جولة AMG للتأدية 2011
-
1 / 20
على حلبة ياس الإماراتية، كان لـ حسان بشور لقاء مع AMG لم يكتفي خلاله بقيادة أربع من سيارات AMG، بل تعرف أيضاً على SLS AMG بفئتي الرودستر وGT3
عندما كنت في طريقي الى حلبة ياس للمشاركة في جولة AMG للتأدية 2011، خطر ببالي تساؤل عن المغزى من عمليات التعديل التي تطاول سيارات الصانعين الكبار. فعلى الرغم من أنني من محبي السيارات السريعة ذات التأدية الرياضية، إلا أنني أحياناً ولأسباب لا أزال أجهلها، أتخلى عن ولعي بالسيارات ورياضتها وأتحول الى عالم المنطق. عندها، أبدأ بالتساؤل عن الجدوى من هذا النوع من السيارات، في وقت باتت السرعة محددة على كل أنواع الطرقات بدءاً من الطرقات السريعة ووصولاً الى أصغر الطرقات الفرعية ولدرجة أستغرب أحياناً عدم تحديد السرعة داخل مرآب منزلي الخاص! وفي هذا السياق، لست هنا في صدد إنتقاد تحديد السرعة لأنني أعلم جيداً أن الهدف منه يصب في مصلحتي تماماً كما يصب في صالح كل من يتواجد على الطرقات العامة. ومع أنني أصل الى مرحلة من التفكير أقول بنهايتها لنفسي أنه لا يتوجب عليّ أن أتساءل عن ما سبق لأنني من محبي السيارات على أنواعها وأبدأ بشكر فروع التعديل وبالأخص التابعة للصانعين على ما يقومون به في سبيل توفير سيارات رياضية مميزة توفر لي وللملايين من محبي السيارات متعة مميزة لا يمكن الشعور بها إلا من خلف المقود.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
ومع إقترابي من حلبة ياس، عدت الى طبيعتي وتملكني الحماس، خصوصاً أنني كنت أعلم أنني سأقود أربعة من سيارات مرسيدس التي تحمل شعار AMG وسأحصل على فرصة لرؤية SLS AMG رودستر التي كانت مرسيدس قد أطلقتها مؤخراً. كما أنني كنت على علم مسبق بأنني سألعب دور الملاح في سيارة مرسيدس المشاركة في سباقات GT3 التي كانت بعهدة سائق سباقات محترف وعلى حلبة تعتبر من أهم حلبات الفورمولا واحد في العالم.
وعلى الرغم من أنني قدت كل من SLS AMG وCLS63 AMG منذ فترة وجيزة، إلا أنه لا يمكن لكلمة AMG إلا أن تدغدغ أحاسيسي وهذا ما رفع وتيرة الحماس في نفسي، خصوصاً أن جولة AMG للتأدية لم تشمل قيادة أربع من سيارات فرع مرسيدس الرياضي فقط، بل ضمت وقفة مع SLS AMG التي تخلت عن السقف المعدني والأبواب التي تفتح الى الأعلى لصالح سقف قماشي يمكن طيه كهربائياً وأبواب تقليدية. وعلى الرغم قناعة الجميع بأن غياب الأبواب التي تفتح الى الأعلى سيفقد SLS بريقها، إلا أن رؤية فئة الرودستر منها وتأمل تفاصيلها التصميمية كان بمثابة تأكيد للجميع بأن عملية كشف هذه السيارة ليست أمراً ناجحاً وحسب، بل أمر لا بد منه لأن حرمان محبي هذه السيارة من فئة مكشوفة منها يعتبر يمثابة مخالفة كبيرة. وهنا لن أدخل في مواصفات SLS AMG رودستر تاركاً ذلك لغاية تجربتي الفعلية لها ومفضلاً في الوقت نفسه التركيز على مجريات جولة AMG للتأدية التي لم تكن السرعة فيها عالية لأسباب تتعلق بالسلامة العامة. وهنا أرادت AMG أن تركز من خلال جولتها هذه على عدد من التفاصيل التي تميز سياراتها والتي لا يعرفها إلا محبو السيارات الرياضية التأدية.
