جيب غراند شيروكي 2014 تعديلات خارجية طفيفة ومقصورة محسنة والكثير من الإلكترونيات الحديثة
عندما أطلقت جيب الجيل الحالي من سيارتها غراند شيروكي، أصيب بعض محبي هذه العلامة التي إشتهرت منذ بداياتها بتخصصها بسيارات الدفع الرباعي القادرة على الوصول الى كل الأماكن مهما بلغت وعورة الدروب، بخيبة كبيرة مردها أن جيب قررت مع الجيل الحالي من غراند شيروكي الذي تم إطلاقه خلال العام 2011 أن تتخلى عن أساسيات سيارتها هذه التي كانت تعتمد على المحاور الإلتوائية والتعليق العامل عبر نوابض معدنية ورقية والتروس التفاضلية التي لا يمكن تشغيل نظم غلقها إلا بطريقة يدوية وإستبدلت كل ذلك بتعليق مستقل عززته بمجموعة من الأنظمة الإلكترونية التي تتحكم بتجهيزات غراند شيروكي تبعاً لمعايير عمل مسبقة التحديد ترتفع على أثرها قدرات هذه السيارة عند إنتقالها الى الدروب والمسالك الوعرة وهذا ما يمكنها بالتالي من الوصول الى وجهاتها.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
أما اليوم وعلى الرغم من أن عمر الجيل الحالي من غراند شيروكي لا يتعدى السنوات الثلاث، فقد قررت جيب أن تذهب بما إنتقده محبو هذه السيارة ليعودوا بعدها فيقدروا مدى فعاليته وعملانية إستعماله، الى حدود أبعد، خصوصاً بعد أن أثبتت لها الدراسات أن عالم الإلكترونيات وبالأخص الكمبيوترات اللوحية وتطبيقاتها باتت اليوم جزءاً لا يتجزأ من الحياة اليومية للقسم الأكبر من المستهلكين في كافة الأسواق العالمية ـ هذا إن لم نقل أنها باتت حيوية بالنسبة لكافة المستهلكين وبغض النظر عن فئاتهم العمرية وإنتماءاتهم الإجتماعية ومداخيلهم المادية.
ومن هنا، كان القرار بإجراء تعديلات «تقنية» سريعة على الجيل الحالي من غراند شيروكي سنأتي لاحقاً على ذكر تلك التصميمية منها ولنركز هنا على ما يفترض به أن يرتقي بهذه السيارة «تكنولوجياً» كي تتمكن من المحافظة على مواقعها في الأسواق، إن لم نقل زيادة حصصها. وفي هذا الإطار، كان لا بد من التخلص من علبة التروس السابقة التي كانت تعتمد في عملها على 5 نسب أمامية متزامنة، خصوصاً في ظل التوجه العالمي نحو زيادة عدد النسب بهدف خفض دوران المحرك وبالتالي إنقاص مستويات إستهلاك الوقود والإصدارات المضرة بالبيئة وليتم على الأثر الإعتماد على علبة تروس أوتوماتيكية متتالية تعمل بـ 8 نسب أمامية يتم التحكم بها من خلال مقبض في الكونسول الوسطي يتسم بسهولة إستعماله، خصوصاً أنه يعتمد تصميمياً يبدو وكأنه مستوحى من تصاميم مقابض تحريك القوارب الفخمة وذلك على غرار ما يتواجد في سيارات مرسيدس السوبر رياضية. أما التبديل اليدوي لنسب هذه العلبة، فلا يتم إلا من خلال العتلات الموجودة خلف المقود. وتعمل علبة التروس هذه بالتعاون مع خيار بين محركين ينتمي الأول منهما الى نادي محركات بنتاستار ويعتمد تقنية V6 بسعة 3,6 ليتر يمكنه توفير قوة 290 حصاناً عند مستوى 6400 دورة في الدقيقة تترافق مع 353 نيوتن متر من عزم الدوران الذي يتوفر عند إيصال المحرك الى 4800 دورة في الدقيقة. أما المحرك الثاني الذي كان يتوفر لسيارات التجربة، فينتمي الى عالم محركات الأسطوانات الثماني بشكل V سعة 5,7 ليتر. ويتم إحتراق الوقود داخل هذا المحرك من خلال جهاز بخاخ متعدد المنافث يساعده نظام VVT للتحكم بتوقيت عمل الصمامات، الأمر الذي مكن هذا المحرك من توليد قوة 360 حصاناً يمكن إستخراجها عند مستوى 5150 دورة في الدقيقة تنخفض الى 4250 دورة في الدقيقة عندما يتعلق الأمر بعزم دورانه البالغ 520 نيوتن متر. والى جانب علبة التروس الجديدة، تستفيد غراند شيروكي التي يفترض أن تكون عملية بيعها قد بدأت مع صدور هذا العدد، من نظامي كوادرا ـ تراك وسيليك ـ تراين الذي يعتمد على المعلومات التي تجمعها مجموعة من المستشعرات ليقوم بتوزيع العزم بين الإطارات الأربع التي تخفي خلفها تعليقاً هوائياً يقوم بتعديل خلوص غراند شيروكي الذي يمكن التحكم به تبعاً لإرادة السائق أيضاً ولكن عند إعتماد برامج القيادة بعيداً عن الطرقات المعبدة.
