تراجع عروض الشركات على السيارات لهذا السبب
مع استمرار أزمة نقص الرقائق وأشباه الموصلات سنرى تراجع ملحوظ من شركات صناعة السيارات في العروض على أبرز الطرازات المنتظرة، سواء موديلات العام الجاري 2021، أو موديلات العام القادم 2022.
حيث تحدث الخبير فرديناند دودنهوفر من المركز الألماني لأبحاث السيارات عن أزمة نقص الرقائق وأشباه الموصلات والنتائج المترتبة على استمرارها، وأكد أن مع بطء عملية إنتاج السيارات الجديدة لا نتوقع عروض وتخفيضات على مختلف الموديلات مثل كل عام.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
وأوضح الخبير فرديناند دودنهوفر "استمرار أزمة الرقائق يعني بشكل مباشر أن تجار وتوكيلات شركات السيارات ليس لديهم أي حافز على تقديم عروض أو تخفيضات على مختلف الموديلات، سواء من العام الجاري 2021، أو القادم 2022".
وأردف الخبير من المركز الألماني لأبحاث السيارات "ما زال مشترو الموديلات الجديدة في انتظار سياراتهم الجديدة والتي تم تمديدها لفترة أطول بسبب الأزمة، لذا سنجد أسعار أعلى وعروض أقل من المعتاد".
وكان المركز الألماني قد نشر تقريرًا مفصلًا، ظهر جليًا من خلاله تراجع ملحوظ في العروض على موديلات العام الجاري والقادم في شهر يوليو 2021 بالمقارنة بشهر يونيو، وهو يا يؤكد استمرار الأزمة.
إفقار السيارات الجديدة أحد الحلول
ومع تفاقم أزمة الرقائق وأشباه الموصلات يحاول المعنيين في مجال صناعة وإنتاج السيارات التوصل إلى حلول تدعم مكاسبهم وفي الوقت نفسه توفر ما يطلبه العملاء من إعدادات في كل سيارة.
غير أنه تحقيق المكاسب للطرفين البائع والمشتري ليس بالأمر الهين، فتقديم سيارة متطورة تقنيا بات أمرا صعبا وخاصة بمراعاة الثبات على الأسعار نفسها.
وفي محاولة لمواجهة المشكلة، لجأ عدد من المصنعيين للسيارات إلى تقديم مركبات تخلو من إعدادات ومميزات متعارف عليها وذلك من أجل إنهاء إنتاجها في ظل نقص القطع المطلوبة لإتمام عملية إطلاقها في الأسواق.
بدون إمدادات ثابتة من الرقائق الدقيقة، المطلوبة بصورة حتمية في كل تصنيع عالي التقنية، وبالإضافة إلى تراكم الأعمال، ستصبح القرارات قريبًا أكثر صعوبة لشركات صناعة السيارات.
ارتفاع أسعار السيارات مستمر
كشفت تقارير صحفية عالمية متخصصة في أخبار السيارات أن ما زالت طرازات وموديلات العام الجاري 2021 والعام القادم 2022 في ارتفاع مستمر على صعيد السعر
وجاءت الزيادة المستمرة لأسعار السيارات بسبب التأثيرات السلبية الناتجة عن انتشار فيروس كورونا المستجد كوفيد 19 الذي أثر بشكل مباشر على الصادرات من السيارات وبالتالي نسبة المبيعات لكل شركة.
وحاربت شركات السيارات لتخطي التداعيات السلبية لانتشار فيروس كورونا، لكن وجدت نفسها أمام أزمة جديدة، أزمة نقص الرقائق أشباه الموصلات التي ضربت الإنتاج العالمي للسيارات.
ونالت أزمة فيروس كورونا وأزمة نقص الرقائق أشباه الموصلات من بعض أسعار السيارات، مع ارتفاع الطلب من جديد على المبيعات.
وشاهدنا طرازات أيقونية مثل طراز فورد F-150وطراز شيفروليه سيلفرادو اتش دى 2500 في أسواق السيارات العالمية والمحلية أعلى سعرًا من جميع النسخ السابقة.
نقص مخزون السيارات في الشركات
تستمر شركات صناعة السيارات في محاولات صعبة لمواجهة أزمة نقص الرقائق الصغيرة أشباه الوصلات التي ضربت عالم صناعة السيارات مؤخرًا، ولكن هناك مشكلة جديدة في انتظار كبرى الشركات.
حيث كشفت تقارير عالمية متخصصة في أخبار عالم السيارات أن هناك نقص في مخزون السيارات في كبرى شركات الصناعة، وهناك الكثير من العملاء الذين قاموا بحجز مسبق في انتظار سياراتهم الجديدة، وصبر العملاء أوشك على النفاذ.
فعلى سبيل المثال، وداخل جدران شركة واحدة فقط، انخفض معدل إنتاج السيارات داخل مصانع الشركة الأمريكية العريقة فورد بنسب هائلة، ويكفي القول عزيزي القارئ أن انخفاض فورد وصل إلى أكثر من 400 ألف سيارة، مخصصة لعملاء قاموا بحجز مسبق.