وهنا، أرادت AMG أن تركز على القدرات الكبحية التي تتحلى بها سياراتها ولذلك أقامت سباقاً توجب خلاله على المشاركين أن ينطلقوا وكأنهم يشاركون في سباق دراغ على أن يتمكنوا من إيقاف السيارات في مكان محدد وكأنهم تعرضوا لعائق على الطريق وتوجب عليهم الكبح لتفادي التعرض لحادث ما. أما الهدف من هذا التمرين، فقد تمثل بإيجاد النقطة المثالية للكبح وهو أمر يتطلب من المرء أن يقدر سرعته وتأدية سيارته التسارعية وقدراتها الكبحية. وهنا لم تكتف سيارات AMG موضوع التمرين وهي C63 AMG وCLS 63 AMG بعرض قواها المحركة الناتجة في حالة C63 AMG عن محرك V8 بسعة 6,3 ليتر يمكنه توفير 457 حصاناً يمكن رفعها الى 487 حصان عند طلب السيارة مع حزمة AMG للتأدية. أما مع CLS 63 AMG، فقد تم التخلي عن محرك الـ 6,3 ليتر لصالح محرك V8 أيضاً ولكن بسعة 5,5 ليتر مع شحن إضافي وليولد هذا المحرك قوة 525 حصاناً مع 700 نيوتن متر من عزم الدوران. وعلى غرار شقيقاتها في مجموعة AMG، يمكن الحصول على مجموعة التأدية أيضاً ولترتفع قوة CLS 63 AMG عندها الى 557 حصاناً وعزم دورانها الى 800 نيوتن متر.
وفي مواجهة هذه القوى العالية التي ينتج عنها تأدية متفوقة جداً عززتها AMG بمستويات تماسك متقدمة جداً، تبرز أهمية المكابح في السيارتين عند محاولة إيقاف كل منهما ضمن المنطقة المحددة للتوقف الكلي والتي لا تعتمد على قدرات السيارتين وحسب، بل على تقديرات السائق حول النقطة التي يتوجب عليه إستعمال المكابح فيها. وهنا، لم تكتف AMG ومن خلفها مرسيدس بتزويد السيارتين بنظام مكابح متفوق معزز بأجهزة منع غلق للمكابح وبنظم مساعدة للكبح وحسب، بل بتجهيزهما أيضاً بنظام Pre-Safe الذي يتخذ عدة تدابير لحماية السائق وركابه منها شد تلقائي لأحزمة الأمان.
وبالإضافة الى قيادة كل من C63 AMG بفئتي الكوبيه والسيدان وCLS 63 AMG وSLS AMG على حلبة ياس بمنعطفاتها المنوعة التي يتخللها مقاطع مستقيمة، لم تنحصر متعة القيادة بقوة السيارات أو بأصوات عوادمها التي ترفع وتيرة الحماس في القلوب أو بعلب تروس هذه السيارات التي تعتمد 7 نسب أمامية متتالية يمكن التحكم بها من خلال عتلات خلف المقود وحسب، بل بطريقة القيادة السباقية التي يتوجب خلالها إعتماد مسارات سباقية مثالية في المنعطفات بهدف التقليل من ضياع الوقت سواء كان ذلك عند الدخول في المنعطفات أو عند محاولة الخروج منها بأقصى سرعة ممكنة. وهنا حددت AMG هذه المتعة عبر تحديد السرعات التي كان بإمكاننا الوصول اليها وعبر منعنا من إيقاف عمل الأجهزة الإلكترونية التي تساهم في تعزيز مستويات الثبات والتماسك. وعلى الرغم من أننا نتفهم الأسباب الكامنة خلف هذا القرار ومنها تواجد عدد كبير من الصحافيين، إلا أن ذلك لم يمنعنا من إستغلال ما يمكن للسيارات الثلاث أن توفره من متعة قيادة ومن إختبار مدى فعالية هذه الأجهزة الإلكترونية في زيادة مستويات الأمان وليؤكد ذلك على أن AMG لم تعد تتوجه بسياراتها الى محبي القيادة الرياضية فقط، بل الى كل شرائح المستهلكين الراغبين بالتميز والفرادة من خلال سيارات يمكن إعتمادها للقيادة اليومية ولتنقلات العائلة أيضاً.
