تويوتا لاند كروزر بالتأكيد أصبح أفـضـل
-
1 / 20
لم تكتفي تويوتا بتطوير لاندكروزر ورفع مستواه، بل شحنته بالمزيد من التقنيات المتطورة التي ستساعده في تعزيز موقعه كأحد أفضل سيارات فئته
منذ أن أطلقت تويوتا سيارتها الرياضية المتعددة الإستعمال، لاندكروزر منذ أكثر من 60 عاماً وهذه السيارة تحقق نجاحاً كبيراً في مختلف الأسواق العالمية وبالأخص في منطقة الخليج العربي حيث تحولت لاندكروزر من مجرد سيارة دفع رباعي قادرة على الوصول الى أصعب وأبعد الأماكن عن الحضارة التي نعرفها اليوم، الى سيارة تحمل قيمة خاصة في قلوب كل القاطنين في منطقة الشرق الأوسط وبالأخص الدول الصحراوية الطابع. أما السبب في ذلك، فيعود الى العادات الخليجية التي يقوم بموجبها أهل المنطقة بالذهاب خلال عطل نهاية الأسبوع الى «البر» أي الى الصحراء حيث يخيمون ويقضون الوقت في ممارسة الرياضات والنشاطات الصحراوية على إختلاف أنواعها. وللوصول الى «البر»، يحتاج هؤلاء الى وسيلة نقل فعالة يمكنها مواجهة الظروف الصحراوية القاسية. وهنا، لم تكتفي تويوتا بتوفير لاندكروزر قادر على الذهاب بعيداً عن المعالم المدينية، بل بدأت منذ زمن بعيد بتحويله الى سيارة يمكن إستعمالها يومياً وذلك من خلال تزويده بكل وسائل الراحة والترف والعملانية والأمان مع التركيز على عدم تخليه عن أي من قدراته على الدروب الوعرة والمسالك الصحراوية. وفي هذا الإطار، قامت تويوتا أيضاً بتطوير وتحسين هذه القدرات التي تحولت عملية إستعمالها مؤخراً من عملية ميكانيكية تتطلب معرفة ودراية بكيفية التعامل مع نسب الدفع الرباعي وطرق تفعيل عملية غلق التروس التفاضلية وغيرها الى عملية إلكترونية سهلة للغاية تتم من خلال مفاتيح في لوحة القيادة تعمل على تعديل معايير عمل مختلف أجهزة السيارة تبعاً لنوع الدرب الذي يريد سائق لاندكروزر عبوره.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
ومؤخراً، قامت تويوتا من خلال وكيلها الإماراتي (الفطيم للسيارات) بإطلاق طراز العام 2013 من لاندكروزر التي قامت شركتها بإجراء إستطلاعات شملت زبائن لاندكروزر العتيدين وأولئك المحتملين لمعرفة ما الذي يريدونه من لاندكروزر الجديدة مع التركيز على تعزيز الإرث العريق الذي تتحلى به. وبنتيجة هذه الدراسات، قامت تويوتا بعدد من التعديلات التي بدأت بهيكل لاندكروزر الخارجي وبالأخص في مقدمته التي نالت صادماً أمامياً جديداً أكبر حجماً غابت عنه مصابيح الضباب المستطيلة الشكل لصالح مصابيح ضباب دائرية جرى تثبيتها ضمن مربعات تقوم على ثلاث زوايا حادة وواحدة دائرية. ويتوسط هذه المصابيح مساحة نافرة تحتوي على فتحة مستطيلة تساهم في زيادة فعالية تبريد المحرك. كذلك نالت لاندكروزرز الجديدة مصابيح أمامية تتشابه كثيراً مع تلك التي كانت تتوفر للجيل الحالي لجهة خطوطها الخارجية، إلا أنها في حالة الجيل الجديد، نالت مصابيح داخلية من فئة HID مع مصابيح توقف تعمل بتقنية LED. أما فتحة التهوئة الرئيسية التي تتوسط المصباحين الأماميين، فقد نالت بدورها تصميماً جديداً ثلاثي الأبعاد يقوم على أربع شفرات أفقية وإطار كرومي لتعزيز روح الفخامة.
أما في الجوانب، فقد بقي التصميم على حاله، إلا أنه بات متوفراً مع مصابيح إلتفاف تعمل بتقنية LED، بالإضافة الى عجلات معدنية رياضية تتوفر بعدة تصاميم وقياسات يبلغ قطر أكبرها 18 إنشاً. وبين الإطارات التي يشعر الناظر اليها أن فتحاتها باتت أكبر وتحديداً في القسم السفلي من الأبواب ومباشرة فوق الدواسات الجانبية، تم تزويد لاندكروزر بحمايات إضافية يعلوها خط كرومي سميك لم يضفى على التصميم الجانبي مزيداً من الفخامة وحسب، بل رفع الشعور بطول السيارة التي باتت تنتهي بواجهة خلفية زودت بمصابيح خلفية ذات تصميم جديد يتوسطها خط كرومي يعلو المكان المخصص للوحة السيارة الخلفية. كذلك، نالت لاندكروزر الجديدة مرايا جانبية بتصميم جديد يحتوي على مصابيح إلتفاف من فئة LED.
