تويوتا RAV 4 نحو الصدارة من جديد
-
1 / 17
يعتقد حسان بشور أن ما قامت به تويوتا من تطوير للجيل الرابع من RAV 4 كان أمراً لا بد منه وهذا ما سيمكن هذه السيارة من إستعادة صدارتها لقطاع الكروس أوفر المدمجة
منذ أن قدمت تويوتا سيارتها الكروس أوفر المدمجة RAV 4 خلال التسعينات وتحديداً خلال معرض جنيف الدولي للسيارات عام 1994 وهذه السيارة تلاقي نجاحاً كبيراً في مختلف الأسواق العالمية نظراً لحجمها المدمج الذي يجعلها مثالية للعائلات الصغيرة وللإستعمالات في المدن المكتظة بالسكان والسيارات. ناهيك عن أن هذه السيارة كانت يوم تقديمها رائدة بتصميمها الذي كان خارجاً عن المألوف، الأمر الذي رفع الإقبال عليها، خصوصاً أن تويوتا كانت ولا تزال لغاية اليوم من الشركات الجدية التي تركز دوماً على التصاميم التقليدية الكلاسيكية وتحاول الإبتعاد عن الأنماط التصميمية التي يمكن وصفها بصيحات الموسم كونها لا تستمر لوقت طويل وهذا ما قد يؤثر على المبيعات. ومن ناحية أخرى، كانت RAV 4 ولا تزال تحمل شعار وتوقيع تويوتا التي حققت خلال مسيرتها في عالم صناعة السيارات سمعة تحسد عليها لجهة مستويات الإعتمادية العالية التي تتحلى بها سياراتها.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
أما اليوم وبعد مرور حوالي 6 سنوات على تقديم الجيل الحالي من RAV 4، كان على تويوتا وفي سبيل الإبقاء على مركز RAV 4 المتقدم، أن تطلق جيلاً جديداً منه، خصوصاً أن عدداً من سيارات الكروس أوفر المدمجة دخل على خط المنافسة شأن فورد إسكايب الجديدة وهوندا CR-V ومازدا CX-5 وميتسوبيشي ASX وغيرها. وفي هذا السياق وفي سبيل إعادة الصدارة الى RAV 4، تقول تويوتا أنها ـ ومن دون أن نذكر ما أجرته على التصميمين الخارجي والداخلي ـ أنها ركزت على تحسين مستويات التماسك العام والإنقيادية على الطرقات المعبدة. ومع أنها لم تضف أي من مكونات القيادة الرياضية ومتعة القيادة، إلا أنها وفرت RAV 4 بمحرك يتميز بنعومته التشغيلية وبقدرته على توفير المطلوب منه وولتشدد أيضاً على القيمة التي يحصل عليها المستهلك مقابل دفعه لثمن RAV 4 والتي تقول مصادر تويوتا أنها لا تزال مرتفعة والأهم من ذلك أن هذه السيارة لا تزال على غرار كافة سيارات تويوتا، تتوفر بسعر منافس ولا تزال تحظى بسعر مرتفع عند إعادة بيعها كسيارة مستعملة وهو عامل مهم لدى شريحة المستهلكين اللذين تتوجه RAV 4 اليهم. وفي مواجهة ما تقوله تويوتا وعلى الرغم من أننا لا نشكك بكلام شركة مسؤولة كـ تويوتا، قررنا أن نضع هذه السيارة تحت المجهر في محاولة لإكتشاف ما الذي يجعلها سيارة ناجحة جداً.
من الناحية التصميمية، يبدو أن تويوتا قررت مع سيارتها هذه أن تتخلى عن تحفظاتها ولتعتمد على عدد من المعالم التصميمية الجديدة منها إستعمال الكروم في المصابيح الأمامية التي تعتمد تقوسات سفلية مشابهة لما بدأنا نراه في سيارات تويوتا الجديدة والتي يتوسطها خط كرومي أفقي مائل يمتد الى شبك فتحة التهوئة العلوية. كذلك إعتمدت المقدمة في RAV 4 على صادم أمامي كبير يحتوي بدوره على فتحة تهوئة أفقية عليا وأخرى سفلية أفقية كبيرة تساهم في زيادة قدرات تبريد المحرك. وهنا، لم تعمل كثافة الخطوط الأفقية في الأمام على زيادة العنصر الجمالي للمقدمة وحسب، بل ساهمت في الإيحاء بأم RAV 4 أعرض مما هو في الحقيقة وهذا ما يوحي بالتالي بأن مستويات إلتصاق السيارة بالطريق عالية.