وبعد إمضاء الوقت المحدد خلف مقود السيارات الثلاث التي لم نتمكن من إغفال مستويات الراحة التي توفرها لركابها، إنتقلنا على متن مجموعة من طرازات C63 AMG المنوعة بين فئتي السيدان والكوبيه الى قسم من حلبة ياس تم تزويده بمنصة إنزلاق (Skid Pad) هي عبارة عن مساحة مستطيلة تم تلبيس أرضيتها بطبقة ناعمة يتم رشها بالماء لتتحول الى طريق زلقة جداً يشعر المرء عند القيادة عليها وكأنه على طريق مغطاة بالجليد أو بالزيت وبحيث تفقد عليها السيارة تماسكها بشكل شبه كلي. وعلى هذه المنصة التي توجب علينا السيطرة على إنزلاقات السيارة عليها، كانت متعة التحكم بالسيارة عالية جداً وقد ساعدنا بذلك جهاز ESP للتحكم بالتماسك الذي لا يقوم فقط بكبح الإطارات التي تفقد تماسكها مع الأرض بل يحول قوة الدفع الى الإطار الدافع الأكثر تماسكاً، الأمر الذي يحول عملية السيطرة على السيارة الى مهمة سهلة حتى للسائقين اللذين لا يملكون أي خبرة في إنزلاقات السيارات. وبعد عبور هذه المنصة، توجب علينا أن نقطع حلبة أعدها مسؤولو AMG خصيصاً لهذه الغاية بحيث زودت بعدد من المنعطفات المنوعة بقساوتها وعرضها والتي تتطلب من المرء مهارات قيادية عالية. وعلى هذه الحلبة وعلى الرغم من أن أجهزة التحكم بالتماسك كانت في حالة عمل، إلا أن إعتماد برنامج AMG الذي يتحكم بقساوة التعليق ومستويات تجاوب علبة التروس ودواسة الوقود والمقود رفع من متعة التحدي والقيادة الى أقصى الحدود.
وعلى هذه الحلبة التي تميزت بطريقها الزلقة، ظهرت C63 AMG التي كنت أقودها بأبهى حللها الرياضية. فجهاز المقود فيها كان متجاوباً لأقصى الحدود شأنه للمحرك الذي أشعرني أنه جاهز لتلبية متطلباتي والذي ما أن تضغط على دواسة التسارع حتى يتجاوب مع نسبة الضغط موفراً لك قوته وعزمه على الفور يساعده في ذلك علبة التروس السباعية النسب التي لا تكتف بسرعة التبديل، إنما تتميز بسلاسة نقل عالية للنسب وتعمل بالتناغم مع هدير محرك تشعر وكأنه يقول لك: هيا إضغطني أكثر، فأنا أملك قدرات عالية تتطلب منك أن تكون ماهراً جداً في القيادة. وهنا، لم أتمكن من إغفال النعومة التي تنقل بها C63 AMG قوتها الى الإطارات الخلفية الدافعة ومنها الى الطريق وهذا ما أكد لي أن هذه السيارة تملك شخصيتين متناقضتين تحمل الأولى منهما عنواناً رياضياً يمكن معه الذهاب بها الى حلبة مغلقة لإستخراج متعة قيادة عالية. أما الشخصية الثانية، فهي شخصية سيارات مرسيدس الراقية والمعززة برفاهية عالية وعملانية متقدمة يمكن معها إعتماد C63 AMG للقيادة اليومية من المنزل الى العمل أو للسفر مع العائلة.