أما في الداخل، فقد ركز مصممو لاندكروزر على تعزيز الشعور بالجودة وتحسين عناصر الهندسة الإنسانية وكفاءة مفاتيح التحكم وتوصيل الكهرباء. ومن جهة أخرى، جرى توفير تلبيسات خشبية وأخرى من الستانلس ستيل، في وقت تمت إعادة تصميم العدادات التي بات التعامل معها أسهل. كذلك تم التركيز على تصميم وجودة فتحات هواء المكيف وتزويد لاندكروزر بمقود مبطن بمزيج من الجلود والأخشاب وتجهيز هذا المقود بمفاتيح تشغيل أكبر حجماً. ونالت مقصورة لاندكروزر أيضاً مقبضاً جديداً لعلبة التروس مع مقابض أكبر لفتح الأبواب، بالإضافة الى مقاعد مبردة في طرازات القمة ومفاتيح جديدة للنظام الموسيقي الذي بدا في طرازات القاعدة وكأنه ليس من صنع تويوتا إذ بدا وكأنه واحد من تلك الأنظمة التي يشتريها المرء ويعتمدها في سيارته.
على صعيد المحركات، نالت لاندكروزر الجديدة خياراً بين ثلاثة محركات ينتمي واحد منها الى نادي محركات V6 بسعة 4 ليترات وقوة 271 حصاناً. أما المحركين الباقيين، فمن عائلة محركات V8 وهما بسعة 4,6 ليتر بقوة 304 أحصنة و439 نيوتن متر من عزم الدوران و5,7 ليتر بقوة 362 حصاناً. وتعمل المحركات الثلاث المزودة بنظام Dual VVT-I الذي يتحكم بتوقيت عمل الصمامات بالتناغم مع خيار بين علبة تروس يدوية سداسية النسب أو أخرى أوتوماتيكية من خمس نسب أمامية متزامنة في الفئة المزودة بمحرك V6 مقابل علبة تروس أوتوماتيكية سداسية النسب في الفئتين المزودتين بمحرك V8. ويندفع لاندكروزر عبر نظام دفع رباعي يرسل 60 بالمئة من قوة الدفع الى الخلف مقابل 40 بالمئة الى الأمام وما أن يبدأ إطاري الأمام بالإنزلاق حتى ترتفع نسبة قوة الدفع المحولة الى الخلف الى 70 بالمئة. أما عند إنزلاق عجلتي المحور الخلفي، فيمكن لإلكترونيات السيارة أن تعتمد مبدأ المناصفة في إيصال القوة الى العجلات الأربع.
وعلى الرغم من أن تجربتنا لـ لاندكروزر الجديد كانت قصيرة وإنحصرت بالفئة المزودة بمحرك الأسطوانات الست القادر على توفير 385 نيوتن متر عند 4400 دورة في الدقيقة، إلا أن قيادته تشعرك أنه يتصرف بطريقة مماثلة لتصرفات سيارات الـ SUV الكبيرة الحجم ولكن مع إنقيادية متمدنة تمكنت تويوتا من تحقيقها عبر الإعتماد على تعليق تم تطويره على الطرقات المعبدة والمسالك الوعرة. ويركز هذا التعليق على مبدأ ماصات الصدمات التي يحيط بها نوابض معدنية حلزونية مع شعب مزدوجة في الأمام مقابل تعليق يقوم على مبدأ الوصلات المتعددة في الخلف حيث يتمتع التعليق بمسافة تحرك عمودية عالية وهذا ما ينعكس على شكل مزيد من التماسك والراحة. أما المقود، فهو دقيق ويوفر شعوراً عالياً بالطريق على السرعات العالية ولكنه يشعرك بخفته على السرعات البطيئة.
