تـقـوم تـمامـاً بالمطلوب منها
-
1 / 15
على الرغم من حجمها الكبير وقدرتها على إستقبال 7 ركاب، إلا أن حسان بشور وجد أن مازدا CX-9 طيعة وخفيفة. شعور غريب لسيارة من فئة الكروس أوفر الكبيرة
على الرغم من أن سيارات الـ SUV عموماً وسيارات الكروس أوفر خصوصاً باتت اليوم عبارة عن موضة في شتى الأسواق العالمية، إلا أن شريحة كبيرة من المستهلكين يعتمدون هذا النوع من السيارات لأنه يناسب حاجاتهم وطريقة إستعمالهم للسيارات. وهنا يمكن تقسيم هذه الشريحة من المستهلكين الى ثلاثة أقسام تبدأ بأولئك اللذين يرغبون بسيارة من هذا النوع على أن تحتوي على صف ثالث من المقاعد الصغيرة التي يمكن إستعمالها في الحالات الطارئة فقط. أما القسم الثاني، فيشمل المستهلكين الراغبين بصف ثالث من المقاعد التي يمكنها إستقبال ركاب بالغين براحة متوسطة إن لم نقل عالية، في وقت يشمل القسم الثالث مجموعة من الزبائن اللذين يريدون مقعد ثالث كبير ولكن شرط أن لا يضطروا الى تخصيص ميزانية شهرية كبيرة للوقود، خصوصاً أن القاسم المشترك لسيارات الكروس أوفر الكبيرة يتمثل بمستويات إستهلاكها المرتفعة للوقود.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
وهنا أعتقد أن مازدا CX-9 تنتمي الى الفئة الثانية من سيارات الكروس أوفر. فهي ليست صغيرة وإقتصادية كما هو الحال مع فورد إسكايب أو هوندا CR-V أو تويوتا راف 4 كما أنها ليست ضخمة وشرهة كما هو الحال مع سيارات شأن نيسان أرمادا أو تويوتا سيكويا. ففي الواقع، يمكنني القول أن مازدا CX-9 تحتل لنفسها مكاناً في الوسط وذلك على غرار كل من دودج جورني وشفروليه ترافيرس وهوندا بايلوت. وفي هذا النوع من السيارات أيضاً، لا يمكن للمرء إغفال المساحات الداخلية التي يتوجب أن تزيد عن المعدل وهذا حقل تسجل فيه CX-9 علامة كاملة ذلك أن المساحات الداخلية وسواء كانت في الأمام أو الوسط أو حتى في الخلف كبيرة وتمكن الركاب اللذين يزيد طولهم عن 180 سم من الجلوس براحة حتى ولو كان الإنتقال على متن السيارة يمتد لمسافة طويلة.
وفي سياق الكلام عن المقصورة، لا بد من الإشارة الى أنها تتحلى ـ الى جانب الرحابة ـ بنوع من الدفء وتشعر مستعمليها أنها ترحب بهم. ففي الأمام حيث الزجاج الأمامي ذو زاوية الميلان الكبيرة، ثبتت مازدا لوحة قيادة تتسم بخطوط أنيقة ومبسطة تبدأ بتجويف للعدادات يحتوي على عدادين كبيرين للسرعة ودوران المحرك مع عدادين جانبيين صغيرين للإشارة الى درجة حرارة المحرك ومستوى الوقود المتبقي في الخزان. وتتميز هذه العدادات بإطاراتها الأسطوانية وبإنارتها الليلية التي تعتمد اللونين البرتقالي والأزرق. أما الكونسول الوسطي الذي يعتمد تصميماً عمودياً مائلاً، فيركز بدوره على البساطة التصميمية ويحتوي على مكونات يسهل الوصول الي مفاتيح تشغيلها ولا يتطلب رفع النظر عن الطريق. كما أن القسم الأفقي من الكونسول منخفض الإرتفاع وهذا ما يرفع الإحساس بالرحابة في هذه المقصورة التي تتميز أيضاً بمساحات زجاجية تحيط بها من كل الجوانب