت بضغط مرتفع يبلغ 1,5 بار وعززته بمبدل حراري أكبر وأعرض. كذلك زودت بولستار هذا المحرك بمشاعب سحب جديدة من الألومنيوم وبإسطوانات تم تعديل قطرها وشوطها مع المحافظة على سعاتها وبعواميد كامة جديدة. وهذا ما مكن مهندسي بولستار من رفع قوة هذا المحرك الى 508 أحصنة يمكن إستخراجها عند إيصال المحرك الى مستوى 6500 دورة في الدقيقة.
ومن جهة أخرى، تم الإعتماد على بنية تحتية مصنوعة من الألومنيوم المقوى تم تزويدها بقضبان أمامية وخلفية مقاومة للإنحناء والغوص تمت زيادة قساوتها مع عادم مصنوع من الستانلس ستيل وتعليق جرى تزويده بأذرح تحكم معدلة مع ماصات صدمات إلكترونية من أوهلينز تعمل بثلاثة برامج مختلفة. أما بطارية السيارة، فقد تم نقلها الى القسم الخلفي من السيارة بهدف زيادة القدرة على التحكم بتوزيع الوزن بين قسمي السيارة الأمامي والخلفي. ومع 575 نيوتن متر من عزم الدوران الذي يتوفر عند مستوى 5500 دورة في الدقيقة، كان لا بد من تبديل علبة التروس الأوتوماتيكية القياسية كونها لن تتحمل كميات العزم المرتفعة وليظهر الحل على شكل علبة تروس يدوية تحمل لدى فولفو تسمية M66 وتتوفر عادة لسيارات فولفو المزودة بمحركات ديزل.
ومع هذه العلبة، تمكنت بولستار من خفض الوزن الإجمالي لـ S60 بولستار بمعدل 40 كلغ وليصل الوزن النهائي الى 1640 كلغ، أي أقل بـ 80 كلغ من وزن T6 القياسية. وبالإضافة الى علبة التروس اليدوية، قررت بولستار تزويد سيارتها هذه بالجيل الأحدث من نظام هالديكس للدفع الرباعي والذي تم ربطه الى ترس تفاضلي كهربائي ـ ميكانيكي ذو قدرة إنزلاق محدودة.
وللإحساس بما قامت به بولستار في هذه السيارة، كان لا بد لنا من القيام بعدة لفات على متنها على حلبة دبي أوتودروم سرعان ما إنتهت بقرار أكيد وهو أن ما فعلته بولستار جعلنا نشعر أن هذه السيارة ستكون قادرة على منافسة بي ام دبليو M3 ومرسيدس C63 وأودي RS4. فقدرات الدفع في هذه السيارة كبيرة وتبدأ بمجرد الوصول بالمحرك الى دوران يراوح في حدود 2500 دورة في الدقيقة ولغاية 7000 دورة في الدقيقة يشعر السائق خلالها أن العزم ينتقل الى الطريق بشكل ثابت ومتواصل وهذا ما يحول عملية نقل النسب الى متعة حقيقية، خصوصاً أن هذا التبديل يتم بطريقة يدوية بعيدة كل البعد عن عتلات التبديل المثبتة خلف المقود والتي باتت تتوفر لكافة السيارات، سواء كانت منافسة أم لا..
وخلال لفاتنا القليلة على متن S60 بولستار، لم نتمكن إلا من الإحساس بأن هناك قوة كبيرة تخفيها هذه السيارة وأن إستخراجها ليس بالأمر الصعب. ومع ذلك، ساد شعور بأن السيطرة على هذا الكم من القوة والعزم لا يتطلب سائق فورمولا واحد، بل سائق رياضي يعلم كيف يتعاطى مع سيارة يجرها إسطبل من الأحصنة. وهنا تلعب تمايلات الهيكل المتدنية جداً دوراً كبيراً في زيادة القدرات التماسكية لهذه السيارة التي لا تكتفي بتماسك متقدم مع الطريق، بل تؤكد أيضاً أن التقوية التي نالها هيكلها رفعت أيضاً مستوى تماسك الهيكل مع بعضه البعض. وفي هذا الإطار، يقوم المقود الكهربائي ـ الهيدروليكي الذي يمكن التحكم بنسبته بدوره بفعالية ودقة عاليتين. وعلى الرغم من أن مقدمة هذه السيارة تبقى عرضة لبعض الإنزلاقات الأمامية الطفيفة عند ضغطها في المنعطفات، إلا أن طريقة نقل المجموعة الميكانيكية الأمامية لما تتعرض له العجلتين الأماميتين الى يدي السائق ممتازة كونها تمكن السائق من معرفة ما تتعرض له الإطارات الأمامية بدقة عالية.
في الداخل، بقيت المقصورة على حالها بإستثناء بعض التعديلات الطفيفة جداً والتي تتطلب من المرء أن يكون على دراية تامة بتصميم S60 القياسية كي يتمكن من إيجادها.
المواصفات فولفو S60 بولستار
3,0 ليتر ـ 6 أسطوانات متتالية ـ توربو
دفع رباعي ـ 508 أحصنة ـ 575 نيوتن متر
من صفر الى 100 كلم/س: 3,9 ثانية ـ السرعة القصوى: +300 كلم/س