أما في الجوانب، فهناك زحمة خطوط منها ما يتجه من الأعلى الى الأسفل شأن خط السقف ومنها ما هو أفقي ومزدوج كما هو الحال مع خط الوسط (الكتف) الذي تم إعتماده لخلق قوى ضغط سفلية في القسم الخلفي من السيارة ومنها ما يتوازى مع بعضه البعض ليبدل إتجاهه كلما إتجه نحو الخلف كما في الخطوط المتواجدة في أسفل السيارة وتحديداً بين فتحتي إطاراتها ومنها ما هو مقوس ونافر كما في المناطق المحيطة بفتحات الإطارات. أما الأمر المميز، فتمثل بقدرة مهندسي تويوتا على جمع هذه الزحمة بطريقة مميزة نتج عنها سيارة تتحلي جوانبها بتناسق هندسي معزز بتناسب بين الأسطح المعدنية التي تتداخل فيها تلبيسات من البلاستيك الرمادي المائل الى السواد والمساحات الزجاجية. أما التعديل الأبرز في RAV 4 الجديدة، فقد تم حصره بالواجهة الخلفية التي نالت مصابيح خلفية ذات تصميم جديد كلياً لم نعهده في السابق في أي من سيارات تويوتا لجهة تقوساته السفلية المزدوجة. وهنا تخلت هذه الواجهة عن الإطار الإحتياطي الذي كان معلقاً على باب مقصورة التحميل الخلفية والذي كانت تويوتا مضطرة معه الى إعتماد باب يفتح جانبياً تم إلغاؤه في الجيل الجديد لصالح باب يفتح نحو الأعلى، في وقت تم إستبدال الإطار الإحتياطي بآخر صغير الحجم تم تثبيته في قعر صندوق الأمتعة. ومع الباب الجديد، توفر تويوتا إمكانية طلب باب يتحرك كهربائياً مع نظام لتحديد الإرتفاع الذي يمكن للباب الخلفي أن يصل اليه.
وبالإنتقال الى الداخل، سيلاحظ المرء أن إمكانية الحصول على RAV 4 ثبلاثة صفوف من المقاعد المتوازية بات مستحيلاً ذلك أن دراسات تويوتا أكدت أن الراغبين بسيارة من هذه الفئة لا يتوقعون وجود 7 مقاعد كما أن المساحات الداخلية المحيطة بصف المقاعد الخلفي صغيرة جداً شأنها لحجم التحميل الخلفي. ومع هذا الإلغاء، تمكن قسم التصميم الداخلي من التحكم بمكونات المقصورة وصندوق الأمتعة وليخرجوا في النهاية بمقصورة أكثر رحابة من السابق مع صندوق أمتعة بحجم تحميل أكبر.
ومن ناحية أخرى، قررت تويوتا مع RAV 4 الجديدة وتحديداً عند رسم لوحة قيادتها، أن تشدد على البساطة التصميمية التي يبدو أنها رائجة في سيارات السيدان التنفيذية. فلوحة القيادة تركز على الخطوط الأفقية وعلى تعدد المستويات وتبتعد عن اللون الواحد والمواد الأحادية. فما أن ينظر المرء الى هذه اللوحة حتى يجد أنها تعتمد على جلود مطاطية صناعية في الأعلى وعلى مواد بلاستيكية قاسية في القسم الأسفل وعلى تزيينات بلاستيكية رمادية لماعة وأخرى فضية مشابهة للـ ستانلس ستيل مع مقاطع تبدو وكأنها مستوحاة من الألياف الفحمية. زما الجديد، فهو تعدد الألوان الذي يوحي للناظر أن المقصورة تعود الي فئة أكبر من السيارات الرياضية المتعددة الإستعمال.
والى جانب التصميم المبسط، لا يمكن للمرء أن يغفل مدى عملانية المقصورة التي قام قسم التصميم الداخلي بوضع معظم مكوناتها في متناول يد السائق وحوله وبحيث يمكنه الوصول الى كل المفاتيح من دون الحاجة للإلتهاء عن الطريق. أما المقاعد، فتتميز بمستويات راحة عالية وبمساحات داخلية تفوق المعدل، خصوصاً في الأمام في رفعت تويوتا مجال التحرك الأفقي لمقعد السائق نحو الخلف بمعدل 2 سم كما زادت من قدرة التحريك العمودي لهذا المقعد بنسبة 1,5 سم من أجل توفير وضعية قيادة أكثر إنخفاضاً. وهنا، يكفي أن يتأمل المرء RAV 4 من الخارج ليشعر بأنه أقل إرتفاعاً من الجيل الأسبق منه. ولتأكيد هذا الشعور، توجبت العودة الى المواصفات التقنية للسيارة الجديدة والتي أكدت أن الإرتفاع الإجمالي تدنى بمعدل 3 سنتمترات ليبلغ 166,1 سم، في وقت تدنى الخلوص (إرتفاع الأرضية عن الطريق من 19 الى 16 سم. وعلى الرغم من أن تدني الخلوص قد يؤثر على التأدية عند إشتداد وعورة الطريق، إلا أن مالكي هذا النوع من السيارات يقودون سياراتهم بمعدل 95 بالمئة من الوقت على الطرقات المعبدة وبشكل يومي. وفي هذا السياق، سيشعر مالكو هذه السيارة الذين يركزون على نقل الأمتعة، بسعادة كبيرة مصدرها حجم التحميل الخلفي الذي إرتفع الى 1087 ليتر يمكن زيادتها بعد طي المقعد الخلفي كلياً، الى 2078 ليتر وهو حجم التحميل الأقصى الأكبر في فئة RAV 4 من سيارات الكروس أوفر المدمجة.