ومقابل جهاز الملاحة القديم الذي كان النظام الموسيقي مدمجاً فيه والذي يعتبر من الجيل القديم جداً، كان على جيب أن تقدم نظاماً جديداً كلياً يتماشى مع توجه الأسواق نحو الكمبيوترات اللوحية العاملة باللمس. ومن هنا، تم تطوير نظام Uconnect للملاحة الذي أصبح يعمل من خلال شاشة مثبتة في أعلى الكونسول الوسطي بقياس 8,4 إنش جرى تزويدها بشريط سفلي يتألف من مجموعة من رموز التطبيقات الخاصة بالملاحة، النظام الموسيقي، الهاتف الخليوي وعدد من التطبيقات الأخرى التي قد يتطلب توفرها في منطقة الشرق الأوسط بعض الوقت. وهنا لا بد من الإشارة الى أن جهاز الملاحة مطور بالتعاون مع شركة غارمين، مما يعني أن تشغيله سهل ولا يتطلب من المرء أن يكون خبيراً في إستعمال الكمبيوترات. وفي هذا السياق، يعرض جهاز الملاحة صوراً ثلاثية الأبعاد للطرقات والمعالم المهمة ويوفر معلومات دقيقة عند إعتماده للوصول الى وجهة محددة وذلك من خلال نظام عرض يتسم بنقاوة ألوانه ووضوح صوره ويرتبط عند توفيره لإرشادات الطريق بشاشة LCD داخل تجويف العدادات تظهر الإرشادات على شكل أسهم للدلالة الى الإتجاهات الواجب سلوكها.
أما النظام الموسيقي، فيشمل بالإضافة الى الراديو، قابس USB وقابس لبطاقة SD يمكن ربطهما والإستماع الى الموسيقى المخزنة عليهما وذلك بالإضافة الى نظام بلوتوث لربط الهاتف الذكي والإستماع الى الموسيقى المخزنة عليه لاسلكياً بواسطة نظام بلوتوث. وفي هذا السياق، لا يمكن إغفال نوعية الصوت المتقدمة التي يوفرها النظام الموسيقي الممهور بتوقيع هارمن كاردن المربوط في سيارة التجربة (Summit) الى 20 مكبر صوت جرى تخصيص بعضها للترددات العالية وبعضها الآخر للترددات المنخفضة.
وفي إطار الكلام عن التطور التقني الذي ناله غراند شيروكي، نذكر أيضاً التخلي عن تجويف العدادات التقليدي لصالح شاشة TFT وسطية لعداد السرعة يمكن التحكم بما تعرضه من معلومات وما إذا كانت هذه المعلومات رقمية أم لا. وفي السياق نفسه، تتوفر غراند شيروكي أيضاً بجهاز نشط للتحكم بالسرعة يعمل على المحافظة على مسافة محددة وآمنة بين غراند شيروكي والسيارة التي تسير أمامها، إضافة الى جهاز لمراقبة الزوايا الميتة التي لا يمكن رؤيتها بواسطة المرايا الجانبية. كذلك تتوفر غراند شيروكي مع كاميرا خلفية يتم تفعيلها بمجرد تعشيق نسبة الرجوع الى الخلف.
أما من الخارج، فقد حافظ غراند شيروكي على تصميمه الجانبي من دون أي تعديل ولينحصر التجديد في الواجهتين الأمامية والخلفية. ففي الأمام، تم تبديل المصابيح بأخرى مزودة بمصابيح أنبوبية نهارية تعمل بتقنية LED. كذلك حصلت غراند شيروكي على صادم أمامي ذو تصميم جديد يتسم بطابع رياضي يعود الفضل فيه الى الفتحات الرياضية التي تذكر تلك المتوفرة في الجيل الحالي من غراند شيروكي SRT8. أما في الخلف، فقد تم إستبدال المصابيح الخلفية بأخرى تتشابه مع تلك التي تتوفر لإبنة العم دودج دورانغو غاب عنها الخط الكرومي السميك الذي كان يربط بين المصباحين الخلفيين في غراند شيروكي الحالي.
