جوك ـ زيلا
-
1 / 16
يعتقد حسان بشور أن نيسان جوك R ليست وليدة الأسواق وحاجاتها وتوجهاتها، بل نتيجة ولع في عالم صناعة السيارات المميزة وهذا ما يضعها في مكانة يصعب الوصول اليها
كلما فكرت بـ نيسان جوك R الإختبارية، إزداد قلقي. فهذه السيارة إختبارية ولن يتوفر منها إلا سيارتين فقط ولن تدخل يوماً في الإنتاج التجاري لشركتها. فهي واحدة من السيارات النادرة التي لم يصدر مجلس إدارة شركة سيارات قراره بإنتاجها تبعاً لدراسات الأسواق وتوجهاتها والأرباح التي يمكن تحقيقها في حال دخلت الإنتاج وتم تسويقها و.. بل هي عبارة عن فكرة إبداعية ولدت نتيجة لولع من دون حدود بالسيارات الرياضية وهي واحدة من السيارات التي يصعب إيجادها اليوم في الأسواق.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
وعلى الرغم من أن جوك R تعتمد على المستوى الأدنى من عملانية الإستعمال، إلا أنها تتميز بتأدية قد لا يقبلها العقل في البداية، خصوصاً أنها عبارة عن جوك عادية تنتمي الى فئة سيارات الكروس أوفر المدمجة ولكنها تخفي خلف هيكلها قلب تمت إستعارته من الشقيقة السوبر رياضية GT-R ينقل قواه الى العجلات الأربع موفراً تأدية رياضية خارقة أعتقد جازماً أنها ستبدل نظرة العموم الى علامة نيسان.
ولكن ما الذي يّمكن هذه السيارة من تحقيق ما حققته من تفوق في سباقها على الحلبة التي أعدت خصيصاً في دبي مارينا حيث تمكنت جوك R من حسم المنافسة لصالحها ضد كل من فيراري 458 إيطاليا ولمبورغيني غاياردو ومرسيدس SLS AMG، أي ضد ثلاثة من أفضل السيارات السوبر رياضية المتفوقة الموجودة في الأسواق اليوم؟
الحقيقة، أن جوك R لا تكتفي بالتعديلات الإنسيابية التي نالها هيكلها ومنها عواكس الهواء الأمامية والخلفية والأجنحة الإنسيابية الكبيرة والعجلات المعدنية الرياضية الخفيفة الوزن التي يبلغ قطرها 20 إنشاً، بل تضيف اليها محرك الشقيقة السوبر رياضية، GT-R الذي ينتمي الى نادي محركات V6 بسعة 3,8 ليتر والعامل بالتناغم مع جهازي توربو يرفعان القوة الحصانية الى 485 حصاناً تنتقل عبر علبة تروس مأخوذة أيضاً من GT-R تتألف من ست نسب أمامية متتالية، الى العجلات الأربع عبر جهاز دفع GT-R الرباعي ولكن بعد تعديله ليتناسب مع حجم جوك R المدمج.
وفي هذا السياق، لا بد من الإشارة الى أن تحويل هذه السيارة من جوك قياسية الى جوك R تم بالتعاون بين نيسان وشركة RML البريطانية المتخصصة في السيارات السباقية والتي تملك سجلاً حافلاً بالإنتصارات على صعد بطولتي بريطانيا والعالم للسيارات السياحية وبطولة بريطانيا للراليات وغيرها من البطولات المحلية والإقليمية. وقد صنعت RML نموذجين من جوك R (واحد مزود بمقود على الجهة اليسرى وآخر بمقود على الجانب الأيمن) في غضون 22 أسبوعاً فقط من تاريخ توقيع عقد جوك R.
وهنا، كان لا بد من تكبير مقصورة المحرك ليستوعب محرك GT-R ولذلك، تم دفع لوحة القيادة بإتجاه الخلف لمسافة 100 ملم. وتتماثل هذه اللوحة مع ما يتوفر لـ جوك القياسية، إلا أنها زودت بعدد من مكونات لوحة GT-R، شأن العدادات وشاشة LCD الوسطية التي يبلغ حجمها 7 إنشات والتي توفر معلومات غنية جداً حول عمل السيارة وما تتعرض له من قوى جاذبية وغيرها من المعلومات السباقية ومقبض علبة التروس والمقود مع عتلات تبديل النسب.
