راينج روفر إيفوك مهمتها كبيرة ولكن... سـهـلـة
-
1 / 9
منذ أن أطلقت راينج روفر سيارتها الصغيرة إيفوك وهذه السيارة تحدث جلبة كبيرة لم نتمكن من فهم السبب فيها إلا بعد أن إلتقيناها وجهاً لوجه
عندما تنتقل سيارة ما من الطور الإختباري الى خطوط الإنتاج، تتعرض لتبدلات عديدة. فعلى سبيل المثال، إزداد وزن وطول كل من فولكسفاكن بيتل وبورشه بوكستر الإختباريتين عند تحولهما الى سيارات فعلية تخرج عن خطوط إنتاج وتجميع شركتيهما. أما راينج روفر إيفوك التي قدمت عام 2008 في معرض ديترويت للسيارات كطراز إختباري حمل تسمية LRX، فقد بقيت على حالها وبحيث كانت التعديلات التي طاولت الطراز المنتج تجارياً منها ضئيلة، في وقت كان التعديل الأبرز محصوراً بالتسمية حيث تبدل الإسم من لاند روفر LRX الى راينج روفر إيفوك وذلك لسبب بسيط جداً هو أن شركتها أرادت إقتحام سوق سيارات الـ SUV الصغيرة والمترفة عبر سيارة تملك من الإمكانات ما سيمكنها من فرض نفسها ولعب دور واضعة المقاييس التي سيتوجب على المنافسة أن تلحق بها.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
ولسيارتها هذه، قررت راينج روفر أن تعتمد على محرك من 4 أسطوانات بسعة ليترين تم تزويده بجهاز توربو يعمل بالتناغم مع نظام بخاخ ألكتروني. ويمكن لهذا المحرك المعتمد أيضاً لـ فورد مونديو، أن يولد قوة 240 حصاناً عند 6000 دورة في الدقيقة تترافق مع 340 نيوتن متر من عزم الدوران الذي يمكن إستخراجه إبتداءً من 1900 ولغاية 3500 دورة في الدقيقة. وهنا، قامت راينج روفر بإخضاع هذا المحرك الى بعض التعديلات لجعله مناسباً لمتطلبات الطرقات الوعرة، خصوصاً بعد تزويد إيفوك بنظام التجاوب مع كل أنواع الطرقات الذي يعمل على تعديل معايير عمل أجهزة التعليق ونظم الدفع وطريقة تبديل علبة التروس و... لتتناسب مع أنواع الدروب و المسالك والطرقات التي تعبرها إيفوك. وتنتقل قوى دفع هذا المحرك من خلال علبة تروس أوتوماتيكية سداسية النسب الى العجلات الأربع التي تخفي الأمامية منها تعليقاً يعتمد على قوائم ماكفرسون الإنضغاطية مع أذرع تحكم سفلية وقضيب مقاوم للإنحناء والغوص. أما في الخلف، فيقوم التعليق على قوائم خاصة تم تعزيزها بوصلات طولية وأخرى عرضية وقضيب مقاوم للإنحناء والغوص.
أما عند قيادة إيفوك، فسيكتشف المرء أن هذه السيارة تتحلى بإنقيادية ممتازة وسيشعر أنها تجمع بين مواصفات سيارات الهاتشباك الرياضية الأوروبية المنشأ وسيارات الكروس أوفر الرياضية. فهي تتحلى بمستويات ثبات متقدمة ولكنها لا تضحي بالراحة، خصوصاً أن راينج روفر زودت الشاسي بمعايير عمل تركز على القيادة على الطرقات المعبدة إيماناً منها بأن حوالي 90 بالمئة من قيادة هذه الفئة من السيارات تتم على الطرقات المعبدة. ومع ذلك، لا يمكن لأي كان أن ينكر قدرات إيفوك عند الإنتقال بها الى الدروب والمسالك الوعرة. حينها وعلى الرغم من طابعها السياحي، تتمكن إيفوك من عبور الدروب على أنواعها يساعدها في ذلك خلوص مرتفع نسبياً وواجهتين أمامية وخلفية مرتفعتين يمكن معها عبور الحفر العميقة والشديدة الميلان وقطع المستنقعات المائية التي يصل إرتفاع الماء فيها الى حوالي 50 سم.
وفي هذا السياق، لا يمكن إغفال فضل مسافة التحرك العمودي لأجهزة التعليق في توفير مستويات راحة عالية، كما لا يمكن إغفال دور ماصات الصدمات الممغنطة والنشطة التي تتوفر إضافياً والتي لا تكتفي بمنع وصول إرتجاجات الطريق وإنحناءاتها الى مقصورة الركاب، بل تعمل أيضاً على إبقاء السيارة في وضعية أفقية بعيدة عن تمايلات الهيكل.
في الداخل وبمجرد دخول المرء الى مقصورة إيفوك، سيكتشف أنها تتفوق على كافة منافساتها وبالأخص الألمانيات شأن أودي Q5 وبي ام دبليو X3 ومرسيدس GLK. فالمقصورة مبطنة بالجلود الفاخرة والمعززة ببعض المقاطع البلاستيكية التي تتحلى بجودة متقدمة. أما لائحة التجهيزات، فهي غنية وتشمل كل ما يخطر ببال المرء من تجهيزات راحة وأمان وترف. وفي سياق الحديث عن المقصورة، لا بد من الإشارة الى أنها تتحلى بمساحات داخلية كريمة لأربعة ركاب دعمتها راينج روفر بحجم تحميل جيد في الخلف حتى في فئة الأبواب الثلاثة التي تتميز بخط سقفها الذي ينخفض بمعدل 3 سم عنه لسقف فئة الخمسة أبواب.
في النهاية، يمكن القول أنه على الرغم من قيادة إيفوك القصيرة، إلا أن هذه السيارة تتمتع بكل ما يلزم لتحقق نجاحاً عالياً وبالأخص في العالم العربي حيث كانت راينج روفر ولا تزال تتحلى بسمعة ممتازة مردها سياراتها التي تعكس صورة راقية عن سائقها والتي تحافظ على قيمة عالية عند إعادة بيعها كسيارات مستعملة. وعلى الرغم من أن راينج روفر تتوقع أن تزيد مبيعات أيفوك ذات الأبواب الخمسة عن 70 بالمئة من إجمالي مبيعات إيفوك، إلا أننا نتوقع أن تلاقي فئة الأبواب الثلاثة رواجاً عالياً نظراً لروحها الرياضية وبالأخص بين المستهلكين العازبين الراغبين بالتميز والفرادة. بإختصار، تتميز إيفوك بقدرات متقدمة لن يعيقها شئ بإستثناء السعر الذي يتوقع أن يكون مرتفعاً بالمقارنة مع المنافسة. ومع ذلك وكما العادة في سوق السيارات، سيتوجب على من يريد التميز، أن يدفع أكثر.
«عند قيادة إيفوك، سيشعر المرء أنها تجمع بين مواصفات سيارات الهاتشباك الرياضية الأوروبية المنشأ وسيارات الكروس أوفر الرياضية الطابع»