حماية الأطفال: قفزة من أودي في تكنولوجيا القيادة الذاتية
-
1 / 5
كشفت الشركة الألمانية العريقة لصناعة السيارات الفارهة أودي عن أحدث تقنية خاصة بقسم أبحاث وتطوير تكنولوجيا القيادة الذاتية للسيارات، والتي يسعى لتطويرها كبرى شركات السيارات حول العالم.
وتعتبر التقنية الجديدة من العملاق الألماني أودي قفزة في هذا المجال تحديدًا في سباق تطوير وإنتاج سيارات تعتمد على تكنولوجيا القيادة الذاتية، خاصة بعد العديد من الدراسات التي أكدت أن هذه السيارات ليست محصنة 100% ضد الحوادث.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
تقنية أودي تستعد لدخول تاريخ الشركة
أكدت الشركة الألمانية أن التقنية الجديدة التي قاب قوسين أو أدنى من التدشين الرسمي، تعتمد على منظومة تكنولوجية هائلة، تمكن السيارة من التعرف على مناطق المدارس، ولكن كيف؟
الإجابة أسهل مما نتوقع، من خلال رصد حركة الأطفال والمارة على الطريق بشكل دقيق، ليبدأ نظام السيارة في إجراء حسابات معقدة.
وأوضحت أودي أن تطوير هذه الجزئية بالتحديد جاء بهدف رفع معدلات الأمان والسلامة على صعيد السيارات التي تعتمد على تكنولوجيا القيادة الذاتية، والتي نالت انتقادات حادة في هذا الشأن تحديدًا.
وسيعرف النظام الجديد من أودي لرصد الأطفال والمشاة باسم C-V2X والتي تقوم بالإتصال بوحدات الـ RSU المنتشرة على جانبي الطريق التي تتواجد في اللوحات التنبيهية على الطرقات.
ومن يبدأ سائق سيارة أودي في تلقي تحذيرات وتنبيهات أن هذه المنطقة يتواجد فيها مدرسة أو أكثر، لذا يجب توخي الحذر والسير بسرعة أبطأ.
القيادة الذاتية غير محصنة تماما ضد الحوادث
ظهرت دراسة حديثة في الولايات المتحدة الأمريكية كشفت عن أن سيارات القيادة الذاتية ستقلل من الحوادث ولكنها لن تكون محصنة تماماً ضدها.
وتتحدث الدراسة عن قدرة سيارات القيادة الذاتية على الحد بالفعل من حوادث السيارات بشكل كبير ولكنها لن تتمكن من تفادي كل الأخطاء البشرية التي تحدث بشكل مفاجئ حولها.
وكشف خبراء السلامة عن إحصائية قد تكون صادمة للبعض، فسيارة القيادة الذاتية يمكنها فقط أن تمنع ثلث حوادث السيارات الناتجة عن الأخطاء البشرية والتي تكون سبباً في حوالي 94% من إجمالي حوادث المركبات في الولايات المتحدة الأمريكية.
ولكن وضحت الدراسة أن مع ذلك فإن سيارات القيادة الذاتية آمنة جدا في الظروف العادية، إذ يمكنها تحديد المخاطر واتخاذ ردود أفعال أسرع من الإنسان كما أنها لن تفقد تركيزها أثناء القيادة أو تقع في خطأ بشري ولكنها لن تستطيع أن تتفادى كل الأخطاء البشرية التي قد تورطها في حادث أيضا.
وبدأ المتخصصون في مجال التكنولوجيا الحديث عن استمرار وقوع هذه الحوادث في المستقبل حتى مع وجود السيارات الذاتية حتى لا يظن البعض بأن بمجرد شرائه لسيارة قيادة ذاتية فإنه أصبح آمناً من وقوع الحوادث بنسبة 100%، ولكن التوعية باحتمال وقوع حوادث سيزيد من حرص السيارات التقليدية الأخرى.
تاريخ ومستويات القيادة الذاتية
منافسة كبيرة يشهدها عالم السيارات، بين كبار وعمالقة الصناعة حول العالم، وأصبح الصراع مشتعلاً على عدة مستويات، من بينها صناعة السيارات الهجينة، وتحويل خطوط الإنتاج إلى سيارات تعتمد على الطاقة الكهربائية بالكامل.
ومن ضمن التحديات بين كبار الصناعة، تأتي تكنولوجيا السيارات ذاتية القيادة ، التي تتطور كل يوم، في سباق محموم لفرض السيطرة على هذا السوق المستقبلي الكبير.
متى بدأت؟
ظلت تراود عقول كبار المخترعين حول العالم منذ أكثر من 100 عام، حتى استطاع "فرانسيس هودينا" صاحب شركة "هودينا راديو كونترول" من مفاجأة الجميع وإطلاق أول سيارة ذاتية القيادة في التاريخ عام 1925، وأطلق عليها اسم "تشاندلر 1926"، وكان يتحكم بها عن بعد بواسطة هوائي الإرسال.
بحوث متقدمة لتكنولوجيا القيادة الذاتية
بعد مفاجأة "هودينا" السارة، تحول الحلم إلى حقيقة وانتشرت المشروعات البحثية في هذا المجال، خاصة على أراضي الولايات المتحدة الأمريكية، التي خصصت ميزانية هائلة لأبحاث تكنولوجيا القيادة الذاتية وصلت إلى 600 مليون دولار في فترة التسعينيات عام 1995.
ولم تكتفي بهذا، بل أقامت مسابقات تكنولوجية للمخترعين من أجل تطوير تلك التقنية المستقبلية.
مستويات السيارات ذاتية القيادة حول العالم؟
لم تكن الولايات المتحدة وحدها من تقوم بهذه الأبحاث المتقدمة، لكن هناك العديد من الدول التي قفزت عدة خطوات نحو الأمام في هذه التكنولوجية المثيرة للاهتمام.
ونتيجة لذلك، اختلفت مستويات التكنولوجيا من بلد إلى آخر ومن شركة إلى أخرى، حتى تم تقسيم هذه التكنولوجيا إلى ثلاث مستويات من جمعية مهندسي السيارات الأمريكية " SAE"جاءت كالتالي:
الدمج بين المستوى الأول والثاني، الذي يحمل مساعدة السائق والمساعدة الجزئية، من خلال التحكم في عمليات التسارع والتوجيه والضغط على المكابح.
المستوى الثالث فحمل اسم "الأتمتمة المشروطة" وهي ما يعني أن سائقا يمكن أن يشتت انتباهه عن الطريق لثوان دون قلق.
أما المستوى الرابع فيحمل اسم "الأتمتة شبه الكاملة"، وفيه يستطيع قائد السيارة عدم التركيز بشكل كامل على الطريق، إذا رغب في ذلك.
وأخيراً المستوى الخامس، ويطلق عليه "الأتمتة الكاملة"، وفيه لا تحتاج السيارة أي تدخل بشري، وبدأت بعض الشركات العالمية لنقل الركاب في استخدامها، وعلى رأسهم شركة "أوبر".
المنافسة ستظل قائمة بين شركات صناعة السيارات، وفي انتظار الرابح الأكبر من هذه التكنولوجيا، والتأثير الاجتماعي والاقتصادي الذي يحل على الدول المتقدمة المستخدمة للسيارات ذاتية القيادة.