أما التعديل الأبرز في هذه المقصورة، فلا يقتصر على القفص المقاوم للإنطباق والذي يعمل الى جانب وظيفته الخاصة بالسلامة والأمان، على تعزيز مستويات ربط أجزاء السيارة ببعضها البعض، بل شمل غياباً كلياً للمقعد الخلفي وتثبيتاً جديداً للمقعدين الأماميين اللذين أخذا لنفسيهما تصميم مقاعد الباكيت السباقية. وهنا، جرى تثبيت هذين المقعدين اللذين زودا بأحزمة أمان بخمس نقاط تثبيت، في وضعية منخفضة ومتراجعة الى الخلف ساهمت في حسن توزيع الوزن بين الأمام والخلف من ناحية وساعدت من جهة أخرى في خفض مركزي ثقل السيارة وجاذبيتها. أما المنطقة التي كان يتواجد فيها المقعد الخلفي والتي صغر حجمها كثيراً، فقد إستغلت نيسان القسم السفلي منها لحشر التعليق الخلفي وجهاز الدفع الرباعي المعدلين.
ومع هذه التعديلات مضافاً اليها التقوية التي نالها الهيكل لتحمل القوة العالية، وصل وزن جوك R الى 1830 كلغ. ومع ذلك، يمكنه أن يتسارع من حالة الوقوف التام الى سرعة 100 كلم/س في خلال 3,7 ثانية وليصل بعدها الى سرعته القصوى المحددة بـ 257,4 كلم/س. ولأنه يعتمد على عدد كبير من مكونات الشقيقة GT-R، يتألق جوك R أيضاً في ميدان التماسك حيث يمكن لنظام الدفع الرباعي فيه أن أن يحول 50 الى 98 بالمئة من قوة الدفع وعزم الدوران البالغ 587 نيوتن متر الى عجلتي المحور الخلفي اللتين تعملان عبر ترس تفاضلي بقدرة غلق محدودة تعمل بالتعاون مع معايير الضبط على جعل القسم الخلفي من جوك R عرضة للإنزلاق وكأنه يندفع بالعجلتين الخلفيتين فقط. ومع ذلك، يبقى القسم الأمامي من جوك R عرضة للإنزلاقات الطفيفة التي تبقى دوماً تحت السيطرة.
وهنا، لا يمكن للمرء وفي ظل قرار نيسان أن لا تدخل جوك R الى خطوط إنتاجها التجاري إلا أن يتساءل عن المغزى منه والذي يرده البعض الى محاولة نيسان لإظهار أنها قادرة على تكبير حجم عائلتها السوبر رياضية. أما أنا، فأعتقد أن ما قامت به نيسان هنا سيعمل على تبديل صورتها في الأذهان والتي تعتقد الغالبية العظمى من المستهلكين أنها محصورة بسيارات رخيصة الثمن وقادرة على التحمل.
فمع جوك R، بات عدد كبير من المستهلكين يعلم أن نيسان تملك من المقومات ما يمكنها من توفير سيارات سوبر متفوقة يمكنها حتى عندما تنتمي الى فئة سيارات الكروس أوفر، التغلب على أعرق السيارات الموجودة في الأسواق. أما التمني الوحيد، فيتمثل بأن تعيد نيسان النظر بقرارها الخاص بهذه السيارة وتحويلها الى خطوط الإنتاج حتى ولو كان هذا الإنتاج بكميات صغيرة ومحدودة لأنه من دون شك، سيشكل بداية لنسل جديد من السيارات نعتقد أن عالم صناعة السيارات بأمس الحاجة اليه اليوم.
أما البرهان، فيتمثل بالنجاح الكبير الذي حققته GT-R التي لقبها الجميع بـ «غودزيلا» والتي نؤمن في توب جير أن جوك R التي قررنا تسميتها بـ «جوك ـ زيلا»، قادرة على السير بخطى واثقة على خطاها.
«تخفي خلف هيكلها قلب تمت إستعارته من GT-R ينقل قواه الى العجلات الأربع موفراً تأدية رياضية خارقة أعتقد أنها ستبدل نظرة العموم الى علامة نيسان»
«جرى تثبيت المقعدين الأماميين في وضعية منخفضة ومتراجعة ساهمت في حسن توزيع الوزن وساعدت في خفض مركزي ثقل السيارة وجاذبيتها»