وتمكن شاغليها من التمتع بمجالات رؤية ممتازة وبالأخص في الأمام والجوانب. أما في الخلف، فتتدنى الرؤية قليلاً بسبب خط السقف المنحني الذي نتج عنه زجاج خلفي ذو إرتفاع متدني نسبياً، إلا أن مازدا عوضت ذلك عبر تزويد CX-9 بكاميرا خلفية ذات عدسة بزاوية عريضة وليبقى المأخذ الوحيد على مجالات الرؤية متمثلاً بالعمودين A اللذين يحملان الزجاج الأمامي واللذين يتميزان بتصميم عريض قد يعيق الرؤية الأمامية الجانبية في بعض الأحيان. ومن ناحية أخرى ولأن هذا النوع من السيارات يتوجه الى العائلات، عززت مازدا مقصورة سيارتها هذه بعدد كبير من أماكن التوضيب وحاملات الأكواب التي تم نشرها في الأمام والوسط والخلف. أما جودة المقصورة، فتزيد عن المعدل ولكنها تعتمد على الكثير من المواد البلاستيكية التي كانت ستضفي الكثير من الترف الى المقصورة لو كانت مبطنة بالجلود المطاطية الصناعية والتي كانت من ناحية أخرى ستؤثر سلباً على سعر CX-9.
وعلى صعيد آخر، أعتقد أنه يتوجب عليّ أن أقول أنه يوم قدمت مازدا سيارتها CX-9 التي تنتمي الى فئة سيارات الكروس أوفر الكبيرة الحجم، شكلت هذه السيارة مفاجأة في قطاعها ذلك أنها تحلت بتصميم خارجي مميز وفر لها حضوراً لافتاً على الطريق. فهذه السيارة لم تكتفي بإعتمادها على المعالم التصميمية لسيارات مازدا ومنها الفم المبتسم في الأمام، بل أضافت الى ذلك خطوطاً يشعر من يراها أنها يفترض أن تنتمي الى قطاع آخر من السيارات الرياضية. وفي هذا السياق، أشير الى خط الوسط الذي يرتفع الى الأعلى كلما إتجه الى الخلف وخط السقف الذي ينحني نزولاً كلما إتجه الى الخلف أيضاً وهذا ما يوفر لـ CX-9 طابعاً رياضياً عززته مازدا بواجهة أمامية «مبتسمة» تطغى عليها فتحة تهوئة علوية ورقيقة يحيط بها مصباحان يتداخلان بغطاء المحرك والرفاريف الجانبية، في وقت تقف هذه الواجهة على صادم أمامي بحجم كبير يتوسطه فتحة تهوئة كبيرة الحجم يحيط بها فتحتان جانبيتان تحتويان على مصابيح الضباب. وتستمر خطوط هذا الصادم في الجوانب وعبر فتحات الإطارات الأمامية الدائرية والنافرة لتذكر بالمدرسة التصميمية التي تعتمدها مازدا لباقي سياراتها على صعيد التصميم الجانبي الأمامي المميز والذي يوفر للتصميم الأمامي والأمامي الجانبي لـ CX-9 طابعاً رجولياً ورياضياً في آن.
على الصعيد التقني، تندفع CX-9 بمحرك من 6 أسطوانات على شكل V بسعة 3,7 ليتر يعمل بالتناغم مع عمودي كامة علويين و24 صماماً رأسياً وجهاز بخاخ إلكتروني ليولد قوة 273 حصاناً يمكن إستخراجها عند 6250 دورة في الدقيقة. وتترافق هذه القوة مع عزم دوران تبلغ حدوده القصوى 366 نيوتن متر تتوفر عند مستوى 4250 دورة في الدقيقة وتنتقل الى العجلات الأربع بشكل مستمر وعبر علبة تروس أوتوماتيكية سداسية النسب يمكن التحكم بنقلها يدوياً من خلال مقبض علبة التروس الذي لا يزال يعمل على طريقة مازدا المعاكسة لما عهدناه في باقي السيارات إذ يتم خفض النسب عبر دفع مقبض علبة التروس الى الأمام وبالعكس لنقلها صعوداً!
