رولس رويس 102 EX الشبح... الصامت
-
1 / 15
صحيح أنها لا تزال إختبارية ولكننا تمكنا من قيادتها لوقت قليل. إنها رولس رويس 102 EX الإختبارية التي تندفع بقوة الكهرباء فقط.
كلنا يعلم أن هناك توجهاً في عالم صناعة السيارات نحو توفير سيارات صديقة للبيئة وكلنا يعلم أن الصانعين يعملون من خلف الكواليس ومن أمامها على تطوير مركباتهم للخروج بسيارات يمكنها أن تنقل الناس من دون أن يكون لها أي تأثير سلبي على البيئة. ولكن لن يفكر أي منا في أي يوم من الأيام بأن صانع متخصص بالسيارات السوبر رياضية شأن فيراري أو لمبورغيني قد يقوم بأي خطوة في هذا الإتجاه. وينطبق ذلك على الصانعين المتخصصين بالسيارات الفارهة الفخامة شأن أستون مارتن أو بنتلي أو حتى رولس رويس، مع العلم أن هذه الأخيرة لم تخطو خطوتها الأولى في هذا الميدان وحسب، بل سجلت عبورها الكامل لهذا الطريق من خلال فئة من سيارتها فانتوم تحمل تسمية 102 EX ولا تعتمد للإندفاع إلا على الطاقة الكهربائية. ولكن لماذا تقوم شركة مثل رولس رويس بالذهاب الى هذا المدى؟ الحقيقة، سيتوجب علينا هنا أن نتعمق في الأسباب التي تؤدي بالمستهلك الى التوجه نحو رولس رويس كهربائية دون غيرها من السيارات المنافسة.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
وفي هذا الإطار، يمكننا تقسيم زبائن رولس رويس كهربائية الى عدة فئات. فهناك من قد يرغب بهذه السيارة لأنه في حال أراد أن يسافر لمسافة تزيد عن 100 كيلومتر، فسيعتمد على طائرته الخاصة سواء كانت مروحية أو نفاثة. وهناك أيضاً من يرغب بمستويات من الهدوء الذي يزيد عنه لما يشعر به المرء من داخل مقصورات سيارات رولس رويس. وضمن هذه الشريحة، هناك من يود أن يشعر بتسارعات المحركات الكهربائية التي يمكنها أن توفر نسب عالية من عزم الدوران الذي يبدأ بمجرد ملامسة دواسة التسارع. وتتواجد أيضاً شريحة من المستهلكين الذين سيودون شراء رولس رويس كهربائية لسبب بسيط هو أنهم قادرون على تحمل ثمنها أو لأنهم يريدونها ضمن مجموعتهم الخاصة من السيارات. وهناك أيضاً المستهلكين اللذين يضعون التطورات التقنية ضمن أولوياتهم، بالإضافة الى الزبائن اللذين قد يرغبون بشراء سيارة من هذه الفئة لأنهم من حماة البيئة أو لأنهم يريدون أن يعتقد الناس أنهم يريدون حماية كوكب الأرض.
ولكن مهما كان السبب، فقد قررت رولس رويس أن تمضي في مشروع فانتوم الكهربائية قدماً وهذا هو بالفعل ما قامت به ولتخرج بسيارة جديدة تحمل تسمية 102 EX كان لنا ولعدد من أبرز زبائن رولس رويس في دول مجلس التعاون الخليجي، فرصة قيادتها على حلبة أوتودروم في دبي لوقت قليل. وهنا قد تتساءلون عن السبب في إختيار حلبة لتجربة سيارة كهربائية مترفة جداً لا تتعلق لا من قريب ولا من بعيد بالسيارات السباقية أو حتى الرياضية. الواقع، كانت التجربة عبارة عن بضعة لفات على حلبة مغلقة لأن 102 EX لا تزال سيارة إختبارية مئة بالمئة ولأن السيارة ليست أصلاً مسجلة لدى الدوائر الحكومية المختصة للسير على الطرقات العامة.
