تويوتا سوبرا في مواجهة خاصة مع أزمة الرقائق
-
1 / 4
طالت أزمة نقص الرقائق الصغيرة أشباه الموصلات جميع شركات صناعة السيارات حول العالم، ولكن العملاق الياباني العريق تويوتا كان الأقل تضررًا من هذه الأزمة.
وشاهدنا خلال الأيام الماضية تضرر كبير وارتفاع في أسعار مختلف الطرازات بسبب أزمة نقص الرقائق الصغيرة أشباه الموصلات، وعلى رأسهم عملاق صناعة السيارات الكهربائية في العالم تيسلا وهو يكشف عن ارتفاع سعر بعض طرازاتها موديل العام الجاري 2021، وجاء الرد سريعًا من العملاء ومن المدير التنفيذي للشركة إيلون ماسك.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
ولكن تويوتا تعلمت الدرس جيدًا خاصة بعد زلزال عام 2011 المدمر الذي ضرب البنية التحتية للشركة، مما دفعها لإعادة صياغة طرق وسلسلة التوريد الخاصة بها، وقامت بتخزين كمية هائلة من المواد الأساسية لتصنيع السيارات، ولكن كما تحدثنا عزيزي القارئ، الأزمة طالت الجميع.
نقص في فئة من طراز تويوتا سوبرا
أكدت تقارير عالمية أن هناك نقص حاد في نسخ طراز تويوتا سوبرا الفئة التي تأتي بمحرك مكون من 4 أسطوانات، وأوضحت التقارير أن هذا النقص يأتي نتيجة لأزمة نقص الرقائق الصغيرة أشباه الموصلات.
لكن الجانب المشرق من القصة بالنسبة للعملاق الياباني تويوتا، أن نسخة سوبرا فئة المحرك المكون من 6 أسطوانات لم تتأثر بالأزمة، بالإضافة إلى النسخة التي تأتي بمحرك بسة تصل إلى 3.0 لتر، والتي دعمت بشاحن توربيني قوي.
ولاحظ الخبراء أن مبيعات نسخة سوبرا فئة المحرك المكون من 6 أسطوانات مستمرة بشكل طبيعي رغم نقص نسخ طراز تويوتا سوبرا الفئة التي تأتي بمحرك مكون من 4 أسطوانات.
الجدير بالذكر أن نسخة الـ 6 الأسطوانات تستطيع توليد قوة هائلة تصل إلى 382 حصان كاملة، مع عزم دوران أقصى يصل إلى 499 نيوتن متر.
بينما النسخة التي تعاني من النقص ذات الـ 4 أسطوانات، فتستطيع توليد قوة تصل إلى 255 حصان كاملة، مع عزم دوران أقصى يصل إلى 400 نيوتن متر.
ويصل فارق السعر بين الفئتين من تويوتا سوبرا الرياضية الخارقة حوالي 6 آلاف دولار أمريكي فقط، وهو فارق ليس كبير بالمقارنة بالإمكانيات التي زودت بها الفئة الأعلى.
ارتفاع أسعار السيارات بأكثر من 5%
كشفت مؤسسة كيلي بلو بوك المتخصصة في تقييم المركبات وأبحاث السيارات عن تقرير يؤكد ارتفاع متوسط أسعار السيارات عالميًا.
الارتفاع لم يضرب شركة واحدة، بل جميع وكبرى شركات صناعة السيارات حول العالم، والسبب من جديد عاد إلى أزمة نقص أشباه الموصلات عالميًا.
حيث أكد تقرير مؤسسة كيلي بلو بوك أن متوسط أسعار السيارات ارتفع بشكل ملحوظ بنسبة تصل إلى أكثر من 5% في الولايات المتحدة الأمريكية خلال شهر مايو 2021، وبالمقارنة بنفس الشهر من العام الماضي 2020.
وأكد التقرير أن ارتفاع أسعار السيارات كان أحد أسبابه الرئيسية ارتفاع حجم الطلب على السيارات الجديدة مع نقص الإنتاجية في الشركات بسبب زمة نقص أشباه الموصلات عالميًا.
وكانت الشركة التي شهدت ارتفاع الأسعار بشكل أكبر من غيرها من الشركات، هي الشركة اليابانية العريقة لصناعة السيارات ميتسوبيشي.
حيث سجلت الشركة اليابانية ارتفاع في متوسط أسعار طرازاتها وصل إلى أكثر من 12%، وذلك خلال شهر مايو 2021، وبالمقارنة بنفس الشهر من العام الماضي 2020.
