تويوتا كورولا 2014 تقوم بالمطلوب منها
ما أن تم إطلاق تويوتا كورولا الجديدة حتى سارعنا الى تجربتها، خصوصاً أنها واحدة من السيارات القلائل التي لا تزال منذ 47 عاماً تسجل مبيعات قياسية
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
تتمتع تويوتا في مختلف بقاع العالم وفي دول الخليج العربي على وجه التحديد بسمعة يمكن القول أنها تساوي ملايين الدولارات إن لم نقل المليارات منها. فهنا، يكفي أن تسأل أي من سكان دول مجلس التعاون الخليجي عن السبب بإقدامه على شراء سيارة تحمل شعار تويوتا ليأتيك عدد من الأجوبة التي تصب جميعها في خانة السمعة الممتازة التي تتحلى بها هذه الشركة ولدرجة تتحلى معها سيارات تويوتا المستعملة بأسعار مرتفعة لدرجة لا يمكن معها إدراج هذه الأسعار في أي سجل خاص بالسيارات المستعملة. أما السبب بهذه السمعة، فيعود الى أن سيارات هذه الشركة تتمتع بمستويات عالية جداً من الإعتمادية البعيدة بشكل كبير عن الأعطال التي إذا ما حصلت، تحصل بشكل نادر.
وعلى الرغم من أن كل سيارات تويوتا تندرج تحت لواء السيارات القادرة على خدمة مالكيها بشكل مستمر وفعال حتى ولو كانت قد قطعت أكثر من ربع أو حتى نصف مليون كيلومتر، طراز عائلي مدمج يحمل تسمية كورولا كانت تويوتا قد أطلقته عام 1966 وباعت منه كميات هائلة بلغت حوالي 15 بالمئة من إجمالي مبيعات تويوتا حول العالم، الأمر الذي دعى المدير العام لشركة الفطيم للسيارات، وكيل تويوتا في الإمارات، السيد جون وليامس الى القول خلال مؤتمر إطلاق كورولا الجديدة أنه "تم بيع 40 مليون كورولا منذ إطلاقها الأول قبل 47 عاماً وأن هناك 26 مليون واحدة منها لا تزال تستخدم لغاية اليوم".
وللجيل الجديد كلياً من كورولا، كان القرار بالإعتماد على قاعدة عجلات مطورة بطول يزيد عنه لطول القاعدة المعتمدة في الجيل الأسبق بمعدل 10 سم، الأمر الذي إنعكس على شكل مزيد من الرحابة على صعيدي صندوق الأمتعة ومقصورة الركاب وبالأخص الجزء الخلفي من هذه الأخيرة الذي بات يوازي "تقريباً" حجم المساحات الداخلية المخصصة لركاب المقعد الخلفي للشقيقة الأكبر كامري. ومع إزدياد طول قاعدة العجلات، إزداد الحجم الخارجي لـ كورولا التي تخلت عن تصميم المصابيح الأمامية الذي إعتقدنا أنه بات من المعالم التصميمية لسيارات تويوتا، خصوصاً أنه يتوفر لعدد من سيارات الشركة. وفي سياق الكلام عن الخارج وعند النظر الى مقدمة كورولا، يبدأ المرء للوهلة الأولى بالتساؤل عن هوية هذه السيارة، خصوصاً من الأمام حيث نالت كورولا الجديدة مصابيح طولية تتداخل بالرفاريف الأمامية من الخارج وترتبط بشبك فتحة التهوئة الذي يتألف من 3 عوارض شبه متوازية تتداخل العارضتين السفليتين منها بالمصابيح الأمامية المطلية بالكروم اللماع شأنها للعوارض الثلاثة. أما في الجوانب، فقد تبدل التصميم بشكل كبير وبحيث لم نتمكن من إيجاد أي إرتباط بتصميم الجيل الأسبق بإستثناء الخطوط الجانبية المستديرة للصامين الأمامي والخلفي. وفي الجوانب أيضاً، باتت كورولا تعتمد على خط وسط بتصميم جديد يعلوه مساحات زجاجية كبيرة نسبياً يفترض بها أن تساهم في زيادة مجالات الرؤية من الداخل وأن ترفع الشعور برحابة المقصورة أيضاً. أما على صعيد الخلف، فقد نالت كورولا الجديدة مصابيح خلفية طولية تتشابه بشكلها العام مع تلك المتواجدة في الأمام ولكنها هنا تحتوي على مقطع أفقي وسطي وضعت إشارات الإلتفاف في جوانبه الخارجية ومصابيح الرجوع الى الخلف في جوانبه الداخلية والتي تم ربطها ببعضها البعض من خلال خط كرومي سميك يرفع الإحساس بالترف وتماماً كما بفعل الكروم في الأمام.
