راينج روفر الحياة بعد الأربعين
-
1 / 20
قد يبدو راينج روفر الجديد الذي دخل في عقده الرابع وكأنه نال عملية شد وجه عادية ولكن قيادته على الطرقات المعبدة وبعيداً عنها تؤكد أن هذه السيارة التي كانت ممتازة أصبحت اليوم أكثر.. إمتيازاً
مع التبدلات المناخية التي تطاول معظم بقاع الأرض عند حلول موسم الشتاء، ترتفع نسبة الفيروسات والأمراض التي تطاول الإنسان وبالأخص تلك المتعلقة منها بالرشح الذي يكتشف العلماء المئات منه كل عام. وكما الحال في عالم الطب، هناك فيروسات جديدة تطاول المستهلك الراغب بشراء سيارة جديدة وبالأخص في حال كانت السيارة المطلوبة تنضوي تحت لواء السيارات الرياضية المتعددة الإستعمال المعروفة بتسمية SUV. وفي العالم العربي وعلى الرغم من أن المستهلك بات يتحلى بالوعي والمعرفة الكافيين لإختيار سيارته الجديدة، إلا أن هناك ظاهرة ـ أعتقد أن عبارة «أريد الأفضل حتى لو لم أكن بحاجة اليه» تنطبق عليها ـ بدأت تتفشى بين المستهلكين وكأنها عبارة عن فيروس جديد.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
ومع هذه الظاهرة وتحديداً في عالم سيارات الـ SUV، يبحث المستهلك عن أفضل المواصفات التي تمكن سيارته الرياضية المتعددة الإستعمال من عبور أكثر الأماكن وعورة في العالم وهو على يقين تام بأن إمكانية إحتياجه لهذا النوع من التجهيزات نادرة لدرجة أنه قد يعتمد عليها بمعدل مرة واحدة كل عام ونصف، إن لم أقل كل عامين أو أكثر ولدرجة أن المواصفات التي يطلبها هذا المستهلك قد تسعفه مرة واحدة ولكن فقط في حال تعرض البلد الذي يقطنه الى تسونامي كذلك الذي أصاب اليابان منذ عامين تقريباً. أما السبب الذي يدعو المستهلك الى الذهاب في هذا الطريق، فهو أن هذا النوع من القرارات يوفر له نوعاً من الإكتفاء الذاتي الذي يبعث في نفسه نوعاً من السعادة الداخلية وبالتالي نوعاً من الأمان الذاتي.
وعلى الرغم من أن المستهلك الذي يدفع «المبلغ المرقوم» مقابل سيارة من هذا النوع تشمل مركبات شأن بورشه كايين وأودي Q7 ومرسيدس GL وبي ام دبليو X5 ولكزس LX وغيرها والتي توفر جميعها ومن دون إستثناء متعة قيادة عالية على الطرقات المعبدة وبعيداً عنها ومع أن الأكثرية العظمى من مالكي هذه السيارات لا يذهبون بها الى الدروب والمسالك الوعرة، إلا أن هذه السيارات لا تزال تلقى رواجاً عالياً وبالأخص في العالم العربي حيث لا تزال إحدى سيارات هذا القطاع تحتل مرتبة متقدمة بين المستهلكين. وهنا، أقصد بالتأكيد، راينج روفر التي تتميز عن سيارات هذه الفئة بالصورة التي تعكسها عن سائقها أو مالكها والتي قررت شركتها أن تعزز من قدراتها مع إطلاق الجيل الرابع والجديد منها.
