تويوتا ياريس كانت مراهقة وأصبحت شابة
-
1 / 20
أطلقت تويوتا جيلاً جديداً من سيارتها المدينية المدمجة ياريس ولكن هل ستتمكن هذه السيارة من الإستمرار في تحقيق نتائج متقدمة؟
في القسم الغربي من القارة الأوروبية، يتجه المستهلك نحو السيارات المدينية المدمجة بسبب سعرها المنخفض في زمن الإقتصاد المهتز وبسبب إستهلاكها المتدني في أسواق بات فيها سعر ليتر البنزين مرتفعاً للغاية. أما في منطقة الشرق الأوسط وعلى الرغم من تدني أسعار الوقود ومحافظة الدخل الفردي على مستويات جيدة، إلا أن عدداً كبيراً من المستهلكين بدأ بالتوجه الى السيارات المدينية المدمجة نظراً لحجمها الخارجي الصغير الذي يسهّل عملية ركنها والأهم من ذلك إيجاد المساحة الكافية لركنها وذلك من دون إغفال عملية الإستهلاك التي إذا ما تم إحتسابها على أساس سنوي، تتحول الفاتورة الى باهظة.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
وخلال السنوات الماضية، تمكنت تويوتا ياريس من إحتلال مكانة مميزة في سوق السيارات المدينية المدمجة في العالم العربي وذلك بفضل تصميمها الخارجي المبتكر ومقصورتها البسيطة والعملانية والأهم من ذلك سمعة شركتها كصانع سيارات تتمتع بقدرات عالية على التحمل. أما اليوم ومع دخول عدد كبير من السيارات على خط المنافسة ومنها هوندا جاز التي رفعت مقاييس المنافسة، كان لا بد لـ تويوتا من أن تعيد النظر في سيارتها ياريس كي تتمكن من إبقاءها في صدارة قطاعها الذي تعتقد تويوتا أن مبيعاته سترتفع بشكل كبير جداً خلال السنتين القادمتين. ومن هنا، ساد إعتقاد بأن طراز العام 2012 من ياريس سيكون جديداً بالكامل وهو ما يمكن القول أنه صحيح في حال نظرنا الى ياريس الجديدة من الخارج والداخل. أما في حال التعمق، فسنجد أن المحرك الذي توفره تويوتا لهذه السيارة هو نفسه المحرك الذي كان يتوفر للجيل الحالي منها والذي يعتمد على 4 أسطوانات متتالية سعة 1,3 ليتر. وهنا، ينطبق هذا الأمر أيضاً على علبة التروس الأوتوماتيكية ذات النسب الأربع الأمامية وعلى القاعدة التي تقف عليها هذه السيارة.
ولكن هل يعني هذا الكلام أن ياريس الجديدة ليست جديدة؟ في الواقع، لا وذلك لأن تويوتا قامت بزيادة طول القاعدة بمعدل عدة سنتمترات وأعادت ترتيب مكونات السيارة بحيث إرتفع حجم التحميل في الخلف من 271 ليتر الى 440 ليتر، في وقت تمكنت تويوتا من خفض الوزن الإجمالي لـ ياريس بمعدل 20 كلغ. ومن ناحية أخرى وعلى الرغم من أن شاسي ياريس ليس جديداً، إلا أن تويوتا قامت بإخضاعه الى عمليتي تطوير وتعديل باتت معهما تتطابق مع آخر قوانين السلامة العالمية. وفي هذا الإطار، تتوفر ياريس مع مجموعة من أكياس الهواء التي تم تعزيزها بواجهتين أمامية وخلفية تم تصميمهما خصيصاً لإمتصاص الصدمات وتشتيتها بعيداً عن مقصورة الركاب التي زودت جوانبها أيضاً بعوارض معدنية مدمجة داخل الأبواب.