غضب العملاء يقترب بسبب نفاذ مخزون السيارات
تستمر شركات صناعة السيارات في محاولات صعبة لمواجهة أزمة نقص الرقائق الصغيرة أشباه الوصلات التي ضربت عالم صناعة السيارات مؤخرًا، ولكن هناك مشكلة جديدة في انتظار كبرى الشركات.
حيث كشفت تقارير عالمية متخصصة في أخبار عالم السيارات أن هناك نقص في مخزون السيارات في كبرى شركات الصناعة، وهناك الكثير من العملاء الذين قاموا بحجز مسبق في انتظار سياراتهم الجديدة، وصبر العملاء أوشك على النفاذ.
فعلى سبيل المثال، وداخل جدران شركة واحدة فقط، انخفض معدل إنتاج السيارات داخل مصانع الشركة الأمريكية العريقة فورد بنسب هائلة، ويكفي القول عزيزي القارئ أن انخفاض فورد وصل إلى أكثر من 400 ألف سيارة، مخصصة لعملاء قاموا بحجز مسبق.
رقائق إلكترونية صغير تعصف بعالم السيارات
في الوقت الذي ينتظر فيه الاقتصاد العالمي أن يتنفس بارتياحية من جديد بعد ظهور بعض لقاحات فيروس كورونا والأمل في عودة الحياة بشكل طبيعي، جاء هذا التقرير الذي يتنبأ بارتفاع هائل في أسعار السيارات حول العالم بسبب قطعة صغير تستخدم في صناعة السيارات.
كشفت تقارير عالمية متخصصة أن هناك رقائق إلكترونية صغيرة انخفضت نسبة استيرادها وتصديرها بين دول العالم وستسبب في مشاكل كبيرة.
هذه الشرائح الإلكترونية الصغيرة هامة للغاية في عالم صناعة السيارات، بالرغم من أن سعرها لا يتجاوز دولار أمريكي واحد، إلا أن الاعتمادية الكبيرة ودخولها في صناعة مختلف الطرازات جعل لها أهمية كبرى وخلقت مشكلة هائلة لشركات السيارات.
فيكفي القول عزيزي القارئ أن صناعة السيارات عالميًا تأثرت بانخفاض صناعة، استيراد وتصدير هذه الشريحة الإلكترونية الصغيرة لدرجة الانخفاض في الصناعة بحوالي 1.3 مليون دولار أمريكي خلال الربع الأول من العام الجاري فقط.
كما كشف التقرير أن حتى الآن نالت هذه الشريحة من شركات صناعة السيارات بخسائر هائلة، وصلت إلى 61 مليار دولار أمريكي، وبدأ نزيف الخسائر في ديسمبر الماضي 2020، حينما كشفت بعض الشركات المتخصصة في صناعة السيارات أن عملية الإنتاج توقفت بسبب نقص في المكونات الأساسية.
وتراجعت بالفعل عمليات صناعة السيارات بنسبة وصلت إلى 3%، أي حوالي 620 ألف سيارة في مطلع العام الجاري 2021 فقط.
لكن لماذا ارتفعت أسعار السيارات بسبب هذه الشريحة؟
كما ذكرنا عزيزي القارئ هذه الشريحة الصغيرة يصل سعرها إلى 1 دولار أمريكي فقط، ومع اختفائها بهذه الطريقة من الأسواق العالمية ووجود كميات قليلة للغاية سنتوقع ارتفاع أسعار الشريحة الواحدة منها، لنرى ارتفاع ملحوظ في أسعار السيارات والموديلات القادمة.
حيث أكدت شركة "ديل ويت" المتخصصة في صناعة هذه الشرائح أن غالبية الطرازات الجديدة خاصة ذات المحركات الكهربائية صديقة البيئة تعتمد بشكل كبير على هذه الشرائح.
وأوضحت شركة "ديل ويت" أن تقريبًا كل سيارة تحتوي على رقائق إلكترونية بقيمة تصل إلى 600 دولار أمريكي، بعد أن كانت بحوالي 312 دولار فقط في عام 2013، ولكن ليست السيارات فقط التي ستتأثر!
جميع الصناعات ستتأثر بسبب الرقائق الإلكترونية
كشف التقرير أن هذه الشريحة الإلكترونية الصغيرة ستؤثر على العديد من المجالات، حيث تدخل في العديد من الصناعات، أبرزها الهواتف الذكية والحواسيب ومنصات الألعاب الإلكترونية.
وفي نفس السياق، كشفت الشركة التكنولوجية الأمريكية الرائدة آبل أنها تنوي خفض نسب إنتاج هواتفها الذكية بنسبة كبيرة تصل إلى 20% بسبب أزمة ندرة الشرائح الإلكترونية والنقص الشديد في الأسواق العالمية.