ولأن سيارات الـ SUV الكبيرة والمترفة تعاني من أوزانها العالية ومراكز جاذبيتها المرتفعة وبعدها عن الروح الرياضية الحقيقية ومحركاتها التي تبتلع كميات كبيرة من الوقود، إرتأت راينج روفر أن العائق الأكبر لسيارتها الكبيرة يتمثل بالوزن الذي يتوجب تخفيضه لينعكس ذلك بالإيجاب على كل مكونات القيادة. ومن هنا، كان القرار بالإعتماد على قاعدة وهيكل مصنوعين بشكل رئيسي من الألومينيوم الذي أدى وعلى الرغم من إزدياد طول القاعدة لتبلغ 292,1 سم، الى تمكن مهندسي راينج روفر من خفض الوزن الإجمالي للسيارة بمعدل راوح بين 300 و420 كلغ تبعاً للفئة والمحرك. ومع هذا الإنخفاض في الوزن، يمكن لسائق راينج روفر أن يشعر بأن سيارته باتت أكثر نشاطاً لجهة تحقيق السرعات العالية وأنها تتحلى بتماسك جيد وبالأخص على الطرقات المعبدة التي تحتوي على عدد من المنعطفات يساعدها في ذلك تعليق هوائي يقوم بتعديل ضغط الهواء في كل ماص صدمات على حده لمواجهة تمايلات الهيكل في المنعطفات.
وفي سياق الكلام عن تخفيض الوزن وفي حال قمنا بالمقارنة مع الجيل الأسبق، يمكن القول أن هذا الأخير كان يتحلى بتماسك جيد ولكنه لم يكن متفوقاً وكان يتطلب منك أن تناور به وأن تعتمد على خبرتك في القيادة كي تتمكن من التعامل مع المنعطفات بيسر وأن تعتمد دوماً علي خفض نسب علبة التروس لتخفيض المسافات التي يتطلبها لتحقيق التوقف التام من سرعات عالية. أما مع راينج روفر الجديد، فقد تم تلافي هذه النقاط ذلك أن قيادتنا له أكدت أنه متماسك مع نفسه تماماً كما هو متماسك مع الطريق ولا يتطلب منك جهداً عالياً للتعامل مع المنعطفات على أنواعها كونه مزود بمقود محسن يوفر مستويات تجاوب ودقة عاليين عززتهما راينج روفر في الطرازات المزودة بمحركات الأسطوانات الثماني، بقضبان مقاومة للإنحناء من النوع النشط تعمل بشكل مستمر على إبقاء الهيكل على خط أفقي وذلك بالتعاون مع التعليق الذي حافظ على مبدأ الوصلات المتعددة في الأمام والخلف ولكن بعد صناعته من خليط من الألومنيوم المعالج لخفض وزنه وزيادة صلابته وليعمل ذلك وبالتعاون مع التطوير الذي نالته القاعدة على زيادة الإحساس بترابط الهيكل مع البنية التحتية، خصوصاً أن التلاعب العمودي الذي كانت المقدمة تعاني منه في الأجيال السابقة، إختفى الى غير رجعة تقريباً.
وعلى الطرقات السيئة التعبيد، قد يشعر المرء أن راينج روفر الجديد وصل الى مستويات التفوق التي تتحلى بها سيارات شأن بورشه كايين أو بي ام دبليو X5 وX6 ذلك أن راينج روفر لا تقارن سيارتها هذه بالسيارتين الألمانيتين المنافستين، بل بسيارات شأن مرسيدس فئة S وبنتلي كونتيننتال فلايينغ سبور ولكزس LS التنفيذية. وهنا، لا تشعروا بالحيرة أبداً لأن راينج روفر أرادت من الجيل الجديد من سيارتها أن يكون عبارة عن سيارة رياضية متعددة الإستعمال من الفئة الكبيرة والمترفة ولكن شرط أن ينتمي الى فئة السيارات التنفيذية أيضاً. ومن هنا، يبدو بوضوح أن راينج روفر ركزت كثيراً على الإنقيادية الناعمة والراحة القصوى واللتين تم تعزيزهما بمستويات تماسك وتوازن متقدمين جداً.