في الداخل، يكفي أن يدخل المرء الى مقصورة كورولا الجديدة ومن أي باب يريده ليكتشف أن المساحات الداخلية أكثر من كريمة لسيارة من هذه الفئة الصغيرة وهذا ما يمكنها من إستيعاب خمسة ركاب براحة حتى ولو تم إرجاع المقعدين الأماميين الى أقصى الخلف. وفي المقصورة، جرى وضع لوحة قيادة ذات تصميم جديد كلياً إبتعد عن التقوسات والتصاميم التي تتوفر في السيارات الأخرى لصالح تصميم بدا لنا وكأنه مستوحى من سيارات بي ام دبليو ومرسيدس الكبيرة لجهة بساطته وخطوطه المستقيمة وهذا ما يفترض به علي حد قول تويوتا أن يزيد من عملانية وسهولة إستعمال مكونات اللوحة وأن يرفع من المساحات الداخلية الأمامية وأن يساهم بالتالي في توفير مجالات رؤية أمامية أفضل. وفي هذا السياق، يذكر أن مجالات الرؤية في كورولا جيدة جداً في كافة الإتجاهات وهي معززة بوضعيات جلوس مرتفعة نسبياً مع مقاعد أمامية وخلفية توفر راحة جلوس متقدمة ولكن بعيدة عن تثبيت الأجسام. وفي الداخل أيضاً، شددت تويوتا علي إعتماد الجلود الصناعية المطاطية في الأقسام العلوية من لوحة القيادة وبطانات الأبواب مقابل البلاستيك القاسي في الأقسام السفلية ولكن النظرة الأولى الى المقصورة تؤكد أن الجودة حاضرة، خصوصاً أن تويوتا قررت توفير لوحة القيادة بعدة ألوان تتداخل مع بعضها البعض لإبعاد الملل عن المقصورة.
ولـ كورولا الجديدة، قررت تويوتا أن تستمر بتوفير محرك الأسطوانات الأربع المتتالية بسعة 1,6 ليتر والقادر على توفير قوة 121 حصاناً مع 154 نيوتن متر من عزم الدوران. أما الجديد، فتمثل بتوفر كورولا الجديدة بمحرك من 4 أسطوانات متتالية أيضاً ولكن بسعة 2 ليتر يمكنه توليد 143 حصاناً تنتقل كما في محرك الـ 1,6 ليتر الى العجلتين الأماميتين الدافعتين ولكن من خلال علبة تروس أوتوماتيكية من 4 نسب أمامية فقط، في وقت باتت معظم السيارات المنافسة لـ كورولا تتوفر بعلب تروس أوتوماتيكية سداسية النسب! وهنا لا بد من الإشارة الى أن كورولا تتوفر في بعض الأسواق مع علبة تروس من طراز CVT، إلا أن تويوتا الشرق الأوسط ووكيلها الإماراتي قررا أن لا يستوردا كورولا المجهزة بهذه العلبة ذلك أن المستهلك الخليجي لا يزال يفضل علب التروس الأوتوماتيكية التقليدية، خصوصاً أن الهدف من علب CVT يتمثل بالتوفير في إستهلاك الوقود، في وقت لا تزال أسعار هذا الأخير في دول الخليج العربي متدنية جداً بالمقارنة مع الأسواق الأخرى، شأن أسواق أميركا وأوروبا واليابان.
ومن ناحية أخرى، رفعت تويوتا من نسبة التجهيزات المتوفرة لسيارتها هذه والتي باتت تتوفر مع تجهيزات شأن نظام قفل وفتح السيارة من دون الحاجة الى إستخدام مفتاح تقليدي، مفتاح لتشغيل المحرك باللمس، كيسي هواء أماميين، جهازا ABS لمنع غلق المكابح وEBS للتوزيع الإلكتروني لقوة الكبح الواصلة الى إطار، مكيف هواء تقليدي وآخر إلكتروني، نظام موسيقي مع مشغل أسطوانات مدمجة وقارئ MP3 وقابس USB، مصابيح ضباب، جهاز للتحكم بالسرعة، فتحة سقف وغيرها. أما التجهيز الأبرز الذي لا يزال غير متوفراً لـ كورولا، فهو جهاز الملاحة عبر الأقمار الإصطناعية.
علي الطريق وعلى الرغم من أن كورولا لا تزال تعتمد على تعليق قديم العهد يقوم في الخلف على محور إلتوائي، إلا أن مستويات الراحة والتماسك جيدين لسيارة من هذه الفئة. كما أن الرعتماد على تقنيات قديمة العهد يمكن تويوتا من توفير سيارتها هذه بأسعار منافسة جداً ستمكنها من الإبقاء على صدارة كورولا لمبيعات سيارات السيدان الصغيرة. ومع مزيج الراحة والتماسك اللذان تتمتع بهما كورولا، يمكن القول أن مستويات العزل الصوتي جيدة عند القيادة في المدينة ولكن الضوضاء الخارجية ترتفع عند القيادة على الطرقات السريعة، خصوصاً أن المحرك يدور بمعدل 3000 دورة في الدقيقة عند سرعة 120 كلم/س، مما يؤدي الى وصول ضجيجه الي المقصورة. وفي مواجهة المكابح التي بدت فعالة في عملها، تميز مقود كورولا بدقته التوجيهية وبتجاوبه المستمر ولكن نظام مساعدته قوي لدرجة يشعر المرء أن المقود خفيف ويتطلب بعض الإصلاحات المستمرة عند القيادة علي الطرقات السريعة.
بإختصار، يمكن القول أن كورولا ليست السيارة التي سيود الجميع إمتلاكها ولكن مقابل سعرها الذي يبدأ من 59500 درهم وصولاً الى 73900 لطراز القمة ومع السمعة الممتازة التي تتحلى بها سيارات تويوتا التي تتميز بإعتمادية عالية وبحياة خدماتية طويلة وبعيدة عن المتاعب والمشاكل والأعطال، يمكن القول أنها السيارة المثالية لأصحاب الميزانيات المحدودة الراغبين بسيارة من هذه الفئة.