وفي سياق الكلام عن المقصورة، لا بد لنا من الإشارة الى أن ياريس الجديدة وعلى الرغم من حجمها الخارجي المدمج، تتمتع بمقصورة قام مهندسو تويوتا بإعادة ترتيب مكوناتها قبل إخضاعها الى عملية تصميم جديدة بهدف زيادة مساحاتها الداخلية وهو أمر لا يمكن للمرء إلا أن يشعر به وبمجرد دخوله الى المقصورة التي يمكنها نقل أربعة ركاب براحة شبه تامة. وهنا يمكن لعدد الركاب أن يرتفع الى خمسة، إلا أن الجالسون على المقعد الخلفي سيعانون حينها من تدني مستويات الراحة. أما في الأمام حيث المساحات الداخلية ممتازة، فقد نالت ياريس لوحة قيادة جديدة تخلت عن العدادات ذات الوضعية الوسطية لصالح لوحة جديدة جرى معها تثبيت تجويف العدادات ـ أو بالأصح تجويف العداد الواحد ـ خلف المقود (تتوفر ياريس مع عدادات ثلاثية خارج الأسواق العربية). ونقول تجويف العداد الواحد لأن هذا التجويف يحتوي على عداد للسرعة يحتوي في أسفله على لوحة إلكترونية توفر بعض المعلومات الأخرى، شأن مستوى الوقود المتبقي في الخزان ونسبة علبة التروس المعتمدة وغيرها. وهنا، تمت صناعة هذه اللوحة من مواد بلاستيكية قاسية ولكنها لا توحي بأنها رخيصة ويعود السبب فيها الى عدم رفع تكاليف التصنيع لتأمين سيارة بسعر منافس. وفي هذا الإطار، تتوفر ياريس في الإمارات العربية المتحدة بسعر يراوح بين 51 و56 ألف درهم، أي ما يعادل 13900 الى 15500 دولار أميركي. ومن ناحية أخرى، لا يمكن إغفال الراحة التي توفرها المقصورة والتي يعود الفضل فيها الى مقاعد مريحة تتميز بوضعية جلوس وقيادة جيدة تم تعزيزها بمساحات زجاجية ترفع الشعور بالرحابة وتساهم في توفير مجالات رؤية أمامية وجانبية وخلفية جيدة جداً معززة بدورها بمقصورة معاصرة ولكن ضمن إطار تقليدي كما هو الحال في كل سيارات تويوتا. وفي حال أردنا أن نختصر مقصورة ياريس، يمكننا القول أنها قد لا تكون الأكبر ضمن فئتها ولكنها لا تشعر سائقها أو ركابه الثلاثة أبداً بأن حجمها صغير.
وعلى الصعيد الميكانيكي ولأن تويوتا أرادت أن تبقي على سعر منافس لـ ياريس الجديدة، كان القرار بالإعتماد على محرك ياريس الأسبق، أي ذلك المكون من 4 أسطوانات متتالية بسعة 1,3 ليتر والذي يمكنه توفير قوة 84 حصان عند 6000 دورة في الدقيقة تتناقص الى 4400 دورة في الدقيقة عندما يتعلق الأمر بعزم الدوران البالغ 120 نيوتن متر. وينقل هذا المحرك قواه الى العجلتين الأماميتين عبر علبة تروس أوتوماتيكية رباعية النسب تتميز بسلاسة عمل عالية وتجاوب مستمر. وهنا وعلي الرغم من أن الإعتماد على هذه العلبة بالذات يهدف الى خفض سعر ياريس النهائي، إلا أننا نعتقد أن هذه السيارة بحاجة الى علبة تروس بخمس نسب ذلك أن ضجيج محركها على السرعات العالية التي تزيد عن 100 كلم/س، مرتفع نسبياً.
