تويوتا أفالون 2013
ورثت الإسم فـقـط
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
مع أفالون الجديدة التي تعتبر خطوة كبيرة في الإتجاه الصحيح، ستشعر أن تويوتا تخلت عن صناعة وسائل النقل التقليدية ـ المنطقية وقدمت سيارة قادرة على تحريك.. المشاعر
منذ أن تم إطلاق تويوتا أفالون لأول مرة وهذه السيارة تحقق مبيعات عادية بعيدة عن النجاحات التي طالما إشتهرت بها سيارات تويوتا في الأسواق العالمية عموماً وفي العالمين العربي والخليجي على وجه التحديد. أما السبب في ذلك، فيعود ـ على الأقل بالنسبة لنا ـ الى أن إطلاق هذه السيارة التي سنقوم بتجربة جيلها الرابع والأحدث اليوم، لم يترافق يوماً مع حملة دعائية توعوية تهدف الى تعريف المستهلك بها. ففي حال سألت العموم في العالم العربي عن هوية السيارة الأكبر لدى تويوتا، ستتفاجأ بأن حوالي 80 بالمئة من الناس سيجاوبون بأنها كامري وما أن تسألهم عن أفالون حتى ترى نظرة إستغراب على وجوه معظمهم كونهم لم يسمعوا بها من قبل، خصوصاً أن أفالون لطالما كانت من السيارات التي تتوجه الى أصحاب العائلات الكبيرة، أي المستهلكين اللذين تزيد أعمارهم عن 40 عاماً، في وقت يمكن القول أن أكثر من نصف أهل منطقة الخليج العربي ينتمون الى أولئك اللذين لم تتعدى أعمارهم الـ 25 سنة.
ومن هنا ولأن معاناة أفالون لا تقف عند حدود منطقة الشرق الأوسط، بل تطاول معظم الأسواق العالمية، كان قرار تويوتا اليابان ومن خلفها فرعها الأميركي حيث يتم بناء أفالون بإطلاق جيل جديد منها ولكن شريطة أن يتوجه الى المستهلك الشاب وأن يعتمد مزيداً من تجهيزات التأدية والإضافات الخاصة بعالم الهواتف النقالة والموسيقى والمعلوماتية، إضافة الى تركيزه على الشكل الإنسيابي البعيد عن الجدية والقساوة التصميمية التي ميزت أجيال أفالون السابقة وتشديده على مستويات الإستهلاك المنخفضة.
وما أن ترى أفالون الجديدة من الأمام حتى تشعر أن مصمميها قاموا بنسخ الواجهة الشبكية الخاصة بطراز العام 2013 من فورد فيوجن ولصقها في مقدمة أفالون بعد تكبيرها ولتشكل أبرز ما في هذه الواجهة. وهنا يقول مصممو أفالون أن الأمر مقصود لأنهم يريدون من كل من ينظر الى هذه السيارة حتى ولو لم يكن من محبي السيارات أن يعلم أنها لا تمت بصلة الى كامري وأنها تويوتا أخرى أكبر وأكثر ترفاً وتتمتع بروح هجومية وطابع شبابي. ويضيف مصممو تويوتا أن أفالون هي السيارة الأجمل التي خرجت من ستوديوهاتهم وعلى الرغم من أننا لسنا هنا لنحكم على هذا الكلام، إلا أننا نعتقد أنها من أكثر سيارات تويوتا جرأة، مع العلم أنها تريد أن تبقي على جاذبيتها لعملائها الحاليين.
وهنا، لا بد من الإشارة الى أن أفالون الجديدة أبقت على قاعدة العجلات التي كانت معتمدة للجيل الثالث ولكن بعد أن تم تقصير طول السيارة الإجمالي بمعدل سنتمترات معدودة بهدف خفض الأوزان غير المنبوضة في الأمام والخلف. وفي هذا السياق، تم تقصير العرض الإجمالي فيما تمت زيادة أطوال المحورين الأمامي والخلفي وخفض الإرتفاع الإجمالي وتزويد السيارة بخط سقف ينحني كلما إتجه الى الخلف ليوفر شعوراً بأن أفالون تنتمي الى فئة سيارات الفاستباك ذات البابين، خصوصاً أن مساحاتها الزجاجية الجانبية ترتفع الى الأعلى في الجهة الخلفية بشكل يذكر ولو قليلاً بـ أودي A7.