وعلى الطرقات السريعة، تشعر أن لاندكروزر يتحلى بتماسك عال على الرغم من حجمه الكبير. كما أن تلاعب الهواء به وبالأخص عند تجاوز الشاحنات الكبيرة والطويلة ضئيل جداً وهذا ما يرفع ثقة سائقه ويولد شعوراً عالياً بالراحة التي عززتها تويوتا بمقاعد أمامية ووسطية وخلفية تتميز بتوفيرها لمستويات راحة متقدمة جداً، مما يحول الرحلات الطويلة الى متعة كبيرة. وهنا، أعتقد أن جزءاً كبيراً من الإنقيادية المميزة التي تتمتع بها لاندكروزر يعود الى علبة التروس السداسية النسب التي تم تزويدها بنسبة أولى منخفضة تعزز إمكانيات هذه السيارة عندما تكون محملة بأوزان عالية، بالإضافة الى نسبتي أوفردرايف عاليتين في الجهة الأخرى من علبة التروس التي كانت دوماً تختار النسبة الصحيحة والمناسبة لنوعية الطريق. ويعود السبب في ذلك الى الإلكترونيات التي تتحكم بعمل علبة التروس والتي تراقب أسلوب قيادة السائق وتعمل على تعديل عمل علبة التروس تبعاً لقراءاتها. أما فئة V6 وعلى الرغم من أن علبة تروس خماسية النسب، إلا أن النسبة الخامسة مدروسة لخفض مستويات دوران المحرك وهذا ما يساهم في خفض مستويات ضجيج المحرك على السرعات العالية.
ومن ناحية أخرى ومقابل مستويات التماسك المتفوقة التي تتحلى بها هذه السيارة، لا يمكنني إلا أن أتوقف عند مقصورته الهادئة بإمتياز. فعملية العزل الصوتي التي وفرتها تويوتا لسيارتها الكبيرة هذه مميزة لدرجة لا يمكنك معها سماع أي من الأصوات الخارجية بإستثناء ضجيج الإطارات الذي قد تشعر أنه مرتفع نسبياً عندما يكون تعبيد الطريق خشناً.
ولـ لاندكروزر الجديد، طورت تويوتا جهاز التجاوب مع كل أنواع الطرقات وليشمل هذا الجهاز خمسة برامج بدلاً من البرامج الثلاثة التي كانت متوفرة في السابق ولتغطي معظم أنواع المسالك الوعرة التي يمكن قطعها. أما الجديد، فيتمثل بجهاز المساعدة على الإلتفاف والذي يقوم عند تفعيله بغلق العجلة الخلفية الداخلية ولتشعر حينها وكأن القسم الخلفي من لاندكروزر ينزلق بنعومة وهذا ما يؤدي الى تصغير قطر الإلتفاف الإجمالي ويساعد بالتالي على المناورة في المنعطفات الوعرة والضيقة التي تتطلب عادة أن يتوقف المرء ويعتمد نسبة الرجوع الى الخلف بالإتجاه المعاكس كي يتمكن من العبور. وفي هذه الحال، يمكن لسائق لاندكروزر أن يراقب ما يجري من خلال شاشة جهاز الملاحة المربوطة الى كاميرات تغطي المساحات المحيطة بالسيارة من الأمام والخلف والجوانب. كذلك تتوفر لاندكروزر مع جهاز للتحكم بالتسلق يعمل بخمس سرعات وجهاز للتحكم بنزول المنحدرات
ومن ناحية أخرى، تتوفر لاندكروزر الجديدة مع 10 أكياس هواء قياسية منها 2 في الأمام و2 لركب الجالسين في الأمام و2 لجانبي الراكبين الأماميين و2 لجانبي ركاب المقعد الوسطي وستارتين هوائيتين تغطيان الجوانب العليا لصفوف المقاعد الأمامية والوسطية والخلفية.
وبنهاية التجربة السريعة، يمكن القول أن ما قامت به تويوتا لـ لاندكروزر الجديد يعتبر بمثابة عملية تطويرية لتعزيز مواقعه في الأسواق حيث يتسم بسمعة يحسده عليها كل منافسوه. وفي هذا السياق، أعلن مسؤولو الفطيم للسيارات، وكلاء تويوتا في الإمارات أن لاندكروزر الجديد سيتوفر بفئات EXR، GXR وVXR وأن سعره سيراوح بين 195 و305 آلاف درهم إماراتي.
«أجرت تويوتا إستطلاعات لمعرفة ما الذي يريده المستهلك العتيد والمحتمل من لاندكروزر الجديدة مع التركيز على تعزيز الإرث العريق الذي تتحلى به»
«تشعرك قيادة لاندكروزر على الطرقات السريعة أنه يتصرف بطريقة مماثلة لتصرفات سيارات الـ SUV الكبيرة الحجم ولكن مع إنقيادية متمدنة»
«ركز مصممو لاندكروزر على تعزيز الشعور بالجودة وتحسين عناصر الهندسة الإنسانية بهدف تحويل المقصورة الى مكان محبب الى القلوب»
«يقوم جهاز المساعدة على الإلتفاف بغلق العجلة الخلفية الداخلية ولتشعر حينها وكأن القسم الخلفي من لاندكروزر ينزلق بنعومة مصغراً بالتالي قطر الإلتفاف الإجمالي»