ويتميز محرك CX-9 بنعومته التشغيلية وقدرته على نقل قواه الى العجلات الأربع بنعومة متقدمة وهذا ما ينعكس في صالح الهدوء الذي تتحلى به المقصورة حتى عند القيادة على الطرقات السريعة بسرعات تراوح في حدود 120 كلم/س. حينها، سيشعر سائق CX-9 أن سيارته هذه متماسكة مع الطريق وقادرة على إختراق الهواء بسلاسة ونعومة يساعدها في ذلك هيكل خارجي إنسيابي يتميز بخطوط منسابة وزوايا دائرية ومساحات مسطحة.
أما على الطرقات الفرعية التي تحتوي على منعطفات منوعة، فـ CX-9 ليست بمثابة نسخة عائلية من شقيقتها MX-5 الرياضية ولكنها تتصرف بطريقة متمدنة وتوفر إحساساً لسائقها بأنه خلف مقود سيارة أصغر حجماً. صحيح أنها ليست سيارة سوبر رياضية وأنها لا تتمتع بمستويات تماسك هذه الأخيرة، إلا أن نظام دفعها الرباعي مضافاً اليه جهاز التحكم بالتماسك وجهاز السيطرة على تمايلات الهيكل هي أمور تمكنها من التحلي بتماسك جيد عززته مازدا بهندسة شاسي متطورة مع جهاز تعليق مستقل في الجهات الأربع يعمل على إمتصاص تموجات الطريق ويمنع وصولها الى المقصورة ويقوم في الوقت نفسه بالعمل على إبقاء الإطارات الأربع في حالة تماسك قصوى مع الطريق. وهنا لا يمكننا أن ننكر دور جهاز المقود الذي يوفر إحساساً جيداً بالطريق ويتميز بدقة توجيهية متقدمة.
بإختصار، يمكن القول أن CX-9 ممتازة وتقوم بالمطلوب منها لجهة نقل العائلة الكبيرة بأمان وراحة ولناحية قدرتها على توفير صورة راقية عن سائقها ولكنها واحدة من سيارات فئتها القلائل اللواتي لم تنلن حقوقهن كاملة في العالم العربي وذلك لأن مازدا بنظر الكثيرين في العالم العربي هي السيارة اليابانية التي تتوجه الى ذوي الدخل المحدود، في وقت لا تكتفي مازدا بالتصميم الفريد، بل تعزز ذلك بإعتمادية عالية وسعر مرتفع عند إعادة البيع. أما في حال عدنا الى CX-9، فيمكن القول أنها تسير في نهج سيارات مازدا ولكنها باتت اليوم بأمس الحاجة الى عملية إعادة تصميم، خصوصاً أن عمرها الخدماتي وصل اليوم الى حوالي 6 سنوات. ومع ذلك، لا تزال واحدة من أفضل سيارات فئتها.
«تسجل CX-9 علامة كاملة لجهة المساحات الداخلية الكبيرة كونها تمكن الركاب اللذين يزيد طولهم عن 180 سم من الإنتقال براحة ولمسافات طويلة»
«يمكن القول أن CX-9 ممتازة وتقوم بالمطلوب منها سواء كان ذلك لجهة نقل العائلة الكبيرة بأمان وراحة أو لجهة قدرتها على توفير صورة مختلفة عن سائقها»
«لم تكتفي بإعتمادها على معالم سيارات مازدا ومنها الفم المبتسم في الأمام، بل أضافت خطوطاً يشعر من يراها أنها تعود الى قطاع السيارات الرياضية»
المواصفات
مازدا CX-9
الأرقام
3,7 ليتر، 6 أسطوانات بشكل V، دفع رباعي
273 حصان عند 6250 دورة في الدقيقة
366 نيوتن متر عند 4250 دورة في الدقيقة
من صفر الى 100 كلم/س: 7,1 ثانية
السرعة القصوى: 181كلم/س، حوالي 2040 كلغ
الإستهلاك: 9,9 ليتر لكل 100 كلم
الطول: 5075 ملم، العرض: 1935 ملم، الإرتفاع: 1730 ملم