ومن ناحية أخرى وعلى الرغم من إبتعادها بشكل كامل عن الجيل الأسبق لجهة الخطوط والمعالم الخارجية، إلا أن ما لا يختلف إثنان حوله هو أن أفالون الجديدة تتحلى بالإنسيابية المعززة بخطوط معاصرة في الجوانب يقابلها بعض القساوة التصميمية في الأمام والخلف وهذا ما وفر لها نوعاً من الفرادة والتميز الذي قد يكون واحداً من المعطيات التي يركز عليها الجيل الشاب عند قراره بشراء سيارة جديدة. وعلى صعيد آخر وعلى الرغم من أن عدداً من المراقبين يعتقد أن أفالون بشكلها وقدراتها وسعرها الذي سيراوح في الإمارات في حدود 150 ألف درهم، ستلعب دور المنافس لإبنة العم لكزس ES ومع أننا نعتقد أن الأمر صحيح نسبياً، إلا أننا نعتقد أن من يرغب بـ أفالون لن يفكر بـ ES، خصوصاً أن العلامة التي تحملها الأولى تشير الى العملانية المتقدمة والقدرة العالية على التحمل، فيما تركز علامة السيارة الثانية، أي لكزس، على الترف والفخامة المعززين بتأدية رياضية متقدمة.
ولكن دعونا هنا من المقارنة والتحاليل ولنعد الى أفالون وتحديداً الى مقصورة ركابها التي ما أن يدخل المرء اليها حتى يشعر بأن هناك تصميم غريب للوحة القيادة لم يعهده من قبل في أي من سيارات تويوتا وليتأكد بالتالي أن من رسم خطوط هذه السيارة الخارجية والداخلية لا بد وأنه يريد أن يتوجه بها الى جيل أكثر شباباً، خصوصاً أن المقود يخفي خلفه عتلتين لتبديل نسب علبة التروس الأوتوماتيكية يدوياً. فلوحة القيادة التي توحي النظرة الأولى اليها أنها تمزج بين التقنية العالية والعمل اليدوي، تبدأ بتجويف للعدادات يتميز بعمقه ووضوح مكوناته ويعتمد على عدادين كبيرين للسرعة ولدوران المحرك مع عدادين صغيرين في أسفل العدادين الكبيرين للإشارة الى مستوى الوقود المتبقي في الخزان والى درجة حرارة المحرك. وبين هذه العدادات هناك شاشة رقمية يمكن التحكم بمعروضاتها من خلال مفتاح في المقود الذي تم تزويده بمجموعة من المفاتيح التي يتم معها التحكم بأكثر أجهزة السيارة إستعمالاً أثناء القيادة.
أما الكونسول الوسطي، فهو العنصر الذي يوحي بالغرابة كونه يعتمد شكل شبه المنحرف المائل والنافر من الأسفل حيث يتراجع القسم الذي يليه كاشفاً عن علبة توضيب للأجهزة الموسيقية والهواتف النقالة ذات غطاء يتحرك إنزلاقاً ليكشف عن حيز توضيب يتواجد في قسمه الأبعد قوابس لربط الأنظمة الموسيقية المحمولة وبطاقات USB مع قابسين لشحن أجهزة الهاتف الخليوية ولولاعة السجائر. أما القسم العلوي من الكونسول، فيبدأ بمخارج أفقية طولية لهواء المكيف يليها شاشة لجهاز الملاحة والنظام الموسيقي يحيط بها مجموعة من المفاتيح التي يبرز منها مفتاحان دائرييان كبيران يبدوان وكأنهما يعودان لأحد أجهزة الإستماع الموسيقي المنزلية القديمة العهد. وتحت هذا المقطع، هناك شاشة طولية أخرى تعرض معلومات حول نظام التهوئة وبحيث يتوسطها ساعة وقت رقمية بتصميم كلاسيكي تظهر في منتصف الشاشة.
ولأن أفالون تتوجه الي جيل أكثر شباباً بمعدل تعلن تويوتا أنه سيراوح بمعدل 10 سنوات، كان لا بد من حشوها بالتقنيات الجديدة التي تضم مقاعد مدفأة ومبردة، ستارة خلفية كهربائية، جهاز إنذار لوجود عقبات في الزوايا الميتة، نظام للتحذير من مرور سيارة من الخلف في حال كانت أفالون في وضعية الرجوع الى الوراء، مقود بنظام مساعدة كهربائية، مقاعد ومرايا كهربائية، مفتاح ذكي للأقفال، مفتاح تشغيل للمحرك يعمل باللمس، مصابيح LED، جهاز نشط للتحكم بالسرعة، جهاز إستباق حصول الحوادث عبر زيادة ضغط المكابح وشد أحزمة الأمان، أكياس هواء لركبتي الجالسين في الأمام، مقعد خلفي كبير بمساحات محيطة كبيرة تمكنه من إستيعاب ثلاثة ركاب من ذوي الأحجام الكبيرة يرتفع معها عدد الركاب الى خمسة يمكنهم الإنتقال على متن أفالون براحة قصوى لساعات وساعات. وهنا، لم تغفل تويوتا عملية العزل الصوتي، فقامت بعزل مقصورة سيارتها بشكل ممتاز غاب معه ضجيج المحرك والطريق والهواء والإطارات بشكل شبه كلي.