فعلى الطرقات المعبدة، يكفي أن تقود راينج روفر الجديد لتتأكد بنفسك أنه يتمتع بهدوء تشغيلي متقدم مرده بالدرجة الأولى تعليق متطور قادر على إمتصاص تموجات الطريق وإبعادها عن مقصورة الركاب التي نالت عملية عزل صوتي متقدمة جداً تشعر معها بمستويات هدوء عالية جداً حتى عند قيادة راينج روفر على سرعات تراوح في حدود 160 كلم/س. وفي هذا الإطار، لم تكتفي راينج روفر بعملية العزل، بل قامت بمراجعة عدد كبير من المواد المستعملة في بناء المقصورة والتي ركزت معها على الجودة المتفوقة. فنوعية الجلود والأخشاب والمواد البلاستيكية المطاطية و.. ممتازة لدرجة يشعر سائق السيارة وركابه أنهم في صالون من الدرجة الأولى. وهنا، لا يمكن أيضاً إغفال مستويات الراحة العالية التي توفرها مقاعد راينج روفر الجديد التي تمت صناعتها من رغوات إسفنجية ـ مطاطية مدروسة ومختبرة خصيصاً لتوفير راحة جلوس قصوى عززتها راينج روفر بمساحات داخلية كريمة لخمسة ركاب من الحجم الكبير.
وفي إطار عملية التجديد التي نالتها المقصورة، قررت راينج روفر أن توفر لوحة قيادة جديدة كلياً ولكن ضمن الروح التصميمية التي طالما ميزت لوحات قيادة راينج روفر. ومع اللوحة الجديدة، نالت راينج روفر تجويفاً للعدادات يعتمد على شاشة TFT يمكن تعديل نوعية المعلومات التي تعرضها تبعاً لطريقة القيادة ونوعيتها. أما في الوسط حيث الكونسول الوسطي، فقد إختفت «زحمة» المفاتيح الي غير رجعة إذ تم الإعتماد على شاشة وسطية علوية مدمجة بالكونسول خصصت لجهاز الملاحة الأنظمة الموسيقية والسمعية والمرئية والكاميرات الأمامية والخلفية والهاتف و.. أما القسم السفلي من الكونسول، فقد نال ثلاثة مفاتيح دائرية نافرة للتحكم بمكيف الهواء، قابلها في الجزء الأفقي من الكونسول مفتاحين دائريين للتحكم بعلبة التروس وبجهاز التجاوب مع مختلف أنواع الطرقات والدروب. وهنا، تتوجب الإشارة الى أن هذا الأخير نال عملية تطوير متقدمة رفعت فعالية عمله خصوصاً أنه بات مزوداً ببرنامج عمل أوتوماتيكي جديد تقوم مستشعراته بمراقبة معطيات الطريق وأسلوب القيادة وترسل معلوماتها الى الكمبيوتر المركزي الذي يقوم تلقائياً بإختيار معايير العمل المناسبة للطريق أو الدرب المقطوعة. أما البرامج الخمسة الأخرى، فقد بقيت على حالها وهي تضم برامج القيادة العادية, القيادة على الأعشاب والحصى والثلج، القيادة على الوحول وفي الأخاديد، القيادة على الرمال والقيادة على الصخور والتي يعمل كل منها وفق معايير عمل مسبقة التحديد تبدل قدرات القيادة وقوة السحب وتعدل طريقة إستجابة المحرك وعلبة التروس والتعليق والتروس التفاضلية و.. بما يتناسب مع نوعية المسالك التي تعبرها راينج روفر.
وفي هذا السياق، لا بد من الإشارة الى أن راينج روفر الجديدة ستتوفر بخيار بين 4 محركات منها 2 تعمل بالديزل سيتم حصرها بأسواق أفريقيا الشمالية و2 تعمل بالبنزين وتنتمي الي نادي محركات الأسطوانات الثماني بشكل V سعة 5 ليترات. ويولد المحرك الأول قوة 375 حصاناً عند 6500 دورة في الدقيقة تترافق مع 510 نيوتن متر من عزم الدوران الذي يمكن إستخراجه عند مستوى 3500 دورة في الدقيقة. أما المحرك الثاني، فهو المحرك الأول نفسه ولكنه مزود بسوبر تشارجر إرتفعت معه القوة الى 510 أحصنة تتوفر بين 6000 و6500 دورة في الدقيقة وعزم الدوران الى 625 نيوتن متر يتطلب إستخراجها بالكامل إبقاء المحرك بين 2500 و5500 دورة في الدقيقة. ومع المحركات الأربع، إعتمدت راينج روفر على علبة تروس أوتوماتيكية متتالية تتألف من 8 نسب أمامية متزامنة وتحمل توقيع الصانع الشهير ZF. ومن ناحية أخرى، زودت راينج روفر علبة التروس هذه ببرنامج عمل رياضي يرفع عند إعتماده حدة تجاوب علبة التروس ومحول العزم كما يزيد من قساوة التعليق ويسرع نسبة المقود الميكانيكي ـ الكهربائي الذي يوفر شعوراً عالياً بالطريق ويتمتع بدقة توجيهية متقدمة عززتها راينج روفر بنسبة مساعدة ممتازة لمختلف ظروف السير.