على الطرقات المعبدة، بدا غراند شيروكي الجديد ثابتاً وبعيداً عن إرتجاجات الهيكل التي تتميز بها السيارات الرياضية المتعددة الإستعمال ذات الدفع الرباعي وهذا ما يوفر شعوراً بأن من يقوده ليس خلف مقود سيارة من هذا الحجم الكبير. وهنا يلعب المقود دوراً كبيراً، خصوصاً أنه مزود بنظام مساعدة كهربائي ـ هيدروليكي يساهم في قدرته على توفير توجيه دقيق من دون المساومة لجهة قدرته على نقل ما تتعرض له الإطارات الأمامية، الأمر الذي يرفع من ثقة السائق بهذه السيارة ويؤدي به الى زيادة ضغطه على دواسة التسارع. حينها، سيشعر هذا السائق بأن التسارع أكثر من مقبول مع العلم أن حجم المحرك يوحي بأن القدرات التسارعية ستكون أفضل مما هي عليه في الواقع. وهنا، يتأثر التسارع ببرنامج العمل الإقتصادي (Eco) الذي يعمل أوتوماتيكياً بمجرد تشغيل المحرك، خصوصاً أنه يؤثر على معايير عمل علبة التروس ويؤدي بها الى التبديل صعوداً بشكل سريع جداً للإبقاء على مستوى دوران منخفض للمحرك. وهنا، لا بد من شكر جيب كونها زودت هذا البرنامج بمفتاح في الكونسول الوسطي يمكن معه إيقاف هذا البرنامج وليشعر السائق حينها أن علبة التروس باتت تتحلى بروح رياضية يمكن معها المحافظة على النسب من دون تبديل لوقت أطول وأن عملية التبديل باتت أسرع أيضاً. ولمن يريد تبديلاً ذو طابع رياضي أقوى، يتوجب الضغط على مقبض علبة التروس مرة ثانية بإتجاه الخلف للإنتقال من تبديل النسب العادي الى التبديل الرياضي. عندها، يصبح تجاوب دواسة الوقود أسرع، فيما تزداد حدة تبديل نسب علبة التروس التي تعمل جاهدة عندها على عدم تعشيق النسبتين السابعة والثامنة. ومع البرنامج الرياضي، يشعر السائق بأن قساوة التعليق إزدادت بنسبة صغيرة جداً، في وقت يعمل هذا التعليق على خفض إرتفاع السيارة الى الحدود الدنيا على الطرقات السريعة. ومع ذلك، لا يمكن إغفال مستويات الراحة التي يوفرها غراند شيروكي الذي أمضينا وقتا طويلاً خلف مقوده إنتهى بغياب كلي للتعب الذي يشعر به المرء عند القيادة لمسافات طويلة.
أما على الدروب الشديدة الوعورة، فقد أكد غراند شيروكي أن المميزات التي طالما تحلى بها منذ بداياته لا تزال موجودة إذ تمكن من عبور مجموعة كبيرة من العوائق التي راوحت بين الدروب الصخرية القاسية والمقاطع الشديدة الإنحدار والمسالك الفائقة الوعورة والمميزة بزوايا ميلانها الشديدة، بالإضافة الى الكثبان الرملية على أنواعها وليتمكن غراند شيروكي من عبورها بسهولة بالغة، خصوصاً أن جهاز سيليك ـ تراين الذي يعدل عمل عدد كبير من أجهزة وأنظمة السيارة تبعاً لمعايير مسبقة التحديد، يحتوي على 4 برامج للقيادة على الثلج والرمال والوحول والصخور، إضافة الى برنامج Auto الذي يعدل المعايير تبعاً لقراءات مستشعرات السيارة وأسلوب القيادة. كذلك تعمل أجهزة التحكم بنزول المنحدرات وصعودها على تسهيل مهمة السائق وتمكن غراند شيروكي من الوصول الى كل الأماكن مهما كانت الدرب وعرة.
وعلى الرغم من أننا لم نمضي خلف مقود غراند شيروكي Summit الجديد وقتاً طويلاً، إلا أنه لا يمكننا إلا أن نهنئ جيب على ما قامت به مع سيارتها هذه التي يبقى أمر إنتقادها متدنياً ومحصوراً بعناصر صغيرة منها التمني لو كانت ردات فعل شاشة Uconnect أسرع قليلاً ولو لم يكن تفعيل برنامج العمل الإقتصادي (Eco) أوتوماتيكياً. ولكن عندما يعلم المرء أن هذه السيارة تتصرف على الطرقات المعبدة وكأنها سيارة ركاب عائلية تتميز بمقصورة مترفة تركز على الجودة المعززة بعدد من التقنيات والإلكترونيات الحديثة وذلك من دون نسيان قدراته الهائلة عند الإنتقال به الى الدروب والمسالك الوعرة، يقرر المرء أن إنتقاداته لهذه السيارة تصبح «سخيفة»، خصوصاً عندما يعلم أن ما سيدفعه كثمن له منافس وبقوة.