والأمر لا يقتصر على شركة فورد الأمريكية فقط، جميع شركات صناعة السيارات تضررت وتستعد للدخول في هذه الأزمة، وشاهدنا منذ أيام عملاق صناعة السيارات الكهربائية في العالم تيسلا وهو يكشف عن ارتفاع سعر بعض طرازاتها موديل العام الجاري 2021، وجاء الرد سريعًا من العملاء ومن المدير التنفيذي للشركة إيلون ماسك.
حيث ارتفع طراز تيسلا موديل 3 بحوالي 2000 دولار أمريكي لتصبح بسعر 39.990 ألف دولار، وطراز تيسلا موديل واي بحوالي 5000 آلاف دولار ليصبح سعرها 51.990 ألف دولار.
وعندما سئل أحد متابعي إيلون ماسك على موقع التواصل الاجتماعي تويتر عن سبب ارتفاع أسعار بعض طرازات تيسلا، أجاب المدير التنفيذي للشركة بوضوح.
وأوضح من خلال تغريدته ردًا على المتابع "الأسعار ارتفعت بسبب الضغوط الحالية في التوريدات والمواد الخام المصنعة للسيارات" في إشارة منه لأزمة الرقائق الصغيرة أشباه الموصلات.
وأكد إيلون ماسك المدير التنفيذي لشركة تيسلا أن أسعار الطرازات سواء الجديدة أو المستعملة ارتفعت في جميع مجالات صناعة السيارات.
رقائق إلكترونية صغير تعصف بعالم السيارات
في الوقت الذي ينتظر فيه الاقتصاد العالمي أن يتنفس بارتياحية من جديد بعد ظهور بعض لقاحات فيروس كورونا والأمل في عودة الحياة بشكل طبيعي، جاء هذا التقرير الذي يتنبأ بارتفاع هائل في أسعار السيارات حول العالم بسبب قطعة صغير تستخدم في صناعة السيارات.
كشفت تقارير عالمية متخصصة أن هناك رقائق إلكترونية صغيرة انخفضت نسبة استيرادها وتصديرها بين دول العالم وستسبب في مشاكل كبيرة.
هذه الشرائح الإلكترونية الصغيرة هامة للغاية في عالم صناعة السيارات، بالرغم من أن سعرها لا يتجاوز دولار أمريكي واحد، إلا أن الاعتمادية الكبيرة ودخولها في صناعة مختلف الطرازات جعل لها أهمية كبرى وخلقت مشكلة هائلة لشركات السيارات.
فيكفي القول عزيزي القارئ أن صناعة السيارات عالميًا تأثرت بانخفاض صناعة، استيراد وتصدير هذه الشريحة الإلكترونية الصغيرة لدرجة الانخفاض في الصناعة بحوالي 1.3 مليون دولار أمريكي خلال الربع الأول من العام الجاري فقط.
كما كشف التقرير أن حتى الآن نالت هذه الشريحة من شركات صناعة السيارات بخسائر هائلة، وصلت إلى 61 مليار دولار أمريكي، وبدأ نزيف الخسائر في ديسمبر الماضي 2020، حينما كشفت بعض الشركات المتخصصة في صناعة السيارات أن عملية الإنتاج توقفت بسبب نقص في المكونات الأساسية.
وتراجعت بالفعل عمليات صناعة السيارات بنسبة وصلت إلى 3%، أي حوالي 620 ألف سيارة في مطلع العام الجاري 2021 فقط.
لكن لماذا ارتفعت أسعار السيارات بسبب هذه الشريحة؟
كما ذكرنا عزيزي القارئ هذه الشريحة الصغيرة يصل سعرها إلى 1 دولار أمريكي فقط، ومع اختفائها بهذه الطريقة من الأسواق العالمية ووجود كميات قليلة للغاية توقع الخبراء ارتفاع أسعار الشريحة الواحدة منها، لنرى ارتفاع ملحوظ في أسعار السيارات والموديلات القادمة، وهو ما حدث بالفعل.
حيث أكدت شركة "ديل ويت" المتخصصة في صناعة هذه الشرائح أن غالبية الطرازات الجديدة خاصة ذات المحركات الكهربائية صديقة البيئة تعتمد بشكل كبير على هذه الشرائح.
وأوضحت شركة "ديل ويت" أن تقريبًا كل سيارة تحتوي على رقائق إلكترونية بقيمة تصل إلى 600 دولار أمريكي، بعد أن كانت بحوالي 312 دولار فقط في عام 2013، ولكن ليست السيارات فقط التي ستتأثر!
جميع الصناعات ستتأثر بسبب الرقائق الإلكترونية
كشف التقرير أن هذه الشريحة الإلكترونية الصغيرة ستؤثر على العديد من المجالات، حيث تدخل في العديد من الصناعات، أبرزها الهواتف الذكية والحواسيب ومنصات الألعاب الإلكترونية.
وفي نفس السياق، كشفت الشركة التكنولوجية الأمريكية الرائدة آبل أنها تنوي خفض نسب إنتاج هواتفها الذكية بنسبة كبيرة تصل إلى 20% بسبب أزمة ندرة الشرائح الإلكترونية والنقص الشديد في الأسواق العالمية.