ومن الناحية التقنية، قررت تويوتا أن توفر سيارتها هذه مع شاشة بقياس 6,1 إنش يمكن التحكم من خلالها بالنظام الموسيقي وعرض ما تراه الكاميرا الخلفية عند تعشيق نسبة الرجوع الى الخلف. ومع هذه الشاشة يحصل المستهلك على قابسي AUX وUSB بالإضافة الى نظام بلوتوث لربط الهاتف النقال لاسلكياً والإستماع الي الموسيقى المخزنة على الهاتف. وفي سياق الكلام عن التجهيزات الإلمترونية، تجدر الإشارة الى أن RAV 4 يتوفر أيضاً مع إجهزة للتحكم بالتماسك ولمنع غلق المكابح ولتوزيع قوة الكبح إلكترونياً بين الإطارات الأربع ولمساعدة الكبح. كذلك يتوفر جهاز مراقبة الزوايا الميتة إضافياً شأنه لجهاز التحذير عند عبور السيارات من الخلف ولكن عند تعشيق نسبة الرجوع الى الوراء. كذلك تتوفر المقاعد المدفأة والمفتاح الذكي وباب صندوق الأمتعة الكهربائي ضمن التجهيزات الإضافية.
لـ RAV 4 الذي نال عملية إعادة اعادة ضبط لمعايير نظام تعليقه الأمامي والخلفي وتعديل نظام المساعدة الكهربائية لجهاز المقود فيه وإضافة نظام جديد للتحكم الديناميكي في العزم للدفع الرباعي، قررت تويوتا أن توفر محركاً بمحرك من أربع أسطوانات متتالية سعة 2,5 لتر يعمل بتقنية VVT-i التي تتحكم بتوقيت عمل الصمامات لتساعد بالتالي على توفير طاقة أعلى وكفاءة أكبر وليولد هذا المحرك قوة 176 حصاناً يمكن إستخراجها عند مستوى 6000 دورة في الدقيقة يرافقها 233 نيوتن متر من عزم الدوران الذي تتوفر حدوده القصوى عند إيصال المحرك الى 4100 دورة في الدقيقة. وهنا إستغنت تويوتا عن علبة التروس الأوتوماتيكية القديمة والتي كانت تتألف من 4 نسب أمامية متزامنة لصالح علبة تروس أوتوماتيكية جديدة تعمل من خلال 6 نسب أمامية تم تحديد أطوالها لتوفير تسارعات رياضية من دون التضحية بمستويات الإستهلاك وهذا عنصر تم تعزيزه من خلال توفير RAV 4 ببرنامج قيادة بيئي (Eco). كذلك تتوفر هذه السيارة مع برنامجي قيادة أحدهما عادي تتأقلم معه علبة التروس مع طريقة القيادة ونوعية الطريق والثاني رياضي يتم معه تسريع عملية تبديل النسب لتوفير شعور رياضي
وتنتقل قوى المحرك بواسطة نظام التحكم الديناميكي بالعزم في إتجاه عجلتي المحور الأمامي في الطرازات المندفعة بالعجلتين الأماميتين. أما في الطرازات المزودة بنظام دفع رباعي، فيعمل هذا النظام عبر وحدة تحكم كهربائية ـ مغناطيسية بالعزم المبدئي ووحدة معلومات زاوية ميلان السيارة حول محور عمودي وهمي يعملان على تحويل 50 بالمئة كحد أقصى من العزم بإتجاه عجلتي المحور الخلفي، الأمر الذي يرفع مستويات الثبات ويمكن RAV 4 من عبور الدروب الزلقة والمسالك الرملية بسهولة.
«ركزت تويوتا على تحسين مستويات التماسك العام والإنقيادية على الطرقات المعبدة وشددت كثيراً على القيمة التي يحصل عليها المستهلك مقابل دفعه لثمن RAV 4»
«هناك زحمة خطوط جانبية بإتجاهات مختلفة تشعر المرء بالإرتباك ولكنها مصممة بطريقة توفر شكلاً جانبياً يتحلى بتناسق وتناسب هندسيين بعيدين عن الرتابة »
«في الداخل، غاب اللون الأحادي لصالح مجموعة من الألوان والمواد المختلفة التي أضفت الى المقصورة طابعاً شبابياً تم تعزيزه ببساطة تصميمية ومستويات عملانية عالية»
«على الرغم من توفرها بمحرك V6 خارج الشرق الأوسط، قررت تويوتا أن توفرها لنا بمحرك واحد من 4 أسطوانات سعة 2,5 ليتر يوفر تأدية معتدلة»
المواصفات
تويوتا RAV 4
الأرقام
2,5 ليتر ـ 4 أسطوانات متتالية ـ دفع أمامي / رباعي
176 أحصنة عند 6000 دورة في الدقيقة
233 نيوتن متر عند 4100 دورة في الدقيقة
علبة التروس: أوتوماتيكية من 6 نسب
من صفر الى 100 كلم/س: 8,5 ثانية
السرعة القصوى: غير متوفر ـ الوزن: 1552 كلغ
الطول: 456,1 سم، العرض: 184,4 سم، الإرتفاع: 166,1 سم