ولشحن بطاريات 102 EX التي أخذت لنفسها مكاناً في مقصورة المحرك الأمامية، يمكن إستعمال السلك الكهربائي التقليدي الذي يتم ربطه في فتحة خاصة خلف الباب الخلفي الأيمن أو عبر لوحة لا سلكية يتم ربطها الى قابس كهربائي. ويتم تثبيت هذه اللوحة الى أرضية المرآب في المنزل ويكفي أن يقوم سائق 102 EX بركن السيارة فوقها ليتم بعدها إعادة شحن السيارة بشكل أوتوماتيكي. وهنا تبلغ نسبة القدرة الضائعة بسبب الشحن اللاسلكي حوالي 8 بالمئة فقط. ولا تكتفي 102 EX بذلك فقط. فبالإضافة الى البطاريات المثبتة في الأمام، جرى وضع المحركين الكهربائيين (بقوة 145 كيلووات لكل منهما) في الخلف وتحديداً مكان خزان الوقود التقليدي. أما الوقت المطلوب لشحن كامل، فيمكن أن يراوح بين 8 و20 ساعة. وتسمح البطاريات التي تعتبر أكبر بطاريات مخصصة للسيارات لغاية حينه لـ 102 EX أن تسير لمسافة 200 كلم من دون الحاجة الى إعادة الشحن، في وقت لن يتمكن سائق هذه السيارة من تعدي سرعة 160 كلم/س. ومن جهة أخرى، يمكن لـ 102 EX أن تتسارع من الصفر الى 100 كلم/س في غضون 8 ثواني وهو في الواقع توقيت جيد في حال أخذنا في عين الإعتبار وزن 102 EX الذي يراوح في حدود 2,7 طن. وهنا لا بد من الإشارة الى أن إجمالي قوة 102 EX يصل الى 388 حصاناً، أي أقل بـ 65 حصاناً من إجمالي قوة محرك الأسطوانات الـ 12 البالغ 453 حصان. أما عزم الدوران الخاص بالفئة الكهربائية، فيراوح في حدود 800 نيوتن متر.
قيادة هذه السيارة ولو لبضعة لفات تؤكد أن ما قامت به رولس رويس من عمل «كهربائي» على سيارتها هذه، ناجح جداً. فالفارق بين فانتوم المزودة بمحرك V12 بنزيني و102 EX ضئيل إذ تتحلى السيارتان بقدرات تسارعية مميزة وتتسم المقصورتان بهدوء تام قد يعكره في الفئة البنزينية هدير محرك خافت يقابله في 102 EX صوت واحد ينحصر بضجيج الإطارات فقط. ففي السيارات الكهربائية الأخرى وفي ظل غياب الضجيج المرافق للسير، تشعر بحركة التعليق وبضجيج الهواء عند إرتفاع السرعة. أما مع 102 EX المبنية على قاعدة فانتوم المتطورة جداً، فلن تتمكن من الشعور بعمل أي من مكوناتها وسينحصر الضجيج الذي يمكنك أن تسمعه عند قيادتها بضجيج الهواء وصوت مروحة مكيف الهواء ولدرجة سيتهيء لك أنك جالس في فانتوم القياسية وهي متوقفة ولكنك ستشعر وكأن أحدهم وضع شاشات ثلاثية الأبعاد حول السيارة تعرض مناظر أمامية وجانبية متحركة بإتجاه الخلف وعندها سيقول لك دماغك أنك تتحرك الى الأمام ولكن جسمك لن يقبل بذلك.
بإختصار، يمكن القول أنه من المفترض بـ رولس رويس أن تكون قمة في التكنولوجيا والإبداع و102 EX لا تشذ عن القاعدة، بل تضيف اليها حلاً مستقبلياً نظيفاً وممتازاً لا ينقصه إلا مزيد من التطوير بهدف زيادة المسافة التي يمكن قطعها من دون الحاجة الى إعادة الشحن، مع العلم أن مستعملي سيارات رولس رويس لا ينتقلون على متنها لمسافات تزيد عن 200 كلم يومياً.