تسلا في مواجهة ضغوط شديدة من إدارة السلامة الأمريكية
لا تزال شركة تسلا الأمريكية المتخصصة في مجال صناعة السيارات الكهربائية في مواجهات مستمرة مع الإدارة الوطنية للسلامة على الطرق السريعة في الولايات المتحدة.
ووجهت الإدارة الوطنية للسلامة المرورية على الطرق السريعة في الولايات المتحدة الأمريكية رسالة مكونة من 11 صفحة إلى تسلا تطالب فيها بتوفير معلومات شاملة عن كيفية استجابة نظام الطيار الآلي للسيارات وهو المسؤول عن نظام القيادة الذاتية.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
وحددت الإدارة الوطنية للسلامة المرورية على الطرق السريعة في الولايات المتحدة الأمريكية يوم 22 أكتوبر كمهلة أخيرة لتسلا للحصول على هذه المعلومات كجزء من التحقيق.
وتبحث إدارة السلامة المرورية عن اكتشاف أسباب وقوع الحوادث واستجابات أنظمة الطوارئ للأضواء الساطعة ومشاعل الطريق والسترات العاكسة والمركبات المتوقفة وغيرها.
ترغب الوكالة الأمريكية في تحليل كيف تؤثر ظروف الإضاءة المنخفضة على الطيار الآلي وكيف يحذر هذا النظام سائقي السيارات الخاصة بتسلا من وقوع الحوادث.
كما تواجه تسلا منذ فترة الطويلة العديد من الانتقادات بسبب تسمية نظام الطيار الآلي بالقيادة الذاتية خاصة وأن الطرازات المصنعة من الشركة الأمريكية لا تمتلك نظاماً كاملاً للقيادة الذاتية وأن النظام يعتبر مساعداً للسائق فقط.
وتتوفر أنظمة القيادة الذاتية في تسلا حتى المستوى الثاني فقط ولكن نظام القيادة الذاتي بمعناه الحقيقي يبدأ من المستوى الخامس.
وذلك الأمر يعني بأن حتى في حالة تفعيل نظام القيادة الذاتي في سيارات تسلا فإنه يجب الحذر والاستعداد للتدخل في أي وقت.
ولا يعي الكثير من مالكي سيارات تسلا هذا الأمر ويتعاملون معها بأنها قادرة على الانطلاق بهم لرحلات كاملة دون تدخل منهم.
ويتسبب هذا الأمر في وقوع الكثير من الحواث، خاصة وأن البعض يدخل في نوبات نوم عميقة اعتماداً منه على نظام القيادة الذاتية للسيارة.
كما أن البعض الآخر ينشغل تماماً عن الطريق بالهاتف المحمول أو بأمور أخرى ويترك السيارة تنطلق في الطريق بمفردها وهو أمر تسبب في حوادث متعددة أيضاً.
وتضع الإدارة الوطنية للسلامة المرورية على الطرق السريعة في الولايات المتحدة الأمريكية ضغوطات كبيرة على تسلا وتطالبها بتوفير بيانات حوالي 765 ألف سيارة أنتجتها الشركة خلال الفترة من 2014 وحتى 2021.
سيارات تسلا تتحول للتحقيق بعد 11 حادثاً
وكشفت إدارة السلامة المرورية الوطنية الأمريكية عن خضوع شركة تسلا للتحقيق بسبب عدد من الإصابات مع وفاة شخص على الأقل خلال الأيام الماضية على إثر حوادث تتعلق بنظام مساعدة السائق.
وذكرت تقارير بأن إدارة السلامة الأمريكية أخضعت شركة تسلا الأمريكية المتخصصة في مجال صناعة السيارات الكهربائية للتحقيق بعد اكتشافها لإصابة 17 شخصاً مع وفاة شخص على الأقل خلال الأيام القليلة الماضية بسبب حوادث وقعت بعد خلل في نظام مساعدة السائق أو ما يعرف باسم "أوتو بايلوت" أو نظام القيادة الذاتية.
وسجل مكتب التحقيقات الأمريكية 11 حادثاً احتاجت فيها سيارات تسلا إلى مساعدة من أجهزة التعامل الأول وذلك بعد اصطدام سيارات الشركة الأمريكية بسيارة أو أكثر في موقع الحادث.