ولتعزيز العزل الصوتي، تمت تقوية الشاسي وزيادة صلابتة العامة والإلتوائية. ومع خفض الوزن القليل الذي طاول السيارة، تم الإعتماد على تعليق نشط يمكن التحكم بقساوة عمله من خلال مفتاح خاص في لوحة القيادة تتحول معه الإنقيادية من برنامج الراحة القصوى الى برنامج رياضي نسبياً تزداد معه قساوة التعليق بشكل قليل لترفع متعة القيادة، خصوصاً أن التعليق الخلفي يعتمد على وصلات متعددة بشكل شبه المنحرف ويتميز بقدرته على زيادة تماسك الإطارات الخلفية مع الطريق، في وقت تم الإعتماد على نوابض معدنية حلزونية أكثر قساوة في الأمام حيث تمت أيضاً زيادة قساوة القضيب المقاوم للإنحناء، ولينعكس ذلك على شكل إلتفافات أسرع للمقدمة في المنعطفات.
ولـ أفالون، قررت تويوتا أن تعتمد على محرك طراز القمة من كامري، أي المحرك الذي ينتمي الى عائلة محركات V6 بسعة 3,5 ليتر. ويمكن لهذا المحرك أن يولد قوة 273 حصاناً يتم إستخراجها عند مستوى 6200 دورة في الدقيقة وتترافق هذه القوة مع 336 نيوتن متر من عزم الدوران الذي ينتقل الى العجلتين الأماميتين وبالتعاون مع علبة تروس أوتوماتيكية سداسية النسب يمكن التحكم بنقلها يدوياً من خلال مقبض علبة التروس في الكونسول الوسطي أو عبر عتلات مثبتة خلف المقود. وتتميز علبة التروس بنعومة عملها وسلاسة نقلها للنسب وسرعة تجاوبها تحت تأثير التبديل اليدوي.
ومع هذا المحرك الذي يجر وزناً يراوح في حدود 1570 كلغ، يمكن لـ أفالون أن تتسارع من الصفر الى سرعة 100 كلم/س في خلال 6,2 ثانية ولكن شرط الإعتماد على برنامج القيادة الرياضي الذي يرفع حدة تجاوب دواسة الوقود ويقوم برفع قساوة المقود ويزيد قليلاً من قساوة إمتصاص الصدمات وهذا ما يرفع الحماس في نفس سائق أفالون الذي سيكتشف حينها أن مقدمة سيارته تتمتع بحيوية عالية مردها قوائم ماكفرسون الإنضغاطية التي تساهم في زيادة ثبات المقدمة تحت تأثير التسارعات في المنعطفات. كذلك سيتأكد سائق أفالون عند زيادة وتيرة قيادته أن معايير التعليق الخلفي ترفع الثبات التوجيهي على الطرقات السريعة، في وقت تعمل النوابض الخاصة في الخلف على زيادة تماسك الإطارات الخلفية مع الطرقات المليئة بالمنعطفات.
ومع أن أفالون توفر متعة قيادة تزيد عن ما يتوقعه المرء من سيدان كبيرة الحجم، إلا أنه لا يمكننا أن ننسى أن هذه السيارة عائلية التوجه ومن هنا لا يمكن أغفال مستويات الراحة والهدوء اللذان تتمتع بهما هذه السيارة التي تخلت عن معظم ما كان يميزها في السابق ـ بإستثناء الإسم ـ لصالح مزيد من التطور والعصرنة اللذان يفترض بهما أن يساهما في زيادة مبيعاتها في منطقتنا ولكن شرط أن يتم تعزيزها بحملة توعية دعائية. أما أهم ما يميز أفالون بنظرنا، فهو أن تويوتا صممتها لتحمل في طياتها نوعاً من الإنفعالية بدلاً من أن تكون سيارة منطقية وهذا ما سبق لهذه الشركة اليابانية أن قامت به مع سيارتها 86.
وللمهتمين بهذا القطاع من السيارات، يبقى أن نقول: إذهبوا الى أي من صالات عرض تويوتا وقوموا بتجربة أفالون. وفي حال شعرتم بأنها ستحولكم الى أشخاص إنفعاليين، لا تترددوا في شراءها.
المواصفات
تويوتا أفالون
3,5 ليتر ـ 6 أسطوانات بشكل V ـ دفع أمامي
273 حصان عند 6200 دورة في الدقيقة
336 نيوتن متر عند 4700 دورة في الدقيقة
علبة التروس: 6 أوتوماتيكية متتالية
من صفر الى 100 كلم/س: 6,2 ثانية
السرعة القصوى: غير متوفر ـ الوزن: 1570 كلغ
الطول: 495,8 سم، العرض: 183,4 سم، الإرتفاع: 146 سم