تجربة قيادة فيراري بورتوفينو ... السحر يتجاوز حدود التسمية
وزن أخف، محرك قوي وتصميم خارجي لا يعرف المساومة تعرفوا معنا على بورتوفينو التي تعتبر الطراز المدخل إلى عالم فيراري
-
1 / 24
سواء كان تسميتها تعود للولاية الاميركية الشهيرة بجمالها وطبيعتها الخلابة كاليفورنيا أو للبلدة السياحية الإيطالية الساحرة بورتوفينو فإنّ هذه التسمية ليست هي السبب الأساسي الذي يجعلنا معجبين بـ كاليفورنيا T أو بـ بورتوفينو التي أتت لتحل محلها، وذلك لأن الأخيرة تتمتع بما يسمح لها بأن تضيف المزيد من الإثارة في الفئة المدخل لسيارات الصانع الإيطالي، فـ كاليفورنيا ورغم أنها أكثر سيارات فيراري مبيعاً ضمن تاريخ الشركة الذي يمتد لسبعين عاماً وهي التي جلبت معها عنصرين مهمين إلى الشركة، الزبائن الجدد والنساء، إلا أنها كانت بمثابة جرعة مخفّفة من التركيبة المثيرة التي يرغب بها عشاق الحصان الجامن والتي أصبحت بورتوفينو توفرها بكرم اليوم.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
وكما ذكرنا فإن الوضع اليوم مع بورتوفينو مختلف، فهذه السيارة المكشوفة تسمح لك بأن تدور على متنها حول حلبة نوربورغرينغ، وهذا ما قام به فريق التصميم لدى فيراري خلال مراحل التطوير، طبعاً بالإضافة إلى كيلومترات كثيرة قطعت على الطرقات المحيطة بمارانيللو.
وتمّ تصميم بورتوفينو بالكامل لدى فيراري دون الإستعانة بأي دار تصميم خارجي، وهي تتمتع بشكلٍ أنيق معزز بروح هجومية مع خطوط إنسيابية توحي بتطور كبير في مجال تسخير الهواء لخدمة الأداء العام للسيارة، كما أنّ القسم الخلفي الذي كان يُعتبر المشكلة الرئيسية في طراز كاليفورنيا كونه كان يتطلب من الأمر أن يوفر أداء ديناميكي عالي وتصميم جذاب في نفس الوقت الذي يتوجب عليه فيه أن يستوعب السقف المعدني عند كشف السيارة، بات اليوم أكثر أناقة مع بورتوفينو التي لم تعد تعاني من المؤخرة المنتفخة التي كانت تعرض كاليفورنيا للتهكم.
وتجدر الإشارة إلى أن فيراري اختارت أن تُطلق على هذا الطراز تسمية بورتوفينو تيمّناً بإحدى أروع البلدات على الساحل الإيطالي، التي يترادف اسمها مع الأناقة الجذّابة.
وفي المقدمة، تعمل فتحات التهوية على جذب الهواء نحو المحرك لتبريده ثم الخروج من القسم الجانبي للسيارة، أي تحديداً الرفاريف الأمامية مولدةً قوة ضغط هوائي نحو الأسفل يساعد المحور الأمامي على التماسك عند المنعطفات، علماً أنّ المسؤول الأول عن تصميم السيارة هو رئيس قسم التصميم لدى فيراري فلافيو مانزوني.
ولم تكتفي فيراري بإستخدام الألومنيوم في بناء بورتوفينو بل عمدت أيضاً إلى إبتكار طريقة جديدة في التصنيع تخفض تعقيد عملية التصنيع والوزن في الوقت الذي تحسن فيه مستويات الصلابة.
ميكانيكياً، لم تقم فيراري بإستبدال القلب النابض بالأحصنة، إذ حافظت على محرك كاليفورنيا الشهير المكوّن من ثماني أسطوانات سعة 3.9 ليتر مع شاحن هواء توربو، ولكن بعد أن أخضعته لجملة من التعديلات التي رفعت قوته وحسّنت من أدائه، إذ جرى استخدام مكابس جديدة وأذرع توصيل جديدة، فضلاً عن إعادة تصميم نظام السحب للتقليل من تأخر تدخل التوربو بنسبة كبيرة، وعمدت أيضاً إلى تركيب نظام عادم جديد ونظام تحكم بشدة الضغط المتغيرة. كل هذه التعديلات رفعت أداء المحرك وخفضت من نسب استهلاكه للوقود.
وبذلك أصبح محرك بورتوفينو قادر على توليد قوة 590 حصاناً - مقابل 560 في كاليفورنيا T - عند 7,500 د.د و760 نيوتن متر ما بين 3,000 إلى 5,250 د.د. وهذه الأرقام تؤمن لـ فيراري بورتوفينو تسارعاً مثيراً من 0 إلى 100 كلم/س في 3.5 ثانية مع سرعة قصوى تلامس عتبة 320 كلم/س.
