ديون فولكس فاجن أكثر من دولة جنوب إفريقيا
تعتبر مجموعة فولكس فاجن من أضخم الكيانات في عالم السيارات حول العالم بشكل عام ولكنها مع ذلك تعاني من تراكم ديون بمبالغ مهولة قد لا يصدقها البعض عند سماعها لأول مرة.
فولكس فاجن الأكثر مديونية في العالم
وذكرت صحيفة "كارسكوبس" المختصة بأخبار عالم السيارات أن ديون مجموعة فولكس فاجن الألمانية العملاقة تبلغ 192 مليار دولار وهو ما يعني أنها الشركة الأكثر ديوناً في العالم أجمع.
ويوازي مبلغ 192 مليار دولار حوالي 720 مليار ريال سعودي وهو ما يجعل ديون فولكس فاجن أكبر من ديون دولة بأكملها مثل جنوب إفريقيا التي تبلغ مديونيتها حوالي 180.1 مليار دولار فقط.
شاهد أيضاً: فولكس فاجن تتراجع عن خطة بناء مصنع في تركيا
فولكس فاجن ليست شركة السيارات الوحيدة في القائمة
ولا تعد فولكس فاجن هي الممثل الوحيد لشركات السيارات في قائمة الـ10 الأوائل بين الشركات الأكثر مديونية حول العالم، وتظهر في القائمة أربع شركات سيارات أخرى.
وتحتل دايملر الألمانية المركز الثالث برصيد 151 مليار دولار، فيما تظهر شركة تويوتا اليابانية في المركز الرابع بقيمة 138 مليار دولار.
فيما تأتي شركة فورد الأمريكية في المركز السابع برصيد مديونية يصل إلى 122 مليار دولار، وتحتل شركة بي إم دبليو الألمانية المركز الثامن برصيد 114 مليار دولار.
هل هناك شركات في العالم بدون مديونيات؟
ويتساءل البعض هل هناك شركات لا تعاني من وجود أي مديونيات عليها؟ والإجابة هي نعم، هناك بعض الشركات التي لا تعاني من تراكم الديون بل وتمتلك احتياطيات نقدية كبيرة، مثل شركات سامسونج ومايكروسوفت وكذلك فيسبوك ومجموعة علي بابا وغيرهم من الشركات الكبيرة الرائدة في مجالات مختلفة مثل الاتصالات والتكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي والتسويق عبر الإنترنت.
كورونا زاد موقف أصحاب الديون سوءً
وتعاني الشركات صاحبة الديون بسبب عام 2020 الذي شهد أحد أقوى الأزمات في التاريخ الحديث وتحديداً منذ نهاية الحرب العالمية الثانية في سبتمبر من عام 1945.
وساهمت تداعيات فيروس كورونا المستجد من زيادة الديون على الشركات العالمية بحوالي 12% وربما تستمر الزيادة خلال الشهور المقبلة حتى السيطرة على هذا الوباء الذي تسبب في تغيير مستقبل الكثير من الشركات والمجالات الصناعية والتجارية في العالم.
وبرغم ما تمر به مجموعة فولكس فاجن الألمانية من مديونيات مرعبة فإنها أكدت ثقتها في مبيعاتها بالسوق الصيني الذي يعد أكبر أسواق السيارات على المستوى العالم.
وذكرت وكالة الأنباء الألمانية "د.ب.أ" أن فولكس فاجن تعتبر قوة السوق الصيني واستعادته السريعة لعافيته سيجعلها قادرة على عبور أزمة فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19" والأضرار الكبيرة التي سببها لصناعة السيارات في عام 2020 أسرع من المتوقع.
شاهد أيضاً: تفاؤل فولكس فاجن رغم استمرار تداعيات كورونا
أداء جيد في السوق الصيني
ووصفت فولكس فاجن مبيعات علاماتها التجارية بأنها تبلي بلاء حسناً في الصين وهو ما يرفع من توقعات المجموعة في النصف الثاني من 2020.
وتطمح فولكس فاجن في أن تحقق خلال النصف الثاني من عام 2020 رقم مماثل لما حققته من مبيعات في النصف الأول من عام 2019.
وعانى السوق الصيني خلال الربع الأول من عام 2020 من انهيار حاد بسبب التفشي الكبير لفيروس كورونا في البلاد وهو ما أثر على الكثير من شركات السيارات التي تعتمد في مبيعاتها بشكل كبير على هذا السوق الأضخم على مستوى العالم.
مؤشرات على التعافي
وتأمل فولكس فاجن أن تستمر في التعافي من انخفاض المبيعات الذي وصل إلى 35% مقارنة بالعام الماضي خلال الربع الأول من 2020 خلال النصف الثاني من العام الجاري وبداية العام المقبل.
وكشفت فولكس فاجن عن مبيعات الربع الثاني التي انخفضت بنسبة 17% مقارنة بالعام الماضي وهو ما يؤكد أن السوق يتجه إلى التعافي.
وتعمل فولكس فاجن بقوة خلال ماتبقى من عام 2020 لتحسين مبيعاتها في فئة السيارات الفارهة مع طرح ثلاثة موديلات جديدة في السوق الصيني من جيتا بعد تطويرها.
وبرغم تفاؤل فولكس فاجن فإن الشركة تخشى من حدوث موجات ثانية من فيروس كورونا خلال الخريف أو الشتاء المقبلين وهو ما سيعطل المبيعات بشكل كبير وسيعيد الأزمة إلى السطح مرة أخرى.
يأتي ذلك بعدما أبدى كريستيان داهلهايم مدير مبيعات مجموعة فولكس فاجن رأيه في الوقت الذي يحتاجه السوق الأوروبي بشكل خاص والعالمي بشكل عام من أجل التعافي من الآثار الضخمة لفيروس كورونا والتي أدت إلى انهيار المبيعات وحملت الشركات خسائر فادحة بمليارات الدولارات.
وتوقع مدير مبيعات فولكس فاجن أن يحتاج السوق الأوروبي إلى عامين على الأقل من أجل التعافي من آثار كورونا، فيما لن يحتاج السوق الصيني لكل هذه المدة وهو ما يعني قدرته على التعافي بشكل أسرع.