وذكرت الإدارة الأمريكية أن أغلب هذه الحوادث وقع بسبب ظروف الرؤية المنخفضة وهو الأمر الذي استدعى من قائدي هذه السيارات استخدام نظام أوتو بايلوت أو نظام القيادة الذاتي.
ويوضح تقرير إدارة السلامة الأمريكية بأن أغلب هذه الحوادث وقع بعد حلول الظلام.
تحقيقات في 10 وفيات و30 حادث لسيارات تسلا
منذ عام 2016 وحتى لحظات كتابة هذه الكلمات، قامت الإدارة الوطنية لسلامة المرور على الطرق السريعة بفتح 30 تحقيق مختلف بسبب حوادث سيارات راح ضحيتها 10 أشخاص وكان العامل المشترك بينها طرازات شركة صناعة السيارات الكهربائية تيسلا.
ودارت التحقيقات حول طرق استخدام أنظمة مساعدة السائق التكنولوجية المتطورة التي اطلقتها تيسلا، وأبرزها تكنولوجيا القيادة الذكية.
جمع ملفات تيسلا في تحقيق واحد
أكدت الإدارة الوطنية لسلامة المرور على الطرق السريعة أنها قامت بجمع جميع ملفات التحقيقات في ملف تحقيق واحد للوصول إلى إجابة واضحة وصريحة خاصة بطرازات تيسلا والتكنولوجيا المستخدمة فيها.
وحتى الآن، وبالرغم من أن أصابع الاتهام تتجه نحو أنظمة مساعدة السائق التكنولوجية من تيسلا، إلا أن التحقيقات حتى الآن لم تثبت أن هذا النظام هو السبب الرئيسي في الحوداث.
سحب 6 آلاف سيارة من تيسلا
أعلن عملاق صناعة السيارات الكهربائية في العالم عن عملية سحب لـ 6 آلاف سيارة التي حملت عطل فني خاص بمواصفات الأمان والسلامة.
وأكد القسم المختص في تيسلا أن هناك طرازات حملت عطل فني في المسامير الداعمة لمكابح هذه السيارات، التي تؤدي بشكل مباشر في فقد المكابح للضغط المطلوب على الإطارات أثناء سير السيارة.
وطالت عملية السحب الأكبر في تاريخ تيسلا العديد من الطرازات الشهيرة، على رأسها طراز موديل 3 من موديلات أعوام 2019 و2021، وطراز موديل واي من موديلات 2020 و2021.
وأوضحت تيسلا أن هذا العطل يحدث في حالات نادرة جدًا وأن الإدارة الوطنية لسلامة المرور على الطرق السريعة في الولايات المتحدة لم ترصد عدد من الحوادث بسبب هذا العطل، ولكن عملية السحب جاءت حرصًا من تيسلا على أمان وسلامة العملاء حتى في الأعطال النادرة.
طرازات تيسلا تثير الجدل والقرارات تستمر
بعد العديد من الأزمات التي ضربت شركة تيسلا الأمريكية لصناعة السيارات الكهربائية في الآونة الأخيرة وأبرزها واقعة معرض شنغهاي الدولي للسيارات، والتي جاءت نتيجة بعض الحوادث المتتالية واطلقت العنان للشكوك حول تقنيات تيسلا في مستويات القيادة الذاتية.
أعلنت شركة تيسلا رسميًا التخلي أجهزة استشعار الرادار الأمامية في بعض الطرازات الجديدة واستبدال هذه التقنية بالكاميرات التي تعتمد على تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وتقنيات رصد الحركة الأخرى.
وسنرى العديد من الطرازات الجديدة التي لن تصدر بأجهزة استشعار الرادار الأمامية، وعلى رأسها طراز تيسلا موديل 3 وطراز تيسلا موديل y، خاصة التي ستنطلق في أسواق سيارات أمريكا الشمالية موديلات العام الجاري 2021.
واعتمدت التقنية الجديدة المستخدمة في طرازات 2021 من تيسلا على رصد ورؤية كاميرات مراقبة محيط السيارة فقط، ويمكن استخدامه بسرعة محددة تصل إلى 75 ميل في الساعة فقط، واطلقت تيسلا على النظام اسم "أوتو ستير".