وفيما يتوفر العزم الأقصى على سرعات دوران محرك تتراوح بين 3,000 و5,250 دورة في الدقيقة، فإنّ هذا يعني أنّ مستويات العزم تتوفر منذ البداية، الأمر الذي يسمح بدوره للسيارة من الإنطلاق إلى سرعة 100 كلم/س خلال 3.5 ثواني، وتتمتع السيارة أيضاً بنظام عادم مدروس كي يوفر صوت رخيم، أما الخبر الأبرز فيبقى أنّ السيارة تتمتع بترس تفاضلي الكتروني يسمح لها بالتمتع بمستويات تماسك عالية داخل المنعطفات السريعة، علماً أنّ هذا النظام مدمج مع نظام التحكم بالجر، هذا ويتوفر للسيارة أيضاً مقود بمساعدة كهربائية.
ويتميّز هيكل بورتوفينو بأنه منخفض الوزن مقارنة بالسابق، إذ تحقق هذا الأمر بفضل اللجوء إلى مكوّنات متطوّرة يمكن ابتكارها بواسطة تقنيات التصنيع الحديثة. ويجتمع هذا التخفيض في الوزن مع طاقة أعلى من ما كان يتوفر لطراز كاليفورنيا T بأربعين حصاناً ليمنح تحسيناً ملفتاً في الأداء مع تخفيض مهمّ في الانبعاثات. أما ديناميكية السيارة فتستفيد من اعتماد ترس تفاضلي خلفي إلكتروني من الجيل الثالث E-Diff3 للمرة الأولى في هذا الطراز، فضلاً عن أحدث نسخة من نظام التحكّم الإلكتروني بالتعليقالمدمج ببرنامج التحكّم بالثبات.
وقد خضع السقف المعدني القابل للطي في بورتوفينو، إلى إعادة تصميم شاملة وبات يُفتح ويُغلق في 14 ثانية فقط حتّى لو كانت السيارة تتنقّل عند سرعات منخفضة، ممّا يجعل السيارة عملية أكثر فأكثر. ومن خلال إيلاء الانتباه إلى شكل التجويف الذي يستوعب السقف المعدني بات الصندوق يتّسع لحقيبتين صغيرتين عندما تكون السيارة مكشوفة ولثلاث حقائب صغيرة عندما يكون السقف مغلقاً، مما يجعل بوتوفينو خياراً مناسباً في شتّى الظروف لأنها تجمع بروعة بين التصميم والأداء والتكنولوجيا.
من الداخل، هناك أمور جديدة تستفيد منها السيارة وسمات تؤكد بأنّ فيراري أصبحت متمرسة إلى أقصى الحدود في مجال توضيب المقصورة الداخلية بشكلٍ عملي.
إذ تلقّت المقصورة بدورها عناية كبيرة في التصميم والتطوير لتتماشى مع الشكل الخارجي الأنيق فقد حدّد فريق التصميم في فيراري بعض المتطلبّات الأساسية المحدّدة لاعتمادها في المقصورة، أهمّها التناغم الشكلي والوظيفي بين شكل السيارة الخارجي والمقصورة، والحدّ من الوزن، وزيادة الحيّز المتاح للركّاب.
وعند النظر إلى المقصورة من فوق يظهر الترتيب المتناسق والمساحة المحسّنة للمقعدين الخلفيين بوضوح. ويتميّز شكل لوحة التجهيزات الأمامية بقسمَين يضمّان كلّ المكوّنات التقنية وبجسر يربط نظرياً بين منطقة العدّادات واللوحة الوسطية بين المقعدين التي صُمّمت لتشكّل فاصلاً بين السائق والراكب.
ولطالما اشتهرت سيارات فيراري بالانتباه الشديد الذي يكنّه المصممون لاختيار الموادّ والتزيينات وعمليات التركيب. ويُبرز طابع Portofino الرياضي والأنيق في آن المتطلبات الكبيرة التي تفرضها عملية التصميم والابتكار بغية تحقيق أروع ما يمكن تحقيقه حتّى في أصغر التفاصيل، وذلك عبر الجمع بين العناصر والموادّ المتطورة مع التركيب باليد واللمسات النهائية المشغولة يدوياً.
أما المقاعد فهي أيضاً ثمرة بحوث خاصّة وتتميّز ببنية مبتكرة من المغنيزيوم. أما اللجوء إلى حشوات مختلفة الكثافة وظهر مدمج للغاية فيؤمّن المزيد من المساحة للمقعدين الخلفيين مقارنة بالطراز السابق.
وفي الختام، لا نعلم ماذا يخبئ لنا المستقبل مع فيراري، مركبات دفع رباعي متعددة الإستخدام؟ أم طراز دينو؟ حقيقةً لا نعلم، ولكن ما نعلمه اليوم هو أنّ هذه السيارة المدخل إلى عالم فيراري هي ممتازة.