دلتا كورونا تزيد من جراح شركات السيارات
منذ شهور وتحاول كبرى شركات السيارات تخطي أزمة نقص الرقائق أشباه الموصلات التي ضربت المصانع وتسبب في نتائج سلبية للغاية على الإنتاج وتسليم الطرازات الجديدة للعملاء في مختلف أنحاء العالم، وشاهدنا جميعًا رسالة شركة فورد الأمريكية لعملائها التي تحدثت فيها عن ذلك.
ومع محاولات شركات صناعة السيارات، جاء المتحور الجديد "دلتا" من فيروس كورونا المستجد كوفيد 19 ليرفع حالات الطوارئ ويزيد من حجم الأزمة.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
أكبر مصنع في العالم يقلص الإنتاج بسبب دلتا
في خبر صادم للكثير من رواد وخبراء السيارات، كشفت تقارير عالمية متخصصة أن العملاق الألماني العريق فولكس واغن قام رسميًا بتقليص إنتاج الطرازات الجديدة من خلال تقليص عدد الساعات.
ويعتبر مصنع فولكس واغن في مدينة فولفسبورج الألمانية هو المصنع الأكبر في العالم من حيث عدد العاملين، الذين يصل عددهم إلى أكثر من 60 ألف عامل.
وقررت المجموعة الألمانية فولكس واغن تقليص عدد ساعات العمل، لتصل إلى فترة عمل واحدة يوميًا بسبب استمرار وتفاقم أزمة الرقائق أشباه الموصلات.
وقامت فولكس واغن بإعلام العمال في مصانع أخرى تابعة للشركة بمد فترة العطلات الصيفية لفترة تصل إلى أسبوع إضافي، بسبب عدم وجود الرقائق لاستكمال العمل من الأساس.
وأكدت التقارير أن الأزمة في طريقها للاختفاء بصورة تدريجية، ولكن ظهور المتحور الجديد من فيروس كورونا "دلتا" أدى إلى تفاقم الأزمة ونقص توريد الرقائق أشباه الموصلات الإلكترونية.
وأوضحت التقارير أن المصانع الكبرى الموردة الرقائق أشباه الموصلات الإلكترونية تقع في منطقة شرق آسيا، وهي الدول التي انتشر فيها المتحور الجديد لفيروس كورونا "دلتا".
تأخير تسليم السيارات ومواجهة غضب العملاء
تستمر شركات صناعة السيارات في محاولات صعبة لمواجهة أزمة نقص الرقائق الصغيرة أشباه الوصلات التي ضربت عالم صناعة السيارات مؤخرًا، ولكن هناك مشكلة جديدة في انتظار كبرى الشركات.
حيث كشفت تقارير عالمية متخصصة في أخبار عالم السيارات أن هناك نقص في مخزون السيارات في كبرى شركات الصناعة، وهناك الكثير من العملاء الذين قاموا بحجز مسبق في انتظار سياراتهم الجديدة، وصبر العملاء أوشك على النفاذ.
فعلى سبيل المثال، وداخل جدران شركة واحدة فقط، انخفض معدل إنتاج السيارات داخل مصانع الشركة الأمريكية العريقة فورد بنسب هائلة، ويكفي القول عزيزي القارئ أن انخفاض فورد وصل إلى أكثر من 400 ألف سيارة، مخصصة لعملاء قاموا بحجز مسبق.
ويكفي أن فورد قامت بإرسال بريد إلكتروني للعملاء الجدد لطرازات موستانج ماك إي بسبب أزمة الرقائق كالتالي "عزيزي مالك طراز موستانج ماك إي في المستقبل، هناك مشكلة في عملية الطلب بسبب أزمة نقص الرقائق أشباه الموصلات العالمية، وهذا ليس عذرًا ولكنه حقيقة لا مفر منها".
وأوضحت فورد لعملائها في الرسالة "نحن نعمل بجهد كبير ودون راحة لتسليم نسختك الجديدة من طراز موستانج ماك إي، ويتوقع أن يتم تسليمها رسميًا بعد فترة تصل إلى 6 أسابيع على الأقل".
وأكدت فورد في رسالتها "بمجرد استلام دفعة الشرائح الجديدة، سيتم تحديث السيارة موستانج ماك إي بها وسنقوم بإرسال بريد إلكتروني يفيد بتسليم سيارتك الجديدة خلال أسبوع واحد فقط كأقصى تقدير" .
ولم تتحدث فورد عن احتمالية زيادة نسبية في الأسعار، بعد الزيادة التي كشفت عنها مؤسسة كيلي بلو بوك المتخصصة في تقييم المركبات وأبحاث السيارات، والتي نشرت تقرير يؤكد ارتفاع متوسط أسعار السيارات عالميًا.
استمرار ارتفاع أسعار السيارات
أكد تقرير مؤسسة كيلي بلو بوك أن متوسط أسعار السيارات ارتفع بشكل ملحوظ بنسبة تصل إلى أكثر من 5% في الولايات المتحدة الأمريكية خلال شهر مايو 2021، وبالمقارنة بنفس الشهر من العام الماضي 2020.
وأكد التقرير أن ارتفاع أسعار السيارات كان أحد أسبابه الرئيسية ارتفاع حجم الطلب على السيارات الجديدة مع نقص الإنتاجية في الشركات بسبب زمة نقص أشباه الموصلات عالميًا.
وكانت الشركة التي شهدت ارتفاع الأسعار بشكل أكبر من غيرها من الشركات، هي الشركة اليابانية العريقة لصناعة السيارات ميتسوبيشي.
حيث سجلت الشركة اليابانية ارتفاع في متوسط أسعار طرازاتها وصل إلى أكثر من 12%، وذلك خلال شهر مايو 2021، وبالمقارنة بنفس الشهر من العام الماضي 2020.
لكن لماذا ارتفعت أسعار السيارات بسبب هذه الشريحة؟
كما ذكرنا عزيزي القارئ هذه الشريحة الصغيرة يصل سعرها إلى 1 دولار أمريكي فقط، ومع اختفائها بهذه الطريقة من الأسواق العالمية ووجود كميات قليلة للغاية ارتفعت أسعار الشريحة الواحدة منها، لنرى ارتفاع ملحوظ في أسعار السيارات والموديلات القادمة.
حيث أكدت شركة "ديل ويت" المتخصصة في صناعة هذه الشرائح أن غالبية الطرازات الجديدة خاصة ذات المحركات الكهربائية صديقة البيئة تعتمد بشكل كبير على هذه الشرائح.
وأوضحت شركة "ديل ويت" أن تقريبًا كل سيارة تحتوي على رقائق إلكترونية بقيمة تصل إلى 600 دولار أمريكي، بعد أن كانت بحوالي 312 دولار فقط في عام 2013، ولكن ليست السيارات فقط التي ستتأثر!
جميع الصناعات ستتأثر بسبب الرقائق الإلكترونية
كشف التقرير أن هذه الشريحة الإلكترونية الصغيرة ستؤثر على العديد من المجالات، حيث تدخل في العديد من الصناعات، أبرزها الهواتف الذكية والحواسيب ومنصات الألعاب الإلكترونية.
وفي نفس السياق، كشفت الشركة التكنولوجية الأمريكية الرائدة آبل أنها تنوي خفض نسب إنتاج هواتفها الذكية بنسبة كبيرة تصل إلى 20% بسبب أزمة ندرة الشرائح الإلكترونية والنقص الشديد في الأسواق العالمية.