وفي مواجهة قدرة راينج روفر الجديدة على التصرف وكأنها تنتمي الى قطاع سيارات السيدان التنفيذية لجهة الإنقيادية والراحة وسهولة الإستعمال والقيادة الممتعة وعلى الرغم من أن مالكي هذا النوع من السيارات لا يذهبون بها الى المناطق الوعرة أو الصحراوية إلا فيما ندر، إلا أن راينج روفر الجديد يملك من الإمكانات والتجهيزات ما يمكنه من الوصول الى أكثر الأماكن وعورة. وهنا، وفرته شركته مع ترس تفاضلي وسطي قابل للغلق، ترس تفاضلي خلفي بقدرة غلق (يتوفر إضافياً)، علبة تحويل بسرعتين بطيئة وسريعة، تعليق يمكن التحكم بإرتفاعه من خلال معيارين يرفعان السيارة بمعدل 45 و75 ملم على التوالي ويسمحان بتحقيق خلوص يصل الى 300 ملم. ومع زاويتي إقتراب وإبتعاد تصلان الى 26 و24,6 درجة مضافاً اليهما 20,1 درجة للزاوية التي تربط منتصف أرضية راينج روفر ونقاط ملامسة إطاري المحورين الأمامي والخلفي مع الأرض، يمكن لـ راينج روفر أن يعبر أكثر المناطق وعورة وقساوة من دون أن يرتطم أو يعلق أي من أقسامه السفلية بالطريق وهو أمر إختبرناه أثناء التجربة في المناطق الحجرية والصخرية وعلى الكثبان الرملية المنتشرة بين دبي والعين في دولة الإمارات حيث أطلقت جاكوار لاندروفر الشرق الأوسط راينج روفر الجديد.
بإختصار، يمكن القول أن ما قامت به راينج روفر لإبقاء سيارتها هذه في الصدارة أمر لا يستهان به وقد حسّن راينج روفر بشكل كبير والأهم من ذلك أنه مكن هذه السيارة من البقاء على عرش قطاعها ـ على الأقل ريثما يتم إطلاق النسخ التجارية المنافسة التي تحمل شعارات.. بنتلي ومازيراتي.
«يرغب محبو راينج روفر بكل التجهيزات المتفوقة وكأنهم يضعون في حساباتهم إمكانية إستعماله في حال تعرضت البلاد الى.. تسونامي»
«تم الإعتماد على قاعدة وهيكل مصنوعين بشكل رئيسي من الألومينيوم الذي أدى وعلى الرغم من إزدياد طول القاعدة الى خفض الوزن بمعدل 300 الى 420 كلغ تبعاً للفئة والمحرك»
«لتعزيز الراحة والإنقيادية والترف، قارنت راينج روفر سيارتها بسيارات شأن مرسيدس فئة S وبنتلي كونتيننتال فلايينغ سبور ولكزس LS التنفيذية»
«نال جهاز التجاوب مع مختلف أنواع الطرقات والدروب برنامجاً أوتوماتيكياً جديداً يقوم بإختيار معايير العمل المناسبة للطريق أو الدرب المقطوعة»
المواصفات
راينج روفر
الأرقام
5,0 ليتر ـ 8 أسطوانات بشكل V ـ دفع رباعي ـ 375 حصان ـ 510 نيوتن متر
5,0 ليتر ـ سوبر تشارجر ـ 8 أسطوانات بشكل V ـ دفع رباعي ـ 510 حصان ـ 625 نيوتن متر
علبة التروس: 8 أوتوماتيكية متتالية طراز ZF
الوزن: 2200 الى 2330 كلغ
الطول: 4999 سم، العرض: 198,3 سم، الإرتفاع: 183,5 سم