أما القسم الأخير من جولة AMG للتأدية، فكان عبارة عن تجربة مميزة جداً وهي الركوب الى جانب راينهولد رنجر، كبير سائقي أكاديمية AMG للقيادةن والقيام بلفة على حلبة ياس لإختبار ما تتحلى به هذه السيارة من قدرات سباقية متفوقة. وللقيام بهذا الجزء من الإختبار، توجب عليّ إعتماد زي السباقات المقاوم للحريق مع الحذاء والقفازات والخوذة الخاصة بالسباقات وهذا ما جعلني أشعر بأنني جزء مهم من هذا الإختبار. وهنا لن أدخل في متاهات طريقة الدخول الى مقصورة SLS AMG GT3 الضيقة بسبب القفص المقاوم للإنطباق وكيفية تثبيتي على مقعدي بواسطة حزام الأمان السباقي ذو نقاط التثبيت الخماسية الذي أشعرني أنني قطعة واحدة من السيارة، بل سأركز على تجربتي داخل هذه السيارة.
ففي الداخل وعلى الرغم من أنني شعرت بحس غريب من الإنتماء جعل عملية خروجي من السيارة صعبة من الناحية العاطفية، إلا أن ما شعرت به من قوى تتحكم بجسدي وعلى الرغم من أنها ليس غريبة، إلا أنها نقلتني الى عالم آخر من المتعة كان سيكون من أروع ما شعرت به لو قدر لي أن أكون مكان راينهولد خلف المقود. ومع ذلك، إنطلقت السيارة من خلال خط الصيانة الى النفق ومنها نحو الحلبة بتسارع صاروخي أدى بي الى التفكير أنه من الجيد أنني كنت أضع الخوذة لأنها منعت دماغي من الخروج من مكانه عبر أذناي. وهنا لا تكتفي SLS AMG GT3 بقوى التسارع الصاروخي هذا، بل تتميز بتعليق بمنتهى القساوة شعرت معه أن كل ما تتعرض له السيارة يمر عبر جسدي وهذا ما رفع من إحساسي بما يمكن لهذه السيارة أن تنتجه وبالأخص عند دخولها وخروجها من المنعطفات حيث كانت مستويات تماسكها مذهلة. ويعود السبب في ذلك بالدرجة الأولى الى البنية التحتية للسيارة التي نالت عملية تقوية وتدعيم لزيادة الصلابة التي عززت بمجموعة من العوارض المعدنية التي تثبت أجزاء الهيكل الى بعضها البعض ومنها قفص مقاوم للإنطباق في المقصورة وقضبان تربط أطراف التعليق العلوية و.. بالإضافة الى تزويد السيارة بتعليق قاس جداً يرفع مستويات التماسك مع إطارات ملساء بتركيبة مطاطية خاصة بسباقات GT3 تساهم في رفع مستويات الثبات التوجيهي في المقاطع المستقيمة والمنعطفات. ولا تكتفي SLS AMG GT3 بذلك، بل تتحلى بقدرات كبح إستثنائية لم تتوقف عن الظهور وبالأخص في نهاية المقطع المستقيم الذي كانت السرعة تتناقص فيه من 230 الى 100 كلم/س بسرعة هائلة.
وبعد نهار ليلي مع سيارات AMG، كان لا بد من الإنتقال الى غرفة الفندق لإمضاء الليل وأخذ قسط من الراحة. نوم تخللته أحلام سيطر عليها هدير سيارات AMG.
«مع إقترابي من حلبة ياس، عدت الى طبيعتي وتملكني الحماس، خصوصاً أنني كنت أعلم أنني سأقود أربعة من سيارات مرسيدس التي تحمل شعار AMG»
«على الرغم من أنني قدت عدداً من سيارات AMG، إلا أنه لا يمكن لهذه الكلمة إلا أن تدغدغ أحاسيسي وترفع وتيرة الحماس في نفسي»
«كان الهدف من هذا التمرين إيجاد النقطة المثالية للكبح وهو أمر يتطلب من المرء أن يقدر سرعته وتأدية سيارته التسارعية وقدراتها الكبحية»
«أكدت التجربة أن AMG لم تعد تتوجه بسياراتها الى محبي القيادة الرياضية فقط، بل الى كل شرائح المستهلكين الراغبين بالتميز»
«تشعر وكأن المحرك يتحداك وكأنه يقول لك: هيا إضغطني أكثر، فأنا أملك قدرات عالية تتطلب منك أن تكون ماهراً جداً في القيادة»