وعلى الرغم من أن تأدية ياريس تبقى في نهاية المطاف عادية وبعيدة عن التأدية الرياضية، إلا أن هذه السيارة مدينية وغير مخصصة للسرعة أو للتسابق ولا يفترض بها أن توفر متعة قيادة رياضية ذلك أن عنوان هذا النوع من السيارات يتمثل بالدرجة الأولى بالسعر المنخفض والإستهلاك المتدني جداً والإعتمادية العالية وهذه أمور تمكنت ياريس ومن خلفها تويوتا أن تحقق معها نتيجة متفوقة. وفي هذا الإطار، تتوفر ياريس أيضاً بمحرك 1,5 ليتر كما تتوفر بفئة مزودة بثلاثة أبواب بدلاً من خمسة ولكن خارج أسواق الشرق الأوسط.
وهنا لا بد من الإشارة الى تجربتنا لـ ياريس تمت على طرقات سريعة وأخرى مدينية كانت بمثابة شاهد على أن هذه السيارة تتحلى بحس من التجاوب وبالأخص داخل المدينة حيث تشعر أن حجمها المدمج يلعب في صالحها ويمكنك من المناورة على متنها بسهولة بالغة. أما تأديتها، فهي معتدلة إذ يمكنها أن تتسارع بسلاسة بين الإشارات المرورية وفي المنعطفات، في وقت تعتبر عملية ركنها سهلة للغاية إذ يمكن تقدير مكان تواجد زواياها الأربع. أما على الطرقات السريعة وعند إرتفاع السرعة عن 75 كلم/س، قد يشعر السائق أن عملية زيادة السرعة صعبة نسبياً، مما يضطره الى تبديل النسب نزولاً. وعلى الرغم من أن إلزام علبة التروس بخفض النسب يتم بسرعة وسهولة، إلا أن ذلك يؤدي الى ضجيج مرتفع للمحرك. أما إنقيادية ياريس، فلا غبار عليها في سيارة من هذا المعيار إذ يركز التعليق على توفير راحة أكثر من مقبولة ومن دون التضحية بالتماسك.
من الخارج وعلى الرغم من إبتعاد ياريس الجديدة عن ياريس الحالية، إلا أن الإنطباع الأول الذي يشعر به المرء عند رؤيتها يتمثل بأنه يرى شخصاً إنتقل من مرحلة المراهقة الى مرحلة الشباب. وبمعنى آخر، يشعر أن ياريس تخلت عن ملامحها الطفولية لصالح معالم شبابية معززة بخطوط أكثر قساوة من السابق يتخللها زوايا حادة نسبياً وهذا ما وفر لها طابعاً أكثر رجوليةً من السابق. وفي هذا السياق، زودت ياريس بخط وسط ينحني الى الأسفل في الأمام مؤكداً أن إختراقها للهواء سهل. أما التفاصيل التصميمية وبالأخص في الزوايا الأربع للسيارة، فتشكل تأكيداً كبيراً على النضوج التصميمي الذي باتت سيارات تويوتا تتحلى به.
بإختصار، يمكن القول أن ياريس الجديدة تشكل نقلة كبيرة الى الأمام في قطاع السيارات المدينية المدمجة ومع السمعة الممتازة التي تتحلى بها سيارات تويوتا بشكل عام في منطقة الشرق الأوسط، نعتقد أن ياريس ستتابع مسيرة النجاح التي حققها الجيلان الأسبقان منها.
مع دخول عدد كبير من السيارات على خط المنافسة، كان لا بد لـ تويوتا من أن تعيد النظر في سيارتها ياريس كي تتمكن من إبقائها في صدارة قطاعها
على الرغم من أن تأدية ياريس تبقى في نهاية المطاف عادية وبعيدة عن التأدية الرياضية، إلا أن هذه السيارة مدينية وغير مخصصة للسرعة
أو التسابق
تتمتع ياريس بمقصورة قام مهندسو تويوتا بإعادة ترتيب مكوناتها لزيادة مساحاتها الداخلية وهو أمر لا يمكن للمرء إلا أن يشعر به وبمجرد دخوله اليها